أكثر من ستة عشر مواطنا مصريا تم قتلهم فى ليبيا على أيدى عصابات الهجرة غير الشرعية بعد الاختلاف على قيمة الأجرة المتفق عليها بينهم، فقد استغلت تلك العصابات الظروف غير المستقرة التى تعانى منها ليبيا وبدأت فى العمل على تهريب راغبى الهجرة السرية إلى المدن الليبية والدول الأوروبية عبر البحر وتتقاضى ما يقارب الثلاثين ألفا من الجنيهات مقابل تهريب الفرد الواحد لتتكسب بذلك من ورائهم الملايين والملايين من الجنيهات، وأصبحت تلك الهجرة ظاهرة خطيرة تتزايد يوما بعد يوم وتهدد المجتمعات فى أمنها واقتصادها واستقرارها. وتعمل عليها وتنظمها عصابات متخصصة تبيع الوهم للشباب الذين يدفعون بأرواحهم لتحقيق حلم زائف وثراء سريع، كما أصبحت مشاهد غرق وقتل المهاجرين غير الشرعيين أمرا مألوفا، فى الوقت الذى تعانى فيه معظم الدول من الفشل الذريع فى مواجهة تلك الظاهرة والقضاء عليها أو حتى الحد من انتشارها. والهجرة غير الشرعية هى دخول بلد معين «سرا»، فالمهاجر لا يحمل أوراقا رسمية أو تأشيرة دخول للدولة التى يهاجر إليها، مما يتسبب فى العديد من المشكلات التى تعجز مختلف الدول عن القضاء عليها، لذلك لابد من العمل على دراسة الأسباب التى تجعل الشباب يلجأ لهذه الوسيلة غير عابئ بالمخاطر التى تواجهه دراسة جيدة، فهذه الأسباب لا تنحصر فقط فى الفقر والبطالة وعدم توفير فرص العمل، بل يأتى فى المقام الأول عقوق الوطن والشعور بعدم الانتماء إليه، وفى رأيى أن محاربة الهجرة غير الشرعية والتصدى لها بقوة لا تأتى سوى بتضافر جميع الجهود لوضع السياسات وسن القوانين اللازمة للحد من تلك الظاهرة التى أصبحت تهدد مستقبل شبابنا وأوطاننا، ولابد من العمل على غرس قيم الولاء والانتماء لدى المواطن المصرى منذ الصغر مع توفير فرص العمل للشباب عن طريق إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة والبدء فورا فى إقامة حوارات مع الشباب للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية.