كان لقاء الإسماعيلى والإنجلبير باستاد القاهرة عام 1969 من الأحداث الأسطورية التى لا تنسى، فقد تجمع أكثر من 120 ألف متفرج داخل الاستاد ملأوا كل مكان فيه حتى أعمدة الإنارة والأسوار المحيطة بالمدرجات وكان خارج الاستاد ما يزيد على 50 ألفا آخرين، يستمعون إلى صيحات الجماهير وزئيرهم بعد كل هدف. فاز الإسماعيلى يومها 31 أحرز الأهداف على أبوجريشة فاكهة الكرة المصرية كما كانوا يطلقون عليه، وسيد عبدالرازق «بازوكا»، وخرجت الناس تغنى وتهتف واستقبلت الإسماعيلية اللاعبين بالسمسمية والأهازيج والأفراح، كانت أيام مشهودة ينصهر فيها المصريون ويتحلقون حول اسم بلدهم فى أعقاب نكسة 67 التى قصمت ظهورهم وأورثت أحزانا عميقة لم تزل إلا بعد الثأر والنصر عام .1973 ليت الجماهير تعود بشكل فيه التزام واحترام وقواعد واضحة وقانون يطبق على الجميع فى حزم وحسم لصالح الكرة المصرية، فلا يمكن تصور استمرار المباريات دون جماهير. ∎ بعد احتجاز أحمد منصور مذيع الجزيرة تدخلت القوى المهيمنة والمسيطرة بمالها وأبواقها فى الأمر ورضخت ألمانيا لهذه الضغوط.. فقد وضح بما لا يدع مجالا للشك أن عصبة الشر والتآمر على مصر تتجمع وتحشد عملاءها بإشارة ممن يدير الحرب إعلاميا وماليا.. فور أى أحداث نفس الوجوه الكالحة ونفس اللافتات والشعارات وحتى أماكن التجمعات وتنطلق قنواتهم المأجورة تردد ما يملى عليها من أكاذيب وافتراءات فى تكرار ممجوج ولأنهم يعلمون أن ما يطرحونه يجافى الحقيقة والمنطق، فإنهم يختارون أشخاصا ونماذج متدنية الفكر تشترى بأبخس الأثمان لتهاجم وطنها.. وتخون الأهل وتتنكر للقيم والمبادئ وجوه كريهة يتكرر ظهورها فى قنوات العار والتآمر دون وازع من ضمير.. وسوف يجىء اليوم الذى يقتص فيه من كل هؤلاء.. وأتساءل: هل هؤلاء مصريون شربوا من مياه النيل وعاشوا وتعلموا وغنوا فى انتصاراتها وبكوا فى المحن والكبوات التى أصابتها على مر السنين.. هل يتصور أحد أن هذه الكلمات المسيئة الصادمة تصدر عن مصرى وطنى أصيل؟! إلى أين تذهبون بخيانتكم.. خسر البيع وستبقى مصر دائما بتاريخها وأبنائها المخلصين قلب أمتها ومحور اهتمام العالم بأسره.. رغم كل الظروف والأحداث الطارئة.∎