مع انطلاق المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، تبدو ساحة المنافسة حصريًا لرموز فلول نظام مبارك، أو «أبناء الفلول» ممن يسعون إلى وراثة مقاعد آبائهم تحت القبة. أينما وليت وجهك فى شوارع المحروسة، تجد أمامك لافتات إعلانية لمرشح انتمى بطريقة أو بأخرى لنظام المخلوع، إلى درجة أن دائرة بعينها فى الجيزة يتنافس عليها ثلاثة من عتاة الفلول، بينما لا يوجد وجه واحد يعبر عن الثورة، أو حتى التيارات المدنية الأخرى كالناصريين والليبراليين واليساريين. هذا الواقع الغريب بعد ثورة أسقطت مبارك، يثير ألف علامة استفهام، فهل أصبح الشعب أكثر تقبلاً لعودة الذين أسقطهم إلى صدارة المشهد السياسى فى البرلمان.. المعبر عن أصواتهم والممثل لطموحاتهم وأحلامهم؟! هل أدت الإحباطات الناجمة عن حكم الإخوان إلى دفع الشعب إلى الارتماء فى حضن الفلول على طريقة الاستجارة من الرمضاء بالنار؟ الإجابة على السؤال ليست واضحة حتى الآن، فالصندوق قد يعيد نظام مبارك أو قد يوجه له ضربة قاضية نهائية؟ وتجرى المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب يومى 17 و18 أكتوبر الحالى فى الخارج و18 و19 فى الداخل، وتشمل 14 محافظة هى الجيزة والفيوم وبنى سويف والمنيا وأسيوط والوادى الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومطروح، بالإضافة إلى قائمتى شمال وجنوب ووسط الصعيد وغرب الدلتا. وتجرى انتخابات المرحلة الثانية خارج البلاد يومى 21 و22 نوفمبر المقبل، ويومى 22 و23 من نفس الشهر داخل البلاد فى 13 محافظة هي: القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال وجنوب سيناء. وشهدت محاكم مجلس الدولة قضايا من التيارات والأحزاب للحفاظ عليها والإبقاء فى المعركة الانتخابية. من بين الأحكام إلغاء قرار اللجنة العليا للانتخابات باستبعاد قائمة ائتلاف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال فى الصعيد، وقائمة فرسان مصر من خوض الانتخابات. القوائم الأربعة على مستوى الجمهورية تمثل 140 مقعدًا مقسمة إلى قائمتين 45 مقعدًا لكل منهما، وقائمتين صغيرتين تضم كل منهما 15 مقعدًا. وتنافس قائمة «فى حب مصر» على القوائم الأربعة من بينها شرق الدلتا والمتوقع أن تفوز بالتزكية لعدم وجود قوائم أخرى أمامها. وفى المرتبة الثانية تنافس قائمة «مصر» التى تضم ائتلاف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال على ثلاث قوائم فى غرب الدلتا، وشمال وجنوب ووسط الصعيد، والقاهرة وجنوب ووسط الدلتا. يأتى حزب النور فى المرتبة الثالثة من حيث المنافسة على القوائم، وينافس للفوز بقائمتين فقط، هى القاهرة، وغرب الدلتا.. وتنافس قائمة التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية على قائمة القاهرة وجنوب ووسط الدلتا فقط، وقائمة كتلة الصحوة المستقلة، وقائمة نداء مصر فى شمال وجنوب ووسط الصعيد. المتنافسون فى الدوائر الأربعة 12 قائمة يمثلون 7 تيارات وتحالفات مختلفة. وتعتبر قائمة «فى حب مصر» أكثر القوائم تعرضًا للهجوم من باقى القوائم بعد الإشاعات التى لاحقتها بأنها القائمة المدعمة من الدولة، وأن رجال الأعمال يدعمونها بأموالهم وقنواتهم الفضائية وصحفهم. المتحدث الرسمى باسم تحالف نداء مصر الانتخابى الدكتور طارق زيدان قال إن التحالف يواجه تحديات كبرى فى معركته الانتخابية، أبرزها الحرب غير الشريفة من القوائم الأخرى المنافسة التى تستهدف تشويهه، بالإضافة إلى ضعف إمكانياته المادية، مؤكدًا أن معظم مرشحى الائتلاف من الفئات المتوسطة، التى لا تمتلك أموالاً. وأكد زيدان: «ننأى بالتحالف عن الدخول فى منافسات غير شريفة ولن نشغل بالنا بأى ادعاءات، ونثق فى قدرة الشعب على اختيار الأفضل، وعدم استغلاله». المستشار أحمد الفضالى رئيس تيار الاستقلال والمشارك الرئيسى فى قائمة مصر أكد أنه توجد معاناة شديدة فى الانتخابات من حيث الإجراءات والطلبات المطلوبة عند التقدم للترشح فى الانتخابات، لهذا فنحن فى حاجة إلى إعادة النظر فى نظام الترشح للانتخابات. وبالنسبة لحرب القوائم توجد شكوك بأن هناك حربًا، وأن قائمة فى حب مصر لها تأثير قوى جدًا والدليل نحن فى قائمة مصر دخلنا قوائمنا فى هذه الانتخابات بأحكام قضائية فنأخذ الحكم لصالحنا ثم نفاجأ بهيئة قضايا الدولة تطعن على الحكم الصادر لصالحنا مرة واثنتين وهذا لم يحدث فى تاريخ الانتخابات منذ الخديو إسماعيل. وقال الفضالى إنه يعتقد أن الحرب الآن بين قائمة مصر وقائمة فى حب مصر وهذا ما اعترف به عماد جاد أحد أعمدة قائمة فى حب مصر الذى قال إن المنافسة شديدة بين قائمتنا وقائمة مصر. أما بالنسبة لحرب الدعاية فحدث ولا حرج، فقائمة فى حب مصر ترتبط بالكثير من رجال الأعمال والقنوات الفضائية والصحف الخاصة التى تتحدث باسمها، ومع ذلك فنحن سنصمت فى مواجهة هذه القائمة، وأعتقد أن قائمتنا ستكسب فى المرحلة الثانية. وفى المرحلة الأولى الأمل ضعيف بسبب القضايا ضد قرار استبعادنا وصدرت الأحكام النهائية لصالحنا يوم الأربعاء الماضي، وأصبح الوقت غير كاف لعمل الدعاية، خاصة أن صمت الدعاية للمرحلة الأولى يوم 15 من هذا الشهر والانتخابات يوم 17. واختتم تصريحه بأن قائمة فى حب مصر هى من أشاعت أنها قائمة الرئيس والدولة رغم أن الرئيس كان كلامه واضحًا مع القوى السياسية بأنه لم يدعم أحدًا إلا إذا كانت كل القوى السياسية توافقت على قائمة واحدة. وأوضح اللواء عبدالرافع درويش رئيس حزب الفرسان أنه لا يوجد حرب قوائم انتخابية، ونحن رجعنا إلى قبل ثورة 25 يناير والوجوه هى هى ونحن الحزب الوحيد الذى لم يدخل فى تحالفات مع أحزاب أو تيارات على القوائم وعملنا قائمة باسم الحزب. وقال: نحن نحارب بطريقة غير طبيعية فقائمة فى حب مصر تقوم بدعاية وإعلانات ضخمة فى القاهرة والإسكندرية على الكبارى وفى الشوارع تكلفت الملايين من الجنيهات، ولو الدولة تريد هذه القائمة فى حب مصر تقول وسوف ننسحب من الانتخابات ونتركها لأعضاء الحزب الوطنى والتيارات ما قبل ثورة يناير. وأكد أن الرئيس السيسى بريء من قائمة فى حب مصر، وعندما سألته من ظهرك السياسي؟ قال: الشعب وعندما وضعت قائمة فى حب مصر صورة الرئيس السيسى على إعلاناتها طالب الرئيس برفع صورته. وطالب اللواء عبدالرافع بأن تكون حصانة عضو البرلمان القادم داخل البرلمان فقط، وليس داخل البرلمان وخارجه حتى يبعد من يريد الحصانة من أجل مصالحه وأعماله عن البرلمان. ونفى الكاتب الصحفى مصطفى بكرى وجود حرب بين القوائم، وقال: الكل يطرح نفسه على الجماهير، وهى صاحبة الحق فى الاختيار فنحن فى قائمة «فى حب مصر» ملتزمون بالمعايير الأخلاقية والخطاب السياسى والإعلامي، وإذا كان البعض يحاول اختلاق الأزمات ومتصور أن هناك هجومًا عليهم فهذا شأنهم، فأنا لدى معلومات أنه حتى اللحظة الأخيرة فى إعداد قوائم فى حب مصر جاء إلينا البعض وقال: نحن مستعدون لإلغاء قوائمنا فى مقابل أن يدخل 3 أو 4 من تحالفنا ورفضنا. وأضاف: أنا على استعداد لكشف هؤلاء، ونحن لا نحب المتطاولين ومن يقول إننا نتبع الدولة فليسأل الدولة إن كان لها قائمة، وكنت أحب أن يكون للدولة قائمة، وقائمة فى حب مصر تقف بجوار الدولة وتدافع عن مشاريعها. أما بخصوص من يقول إن قائمة فى حب مصر لديها رجال أعمال يدعمونها بالمال والقنوات والصحف فأنا أقول: نحن القائمة التى تهاجم فى جميع وسائل الإعلام من منطلق أننا قائمة الدولة رغم أن المستفيد من الهجوم على القوائم هو التيار الديني.