«لا تعليم جيد بدون منهج جيد» هذه حقيقة يعلمها الجميع، ولكن المناهج فى مصر كارثة، فالطلاب فى جميع المراحل الدراسية يدرسون مناهج ليس لها علاقة بالواقع الذى تعيشه مصر ولا تمنحهم المهارات الحياتية الضرورية، ناهيك عن الأخطاء البشعة التى تتضمنها الكتب المدرسية وكم من مقالات وتحقيقات صحفية قامت بمناقشة هذه الأخطاء وبعضها أخطاء فى حقائق علمية لا يمكن السكوت عنها، وكل عام تطالعنا وزارة التربية والتعليم بأنباء عن تطوير المناهج وحتى عامنا هذا خرج علينا الوزير ليؤكد أنه تم تطوير 08٪ من المناهج التعليمية لجميع المراحل التعليمية ومع ذلك مازالت هناك أخطاء تصل لدرجة الجريمة فى حق الوطن، آخرها النص الذى تم إلغاؤه وكان مقرراً على الصف الأول الثانوى بعنوان «الهدم والبناء» والذى ألفه الشيخ أحمد أمين الكاتب الإسلامى فى أربعينيات وخمسينيات هذا القرن والذى شارك فى إخراج مجلة الرسالة وصاحب مؤلفة فجر الإسلام - والنص يُعظم قيمة الهدم بهدف البناء على أسس سليمة وهو ما يتفق وأفكار جماعة الإخوان الإرهابية،وأيضاً تم تغيير درس «حرق العصافير للصقور» وهو درس كان مقرراً فى كتاب اللغة العربية للصف الثالث الابتدائى والذى يتحدث عن الصراع بين العصافير والصقور والذى ينتهى بإحراق العصافير للصقور حية عقاباً لها ورغم دفاع مديرة مركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم بأن هذه القصة تضمنها منهج العام الماضى معتمداً على فكرة عقاب العدو والمعتدى بالحرق ولم يكن هناك وجود لتنظيم داعش الإرهابى عندما تم تأليف الكتاب، إلا أن الرد عليها يكون بأنه بصرف النظر عما صدر من أعمال إجرامية وإرهابية من «داعش»، فكرة الحرق لا تصلح بأى حال من الأحوال كحل يُدرّس لأطفال فى عُمر الزهور لعقاب المخطئ أو المعتدى ولكن هناك طرقاً أخرى للعقاب تتناسب مع عمر الأطفال، وليت يتم الاستجابة لنداء العالِم، الدكتور هانى الناظر الموجه لرئيس الوزراء - على وجه السرعة- بتشكيل لجنة علمية على أعلى مستوى تضم أساتذة من الجامعات والمركز القومى للبحوث الاجتماعية متخصصين فى الطب النفسى للأطفال وعلوم الحياة وعلم النفس الاجتماعى واللغة العربية وتُكلف بمراجعة جميع المقررات التى تضم قصصاً وروايات خيالية أو واقعية ويتم تدريسها لطلاب المدارس من الابتدائى وحتى الثانوى وتنقيتها من الأخطاء ومن القصص التى تخرب وتدمر عقول الطلاب، ولا بد من أن تكون وزارة التربية والتعليم مسئولة عن مناهجها الدراسية مسئولية كاملة وتكون هناك مراجعة أمينة وحقيقية لكل المناهج قبل طبعها وقبل وصولها للطلاب فى المدارس، فنحن لا نريد وزارة فى مصر الجديدة تعمل برد الفعل خاصة إذا كانت وزارة مهمتها تعليم وإعداد وتثقيف الأجيال الجديدة. وتحيا مصر