ويتكوف يزور موسكو لإجراء مباحثات حول خطة السلام في أوكرانيا    البديل الألماني يطرد عضوا من كتلة محلية بعد إلقائه خطابا بأسلوب يشبه أسلوب هتلر    ترامب: هندوراس "تحاول تغيير" نتيجة الانتخابات الرئاسية    بدأت وحجبت الرؤية من القاهرة إلى الصعيد، الأرصاد تعلن موعد انتهاء الشبورة الكثيفة    تراجع أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 2 ديسمبر في بداية تعاملات البورصة العالمية    وزير الثقافة ومحافظ البحر الأحمر يفتتحان قصر ثقافة الغردقة بعد تطويره ورفع كفاءته    الحكم بحبس المخرج الإيراني جعفر بناهي لمدة عام    أدعية الفجر.. اللهم اكتب لنا رزقًا يغنينا عن سؤال غيرك    ما حكم الصلاة في البيوت حال المطر؟ .. الإفتاء تجيب    بنصف مليار دولار وإلغاء أكثر من 18% من الوظائف، جوتيريش يقترح خفض ميزانية الأمم المتحدة    ترامب وماكرون يبحثان هاتفيا الوضع في أوكرانيا    أصل الحكاية | «تابوت عاشيت» تحفة جنائزية من الدولة الوسطى تكشف ملامح الفن الملكي المبكر    قطاع المعالجات التجارية يعقد جلسة مشاورات مع مكتب الأمانة الفنية لمجلس التعاون الخليجى بشأن تحقيق التدابير الوقائية على واردات البيليت    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم الثلاثاء 2 ديسمبر    مصر تلاحق أمريكا فى سباق الوجهات المفضلة للألمان    المخرج أحمد فؤاد: افتتاحية مسرحية أم كلثوم بالذكاء الاصطناعي.. والغناء كله كان لايف    مصدر أمني ينفي مزاعم الإخوان عن تدهور أوضاع نزلاء مركز إصلاح بالبحيرة    تقرير توغلات جديدة للجيش الاحتلال الإسرائيلي في ريف القنيطرة السوري    أصل الحكاية | أوزير وعقيدة التجدد.. رمز الخصوبة في الفن الجنائزي المصري    استقالة وزير الدفاع النيجيري بعد تصاعد عمليات الخطف الجماعي    معرض إيديكس 2025.. عرض قواذف وصواريخ تستخدم مع الطائرات المسيرة..والمدرعتين فهد وقادر 2 المجهزتين بمنصات إطلاق..ومنظومة اشتباك وتحكم عن بعد للمواقع الثابتة وأخرى للاستطلاع وإدارة النيران تعمل مع المدفعية..فيديو    سر جوف الليل... لماذا يكون الدعاء فيه مستجاب؟    خمسة لطفلك | ملابس الشتاء.. حماية أم خطر خفي يهدد أطفالنا؟    تعيين رئيس لجنة اللقاحات في منصب جديد بوزارة الصحة الأمريكية    حرب الوعي.. كيف يواجه المجتمع فوضى الشائعات الصحية على السوشيال ميديا؟    ثقّف نفسك | أهمية مشاركتك في الانتخابات البرلمانية من الجانب المجتمعي والوطني والشرعي    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الثلاثاء 2 ديسمبر    الالتزام البيئي باتحاد الصناعات المصرية: نقدم مساعدات فنية وتمويلية للمصانع المصرية ونسعى لنشر الاستدامة البيئية    وزير الزراعة: صادرات مصر من الفراولة مرتفعة هذا العام.. والأسعار ستتحرك بالزيادة خلال أيام    شيري عادل تكشف كواليس تعاونها مع أحمد الفيشاوي في فيلم حين يكتب الحب    جيش الاحتلال يغلق مداخل الخليل الشمالية    عاجل- شعبة المخابز تؤكد ثبات سعر رغيف الخبز المدعم عند 20 قرشًا وتحذر من أي زيادات مخالفة    لغز مقتل قاضي الرمل: هل انتحر حقاً المستشار سمير بدر أم أُسدل الستار على ضغوط خفية؟    مصرع طفلين في حريق شقة بطنطا بعد اختناقهم بالدخان    رئيس قضايا الدولة يؤكد تعزيز العمل القانوني والقضائي العربي المشترك | صور    كيف تكشف المحتوى الصحي المضلل علي منصات السوشيال ميديا؟    بالأدلة العلمية.. الزجاجات البلاستيك لا تسبب السرطان والصحة تؤكد سلامة المياه المعبأة    هاني زهران: المحكمة الفيدرالية "مقبرة" ونسبة قبول طعن رمضان صبحي لا تتخطى 7%    تقرير الطب الشرعي يفجر مفاجآت: تورط 7 متهمين في تحرش بأطفال مدرسة سيدز    استشهاد فرد شرطة ومصرع 4 عناصر جنائية في مداهمة بؤر لتجارة المخدرات بالجيزة وقنا    أتوبيس يسير عكس الاتجاه يتسبب في مأساة.. إصابة 12 في تصادم مروع بطريق بنها– المنصورة    الطب الشرعي يكشف متهمين جدد في واقعة مدرسة السلام    سيد منير حكما لمباراة كهرباء الإسماعيلية وبيراميدز المؤجلة بالدورى    أول ظهور لأرملة الراحل إسماعيل الليثى بعد تحطم سيارتها على تليفزيون اليوم السابع    محامي رمضان صبحي يكشف مفاجآت جديدة في قضية المنشطات    شاهد، مكالمة الشرع ل بعثة منتخب سوريا بعد الفوز على تونس بكأس العرب    مصرع شخصان وإصابة 3 آخرين فى حادث تصادم بالمنوفية    مدرب منتخب الناشئين: مندوب برشلونة فاوض حمزة عبد الكريم.. واكتشفنا 9 لاعبين تم تسنينهم    جيمي فاردي يسقط بولونيا على ملعبه في الدوري الإيطالي    لاعب الإسماعيلي السابق يطالب بإقالة ميلود حمدي    بيان جديد من المدرسة الدولية صاحبة واقعة اتهام عامل بالتعدي على تلاميذ KG1    أقوى 5 أعشاب طبيعية لرفع المناعة عند الأطفال    مدارس الإسكندرية للغات تصدر أول بيان لها حول واقعة تعدي وتحرش جنايني بالتلاميذ    موعد صلاة العشاء.... مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 1ديسمبر 2025 فى المنيا    ترشيح أشرف صبحي لرئاسة اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة باليونسكو    انطلاق المؤتمر التحضيري للمسابقة العالمية للقرآن الكريم بحضور وزير الأوقاف    من الأكاديمية العسكرية إلى ميدوزا وإيديكس.. مصر ترفع جاهزية الإنسان والسلاح معًا    عاجل- قطر تفتتح مشوار كأس العرب 2025 بمواجهة فلسطين على ملعب "البيت"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصحف «برمنجهام» قبل النبى

فى مفاجأة من العيار الثقيل، قال باحثون فى جامعة برمنجهام البريطانية إنهم عثروا مؤخرا على أقدم مخطوطة فى العالم للقرآن الكريم، عمرها حوالى 1370 عامامكتوبة بخط حجازي..
المفاجأة الأكثر إثارة ما زعمته صحيفة (الديلى ميل) فى عددها الأخير من أن المخطوطة قد تكون كتبت قبل ظهور النبى محمد وأعيد كتابتها فى بداية الإسلام. وهو ما قوبل بمعارضة وردود عنيفة من علماء مسلمين استهجنوها وعارضوها.
ومضت (الديلى ميل): إن الصفحات التى عُثر عليها من المصحف، يعتقد أنها كتبت فى فترة سابقة تتراوح من 1448 إلى 1371 سنة، ضمن صفحات قرآن أخرى مكتوبة بحبر على ورق مصنوع من جلد الحيوان، وصفحات تحتوى على أجزاء من سور القرآن، قد يكون كتبها أحد صحابة النبى محمد، وعبر خبراء فى جامعة أكسفورد عن اعتقادهم أن النسخة كتبت بين عامى 568 م و645 م، فى حين أن النبى محمد -ولد فى عام 570 م وعاش حتى عام 632 بعد الميلاد.
هذه الادعاءات ووجهت بمعارضة من قبل علماء مسلمين ومنهم مصطفى شاه -من كلية الدراسات الشرقية فى لندن- أكد لموقع (بى بى سي): أن المخطوطة تعزز الحسابات التقليدية لأصول القرآن. موضحا أن النبى محمد أسس الإسلام بعد 610 م، وأسس المجتمع الإسلامى الأول فى المدينة فى 622 بعد الميلاد، وهؤلاء الخبراء يقولون: إن هذه المخطوطة كتبت فى الفترة ما بين 568 بعد الميلاد و645 دون تحديد العام على وجه اليقين حتى الآن. وفى الفترة من 610 بعد الميلاد، حتى 622 بعد الميلاد، كان القرآن يُحفظ ويتلى شفويًّا، إلى أن أمر الخليفة أبوبكر، أول خليفة بعد وفاة النبى محمد، بجمع القرآن فى كتاب واحد، وتابع: (لم يكتمل الشكل النهائى للقرآن الموثوق حتى 650 بعد الميلاد خلال فترة الخليفة الثالث عثمان بن عفان).
كيف كتب الصحابة القرآن؟
تشير مخطوطة نادرة بعنوان (كتاب المصاحف) أنه لما توفى النبى أقسم على بن أبى طالب ألا يرتدى برداء حتى يجمع القرآن، فأرسل الخليفة أبو بكر إلى الصحابى زيد بن ثابت وكان عنده عمر بن الخطاب فقال: إن القتل قد استحر بالقرآء وإنى أخشى أن يستحر القتل بالقراء فى سائر المواطن فيذهب القرآن، وقد رأيت أن تجمعوه، فقال زيد لعمر كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله ، فقال عمر هو والله خير، فلم يزل يراجعنى فى ذلك حتى شرح الله صدرى الذى شرح الله له صدره، ورأيت فيه الذى رأي، فقال أبو بكر إنك شاب (أو رجل)، عاقل، وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله لا نتهمك، فاكتبه، قال فوالله لو كلفتمونى نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل على منه.
المخطوطة التى بين أيدينا بعنوان (كتاب المصاحف) ألفها أبو بكر عبدالله بن الأشعث السجستانى - الإمام العلامة الحافظ، كان يطلق عليه إمام أهل العراق وشيخ بغداد ولد بسجستان سنة 230ه. يبين قصة (المصحف العثماني)، الموجود بين يدى المسلمين الآن بعد أن ارتضاه الخليفة عثمان بن عفان فى كتابة كلمات القرآن الكريم وحروفه، رغم اختلاف بعض العلماء هل رسم المصاحف توقيفى من النبي صلى الله عليه وسلم أم اجتهادى من الصحابة الذين جمعوا القرآن؟
وترجع البداية إلى عهد النبى صلى الله عليه وسلم، حيث كان له كتاب كثيرون، وكلما نزل عليه شيء من القرآن أملاه عليهم قائلا لهم: ضعوا هذه الآية فى موضع كذا من سورة كذا، وكان جبريل عليه السلام يراجع القرآن مع النبى صلى الله عليه وسلم كل سنة، وفى السنة التى توفى فيها راجعه القرآن مرتين، وتوفى الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن محفوظ فى صدور الصحابة مكتوب فى قطع الأدم والألواح وصفائح الحجارة وغيرها من الوسائل والأدوات التى كانوا يستخدمونها فى الكتابة عليها.
وبعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، جمع خليفته أبو بكر القرآن فى مكان، واحد واحتفظ به عنده لئلا يضيع منه شيء بوفاة حفاظه، ثم انتقل إلى خليفته عمر بن الخطاب ومن ثم إلى ابنته حفصة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن قرر الخليفة عثمان بن عفان جمعه فى مصحف واحد.
يقول المؤلف فى مستهل كتابه: حدثنا سليمان بن خارجة بن زيد قال دخل نفر على زيد بن ثابت فقالوا حدثنا بعض حديث رسول الله، فقال ماذا أحدثكم؟.. كنت جار الرسول فكان إذا نزل الوحى أرسل إلى فكتبت الوحي، وكان إذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، فكل هذا أحدثكم به.
حدثنا ثابت عن أنس بن مالك أن رجلا كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا أملى عليه سميعا بصيرا كتب سميعا عليما، وإذا أملى عليه سميعا عليما كتب سميعا بصيرا، وكان قد قرأ البقرة وآل عمران وكان من قرأهما قرأ قرآنا كثيرا فتنصر الرجل وقال: إنما كنت أكتب ما شئت عند محمد، قال فمات فدفن فلفظته الأرض، ثم دفن فلفظته الأرض، فقال أنس: رأيته منبوذا على وجه الأرض.
باب جمع القرآن
جمع أبوبكر الصديق رضى الله عنه القرآن فى المصاحف بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم :أخبر هشام بن عروة عن أبيه قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدوا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
وحدث زيد بن ثابت قال: أرسل إلىَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وكان عنده عمر فقال إن هذا أتانى فقال: إن القتل قد استحر بالقراء وإنى أخشى أن يستحر القتل بالقراء فى سائر المواطن فيذهب القرآن، وقد رأيت أن تجمعوه، فقلت لعمر كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر هو والله خير، فلم يزل يراجعنى فى ذلك حتى شرح الله صدرى الذى شرح الله له صدره، ورأيت فيه الذى رأي، فقال أبو بكر إنك شاب (أو رجل)، عاقل، وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا نتهمك، فاكتبه، قال فوالله لو كلفتمونى نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل على منه، فقلت لهما كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قال أبو بكر وعمر: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر وعمر يراجعانى فى ذلك حتى شرح الله صدرى للذى شرح له صدرهما، ورأيت فيه الذى رأيا، فتتبعت القرآن أنسخه من الصحف والعسب واللخاف (يعنى الحجارة الرقاق)، وصدور الرجال.
فكانت الصحف عند أبى بكر حتى مات ثم عند عمر حتى مات ثم عند حفصة بنت عمر زوج النبى صلى الله عليه وسلم. فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها ليردنها إليها فبعثت بها إليه فنسخها عثمان فى هذه المصاحف ثم ردها إليها فلم تزل عندها حتى أرسل مروان فأخذها فحرقها.
وحدث أبو جعفر عن الربيع عن أبى العافية أنهم جمعوا القرآن فى مصحف فى خلافة أبى بكر، فكان رجال يكتبون ويملى عليهم أبى بن كعب، فلما انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة: (ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون)، فظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن، فقال أبى بن كعب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنى بعدهن آيتين: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم)، قال فهذا آخر ما نزل من القرآن فختم الأمر بما فتح به لقول الله جل ثناؤه (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون).
جمع على بن أبى طالب القرآن فى المصحف
عن أشعث عن محمد بن سيرين قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقسم على بن أبى طالب أن لا يرتدى برداء إلا لجمعه حتى يجمع القرآن فى مصحف، ففعل فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام أكرهت إمارتى يا أبا الحسن قال لا والله إلا أنى أقسمت ألا أرتدى برداء إلا لجمعة فبايعه ثم رجع.
وقال يزيد: أخبرنا مبارك عن الحسين أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله فقيل كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة قال إنا لله فقام فى الناس فقال من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من القرآن فليأتنا به، وكانوا كتبوا ذلك فى الألواح والصحف والعسب، وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان، فقتل وهو يجمع ذلك وكان عمر أول من جمعه فى مصحف.. فقام عثمان بن عفان فقال من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به، وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شهيدان، فجاء حريمة بن ثابت، فقال إنى قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما قالوا وما هما؟، قال تلقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم...)، إلى آخر السورة. قال عثمان فأنا أشهد أنهما من عند الله فأين ترى أن نجعلهما قال اختم بها آخر ما نزل من القرآن، فختمت بها براءة.
اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصاحف
قال على حين حرق عثمان المصاحف- لو لم يصنعه هو لصنعته. وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، وقال لم ينكر ذلك منهم أحد.وقال عبدالرحمن بن مهدى خصلتان لعثمان بن عفان ليستا لأبى بكر ولا لعمر، صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
لكن عبدالله بن مسعود كره ذلك، حسب حبيب بن أبى ثابت قال: كنا جلوسا فى المسجد وعبدالله يقرأ، فجاء حذيفة فقال- قراءة ابن أم عبد وقراءة أبى موسى الأشعري، والله إنى بقيت حتى أتى أمير المؤمنين (يعنى عثمان) لأمرته بجعلها قراءة واحدة، قال فغضب عبدالله بن مسعود فقال والله لئن فعلت ليغرقنك الله فى غير ماء، ثم قال عبدالله بن مسعود ما من كتاب الله آية إلا أعلم، حيث نزلت وفيم نزلت ولو أعلم أحد أعلم بكتاب الله منى تبلغنيه الإبل لرحلت إليه.. ثم قرأ (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة)، وقال يا أهل الكوفة (أو يا أهل العراق) اكتموا المصاحف التى عندكم وغلوها، والقوا الله بالمصاحف، فكيف تأمرونى أن أقرأ قراءة زيد بن ثابت ولقد قرأت من فى رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة ولزيد ذؤابتان يلعب مع الصبيان.
وعن أنس بن مالك أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازى أهل الشام فى ثغر أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فرأى حذيفة اختلافهم فى القرآن، فقال لعثمان يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا فى الكتاب كما اختلف اليهود والنصاري، وكان الرجل يقرأ حتى يقول الرجل لصاحبه كفرت بما تقرأ..
قال ففزع لذلك عثمان فزعا شديدا، ثم قام وخطب فى الناس فقال: أيها الناس عهدكم نبيكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون فى القرآن وتقولون قراءة أبى وقراءة عبدالله يقول الرجل والله ما تقيم قراءتك، فأعزم على كل رجل ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به، وكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلا رجلا فناشدهم لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أملاه عليك؟ فيقول نعم.
ثم أرسل إلى حفصة بنت عمر أن أرسلى إلى بالصحف التى كان أبو بكر. ننسخ منها مصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت حفصة إلى عثمان بالصحف.ولما فرغ من ذلك عثمان قال من أكتب الناس؟ قالوا كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت، قال فأى الناس أعرب؟ قالوا سعيد بن العاص بن أمية لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأرسل إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن عشان وعبدالله بن الزبير، أن انسخوا الصحف المصاحف، وقال لرهط القرشيين الثلاثة ما اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم.. حتى إذا نسخوا الصحف فى المصاحف بعث عثمان إلى كل أفق بمصحف من تلك المصاحف التى نسخوا، وأمر بسوى ذلك فى صحيفة أو مصحف أن يحرق.
فما كان مروان أمير المدينة أرسل إلى حفصة يسألها عن الصحف ليحرقها خشى أن يخالف بعض الكتاب بعضا، فمنعته إياها، قال ابن شهاب فحدثنى سالم بن عبدالله، فلما توفيت حفصة أرسل بها عبدالله بن عمر إلى مروان فغشاها فحرقها ، وقال مروان إننى فعلت ذلك لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف، فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب فى شأن هذه الصحف مرتاب أو يقول إنه قد كان شيء منها لم يكتب.
آيات متفرقة فى المصحف
عن زيد بن ثابت عن أبيه قال : لما نسخنا المصحف من المصاحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر)، فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت وكان خزيمة يدعى ذا الشهادتين أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين، قال الزهرى وقتل مع على رضى الله عنه يوم صفين.
قال الزهرى واختلفوا يومئذ فى التابوت والتابوه، فقال النفر القرشيون التابوت، وقال زيد التابوه، فرفع اختلافهم إلى عثمان فقال اكتبوه التابوت فإنه بلسان قريش.
وعن عبدالله بن الزبير قال: أتى الحارث بن حزيمة بن ثابت بهاتين الآيتين من آخر سورة براءة: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)، إلى عمر فقال من معك على هذا؟ قال لا أدرى والله إلا أنى أشهد أنى سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتهما وحفظتهما، فقال عمر وأنا أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة فانظروا سورة من القرآن فالحقوهما فيها فألحقتها فى آخر سورة براءة.
خبر قران سورة الأنفال بسورة التوبة
عن ابن عباس رضى الله عنه قال قلت لعثمان بن عفان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهى من المثانى وإلى براءة وهى من المائتين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما- بسم الله الرحمن الرحيم- ووضعتموهما فى السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟
فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتى عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات فى السورة التى يذكر فيها كذا وكذا، وإذا أنزل عليه الآية يقول ضعوا هذه الآية فى السورة التى يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتهما فى السبع الطوال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.