المانجو ب20 جنيها.. أسعار الخضر والفواكه في سوق العبور اليوم    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. ثاني أيام عيد الأضحى 2024    شهداء وجرحي في قصف إسرائيلي على منازل بشمال غزة (فيديو)    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب جنوب البيرو    بث مباشر، حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات في أول أيام التشريق    لماذا خالفت هذه الدول توقيت احتفال أول أيام عيد الأضحى 2024؟    خسائر الاحتلال الإسرائيلي.. ارتفاع القتلى ل662 وآلاف يطلبون مساعدات نفسية    عصام السقا يحتفل بعيد الأضحى وسط أهل بلدته: «كل سنة وأنتم طيبين» (فيديو)    موعد ومكان عزاء الموزع عمرو عبدالعزيز    شهيدان و13 مصابا جراء قصف الاحتلال منزلًا في حي الزرقا شمال مدينة غزة    «الناتو» يبحث وضع الرؤوس الحربية النووية للحلف في حالة تأهب    ترتيب الدوري المصري قبل مباريات اليوم الإثنين    إيهاب جلال يُعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة إنبي    منافسة إنجليزية شرسة لضم مهاجم إفريقي    للحجاج.. تعرف على سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري اليوم    مصطفى بكري يكشف سبب تشكيل مصطفى مدبولي للحكومة الجديدة    وفاة الحالة السادسة من حجاج الفيوم بالأراضي المقدسة    افتتاح المرحلة «ج» من ممشى النيل بمدينة بنها قريبًا    البيت الريفى.. الحفاظ على التراث بمنتجات ومشغولات أهل النوبة    بعد إثارته للجدل بسبب مشاركته في مسلسل إسرائيلي.. من هو الممثل المصري مايكل إسكندر؟    دعاء فجر ثاني أيام عيد الأضحى.. صيغ مستحبة رددها في جوف الليل    حكم الشرع في زيارة المقابر يوم العيد.. دار الإفتاء تجيب    دعاء الضيق والحزن: اللهم فرج كربي وهمي، وأزيل كل ضيق عن روحي وجسدي    تقتل الإنسان في 48 ساعة.. رعب بعد انتشار بكتيريا «آكلة للحم»    البيت الأبيض: المبعوث الأمريكي الخاص أموس هوكشتاين يزور إسرائيل اليوم    مدفعية الجيش الإسرائيلي تستهدف بلدة "عيترون" جنوب لبنان    حلو الكلام.. يقول وداع    "تهنئة صلاح وظهور لاعبي بيراميدز".. كيف احتفل نجوم الكرة بعيد الأضحى؟    جثة مذبوحة وسط الطريق تثير ذعر أهالي البدرشين    عبير صبري: شقيقتي مروة «توأم روحي» و«لسه بتاخد مني عيدية.. فلوس ولبس وكل حاجة»    «زي النهارده».. وفاة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوى 17 يونيو 1998    انخفاض درجات الحرارة.. الأرصاد تكشف حال. الطقس خلال أيام العيد    جثمان داخل «سجادة» في البدرشين يثير الرعب أول أيام عيد الأضحى (القصة الكاملة)    مدرج اليورو.. إطلالة قوية لجماهير الدنمارك.. حضور هولندي كبير.. ومساندة إنجليزية غير مسبوقة    يورو 2024 - دي بروين: بلجيكا جاهزة لتحقيق شيء جيد.. وهذه حالتي بعد الإصابة    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 17-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى ثانى أيام العيد الإثنين 17 يونيو 2024    الكنيسة الكاثوليكية تختتم اليوم الأول من المؤتمر التكويني الإيبارشي الخامس.. صور    انخفاض أعداد الموقعين على بيان مؤتمر أوكرانيا الختامي ل82 دولة ومنظمة    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟    القافلة الطبية «راعي مصر» تصل القنطرة شرق بالإسماعيلية    لم يتحمل فراق زوجته.. مدير الأبنية التعليمية بالشيخ زايد ينهي حياته (تفاصيل)    العيد تحول لمأتم، مصرع أب ونجله صعقا بالكهرباء ببنى سويف    إيرادات حديقة الحيوان بالشرقية في أول أيام عيد الأضحى المبارك    إيلون ماسك يبدي إعجابه بسيارة شرطة دبي الكهربائية الجديدة    وفاة خامس حالة من حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    هل يجوز بيع لحوم الأضحية.. الإفتاء توضح    عاجل.. موعد اجتماع لجنة تسعير المواد البترولية لتحديد أسعار البنزين والسولار    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    الأنبا ماركوس يدشن كنيسة ويطيب رفات الشهيد أبسخيرون بدمياط    تعرف على حكام مباراتى الجونة والبنك الأهلى.. والإسماعيلى وإنبى    مانشستر يونايتد يجدد الثقة في تين هاج    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    محد لطفي: "ولاد رزق 3" سينما جديدة.. وبتطمئن بالعمل مع طارق العريان| خاص    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السافل
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 10 - 01 - 2015

لن تجد فى اللغة ألفاظا تصف حجم الإسفاف والتنطع والسفالة التى تقطر بها قنوات الإخوان الصادرة من تركيا.. فتلك الألسنة جاوزت المدى وبلغت من الدنو والانحطاط ما لا عين رأت ولا أذن سمعت !
شلة الموتورين الخونة الذين باعوا وطنهم ودينهم وشرفهم تحت أقدام أردوغان قبلوا أن يكونوا مجرد منديل «كلينكس» سوف يلقى مصيره فى أقرب صندوق قمامة بعد الانتهاء من مهمته القذرة فى التطاول والتشفى فى أهل بلده!
لم يكن ما صدر عن هذا النطع «محمد ناصر» والتافه باقتدار، من تطاول وسب فى حق رئيس الجمهورية بألفاظ وأفعال نترفع حتى عن الإشارة لها وإن دلت على البيئة العفنة التى أتى منها ونشأ فيها!
ذلك السافل الجهول عمل فى مصر لسنوات وتنقل بين موائد رجال الأعمال من ساويرس إلى حسن راتب ثم ارتمى فى فراش الإخوان بعد أن صعدوا للسلطة، ومن سرير وجدى غنيم إلى باسم خفاجى إلى ماجد عبدالله ظل يمارس العهر الإعلامى بعد أن فشل أن يكون إعلاميا أو حتى إنساناً محترماً!
عمل فى مصر كثيرا ولم يعرفه أحد كمذيع مثلما لم يعرفوه من قبل كشاعر له أوبريت واحد لكورال الصعيد باسم «يجى نبنى بيت» عام 1993 أو سيناريست لعمل سينمائى واحد لم ير النور من الأساس، ودائما كان يحاول أن يثير الضجة حول نفسه بالمواقف الغريبة والمثيرة.
أطلق على نفسه وصف الشاعر والسيناريست والكاتب الصحفى والمذيع فقد جاء من الصعيد كشاعر مغمور وظل مغمورا، وبعدها حاول أن يجرب حظه فى كتابة السيناريو فكتب سيناريو لفيلم باسم «ستانلى» كان من المقرر أن يخرجه المخرج محمد خان لكنه لم ير النور.
∎ بداية الرحلة
بداية الرحلة مع الإعلام كانت من خلال برنامج «يبقى أنت أكيد فى مصر» على شاشة On tv والذى قال عنه إنه كان فكرة نجيب ساويرس، وقد تحدث معه أحد مسئولى القناة وعرض عليه إعداد البرنامج وجذبت الفكرة انتباهه وأعجب بها جدا، وبدأت بطرح أفكار وكان المفروض أن يقدم البرنامج شخص آخر وعندما سألته مسئولة البرنامج عن رأيه فى طريقة التقديم قال لها المفروض هذا البرنامج أن يقدم بشكل كذا وكذا فقاطعته وقالت تيجى بكرة تعمل اختبار كاميرا وعندما عرض الشريط على ساويرس أعجبته طريقته فى التقديم على حد قوله!
وتابع: «فالموضوع كان فى البداية ليس إلا «سبوبة» فلوس الإذاعة بجانب الإعداد وخلاص، ولم أكن أصدق أن يذاع فعلا، فقد قلت كلاما يدخل أى أحد السجن فأى قناة تذيع هذا الكلام؟!».
ثم انتقل إلى المحور ليقدم برنامج «شيزوفرينا» والذى يبدو اختياره ليتناسب مع مرضه النفسى، واللافت أنه قبل أسبوع من أحداث يناير 2011 قام هذا الجهول بالهجوم على «روزاليوسف» بسبب انتقادها ظاهرة الدعاة الجدد وبالأخص عمرو خالد، وهاجم المجلة التى فضحت توجهات المتأسلمين وإرهابهم منذ زمن وجاءت الأحداث الأخيرة لتبرهن على صحة موقفنا، بعدها قدم برنامج «من هنا ورايح» الذى أمر الدكتور حسن راتب بوقفه فى 5 مايو 2012، بسبب الحلقة التى أذاعها مع الصحفى أشرف عبدالشافى صاحب كتاب «البغاء الصحفى» ويبدو أن الحلقة لم تنل رضا راتب مما جعله يأمر بإيقافها.
فى هذه الحلقة كان ناصر الذى لا يتمتع بأدنى قدر من المهنية وأظهر أنه يغار بشدة من مقدمى البرامج الفاهمين ويهاجمهم باستمرار عبر قناة مصر الآن الإخوانية - حيث فتح الباب على مصراعيه لمهاجمة الصحفيين الذين اسماهم المتحولين وكانت هذه هى المرة الثانية التى طرد فيها من قناة المحور.
∎ إعلام الإخوان
بعد تولى مرسى الحكم انتقل سريعا خالعا كل ملابسه ومبادئه -إذا كانت لديه أصلا - لينام فى فراش الإخوان حيث التحق للعمل بقناة الشعب التى كان يملكها صفوت حجازى ظاهريا ولكن تأخذ توجهاتها من خيرت الشاطر وظهر فى بثها التجريبى، إلا أن نجاح ثورة 30 يونيو أوقفها تماماً ليطير أغلب العاملين فيها إلى اسنطبول!
ناصر المستعد دوماً للأكل على كل الموائد، وكما وصف الصحفيين بالمتحولين بدأ يطبق هذا التحول والتنقل بين الموائد عمليا، وانتهز فرصة إنشاء قنوات الدعاية السوداء للإخوان فى إسطنبول ليركب قطار قناة الشرق التى ادعى القائمون عليها فى البداية أنها ليست مع الإخوان المسلمين ولا مع النظام بالحاكم وأنها ستنتقد الإخوان كما تنتقد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى تسميه قائد الانقلاب تماما مثلما يقول عنه الإخوان، واتضح فيما بعد أن القناة إخوانية تمويلا ومضمونا وأنها واحدة من أكبر القنوات التى تتلقى الأموال من قطر.
وبعد أن لعق محمد ناصر أحذية الإخوان المسلمين وعمل ضمن جيشهم الإليكترونى فى إسطنبول وقدم الخدمات وقام بعمل الدعاية لماجد عبدالله مدير قناة الشرق الذى كان يدير من قبل قناة مصر 25 الإخوانية، قدموه فى برنامج «عين العقل» لكنه فشل فى التجربة، ودخل فى منافسة وصدام مع إدارة القناة بسبب انحيازها لمعتز مطر الذى اختارت أن يكون هو نجم شباكها منذ البداية.
عاش محمد ناصر أياما سوداء فى أروقة قناة الشرق ولم يستطع أن يقنع إدارتها بالاستمرار فلجأ إلى قيادات الإخوان المسلمين مثل جمال عبدالستار وجمال حشمت يتوسل إليهما أن يجدا له فرصة وكانت قناة مصر الآن لا تزال فى طور التكوين فوضعاه كمذيع رئيسى بعد أن اقتنعا بمواهبه فى التدليس والكذب والتطاول على زملائه من الإعلاميين وعلى رموز الدولة السياسية والدينية وقدم أوراق اعتماده لديهم بمزيد من السفالات.
∎ المذيع الكافر
وحتى يصنع حول نفسه حالة من الجدل والضجة اختار محمد ناصر مدخلا غريبا لبرنامج «من مصر» الذى يقدمه على قناة مصر الآن التى تعد أضعف قنوات الإخوان المسلمين الأربع فى إسطنبول (الشرق، رابعة، مكملين، ومصر الآن) لأنها هى القناة الممولة مباشرة من الإخوان المسلمين انتظارا لضخ مزيد من الأموال من قطر وغيرها.
وكان المدخل الذى اختاره هو أنه يقول عن نفسه إنه مذيع كافر فى أولى حلقات البرنامج فى 17 نوفمبر الماضى، فقد بدأ الحلقة بإعلان كفره بالدين الإسلامى وكذلك المسيحى، وحاول أن يبرر ذلك بقوله: «أعلن فى البث التجريبى للقناة أننى كافر أنا شخص كافر، أنا كافر بالدين اللى بيعبده شيخ الأزهر أحمد الطيب، وكافر بالإله اللى بيعبده محمد حسان وعلى جمعة وكافر كمان بالإله اللى بيعبده الملك عبدالله ملك السعودية، لأن الناس دى بتعبد ديانة جديدة اسمها الأزهر، والكعبة بتاعتهم هى الأزهر».
بعد ذلك استضاف ناصر شيخ الإخوان وجدى غنيم ليبرر له كفره ومقولاته عن الكفر وليقول له إن هناك فرقا بين الإله والرب ويدخل فى سفسطة لم يفهم منها أحد شيئا حتى يبرر للمذيع الفاشل أخطاءه.
∎ الهجوم على السيسى
احترف محمد ناصر بتكليف مباشر من قيادات الإخوان المسلمين الهجوم على الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال استضافة المتنطع الآخر وجدى غنيم فى حلقة أسبوعية كل يوم اثنين وصل بهما الحال فيها إلى وصف الرئيس بالكافر، متجاوزين كل قواعد الإسلام الصحيح الذى تحرم رمى المسلم بالكفر.
وعندما زار الرئيس السيسى الكويت فى 5 يناير الجارى غلى الدم فى عروقهم وقال المذيع فى برنامجه إن السيسى ذهب إلى الكويت ليتسول وأنه ذاهب ليحرض أمير الكويت على مجموعة من النواب المحترمين فى الكويت الذين يقفون ويتعاطفون مع المصريين الحقيقيين وليس المصريين الذين من عينة خالد أبوبكر الذى يقدم برنامجا على قناة اليوم مواصلا هجومه على مقدمى البرامج فى القنوات المصرية ممن يكشفون فضائح وجرائم الإخوان المسلمين، واستعان بتدوينة على فيس بوك لشخص مجهول يدعى سارى ، تم ترويجها على صفحات جميع عناصر الإخوان فى كل مكان خاصة فى تركيا يقول إن السيسى بعد أن سرق أموال الصناديق الخاصة وأموال قناة السويس ذهب إلى الكويت ليبيع لهم سيناء.
∎ السيسى والكنيسة
طوفان الغضب ضرب الإخوان وقنواتهم وأبواقهم عندما قام الرئيس السيسى بخطوته التى أصبحت حديث العالم بزيارة الكنيسة للتهنئة بعيد الميلاد المجيد فى تقليد تشهده مصر للمرة الأولى، فقد شعر الإخوان بأن كل ما خططوا له من إحداث فتنة وشق فى الصف المصرى قد باء بالفشل.
وبدأ محمد ناصر عبر برنامجه فى تحريض شيوخ الأزهر - الذين قال من قبل إنه كافر بدينهم - على الكنيسة، وبدأ حملة على أقباط مصر من خلال من يستضيفهم بالبرنامج وناقض نفسه فى حلقة استضاف فيها محمد عبد المقصود ليحاول استمالة المسيحيين الذين يهاجمهم ليل نهار، وليجعل عبد المقصود يوجه لهم رسالة طمأنة تجاه حكم الإسلاميين. ونسى هجومه على البابا تواضروس وإعلانه أيضا أنه كافر بديانته.
دفع جنون الإخوان من هذا التحرك المفاجئ، الذى جذب أنظار العالم، إلى الخروج عن طور العقل ليشبعوا أقباط مصر سبا على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى وفى قنواتهم الأربع الهزيلة فى إسطنبول .
وبعد أن هاجم الإخوان الرئيس السيسى بسبب كلمته فى الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، التى طالب فيها بثورة دينية على الصورة التى خلفها المتشددون عن الدين الإسلامى والعودة إلى صحيح الدين ووصف سلامة عبد القوى عبر قناة رابعة الرئيس السيسى بأنه مرتد عن الدين، وبعد طعنهم فى الأزهر ووصفه بأنه أكبر داعم للانقلاب، بدأوا محاولات الوقيعة بين الأزهر والرئيس عن طريق توجيه سؤال للشيوخ مفاده: هل يمكنهم معانقة السيسى وتقبيله مثلما فعل القساوسة؟
القصة بدأت من قناة مكملين التى استضافت هاتفيا شخصًا قالت إن اسمه سيد وإنه موظف فى المخابرات المصرية وكشف عن أن اجتماعا عقد فى المخابرات مع رجل الأعمال نجيب ساويرس تم خلاله الاتفاق على سيناريو لتأجيج الغضب ضد الإخوان فى أثناء احتفالات الأقباط بعيد الميلاد المجيد وتحديدا تفجير كنائس فى 8 محافظات يوم 7 يناير، وأن وزارة الداخلية ردت على المخابرات بأن هناك مجموعة خاصة ستتولى تنفيذ هذه العمليات وأعمال أخرى فى هذا الإطار.
لكن مضى يوم السابع من يناير فى أمان وسلام مع زيادة فى المحبة والألفة بين المسلمين والمسيحيين الذين احتفل معهم الرئيس للمرة الأولى فى تاريخ رؤساء مصر وليسوى بين الاحتفال بميلاد الرسول وميلاد السيد المسيح تكريما لأقباط الذين أوصى بهم الرسول- صلى الله عليه وسلم -خيرا.
كان من الطبيعى أن يستشيطوا غضبا وأن تشتعل قنواتهم بالهجوم وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى وشيخهم وجدى غنيم وجيشهم الإليكترونى بالهجوم على الأقباط والرئيس ومحاولة زرع الفتنة والشقاق لكنها كانت محاولة يائسة وفاشلة تماما أمام المد الهائل محليا ودوليا الذى أحدثته زيارة السيسى للكنيسة.
ويبدو أن محاولات الوقيعة أصبحت هى الملاذ الأخير للإخوان خاصة أولئك الذين يعيشون فى مزرعة أردوغان فى إسطنبول، الذين باتت فرائصهم ترتعد ليلاً ونهارًا بعد أن سحبت قطر الغطاء وتبعتها تركيا فى توجهها نحو إعادة العلاقات مع مصر إلى طبيعتها.
ولجأت قناة «مصر الآن» ومذيعها البائس محمد ناصر وبرنامجه «من مصر» الذى يقدم من إسطنبول رغم اسمه، إلى حيلة مكشوفة وساذجة فى الوقت نفسه، إذ أعلن بكل ثقة أن المخابرات المصرية والتركية بالتعاون مع المعارضة العلمانية فى تركيا بدأت تنفيذ سيناريو للفوضى فى تركيا وأن التفجير الانتحارى الذى نفذته شابة من جبهة التحرير الثورى الاشتراكى اليسارية فى تركيا، أحد أذرع منظمة حزب العمال الكردستانى فى مركز للشرطة فى منطقة السلطان أحمد فى إسطنبول هو من تدبير جهازى المخابرات المصرى والإماراتى.
وأشار إلى لقاء عقد ما بين شخصيات تركية ومسئولين فى جهاز المخابرات الإماراتى فى منتصف ديسمبر الماضى بعدها دخلت أموال من الإمارات إلى تركيا لتنفيذ عمليات إرهابية، وأن التفجير الانتحارى الذى أودى بحياة شرطى وأسفر عن إصابة آخر يوم الثلاثاء الماضى كان نتيجة التنسيق المخابراتى المصرى الإماراتى.
وأضاف أن المخطط المخابراتى المصرى الإماراتى يقوم على عدة ركائز أولها تمويل جماعات لإحداث هزة فى الاستقرار داخل تركيا والتعاون مع المعارضة العلمانية لإسقاط أردوغان، ودخول الإمارات لمنع وصول الاستثمارات إلى تركيا عن طريق الدخول فى أية صفقة ما بين شركات أو مستثمرين خليجيين وتركيا.
وقال المذيع الإخوانى، وكأنه من العالمين ببواطن الأمور، إن أردوغان على علم بهذا المخطط وإن المخابرات التركية ترصد هذا المخطط وإن أردوغان سيحبطه.
∎ مخطط الفوضى
ووسط كل هذا الهراء الذى كشف مجددا عن خواء قنوات الإخوان الأربع التى قامت بمظاهرة بلهاء فى أواخر ديسمبر بالاندماج فى بث موحد ومباشر لإذاعة ما اسمته بتسريبات واختراقات من مكتب الرئيس السيسى عندما كان وزيرا للدفاع ثم تفرقت وعادت سيرتها الأولى الواهية فى السباب وقلة الحيلة بعد أن نفد كل ما فى جعبتها فى انتظار اختراع قصص جديدة، بدا أن كل ذلك كان جزءا من سيناريو الفوضى الذى يخطط له التنظيم الدولى والذى وضعت تفاصيله فى الاجتماع بين أيمن نور ومحمود حسين نائب المرشد العام للإخوان المسلمين والذى انضم إلى جانب منه باسم خفاجة صاحب قناة الشرق ومها عزام رئيسة ما يسمى بالمجلس الثورى المصرى وسعى الأطراف خلاله إلى الاتفاق على صيغة لتوحيد ما يسمى بقوى ثورة 25 يناير. مع إشعال الفوضى فى مصر قبل حلول الذكرى الرابعة للثورة لتتم الإطاحة بالنظام فى موجة ثورية جديدة على حد زعمهم.
وكالعادة جرى تبادل للأدوار بشأن مبادرة حركة 6 أبريل لتوحيد قوى الثورة حيث بادر أيمن نور للترحيب بها قائلا: إن غد الثورة يثمن دعوة 15 تيارا ثوريا و6 أبريل لاصطفاف وطنى خلف قيم وأهداف واستحقاقات وشعارات يناير ويدعو لوثيقة وطنية جامعة وأنه يؤيد الخطوط الرئيسية والمبادئ والروح التوافقية الواردة فى مبادرة 6 أبريل ويدعو كل شركاء يناير للتفاعل إيجابيا معها.
أما ما يسمى بالمجلس الثورى المصرى فقال فى بيان: إن مبادرة 6 أبريل خديعة لإنقاذ العسكر من مصيره المحتوم ووصفها بالاصطفاف الانقلابى.
وذكر أن «هذه المبادرة مؤيدة للعسكر، وأن الشعب يرفضها رفضاً حاسماً»، مطالبين الجميع «بالاستمرار على طريق الثورة والمقاومة القادمة لا محالة، التى سيسقط معها كل أدوات الفساد وجذوره وتابعيه».
وقع على البيان كل من «رئيس حزب الإصلاح السلفى، القيادى بتحالف دعم الشرعية عطية عدلان، وعضو الهيئة العليا لحزب الوسط عمرو عادل، ورئيس ومؤسس حزب البديل الحضارى أحمد عبد الجواد، ورئيس حزب الفضيلة محمود فتحى، وعضو المكتب السياسى للجبهة السلفية مصطفى البدرى، وهانى شرف أحد ضباط 8 أبريل، والصحفى والإعلامى صابر مشهور، والناشط السياسى عبد الرحمن عز، كما وقع عليه الناشط عمار مطاوع، والناشط معتصم شندى، والتيار المدنى الثورى، وحركة «صحفيين من أجل الإصلاح» وجميعهم من المقيمين فى إسطنبول.
وشن رئيس حزب البديل الحضارى أحمد عبد الجواد، هجوماً حاداً على مبادرة 6 أبريل، ووصفها بأنها «مبادرة العار، وأنها مرفوضة جملة وتفصيلاً، فمن غير المقبول مطلقا توجيه أى مبادرة لمن وصفهم بالخونة والقتلة السفاحين»، على حد قوله.
وأضاف أن «6 أبريل لم تعد حركة ثورية، وأنها كتبت شهادة وفاتها بنفسها''، مؤكداً أنه ''لم يكن يتوقع لها هذا المصير، ولم يعتقد يوماً أنها ستنتهج هذا النهج الذى وصفه بالمخزى، خاصة أنه كان يكن لها مكانة خاصة فى السابق».
وكان عمرو على المنسق العام لحركة 6 أبريل كشف خلال مداخلته على قناة الشرق الإخوانية أن ''الحركة ستقدم مبادرتها لكل الأطراف، ومنهم الرئيس عبد الفتاح السيسى وحكومته، متهما فى الوقت ذاته الحراك الثورى الحالى بأنه «يقتصر على الإخوان، وأن فيه مظاهر عنف وإرهاب للمواطنين».
∎ الإخوان يتراجعون
وعلى الرغم من ترحيب جماعة الإخوان بالمبادرة فى البداية فقد تراجعت عنها على لسان عمرو دراج وزير التخطيط والتعاون الدولى فى عهد المعزول محمد مرسى، الذى يعمل حاليا أمينا عاما لما يسمى بالمجلس الثورى المصرى، والذى قال فى بيان: «إنه بين المبادرات والشائعات تطالعنا الصحف ووسائل الإعلام، المسموعة والمرئية والفيسبوكية، من حين لآخر، بأخبار عن عروض ومبادرات ومفاوضات تجرى بين النظام الانقلابى الحاكم فى مصر، وبين قياديين فى جماعة الإخوان المسلمين أو التحالف الوطنى لدعم الشرعية، أو غيرهم. وآخر ما أتحفتنا به هذه الوسائل هو أن د. محمد على بشر تلقى عرضا بعد القبض عليه للمصالحة بين النظام والإخوان تتضمن إطلاق سراح المعتقلين وأن يشكل هو الحكومة، وأشياء أخرى، تداولتها هذه الوسائل، وتلقفها أيضا بعض المتلقين، وكأنها حقائق لا تقبل الشك، رغم ما فيها من تناقض وعوار واضح يصعب تصديقه، فالدكتور بشر كان حرا طليقا لأكثر من عام بعد الانقلاب، فلماذا يعرض عليه هذا العرض بعد القبض عليه؟، وإذا افترضنا أن هذا هو نوع من الضغط عليه، أليس المعنى بهذه المبادرة الافتراضية التحالف أو الإخوان، أم أن المعنى هو د.بشر بشخصه بحيث لا تتوافر لديه وسيلة لإبلاغ أحد بها لدراستها وقبولها أو رفضها، وتبقى بعد ذلك المبادرة سرية؟∎


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.