صلاح أبوالسرة أحد المقاتلين المعارضين لحكومة الخرطوم منذ عام 1989 والقيادى بالجبهة القومية الثورية المسلحة بدارفور، الذى دفع ثمن معارضته لحكومة البشير هو وأسرته، حيث تعرض أكثر من مرة لاعتقالات مستمرة منذ بداية وصول حكومة البشير إلى الحكم حتى قام أبوالسرة بطلب اللجوء إلى مصر هاربا من نظام البشير، وأبوالسرة هو أحد قياديى الجبهة العريضة التى تعبر عن المعارضة السودانية التى تعتبر مصر منبرا لها. ما مدى قوة الجبهة القومية الثورية المسلحة بدارفور وأرضيتها بالسودان؟ - نرتكز بإقليم دارفور خاصة فى وسط الجبال العربية ولدينا وجود فى مدن مختلفة بالسودان وبالجامعات السودانية ويجمع بين جميع المعارضين رفضنا لوضع أيدينا مع سلطة الإخوان المسلمين التى جعلت الأوضاع بالسودان متأزمة،فالأسعار مرتفعة نتيجة انخفاض قيمة الجنيه السودانى فكيلو الطماطم وصل إلى 40 جنيها، ويوجد انهيار اقتصادى كامل، وفساد تجاوز الحدود، ففى تقارير الشفافية الدولية أصبح السودان يحتل المركز الأول فى شتى أنواع الفساد الموجودة بكل دول العالم. لماذا رفضتم التفاوض مع حكومة الخرطوم؟ - لأن الأحزاب الدينية التى تنتمى إليها الحكومة الحالية لا تؤمن إلا بمصالحها،والسلطة بالنسبة لهم غاية، ولذلك هم لا يقبلون الآخر، ولا يقدمون أى تنازلات ولا توجد فى قواميسهم كلمة «الديمقراطية»، والإخوان معروفون بعدم احترامهم للمواثيق والعهود ويبحثون عن مصالح جماعتهم فقط، لذا فالحوار لن يؤدى لأى نتائج فى مصلحة الشعب السوداني، والحل هو إسقاط نظام البشير وبناء نظام جديد يقوم على الديمقراطية ويحترم الحريات وإرادة الشعب السوداني. وأكرر أننا ضد التفاوض مع هؤلاء القتلة الذين ارتكبوا جرائم قتل بحق 230 شخصا خلال يومين فقط! ما سبب انسحاب القوات المقاتلة بإقليم دارفور؟ وما الخطط المستقبلية؟ - المجتمع الدولى الرأسمالى يدعم مخطط تقسيم الدول فى منطقة الشرق الأوسط، وأمريكا تشارك فى هذا المخطط عن طريق نشر الفتن وتعميق الانقسامات فى السودان لتقسيمه وتفتيته لأربع دول، هذا المخطط تسبب فى إجهاد القوات المقاتلة التى حاربت فى أكثر من جبهة خلال الفترة الماضية، لكى نمنع حدوث هذا الانقسام ونحافظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، ولم تعد الحكومة الحالية هى العدو الوحيد الذى نواجهه فى دارفور. ونحن رفضنا قتال القبائل وجمدنا عملنا العسكرى ونرتب لوجود حاضن إقليمى بالسودان للاستقرار فيه بعد انسحابنا من دارفور، ونعمل الآن على إعادة تفعيل الجناح العسكرى مرة أخرى بأماكن مختلفة لإسقاط السلطة الحالية. ما مصادر تمويلكم؟ - لا يوجد حاضن إقليمى للسودان الآن، وبالتالى لا يوجد داعم لنا من خارج السودان وبعد أن كنا نحصل على الدعم من الدول الإقليمية المجاورة كإريتريا وإثيوبيا ونيجيريا، إلا أن هناك تسويات تتم الآن بين النظام وتلك الدول لمنع الدعم عن المعارضة السودانية، فكل دول الجوار الإقليمى تخلت عن دعم المعارضة بالسودان. لذا نعتمد على الدعم الداخلى وعلى أنفسنا. ماذا عن علاقتكم بالجنوب؟ - بقينا بجنوب السودان فترة طويلة، بحكم العلاقة مع الحركة الشعبية، ولكن نظام البشير يتهم الجنوب باحتضان الجماعات المعارضة، فالجنوب يقوم بالتسوية الآن مع الخرطوم خاصة بعد دعم حكومة الخرطوم للصراع داخل الجنوب نتيجة دعمها لبعض الأفراد المعارضين لحكومة الجنوب التى لديها مصالح مرتبطة بالبترول الموجود بمناطقهم، لذا فالعلاقة مع الجنوب متوقفة تماما. ما السبب الذى أدى إلى توقف الجنوب عن دعم مقاتلى دارفور؟ - الحركة الشعبية بالشمال الذى يعد مقاتلو دارفور جزءا منها كانت تنظيما واحدا قبل الانقسام مع الجنوب، فالعلاقة بين قياديى جنوب السودان وقياديى الحركة الشعبية بالشمال علاقة قوية جدا تتميز بالدعم المتبادل، ولكن جنوب السودان اعتبر الحركة الشعبية بالشمال وقفت مع المتمردين على الجنوب، ويطالبون بخروجهم من جنوب السودان، وحتى من كانوا يقاتلون بالنيل الأزرق وكردفان يتفاوضون مع الخرطوم الآن، خاصة بعد محاصرتهم من جانب حكومة البشير التى تستخدم الطائرات لضربهم وتمنع عنهم دخول أى موارد غذائية ودوائية. هل تعنى أن حكومة الخرطوم فى كامل قوتها؟ - بالفعل، فعلاقاتها الدولية جيدة، وعلاقاتها الإقليمية مرتبطة بمخاوف نتيجة دعمه لجماعة الإخوان فى مصر وليبيا والجماعات التكفيرية فى كثير من الدول الأفريقية. هل نظام السودان لم يتأثر بسقوط الإخوان فى مصر؟ - متأثر نتيجة مكانة مصر، ولكن لاتزال الجماعة تحكم السودان. كيف ستواجهون ذلك النظام فى ظل قوته وضعف المعارضة؟ - نحن لا نطلب من حكومة الخرطوم أى شيء ولا نتعامل معهم وجزء من مواجهة النظام تداول المعلومات مع الدول المجاورة التى قد تتعرض لخطر نتيجة ذلك النظام. وتوجد تنظيمات تقوم بذلك، وبالتالى يمكن أن تتحالف معنا بعض الدول المجاورة نتيجة إحساسها بالخطر الذى قد تتعرض له نتيجة وجود ذلك النظام. أين توجد هذه التنظيمات وما دورها؟ - موجودون فى كثير من دول الجوار، وكلهم على قلب رجل واحد، ويتمنون رحيل ذلك النظام، ونحن نكافح التطرف ومشاريع التقسيم ونسعى للانتفاضة الشاملة ضد ذلك النظام، والشعب السودانى انتفض بأكتوبر 1964 وأسقطوا السلطة وقتئذ، فحكومة الخرطوم الإخوانية أسقطت مؤسسات الدولة واستبدلتها بمؤسسات إخوانية بما فيها الجيش الذى تحول إلى ميليشيات خاصة تابعة للتنظيم وقاموا بتسريح قوات الجيش المعارضة لهم. يعنى ذلك أنكم تعتمدون على الانتفاضة الشعبية وليس المؤسسات؟ - الانتفاضة يجب أن تكون مدعومة، ولذلك نعد مقاتلين من ضباط الجيش الذين تم تسريحهم من جانب حكومة الخرطوم، بالإضافة إلى المقاتلين بإقليم دارفور والحركات الشعبية الأخرى لبناء تنظيم قادر على المواجهة من خلال محاصرة مؤسسات الدولة التى سيطرت عليها الجماعة. هل يساندكم الشارع فى تحركاتكم؟ - الشارع يريد التغيير، ولكن ليس لديه الوعى الكامل للقيام بذلك. هل سيستغرق الوصول لشارع لديه وعى وقتا طويلا؟ - لا يمكن قياس ذلك، فمن الممكن الوصول لذلك بوقت سريع وقد لا يحدث.