وصف الدكتور هايل داود وزير الأوقاف الأردنى أتباع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بالمجرمين القتلة، معتبرا أن امتناع الأزهر عن إصدار فتوى بتكفيرهم لايستحق الضجة المثارة حوله، ذلك لأن التكفير يكون بعد نقاش ومجادلة أمام المحاكم لا المؤسسات الدينية.وقال فى حوار ل«روزاليوسف»: إن جريمة حرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة على أيدى الإرهابيين من عناصر التنظيم وحدت الشعب الأردنى الذى أصبح أكثر وعيا من أى وقت مضى بحجم المخاطر التى تحدق بالأمة العربية من الخليج إلى المحيط. وطالب وزير الأوقاف الأردنى الحكومات العربية بالوقوف صفا واحدا والاستجابة لمبادرة الرئيس «عبدالفتاح السيسى» بتشكيل قوة عربية مشتركة لاستئصال الإرهاب من المنطقة. ∎ من وجهة نظركم هل تجديد الخطاب الدينى مرتبط بالقضاء على التنظيمات الإرهابية؟ - نعم المعركة ضد الإرهاب على مختلف الجبهات والمحاور. الإرهاب بات يقلق دولنا العربية، فالحرب فكرية، وعقائدية، وجزء منها اقتصادى واجتماعى والآخر عسكرى. هذه الجماعات يجب أن تواجه الحرب الشاملة لأن الجهود العسكرية وحدها لاتكفى، ذلك لأن هذه الجماعات الإرهابية تنطلق من منطلقات فكرية، ومحاربتها فكريا هى الأساس، من خلال الأفكار والمفاهيم المغلوطة وطرح الإسلام بصورته الحقيقية. ∎ ما رأيك فى فكرة توحيد الجيوش العربية التى دعا لها الرئيس «السيسى»؟ - يجب على الدول العربية توحيد جهودها فى جميع المجالات لمواجهة كل التحديات ومخاطر التنظيمات الإرهابية، وفكرة توحيد الجيوش العربية للقضاء على «داعش» وكل التنظيمات الإرهابية أمر مهم ومطلوب فى الوقت الراهن. ∎ قضية الكساسبة هل جعلت لديكم حافزا أكبر لمواجهة «داعش»؟ - قبل حرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة على أيدى تنظيم «داعش» كنا ندرك أن هذه الجماعات ذات خطر على المسلمين ويجب مواجهتهم، لكن بعد استشهاده زاد العزم وتوحدت الرؤى عند كل الأردنيين ضد هذا التنظيم. بعد حرق الكساسبة أصبح الوعى بأن هذه الجماعات تشكل خطرا داهما على المنطقة أعمق من أى وقت مضى. وشهادة معاذ الكساسبة عند الله عظيمة ومن آثارها أنها كشفت زعم وكذب هذه الجماعات التى تنادى باسم الدين ولاتمت للدين بصلة، إنهم يحرقون الكساسبة وإن حرقوا قناع الزيف على وجوههم. ∎ ما تعليقك على رفض الأزهر تكفير «داعش»؟ - منهجنا ليس تكفيريا والأزهر مؤسسة دينية محترمة تنطلق من منطلقات فكرية سليمة والحكم بالتكفير لايجوز وتكفير هؤلاء غير جائز، كما أن التكفير يكون بحكم قضائى يصدر عندما يناقش الإنسان المنضم لهذه التنظيمات الإرهابية. ولايهمنا تكفير «داعش» أوعدم تكفيرها ولكن ما يهمنا أنهم مجرمون، والتعامل مع المجرم يجب أن يكون أشد حسماً مع الكافر، والقضية ليست أن هؤلاء فى الجنة أو النار والأزهر بين أن أفعالهم بعيدة عن الدين وهم إرهابيون مجرمون وأدوات فى أيدى ومؤسسات تريد النيل من المنطقة الإسلامية. ∎ ما رأيك فيمن يهاجمون الأزهر على خلفية عدم تكفيره «داعش»؟ - من يهاجمون الأزهر لعدم تكفيره داعش لا يفقهون دينهم ولا يجب أن يرتقوا لقامة الأزهر فهو قامة الإسلام والمسلمين وهو المعيار الضابط للفكر الإسلامى، وعلى من يهاجمون الأزهر أن يحذوا حذوه الوسطى ولا يهاجموه. ∎ هل قطر متواطئة مع «داعش» وتمول بعض التنظيمات الإرهابية؟ - أرفض الاتهامات دون أدلة، وعلى كل الدول العربية والإسلامية أن تقف ضد الإرهاب وليست هناك دول بعيدة عن الإرهاب ومخاطره، كما أن خطر الجماعات الإرهابية كبير وهذه الجماعات «كالحيوانات المفترسة» تأكل أول ما تأكل من قام بتغذيتها، وخطر هذه الجماعات يكمن فى تحقيق أجندة سياسية معينة لصالح بعض الدول. عموماً علينا إبعاد التهم عن الدول العربية وكفانا مزيدا من الفرقة بين أخوتنا العرب، وعلينا أن نتواصل مع بعض ونقف مع بعض أكثر للقضاء على التحديات التى تواجهنا، وتوحيد أنظمة عربية للقضاء على داعش. ∎ ما منبع الفكر التكفيرى الذى تعتمد عليه «داعش»؟ - «داعش» تعتمد على أفكار مغلوطة وتأويلات لكلام بعض علماء المسلمين السابقين مثل «بن تيمية» و«المودودى» و«سيد قطب»، الذين استخدموا عبارات ومصطلحات معينة لتكفير المجتمعات العربية والإسلامية وتوحيد المفاهيم مثل «الحاكمية والجاهلية والبراء»، من خلالها فهم بتكفير الآخرين من قبل التنظيمات الإرهابية، واستخدامها فى الخروج على العالمين العربى والإسلامى.∎