الأعلى للجامعات يوضح موقف الطلاب غير المسددين للمصروفات من دخول امتحانات نهاية العام    وزير التجارة والصناعة يبحث مع ممثلي غرفة مواد البناء الآليات التنفيذية والقرارات الخاصة بتطوير منطقة شق الثعبان    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    وزير التعاون الدولي تناقش الإعداد لاجتماعات الدورة السادسة للجنة «المصرية - الأذرية»    محافظ المنيا يتابع معدلات تنفيذ المشروعات بقرى حياة كريمة    حماس: انتهاء الجولة الأولى من مفاوضات القاهرة بشأن هدنة غزة.. ونتنياهو يحاول كسب الوقت    مسؤول إسرائيلي: لا نرى أي مؤشرات على تحقيق انفراج في محادثات الهدنة في غزة    روسيا تؤكد ضرب مواقع عسكرية وشبكة الطاقة الأوكرانية "ردا" على هجمات كييف    أخبار الأهلي : بعد اصابته ..موقف إمام عاشور من المشاركة فى مباراتي البلدية ونهائي أفريقيا    رئيس نادي خيتافي يكشف مصير ميسون جرينوود في الموسم المقبل    أخبار الأهلي : اليوم ..حفل تأبين العامري فاروق بالأهلي بحضور كبار مسؤولي الرياضة    مصرع طالبة دهستها سيارة مسرعة أعلى محور الضبعة بالوراق    خان شقيقه بمعاشرة زوجته ثم أنهى حياته بمساعدتها في كفر الشيخ    أصالة نصري تحذف صور زوجها من حسابها على إنستجرام    أفضل دعاء للأبناء بالنجاح والتوفيق في الامتحانات.. رددها دائما    أسترازينيكا تسحب لقاحها المضاد لكورونا من السوق بسبب قلة الطلب عليه    مرصد الأزهر: استمرار تواجد 10 آلاف من مقاتلي داعش بين سوريا والعراق    الأرصاد تعلن تفاصيل حالة الجو اليوم.. فيديو    تعذيب حتى الموت| قرار جديد بشأن المتهم بإنهاء حياة صغيرة السلام    بعد حلف اليمين الدستوري.. الصين تهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا لروسيا للمرة الخامسة    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    عبد المعطى أحمد يكتب: عظماء رغم الإعاقة «مصطفى صادق الرافعي»    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    صادرات السيارات بكوريا الجنوبية تقفز 10.3% خلال أبريل الماضي    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    وزير الخارجية الإيراني: طهران والقاهرة تتجهان نحو إعادة علاقاتهما الدبلوماسية إلي طبيعتها    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    فصائل فلسطينية: سنتعامل مع إفرازات أي مخطط للوصاية على معبر رفح كما نتعامل مع الاحتلال    علاء مبارك ينتقد مركز "تكوين الفكر العربي".. بين الهدف المعلن والتحفظ على العقيدة    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    أصالة تحذف صورها مع زوجها فائق حسن.. وتثير شكوك الانفصال    باتور... سيارة حصرية جديدة من بنتلي    تعرف على حد الاستخدام اليومي والشهري للمحافظ الإلكترونية للأفراد والشركات    الإفتاء تكشف محظورات الإحرام في مناسك الحج.. منها حلق الشعر ولبس المخيط    30 جنيهًا للعبوة 800 جرام.. «التموين» تطرح زيت طعام مدعمًا على البطاقات من أول مايو    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 900 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية    المركزي للمحاسبات: ملتزمون بأقصى درجات المهنية في نظر الحساب الختامي الموازنة    رئيس جامعة القاهرة ينعى الدكتور إبراهيم درويش أستاذ العلوم السياسية    بدء تنفيذ أعمال مبادرة "شجرها" بسكن مصر في العبور الجديدة    ضبط قضايا اتجار في العملة ب12 مليون جنيه    طلاب الصف الأول الإعدادي بالجيزة: امتحان اللغة العربية سهل (فيديو)    "المدرج نضف".. ميدو يكشف كواليس عودة الجماهير ويوجه رسالة نارية    اليوم، الحركة المدنية تناقش مخاوف تدشين اتحاد القبائل العربية    مجلس النواب يوافق على تشكيل المجلس القومي للطفولة والأمومة    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    بايدن: لا مكان لمعاداة السامية في الجامعات الأمريكية    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة في «ذي القعدة».. وفضل الأشهر الأحرم (فيديو)    نتائج التحقيقات الأولية فى مقتل رجل أعمال كندى بالإسكندرية، وقرارات عاجلة من النيابة    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «قلت لها متفقناش على كده».. حسن الرداد يكشف الارتباط بين مشهد وفاة «أم محارب» ووالدته (فيديو)    اليوم العالمي للمتاحف، قطاع الفنون التشكيلة يعلن فتح أبواب متاحفه بالمجان    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    حكم حج للحامل والمرضع.. الإفتاء تجيب    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصحف «برمنجهام» قبل النبى

فى مفاجأة من العيار الثقيل، قال باحثون فى جامعة برمنجهام البريطانية إنهم عثروا مؤخرا على أقدم مخطوطة فى العالم للقرآن الكريم، عمرها حوالى 1370 عامامكتوبة بخط حجازي..
المفاجأة الأكثر إثارة ما زعمته صحيفة (الديلى ميل) فى عددها الأخير من أن المخطوطة قد تكون كتبت قبل ظهور النبى محمد وأعيد كتابتها فى بداية الإسلام. وهو ما قوبل بمعارضة وردود عنيفة من علماء مسلمين استهجنوها وعارضوها.
ومضت (الديلى ميل): إن الصفحات التى عُثر عليها من المصحف، يعتقد أنها كتبت فى فترة سابقة تتراوح من 1448 إلى 1371 سنة، ضمن صفحات قرآن أخرى مكتوبة بحبر على ورق مصنوع من جلد الحيوان، وصفحات تحتوى على أجزاء من سور القرآن، قد يكون كتبها أحد صحابة النبى محمد، وعبر خبراء فى جامعة أكسفورد عن اعتقادهم أن النسخة كتبت بين عامى 568 م و645 م، فى حين أن النبى محمد -ولد فى عام 570 م وعاش حتى عام 632 بعد الميلاد.
هذه الادعاءات ووجهت بمعارضة من قبل علماء مسلمين ومنهم مصطفى شاه -من كلية الدراسات الشرقية فى لندن- أكد لموقع (بى بى سي): أن المخطوطة تعزز الحسابات التقليدية لأصول القرآن. موضحا أن النبى محمد أسس الإسلام بعد 610 م، وأسس المجتمع الإسلامى الأول فى المدينة فى 622 بعد الميلاد، وهؤلاء الخبراء يقولون: إن هذه المخطوطة كتبت فى الفترة ما بين 568 بعد الميلاد و645 دون تحديد العام على وجه اليقين حتى الآن. وفى الفترة من 610 بعد الميلاد، حتى 622 بعد الميلاد، كان القرآن يُحفظ ويتلى شفويًّا، إلى أن أمر الخليفة أبوبكر، أول خليفة بعد وفاة النبى محمد، بجمع القرآن فى كتاب واحد، وتابع: (لم يكتمل الشكل النهائى للقرآن الموثوق حتى 650 بعد الميلاد خلال فترة الخليفة الثالث عثمان بن عفان).
كيف كتب الصحابة القرآن؟
تشير مخطوطة نادرة بعنوان (كتاب المصاحف) أنه لما توفى النبى أقسم على بن أبى طالب ألا يرتدى برداء حتى يجمع القرآن، فأرسل الخليفة أبو بكر إلى الصحابى زيد بن ثابت وكان عنده عمر بن الخطاب فقال: إن القتل قد استحر بالقرآء وإنى أخشى أن يستحر القتل بالقراء فى سائر المواطن فيذهب القرآن، وقد رأيت أن تجمعوه، فقال زيد لعمر كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله ، فقال عمر هو والله خير، فلم يزل يراجعنى فى ذلك حتى شرح الله صدرى الذى شرح الله له صدره، ورأيت فيه الذى رأي، فقال أبو بكر إنك شاب (أو رجل)، عاقل، وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله لا نتهمك، فاكتبه، قال فوالله لو كلفتمونى نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل على منه.
المخطوطة التى بين أيدينا بعنوان (كتاب المصاحف) ألفها أبو بكر عبدالله بن الأشعث السجستانى - الإمام العلامة الحافظ، كان يطلق عليه إمام أهل العراق وشيخ بغداد ولد بسجستان سنة 230ه. يبين قصة (المصحف العثماني)، الموجود بين يدى المسلمين الآن بعد أن ارتضاه الخليفة عثمان بن عفان فى كتابة كلمات القرآن الكريم وحروفه، رغم اختلاف بعض العلماء هل رسم المصاحف توقيفى من النبي صلى الله عليه وسلم أم اجتهادى من الصحابة الذين جمعوا القرآن؟
وترجع البداية إلى عهد النبى صلى الله عليه وسلم، حيث كان له كتاب كثيرون، وكلما نزل عليه شيء من القرآن أملاه عليهم قائلا لهم: ضعوا هذه الآية فى موضع كذا من سورة كذا، وكان جبريل عليه السلام يراجع القرآن مع النبى صلى الله عليه وسلم كل سنة، وفى السنة التى توفى فيها راجعه القرآن مرتين، وتوفى الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن محفوظ فى صدور الصحابة مكتوب فى قطع الأدم والألواح وصفائح الحجارة وغيرها من الوسائل والأدوات التى كانوا يستخدمونها فى الكتابة عليها.
وبعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، جمع خليفته أبو بكر القرآن فى مكان، واحد واحتفظ به عنده لئلا يضيع منه شيء بوفاة حفاظه، ثم انتقل إلى خليفته عمر بن الخطاب ومن ثم إلى ابنته حفصة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن قرر الخليفة عثمان بن عفان جمعه فى مصحف واحد.
يقول المؤلف فى مستهل كتابه: حدثنا سليمان بن خارجة بن زيد قال دخل نفر على زيد بن ثابت فقالوا حدثنا بعض حديث رسول الله، فقال ماذا أحدثكم؟.. كنت جار الرسول فكان إذا نزل الوحى أرسل إلى فكتبت الوحي، وكان إذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، فكل هذا أحدثكم به.
حدثنا ثابت عن أنس بن مالك أن رجلا كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا أملى عليه سميعا بصيرا كتب سميعا عليما، وإذا أملى عليه سميعا عليما كتب سميعا بصيرا، وكان قد قرأ البقرة وآل عمران وكان من قرأهما قرأ قرآنا كثيرا فتنصر الرجل وقال: إنما كنت أكتب ما شئت عند محمد، قال فمات فدفن فلفظته الأرض، ثم دفن فلفظته الأرض، فقال أنس: رأيته منبوذا على وجه الأرض.
باب جمع القرآن
جمع أبوبكر الصديق رضى الله عنه القرآن فى المصاحف بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم :أخبر هشام بن عروة عن أبيه قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدوا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
وحدث زيد بن ثابت قال: أرسل إلىَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وكان عنده عمر فقال إن هذا أتانى فقال: إن القتل قد استحر بالقراء وإنى أخشى أن يستحر القتل بالقراء فى سائر المواطن فيذهب القرآن، وقد رأيت أن تجمعوه، فقلت لعمر كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر هو والله خير، فلم يزل يراجعنى فى ذلك حتى شرح الله صدرى الذى شرح الله له صدره، ورأيت فيه الذى رأي، فقال أبو بكر إنك شاب (أو رجل)، عاقل، وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا نتهمك، فاكتبه، قال فوالله لو كلفتمونى نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل على منه، فقلت لهما كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قال أبو بكر وعمر: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر وعمر يراجعانى فى ذلك حتى شرح الله صدرى للذى شرح له صدرهما، ورأيت فيه الذى رأيا، فتتبعت القرآن أنسخه من الصحف والعسب واللخاف (يعنى الحجارة الرقاق)، وصدور الرجال.
فكانت الصحف عند أبى بكر حتى مات ثم عند عمر حتى مات ثم عند حفصة بنت عمر زوج النبى صلى الله عليه وسلم. فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها ليردنها إليها فبعثت بها إليه فنسخها عثمان فى هذه المصاحف ثم ردها إليها فلم تزل عندها حتى أرسل مروان فأخذها فحرقها.
وحدث أبو جعفر عن الربيع عن أبى العافية أنهم جمعوا القرآن فى مصحف فى خلافة أبى بكر، فكان رجال يكتبون ويملى عليهم أبى بن كعب، فلما انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة: (ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون)، فظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن، فقال أبى بن كعب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنى بعدهن آيتين: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم)، قال فهذا آخر ما نزل من القرآن فختم الأمر بما فتح به لقول الله جل ثناؤه (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون).
جمع على بن أبى طالب القرآن فى المصحف
عن أشعث عن محمد بن سيرين قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقسم على بن أبى طالب أن لا يرتدى برداء إلا لجمعه حتى يجمع القرآن فى مصحف، ففعل فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام أكرهت إمارتى يا أبا الحسن قال لا والله إلا أنى أقسمت ألا أرتدى برداء إلا لجمعة فبايعه ثم رجع.
وقال يزيد: أخبرنا مبارك عن الحسين أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله فقيل كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة قال إنا لله فقام فى الناس فقال من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من القرآن فليأتنا به، وكانوا كتبوا ذلك فى الألواح والصحف والعسب، وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان، فقتل وهو يجمع ذلك وكان عمر أول من جمعه فى مصحف.. فقام عثمان بن عفان فقال من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به، وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شهيدان، فجاء حريمة بن ثابت، فقال إنى قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما قالوا وما هما؟، قال تلقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم...)، إلى آخر السورة. قال عثمان فأنا أشهد أنهما من عند الله فأين ترى أن نجعلهما قال اختم بها آخر ما نزل من القرآن، فختمت بها براءة.
اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصاحف
قال على حين حرق عثمان المصاحف- لو لم يصنعه هو لصنعته. وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، وقال لم ينكر ذلك منهم أحد.وقال عبدالرحمن بن مهدى خصلتان لعثمان بن عفان ليستا لأبى بكر ولا لعمر، صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
لكن عبدالله بن مسعود كره ذلك، حسب حبيب بن أبى ثابت قال: كنا جلوسا فى المسجد وعبدالله يقرأ، فجاء حذيفة فقال- قراءة ابن أم عبد وقراءة أبى موسى الأشعري، والله إنى بقيت حتى أتى أمير المؤمنين (يعنى عثمان) لأمرته بجعلها قراءة واحدة، قال فغضب عبدالله بن مسعود فقال والله لئن فعلت ليغرقنك الله فى غير ماء، ثم قال عبدالله بن مسعود ما من كتاب الله آية إلا أعلم، حيث نزلت وفيم نزلت ولو أعلم أحد أعلم بكتاب الله منى تبلغنيه الإبل لرحلت إليه.. ثم قرأ (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة)، وقال يا أهل الكوفة (أو يا أهل العراق) اكتموا المصاحف التى عندكم وغلوها، والقوا الله بالمصاحف، فكيف تأمرونى أن أقرأ قراءة زيد بن ثابت ولقد قرأت من فى رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة ولزيد ذؤابتان يلعب مع الصبيان.
وعن أنس بن مالك أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازى أهل الشام فى ثغر أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فرأى حذيفة اختلافهم فى القرآن، فقال لعثمان يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا فى الكتاب كما اختلف اليهود والنصاري، وكان الرجل يقرأ حتى يقول الرجل لصاحبه كفرت بما تقرأ..
قال ففزع لذلك عثمان فزعا شديدا، ثم قام وخطب فى الناس فقال: أيها الناس عهدكم نبيكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون فى القرآن وتقولون قراءة أبى وقراءة عبدالله يقول الرجل والله ما تقيم قراءتك، فأعزم على كل رجل ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به، وكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلا رجلا فناشدهم لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أملاه عليك؟ فيقول نعم.
ثم أرسل إلى حفصة بنت عمر أن أرسلى إلى بالصحف التى كان أبو بكر. ننسخ منها مصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت حفصة إلى عثمان بالصحف.ولما فرغ من ذلك عثمان قال من أكتب الناس؟ قالوا كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت، قال فأى الناس أعرب؟ قالوا سعيد بن العاص بن أمية لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأرسل إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن عشان وعبدالله بن الزبير، أن انسخوا الصحف المصاحف، وقال لرهط القرشيين الثلاثة ما اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم.. حتى إذا نسخوا الصحف فى المصاحف بعث عثمان إلى كل أفق بمصحف من تلك المصاحف التى نسخوا، وأمر بسوى ذلك فى صحيفة أو مصحف أن يحرق.
فما كان مروان أمير المدينة أرسل إلى حفصة يسألها عن الصحف ليحرقها خشى أن يخالف بعض الكتاب بعضا، فمنعته إياها، قال ابن شهاب فحدثنى سالم بن عبدالله، فلما توفيت حفصة أرسل بها عبدالله بن عمر إلى مروان فغشاها فحرقها ، وقال مروان إننى فعلت ذلك لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف، فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب فى شأن هذه الصحف مرتاب أو يقول إنه قد كان شيء منها لم يكتب.
آيات متفرقة فى المصحف
عن زيد بن ثابت عن أبيه قال : لما نسخنا المصحف من المصاحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر)، فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت وكان خزيمة يدعى ذا الشهادتين أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين، قال الزهرى وقتل مع على رضى الله عنه يوم صفين.
قال الزهرى واختلفوا يومئذ فى التابوت والتابوه، فقال النفر القرشيون التابوت، وقال زيد التابوه، فرفع اختلافهم إلى عثمان فقال اكتبوه التابوت فإنه بلسان قريش.
وعن عبدالله بن الزبير قال: أتى الحارث بن حزيمة بن ثابت بهاتين الآيتين من آخر سورة براءة: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)، إلى عمر فقال من معك على هذا؟ قال لا أدرى والله إلا أنى أشهد أنى سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتهما وحفظتهما، فقال عمر وأنا أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة فانظروا سورة من القرآن فالحقوهما فيها فألحقتها فى آخر سورة براءة.
خبر قران سورة الأنفال بسورة التوبة
عن ابن عباس رضى الله عنه قال قلت لعثمان بن عفان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهى من المثانى وإلى براءة وهى من المائتين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما- بسم الله الرحمن الرحيم- ووضعتموهما فى السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟
فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتى عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات فى السورة التى يذكر فيها كذا وكذا، وإذا أنزل عليه الآية يقول ضعوا هذه الآية فى السورة التى يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتهما فى السبع الطوال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.