كشفت مصادر صحفية وإعلامية عن تفاصيل جديدة وخطيرة للدور الذى لعبته الإدارة الأمريكية قبل وأثناء وبعد ثورات الربيع العربى فى مصر وتونس وليبيا وسوريا، والدور المشين لوكالة المخابرات الأمريكية ووزارتى الخارجية والدفاع. كانت ثورة 25 يناير قد نادت بالقضاء على الفقر والجوع والبطالة وغلاء الأسعار والعديد من الأسباب الأخرى وكان أهم مطالبها رحيل النظام الحاكم بما فيه الرئيس ووزرائه وحاشيته. ثورة اللوتس أو ثورة الغضب كما يسميها البعض دعا لها شباب مستنير انضم إليهم عناصر من جماعة الإخوان، حيث كشف ميشيل شوسودوفسكى المحلل السياسى الكندى ومدير مركز جلوبال (ريسرش)، أن الإدارة الأمريكية والسى آى إيه كانت أهم مصادر تمويل الجماعة قبل وبعد ثورات الربيع العربى وخاصة مصر وتونس وليبيا، وذلك حتى تستطيع واشنطن التحكم بها. وأشار دوفسكى إلى أن واشنطن قامت بإنشاء تنظيمات تسللت عناصرها داخل المؤسسات والبنوك وشركات التأمين وداخل الجماعات الثورية التى تدعم من قبل «فريدوم هاوس» والصندوق الوطنى للديمقراطية، التى شاركت فى السابق فى جورجيا ومختلف جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق. وأكد أن تلك المنظمات تمارس عملها بتحالف وثيق مع كل من وزارة الخارجية والكونجرس فضلا عن الاستخبارات الأمريكية ومن أهم تلك المنظمات «CANVAS» التى تعد الذراع الاستشارية لجهاز المخابرات الأمريكية والتى قامت بدعم برامج تدريب للحركات الإسلامية وجماعة الإخوان الذين تدربوا فى بلجراد. وقال إن منظمة «CANVAS » تعمل بوصفها الذراع الاستشارية المهنية لمساعدة وتدريب أعضاء الجماعة بالإضافة إلى تسليحهم وتقديم مساعدات أخرى داخل السفارة الأمريكية فى دول الربيع العربى. وذكر أن تلك التنظيمات الأمريكية ساعدت الجماعة فى التسلل إلى قلب النقابات فى البلاد مثل مؤسسة «فورد» المعروفة بصلاتها مع وكالة المخابرات المركزية. وأثبت أن حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسى عملت على عدم الاعتماد على قروض صندوق النقد الدولى على عكس الإخوان الذين سعوا للحصول على قروض هائلة ضاربة بمصلحة البلاد عرض الحائط. وقد سبق واتهم بيت هوكستر الرئيس السابق للجنة الاستخبارات فى الكونجرس الأمريكى فى تصريحات لشبكة نيوزماكس، بالمشاركة مع التنظيمات الإسلامية بشكل سرى، وقد تم تسريب مستندات حساسة لوزارة الخارجية الأمريكية حول علاقة كبار الشخصيات الأمريكية بأعضاء تنظيم الإخوان الإرهابى فى مصر ومتزامنا مع ذكرى ثورة 25 يناير التى أدت إلى صعود الجماعة لسدة الحكم لتؤكد أنه كان يسمح لهم الدخول للولايات المتحدة عن طريق مطار جون كنيدى وخاصة خلال شهرى مارس وإبريل 2012 وكان يتم إعفاؤهم من الفحوص الأمنية وذلك وفقا لوثائق حكومية داخلية. ووفقا لتسريبات نشرها لأول مرة «مشروع التحقيق عن الإرهاب» والتى تم جمعها من وثائق لوزارة الخارجية كجزء من طلبات قانون حرية المعلومات، كان من بين أعضاء الجماعة الذين ذكروا فى المستندات عبدالموجود راجح درديرى عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية العدالة الذراع السياسية للإخوان وعضو مجلس الشعب دورة 2011 - 2012 عن محافظة أسيوط، وأكدت التقارير توافد أعضاء الجماعة للبيت الأبيض ودخولهم من الأبواب الأمامية، بل كانت تفرش لهم السجادة الحمراء للترحيب بهم، بالإضافة إلى منحهم تأشيرات لدخول الولاياتالمتحدة عن طريق وزارة الخارجية الأمريكية بأوامر من مسئولين بإدارة أوباما وكانت هناك اتصالات متعددة بينهم وبين أوباما. وأفادت شبكة «بلاز» التليفزيونية أن المستندات المسربة من الخارجية الأمريكية تؤكد زيارات مكثفة من أعضاء الجماعة للبيت الأبيض قبل أن يصبح المخلوع محمد مرسى رئيسا لمصر. وذكرت الوثائق أن نحو 30 منظمة أمريكية ممولة لصالح أجندة بما فى ذلك الجماعات الطلابية، وأوضحت الوثائق أن أوباما عين أعضاء من الجماعة فى الوظائف العليا بالحكومة الأمريكية وتقديم الصدقات والمنح الضخمة للجماعة فى مصر، ونقلت الشبكة ما ذكره موقع بوليسى ميك الأمريكى عن سفر مرسى قبل أن يصبح الرئيس وفى المرحلة الانتقالية بعد ثورة 25 يناير مباشرة إلى واشنطن وحصل على 50 مليون دولار من إدارة أوباما. ووفقا لتقرير لفرانك جافنى مدير مركز السياسة الأمنية الأمريكى فإن علاقة الرئيس باراك أوباما بجماعة الإخوان كانت قبل وصوله لرئاسة الولاياتالمتحدة، وأشار إلى أن يوسف ندا وهو قيادى إخوانى ومالك بنك التقوى العالمى تبرع لحملة أوباما الانتخابية فى 2008 وهو من ضمن الأذرع المالية للجمعيات الإخوانية فى الولاياتالمتحدة ومؤسس المركز الإسلامى فى ميونيخ والشركات التابعة له فى أمريكا، مضيفا أن هناك عناصر إخوانية يعملون مستشارين داخل إدارة أوباما لوضع السياسات الحالية للبيت الأبيض. وأضاف مدير مركز السياسة الأمنية أنه قبل انتخاب أوباما فى الفترة الرئاسية الأولى تم العبث بجواز سفره وحقق شخص يدعى جون برينان فى انتهاك السجلات الخاصة به حيث كان مثبتا فى السجلات سفر أوباما إلى باكستان قبل وصوله للرئاسة، ولذلك قام أوباما بتعيين «برينان» عند وصوله للبيت الابيض ليكون مساعد الرئيس ونائب مستشار الأمن القومى لشئون الأمن الداخلى ومكافحة الإرهاب وفى الفترة الرئاسية الثانية له عينه رئيسا للمخابرات الأمريكية. عناصر إخوانية فى إدارة الرئيس اختار أوباما عناصر إخوانية فى إدارته فور وصوله للبيت الأبيض كان أولهم مازن الأصبحى المحامى من أصل عربى، وعينه كمستشار التوعية الديمقراطى ليكون همزة الوصل مع العرب والمسلمين فى الولاياتالمتحدة، وفى ظروف غامضة قدم «الأصبحى» استقالته بسبب معلومات فضفاضة عن علاقته بالإخوان المسلمين. ومن ضمن العناصر الإخوانية الأخرى التى حوتها إدارة الرئيس «عارف على خان، مساعد وزير الأمن الداخلى، ومحمد الإبيارى عضو فى المجلس الوطنى الاستشارى للأمن والذى تتلمذ على أفكار سيد قطب وقدم استقالته منذ شهور بعد ضغوط، وحسين رشاد المبعوث الأمريكى الخاص لمنظمة المؤتمر الإسلامى، وسلام الزوبعى المراياتى المؤسس المشارك لمجلس الشئون العامة، والإمام محمد ماجد رئيس الجمعية الإسلامية لأمريكاالشمالية، وإيبو باتيل وهو عضو فى المجلس الاستشارى لأوباما، وداليا مجاهد أول امرأة محجبة تعمل فى البيت الأبيض وعينت فى إدارة المجلس الاستشارى للأمن الداخلى، ورشاد حسين المستشار المساعد لأوباما ويتركز عمله على الأمن القومى ووسائل الإعلام الجديدة كذلك قضايا العلم والتكنولوجيا». ومن أكثر العناصر المثيرة للجدل فى إدارة أوباما «هوما محمود عابدين» مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون، ولدت فى ميتشيجان الأمريكية، وانتقلت عائلتها إلى جدة وهى فى الثانية من عمرها، وبدأت «عابدين» العمل كمتدربة فى البيت الأبيض عام 1996 وأسندت إليها هيلارى كلينتون العمل فى وزارة الخارجية عام 2010 وبسبب تعلق هيلارى الشديد بها تناقلت الصحف العالمية أنباء تفيد بوجود علاقة جنسية شاذة بينهما. وفى عام 2012 انهالت الاتهامات على هوما بسبب علاقاتها مع الإخوان المسلمين، ومن أهم المسئولين الأمريكيين الذين طالبوا بالتحقيق فى هذا الأمر أعضاء الكونجرس: «ميشيل باخمان، ترنت فرانكس، لوى جوهمرت، توم رونى ويستمورلاند لين»، وقد بعثوا برسالة إلى المفتش العام يطلبون فيها التحقيق فى ارتباط هوما بالإخوان المسلمين، والتحقيق فى اختراق حكومة الولاياتالمتحدة من قبل الجماعة، بالإضافة إلى حصول حسن عابدين شقيق هوما على منصب رفيع فى الإدارة الأمريكية. وأشارت شبكة بلاز إلى توجيه جميع الرؤساء إلى وكالة «ناسا» للسماح للإخوان بدخولها وكان من أهمهم محمد مرسى والذى كان مهندسا بوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» رغم أنه لا يفقه شيئا، وإنشاء مكتب جديد فى وزارة الخارجية ليكون المسئول عن التواصل مع الإسلاميين فى جميع أنحاء العالم، ووفقا لمصادر وصفتها الشبكة بالموثوق بها كان البيت الأبيض على اتصالات سرية مع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، ومع عصام عميش، الرئيس السابق لجماعة الإخوان المسلمين فى أمريكا وقد قابل «عميش» مرسى عند وجوده فى الولاياتالمتحدة بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية فى مصر. وأكد معهد هدسون وهو معهد استشارى بارز فى وزارة الدفاع، أن الإدارة قررت العمل مع تركيا والإخوان المسلمين ومازالت الإدارة الأمريكية تقوم بتسليح كل من الإخوان فى مصر وتونس وليبيا وسوريا ومن بين تلك الأسلحة دبابات M1A1 125 وطائرات F16 كذلك أسلحة أخرى ومعدات وقطع غيار عسكرية، إلى جانب الدعم اللوجيستى. وقال موقع وورلد تريبيون إن الرئيس باراك أوباما يجند الإخوان فى وظائف دبلوماسية، وفقا لتقارير أصدرتها منظمة الرقابة القضائية حول توظيف المسلمين فى وزارة الخارجية الأمريكية وداخل الحكومة الفيدرالية كضباط للخدمة الخارجية يمثلون الولاياتالمتحدة فى أكثر من 265 سفارة أمريكية وقنصليات وبعثات دبلوماسية فى جميع أنحاء العالم دور حماس فى ثورة يناير وكشفت وثائق المنظمة الاستخباراتية «الرقابة القضائية» أن البيت الأبيض أقام ورش عمل فى 27 و28 يناير عام 2010 واجتمعت وزيرة الأمن الداخلى جانيت نابوليتانو مع العديد من الأفراد والمنظمات التى لها علاقة مع الإخوان المسلمين كحزب الله وحماس وكان الهدف المعلن لهذه الورش تزويد قادة الجماعات المرتبطة بحماس والإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة بإمكانية الوصول المباشر إلى المساعدات الأمريكية الحكومية، ووفقا للتقرير فقد أقامت وزيرة الأمن الداخلى ووزيرة الخارجية هيلارى كلينتون لقاءات سرية مع تلك الجماعات، وكانت هذه الاجتماعات بداية لبرنامج إدارة أوباما الرامية إلى وضع تبادل جديد للمعلومات مع المنظمات الإخوانية، على الرغم من أن ماثيو تشاندلر نائب السكرتير الصحفى للمتحدث باسم وزيرة الأمن الداخلى رفض التعليق على الاجتماعات. وبعد الانتخابات الأمريكية عين الرئيس باراك أوباما روبرت مالى مستشار السياسة الخارجية العليا، وقالت صحيفة تايمز أوف لندن إن «مالى» اجتمع مع ممثلى حماس بشكل منتظم، وكان هناك محادثات سرية لأوباما مع حماس، وبحث الطرفان إزالة حماس من قائمة الإرهاب، وقال كبار قادة حماس إن الولاياتالمتحدة طلبت الامتناع عن الإدلاء بأى تصريحات بشأن الاتصالات مع واشنطن، وعلل مسئولون أمريكيون تلك الاتصالات بأن ليس لديهم خيار سوى العمل مع حماس بسبب نفوذها فى العالم العربى والإسلامى. وأوضح مسئول كبير فى إدارة أوباما لوكالة رويترز البريطانية أن حوالى 400 مليون دولار أمريكى تحصل عليها حماس منذ السيطرة على قطاع غزة. وكان وزير الدفاع السابق تشاك هاجل من أهم المسئولين الذين حثوا أوباما على الحوار مع حماس كذلك جون كيرى وزير الخارجية الأمريكية الحالى، ووفقا لمركز ستراتفور جلوبال الاستخباراتى فإن حماس تعتبر امتدادا لجماعة الإخوان وقامت بدور كبير فى إقحام الإخوان على ثورة 25 يناير، حيث قامت بالتنسيق معهم. الجماعة حولت وجهتها لواشنطن ومماطلة لعدم الإفراج عن ملفات تخص هيلارى كلينتون وأكد الجنرال متقاعد بالجيش الأمريكى وليام جيرى بوكين والعضو السابق فى قوة دلتا وهى قوة النخبة فى القوات الخاصة أن عناصر من جماعة الإخوان بالولاياتالمتحدة تسللوا إلى وزارة الدفاع «البنتاجون» مثلما تسللوا إلى صفوف البيت الأبيض، وهو ما يفسر تخبط الوزارة حيال التعامل مع الجماعات الإرهابية وخاصة فى حربها على داعش. وحذر من مخاطر تغلغل الجماعة داخل المؤسسات الأمريكية، حيث أنشأت الشهر الماضى حزبا سياسيا لأول مرة فى تاريخ الولاياتالمتحدة، ويدعم حزب الإخوان الجديد منظمات CAIR وMAS التى وضعتهما الإمارات العربية ضمن قائمتها للمنظمات الإرهابية ويسعيان لاكتساب النفوذ فى الانتخابات الأمريكية المقبلة عام 2016 وتتم الاجتماعات فى مركز المؤتمرات دونالد إى ستيفنز، وهو موقع يستخدم منذ سنوات لعقد الاتفاقيات الدولية التى تنظمها جماعات الإخوان البارزة بما فى ذلك «ISNA» و«ICNA». ويخطط الإخوان للظهور على السطح بشكل علنى فى المشهد السياسى الأمريكى وبدلا من اللعب فى الخفاء طوال السنوات الماضية عن طريق أذرعهم داخل البيت الأبيض والإدارة الأمريكية وجميع المؤسسات الحيوية فى الولاياتالمتحدة، حيث نظمت عدة مؤتمرات لقبول تبرعات لحزبهم الجديد كما يفعل الإخوان فى كل دولة والاعتماد على التبرعات كنوع من أنواع الدعم المادى، ومن ضمن اللقاءات التى نظمت كانت فى روزمونت، بولاية إلينوى، وإقامة الحفلات برعاية المنظمات التابعة لإخوان فى شيكاغو. وقد تم إطلاق وثيقة تفسيرية بشأن الهدف العام الاستراتيجى للإخوان فى أمريكاالشمالية تقول: «يجب على الإخوان فهم أن عملهم فى أمريكا هو نوع من الجهاد الكبير فى القضاء وتدمير الحضارة الغربية من الداخل وتخريبها بأيديهم وأيدى المؤمنين بحيث يتم القضاء عليهم». وفى نفس الوقت رفضت الإدارة الأمريكية التعاون مع المحققين حول علاقات وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون بالإخوان عندما كانت فى منصبها وإصدار الوثائق الخاصة بها، وتقوم وزارة الخارجية بالمماطلة فى الإفراج عن تلك الملفات والتى تم طلبها بموجب قانون حرية المعلومات الأمريكى.∎