والله العظيم فكرة.. وقد قامت الحكومة بتعديل وزارى.. دون أن تحدد بالضبط أهداف التغيير.. ونقترح عليها أن تقوم وزارة السياحة بتنظيم الرحلات الميدانية لموقع السحابة السوداء التى تكاثرت فى السنوات الأخيرة وطرحت فيها البركة.. فصارت عندنا سحابات صغيرة فى كل المحافظات تملأ علينا السماء فى طول مصر وعرضها.. وفى الماضى كانت السحابة محدودة فى الدلتا وحدها.. الآن هى فى الدلتا والقاهرة والصعيد. وحتى أسوان وصلتها السحابة الملعونة.. فصارت السماء هناك سوداء كاحلة تنافس سماء القاهرة! ربما كان المكان الوحيد الذى لا يعرف السحابة السوداء هو واحة سيوة.. التى تعودت زيارتها.. ليس لطبيعتها الساحرة.. وبحيراتها الخلابة.. وليس لبدائيتها المحببة.. وإنما لأنك يمكن أن ترى فيها النجوم التى لاتراها أبدا فى معظم المدن المصرية.. وقد تصور زائر أجنبى جاء لزيارتى أننا من كوكب آخر لاتعرف سماؤه النجوم.. لكننى صححت له الأمر مؤكدا أن النجوم كانت عندنا.. لكنها سافرت للخليج وبلاد الجاز وقد حصلت على عقد عمل مغرٍ هناك.. ومنذ شهور ذهلت فى مدينة دبى وأنا أرى السماء الصافية والنجوم الباهرة.. لايعكر صفوها سوى ناطحات السحاب التى تفسد كل شىء هناك! سوف ننظم الرحلات المكوكية بين السحابات فى سياحة من النوع المخصوص.. وقد يفتح الله علينا فنكتشف أن السحابة فيها معادن.. وقد يكون بها بترول بإذن واحد أحد.. فيعوضنا الله عن غيابه عندنا فى باطن الأرض. ووالله العظيم أننى أشعر بالغيرة والحسد من الجماعة الخواجات الذين يتعاملون مع البيئة بصرامة وجد.. مع أنهم لايعرفون اختراعا اسمه وزارة البيئة.. البيئة فى بلاد الخواجات لست من اختصاص البيه الوزير.. لكنها اختصاص الناس فى الشوارع.. وهى الهم الأول للجماهير وشغلهم الشاغل.. والبيئة هناك على سنجة عشرة.. ليس بسبب القوانين الصارمة والغرامات المشددة.. ولكن بحكم المنطق والأصول والعادات والتقاليد. وزمان مارس الخواجة التفرقة العنصرية ضد الملونين.. وهو الآن يمارسها ضد أعداء البيئة.. والإخوة المدخنون خير مثال لذلك.. وفى بلاد الخواجات يسمحون بالتدخين ولكن داخل شريط محدود لايمكن تجاوزه.. عندهم ممنوع التدخين فى الأماكن المغلقة.. ممنوع فى الشغل وفى القهوة وفى البار وفى المواصلات العامة.. ويسمحون لك بالتدخين فى عرض الطريق.. بشرط ألا تضايق جارك الذى يمشى بجوارك فى الطريق العام.. وممنوع إلقاء مخلفات السيجارة فى عرض الطريق.. وممنوع تدخينها فى الحدائق العامة.. مع أن السماء مفتوحة لكن تدخين السيجارة فى الحديقة ضار جدا بصحة الأشجار.. ثم إن الحديقة هى ملعب الصغار.. والتدخين هناك ممنوع تماما.. فلايتبقى أمامك عزيزى المدخن سوى أن تعيش منبوذا محاصرا.. أو تمتنع تماما عن التدخين. فى بلادنا نسبة المدخنين بين البالغين تقفز إلى 60 فى المائة للذكور.. وفى بلاد الخواجات لاتتعدى النسبة 15 فى المائة وخلاص.. التدخين عند الخواجة عادة سيئة وسلوك غير متحضر.. يجب مقاومته والامتناع عنه. السيارة فى بلاد الخواجات تعامل بشكل مخصوص.. ويفرضون على كل صاحب سيارة عند تجديد الرخصة.. تركيب فلتر مخصوص على الشاكمان.. لامتصاص العوادم الضارة.. بحيث لا تسمح للأتوبيس الخربان.. والميكروباص البلطجى بالسير فى شوارع أوروبا.. والاعتداء على شرف البيئة الذى هو مثل شرف البنت وعود الكبريت.. لايجوز خدشه أبدا! عندنا ولحسن الحظ المسألة سداح مداح.. ونقترح على وزارة السياحة تنظيم رحلات مكوكية للخواجة لزيارة بلادنا والتعرف على البيئة الخربانة حتى لايقلدنا.. فيحافظ على صحة المواطنين.. وحتى لا يصاب بأمراض لا تعرفها سوى بلادنا.. كالفشل الكبدى والكلوى والفيروسات التى نستورد لها أدوية بمليارات الجنيهات.. أى والله مليارات الجنيهات!!∎