الدولة سلمت عقول الشباب للإخوان بالسجون.. هكذا قال شريف الصيرفى المتهم بتأسيس جماعة «البلاك بلوك» إبان فترة حكم الإخوان، والذى حكم عليه فيما بعد بالسجن 9 أشهر لتحطيم النصب التذكارى بميدان التحرير.. وخلال فترة حبسه التقى بكثير من الدواعش بالسجن ومن يؤمن بفكرهم ووجد أن أغلبهم إخوان استبدلوا فكرة اتباع المرشد إلى اتباع من أطلقوا عليه خليفة المسلمين أبوبكر البغدادى. ∎ البعض يستغرب صغر سنك؟ - أنا فى ثانية إعلام وأبلغ 21 عاما، وهناك فى السجن من هم أصغر منى سنا.. هناك شباب فى سن ال 16 وال17 عاما والسجن لا يفرق. ∎ متى تم سجنك؟ - فى نوفمبر 2013 وخرجت بتاريخ سبتمبر العام الماضى وكان الحكم بسجنى 9 أشهر والتهمة تحطيم النصب التذكارى الذى تم إنشاؤه فى ميدان التحرير ووقتها ظللت هاربا لمدة شهر وبعدها تم إلقاء القبض على. ∎ ماذا عن تأسيسك لجماعة «البلاك بلوك»؟ - لا أتحدث فى هذا الأمر نهائيا لأسباب أمنية وسياسية، وجميع الحركات التى على شاكلة البلاك بلوك ترفض الحديث عن الأمر أيضا لأسباب سياسية وأمنية. ∎ أين تم سجنك؟ - فى وادى النطرون شديد الحراسة. ∎ كيف كانت احتكاكك بالإخوان داخل السجن؟ - قابلت الإخوان فى أكثر من سجن بدأت بأول قيادى صف ثان فى تخشيبة الخليفة يدعى منصور على وقال لى إنه أثناء حكم الإخوان طلبنا من قيادات الجماعة، إما اعتقالى أو اغتيالى وسيقوم بالتنفيذ أفراد من الجماعة الإسلامية وعندما قلت له أنا أمامك افعل ما تشاء قال لا نحن الآن فى خندق واحد. ∎ هل تحدثت معه بشأن فض اعتصام رابعة وما يثار حوله؟ - بالفعل حدثنى وقال لى رابعة لم يكن بها سوى 4 قطع سلاح وأنه ومعه أخوه حاولوا مفاوضة الإخوان على إدخال سلاح للاعتصام بشكل مباشر وكانت فتواه هى التكفير لكل من لم يشارك فى الاعتصام وأنه فى حالة الاعتداء على الاعتصام فإن الواجب الشرعى هو المواجهة المثل بالمثل وبمثل السلاح. ∎ من أكثر شخص التقى بقيادات الإخوان بالسجن؟ - وليد الخليدى الذى كان معتقلا إبان حكم الإخوان وهو (كابو ألتراس ثورجى) وكان ممن حكم عليهم بالسجن لمدة سنتين واستأنف ومعه ما يقرب من 60 آخرين وحصلوا على حكم بالبراءة وهو الآن خارج مصر. ∎ من الشخصية الأبرز التى التقاها؟ - حازم صلاح أبوإسماعيل وكان دائما بينهما سباب علنى على مرأى ومسمع من الجميع وكان ذلك بشكل متكرر فى محكمة أمناء طرة ووقتها أيضا سبوا القيادى الإخوانى محمد البلتاجى وكان ذلك سببا فى تحسن علاقة الضباط معهم بعد أن تيقنوا أنهم ليسوا من الإخوان. ∎ هل بالفعل كان هناك قوائم بالاغتيالات تخرج من قيادات الإخوان بالسجون؟ - قابلت أحد المؤيدين للإخوان وكان من سيناء ومهتما بحركات الاغتيالات وسألته عن قوائم الاغتيالات والتى ذكر فيها عمرو أديب ولميس الحديدى وحمدين صباحى فقال كل هؤلاء ليسوا مستهدفين فهم وقت ما يكونون يقدرون أحدا يقدرونه وفق ما يستطيع تحريكه على الأرض من جماهير وأنهم يرون أن اغتيال قيادات الشرطة والجيش أفضل فى الوقت الحالى من اغتيال السياسيين. ∎ كيف حال الإخوان بعد وقوع العمليات الإرهابية الكبيرة من نحو الوادى الجديد وكرم القواديس؟ - لم نعلم بالحادثة إلا فى نشرة الأخبار التى تذاع الساعة الخامسة ووجدت على وجوه الإخوان ابتسامة عريضة ووقتها انقسم السجن إلى ثلاثة آراء.. الأول أن الجنود كفار ويجب قتلهم بأى وسيلة.. والرأى الثانى أن هؤلاء جنود «غلابة» لا علاقة لهم بالصراعات القائمة، وأنا كنت صاحب هذا الرأى ومعى بعض الشباب الأزهريين وبعض من انشقوا عن الجماعة.. والرأى الثالث كان أيضا من الإخوان وهو أن من كان من هؤلاء شارك فى قتل أحد من الإخوة فقتله حلال لأنه استباح دماء غيره وإن لم يشارك فهم ضحايا معركة.. ووقتها ألقى الإخوان خطبا تكفيرية وقالوا «هؤلاء قوم قاتلونا وما قاتلناهم». ∎ من أكثر قيادات الإخوان التى كانت تشتبك مع شباب الثورة بالداخل؟ - البلتاجى دائم السباب لشباب الثورة ويرى أنهم سبب ما هم فيه ويتوعدهم دائما بالانتقام ودائما المعايرة بينهم بمن باع من فى محمد محمود وفى رابعة وهناك من دعا الشباب إلى الاتحاد معهم ضد النظام. ∎ من المسيطر فكريا على الشباب فى السجن؟ - الإخوان والجماعات الإسلامية وعدد الشباب كبير إلا أن سيطرتهم ضعيفة مقارنة بالإخوان الذين يقومون بعمليات غسيل مخ للشباب ويحرضون الشباب فى السجن ومعظم من يخرج من تحت أيديهم يتحول إلى جهادى وبالنسبة للإخوان السجن أصبح أكاديمية لإعداد المجاهدين ووجود شباب صغير لم يبلغ العشرين من عمره خطر عليه وعلى كل المصريين بالخارج.. والحقيقة أننا لو بحثنا عن كل من يطلق النار بالشوارع سنجد أن معظمهم كان محبوسا مع إخوانى والدولة سلمت الشباب للإخوان فى السجن. ∎ كيف يتعامل الإخوان مع المستجد فى السجن؟ - كل مستجد يمر مع الإخوان بثلاث مراحل أولا الاستقطاب ومن ينضم يبدأ فى أخذ دروس جديدة ولهم اختبارات يعرفون بها من انضم إليهم ومن يراوغ وأيضا من يرفض الاستماع لهم فيتجنبونه ولا يتحدثون معه نهائيا ويحاولون إحساسه بالعزلة. وكانوا دائمى الدعاء فى كل صلاة على الإعلاميين وخاصة وائل الإبراشى وعبدالرحيم على وأحمد موسى ومحمود سعد. ∎ كيف يتعاملون مع من يجاهر بتأييده ل30 يونيو أمامهم؟ - يعتبرونه فى منزلة الكافر ولا يقبلون منه عذرا نهائيا حتى لو حاول التبرير. ∎ كيف يرون خروجهم من السلطة وما وصلت إليه الجماعة الآن؟ - يرون أن ما حدث معهم هو اختبار من الله وأنه مثل ما حدث مع المسلمين فى غزوة أحد وأن المؤمنين سارعوا إلى جمع الغنائم فكان الدرس من السماء ويحاولون الترويج لهذه الفكرة أمام من يواجههم بفشلهم. ∎ هل تعرضت لأى انتهاكات بداخل السجن؟ - خلال الفترة التى قضيتها فى قسم قصر النيل كنت يوميا أتعرض للضرب، والمرة الثانية كانت فى سجن استئناف القاهرة شتمنى أمين شرطة شهير هناك بالأمين الشيطان فربطى فى العمود. ∎ هل هناك من تصدى للإخوان فى السجن؟ - هناك معارضون للإخوان فى السجن ولكن لا تصادم بينهم فالإخوان لديهم الكثير من الصبر ولا يملون فى سبيل إقناع من أمامهم بأفكارهم. ∎ هل ما يروجه الجماعة بأن كل الأزهريين بالداخل معهم وإخوان؟ - أقل جماعة بها إخوان هم الأزهريون.. والحقيقة أن الظروف بالداخل تساعد الإخوان إلى إقناع الشباب بأن يكونوا معهم ويحاولون إظهار أنهم أحن شخص على المساجين بالداخل، ووادى النطرون ليس سجنا بل ورشة تربية مجاهدين وتكفيريين. ∎ ماذا عن كتابك الذى تنوى إصداره؟ - الكتاب اسمه «مشاغب فى المعتقل»، وهو حاليا فى دار الشروق. ∎ هل من الممكن أن تتحالف مع الإخوان؟ - لا يمكن أبدا.. وسبق أن قال النائب العام الإخوانى عنى أننى تنتظرنى أحكام ما بين المؤبد والإعدام ولا يمكن أن تتسخ يدى بوضعها فى يد الإخوان. ∎ ماذا عن مبادرة الأمل الأخير التى تدعو لها؟ - قابلت وليد الخليدى فى سيارة الترحيلات وهو «كابو ألتراس ثورجى» وكان معى عندما نقابل أى شخص أيا كان توجهه كنا نبحث عن حل للأزمات السياسية وأن هناك شبابا كثيرين بالسجن، الدولة سلمتهم للإخوان والمبادرة هدفها إنقاذ عقول الشباب من أفكار الإخوان، وفى السجن حصلت على موافقة ما يقرب من 45 فردا انشقوا عن الإخوان. ∎ هل هناك أعضاء لحزب النور داخل السجن؟ - قابلت أحد أعضاء حزب النور داخل السجن ممن كانوا انشقوا عن الحزب بعد أحداث رابعة وشارك فى مظاهرات الإخوان وتم إلقاء القبض عليه وسعى أعضاء النور إلى إخراجه من السجن وبالفعل خرج. ∎ ماذا يقول الإخوان عن «داعش»؟ - يؤيدون «داعش» بشدة خاصة فيما تفعله بالعراق، وهناك من شباب الإخوان من قال إن مبايعة المرشد بديع انتهت والبيعة الحق الآن هى لأبى بكر البغدادى خليفة المسلمين، وهناك من طالب باستطلاع آرائهم حول عودة مرسى، وهناك من قال إنه لا مانع من التحالف معهم، والسجن ملىء بالدواعش ولابد من عزل القيادات عن الشباب بجميع توجهاتهم. ∎ هل تتوقع حدوث مراجعات من الإخوان كالتى حدثت فى التسعينات؟ - مراجعات التسعينات ضحك على الدقون وكانت صفقة مع مبارك.∎