مارس الدكتور يوسف القرضاوى مهنة المأذون لجماعة الإخوان المسلمين، فى إسطنبول، بعد أن عقد قران اثنين من المعتصمين فى رابعة العدوية، والهاربين إلى تركيا.. كان القرضاوى حضر الدورة الرابعة للجمعية العمومية للاتحاد العام لعلماء المسلمين الأسبوع الماضى، وحضرها عدد من العلماء المنتمين لجماعة الإخوان. كان راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة التونسية، من أبرز الحضور، ومعه كل من صالح العارورى، مؤسس كتائب عز الدين القسام فى حركة حماس، والمقيم فى تركيا ممثلا لخالد مشعل رئيس المكتب السياسى للحركة، وهمام السعيد، المراقب العام للإخوان المسلمين فى الأردن، فضلا عن ممثلى الجماعة من باكستان والشيشان وماليزيا، والدول العربية والأوروبية. كما شاركت فى الاجتماعات وفود من الصومال، وجيبوتى واليمن، وعدد من العلماء مثل الشيخ اليمنى عبدالوهاب الديلمى، ومفتى الشيشان، الشيخ صلاح مدجاييف، الذى يشارك ضمن الوفد الروسى، أما تركيا فشاركت بشكل رسمى من خلال نائب رئيس الوزراء، أمر الله إيشلار ورئيس مؤسسة الشئون الدينية محمد جورماز. الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العام لعلماء المسلمين انتقد المبادرات المصرية للتهدئة ووقف إطلاق النار فى غزة، معتبرا أنها تهدف لخدمة إسرائيل جاء ذلك خلال لقاء القرضاوى برجب طيب أردوغان. دار الحديث حول العديد من القضايا وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والتطورات فى غزة، والوضع فى سوريا والعراق وما آل إليه الوضع السياسى، وكذلك ما ترتب على ما يزعمان أنه انقلاب عسكرى ضد الشرعية فى مصر على مستوى العالم العربى، حيث طلب القرضاوى من أردوغان الاستمرار فى دعم أعضاء الإخوان المسلمين فى مصر. كما تطرق إلى أوضاع العالم الإسلامى ومآسيه فى بورما وأفريقيا الوسطى، وغيرهما. وختم القرضاوى اللقاء بالدعاء والتضرع إلى الله بمزيد من التوفيق لتركيا شعبا ورئيسا وحكومة. أما اجتماعات اتحاد علماء المسلمين نفسها فتحولت إلى ما يشبه اجتماعا للتنظيم الدولى للإخوان المسلمين بحضور راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة فى تونس والرئيس السودانى عمر البشير والمراقب العام للإخوان المسلمين فى الأردن همام السعيد، وعدد من كوادر التنظيم فى أندونيسيا وماليزيا والدول الأوروبية. وقبل انعقاد الاجتماعات حضر القرضاوى عقد قران محمد عبده محمود وأميمة حسين حلاوة والعروس طالبة فى كلية الإعلام بأيرلندا، والزوج فى كلية الشريعة بقطر، وجمعهما اللقاء فى مسجد الفتح برمسيس، ومازالت المحاكم فى مصر تنظر قضيتهما. حضر الحفل الدكتور على القرة داغى الأمين العام للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، والشيخ عصام تليمة والإعلاميان الإخوانيان شريف منصور المذيع السابق فى قناة مصر 52 وسامى كمال، ووالد العروس حسين حلاوة الأمين العام لمجلس الإفتاء والبحوث الأوروبى ووالد العريس الشيخ عبده محمود، وهو إمام بوزارة الأوقاف القطرية. كان القرضاوى ظهر فى لقاء خاص على قناة التركية الناطقة بالعربية قبل انتخابات الرئاسة التركية بيومين فقط، أى فى الثامن من أغسطس الجارى، ليروج لأردوغان قائلا: إنه رجل الأمة الإسلامية القوى، وعلى جميع الشعوب الإسلامية والعربية والشعب التركى أن تدعمه لأن الله وسيدنا جبريل والملائكة يدعمونه. وبعد الانتخابات استقبل أردوغان وفد الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين برئاسة القرضاوى لمدة ساعة ونصف الساعة وأقام أردوغان مأدبة غداء للوفد الذى هنأه بالفوز بالرئاسة. ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يهنئ فيها القرضاوى أردوغان، فقد سبق أن وجه إليه رسالة تهنئة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» عبر فيها عن فرحته وعلماء الأمة، بفوزه الذى اعتبره نصرا من الله، مشيرا إلى فرحة الشعب التركى بهذا الفوز، وكذا البلدان العربية والإسلامية، خاصة غزة، التى تنظر إلى أردوغان على أنه أحد فرسانها المأمولين، على حد وصف القرضاوى. ∎ اجتماع تآمرى وقد عقد اجتماع بين أردوغان ويوسف القرضاوى وراشد الغنوشى قبل بدء المؤتمر بعيدا عن الإعلام؛ لمناقشة مستقبل جماعة الإخوان فى مصر، والبحث عن سبل لدعمها. وتم خلال الاجتماع بحث سبل دعم جماعة «الإخوان المسلمين» فى الدول العربية، والأوضاع فى غزة وجمع تبرعات لصالح حركة حماس. وركز القرضاوى والغنوشى على دعم الإخوان المسلمين فى مصر واستمرار تركيا فى دعمهم. وخلال الاجتماعات، وضح أن هناك تركيزا شديدا على مصر من خلال كلمات المتحدثين، وكان هناك كذلك تركيز على فكرة الخلافة الإسلامية واختيار زعيم قوى للأمة، المقصود به أردوغان، حيث قال القرضاوى فى كلمته، نحتاج خطة يتبناها رجال صادقون ليؤدى الإسلام مهمته، لابد من وجود عالم دين قوى وأمير قوى يقود الأمة، أردوغان حبيبنا وحبيب العالم الإسلامى. كما ركز القرضاوى على مستقبل جماعة الإخوان المسلمين قائلا: علينا أن نهيئ أجيالاً تحمل راية الإسلام، لافتا الى أن كل العالم ميدان للدعوة ونحن مطالبون أن نعد للعالم ما ينبغى، وفى إشارة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى قال القرضاوى إن اتحاد علماء المسلمين لا يعادى أحدا إلا أعداء الإسلام. وامتدح قطر قائلا إننا لم نجد بلداً نقيم فيه الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين فاضطررنا إلى إنشائه فى إيرلندا، والآن أصبح مؤسسة عالمية مركزها قطر. ∎ هجوم على الأزهر وهاجم رئيس مؤسسة الشئون الدينية التركية محمد جورماز شيخ الأزهر، دون أن يحدده بالاسم قائلا هناك علماء يرأسون مؤسسات دينية عريقة ويدينون بالولاء الأعمى للسلطان الجائر، هؤلاء العلماء يشعلون الفتنة ولا يدركون أن الأمة بضياع شديد. وهاجم نائب رئيس الوزراء أمر الله إيشلار الرئيس السيسى أيضا بشكل ضمنى قائلا: «تركيا لن تقف إلى جانب الأقلية الديكتاتورية الحاكمة ووقفنا إلى جانب الشعوب فى إشارة إلى مصر وسوريا. وعلى نفس الخط سار الغنوشى فى إشارة ضمنية إلى الرئيس المصرى وحكام دول الخليج العربى قائلا: ننصح حكام المسلمين أن يسارعوا بالإقدام على إصلاحات جادة بالاتفاق مع أصحاب الرأى، يجب أن نحارب الإرهاب وقبل ذلك محاربة أسبابه من ظلم الحكام ودعم العدو الصهيونى، مشيرا إلى أن استمرار الأمور على هذا النحو سيؤدى إلى الثورة حتماً من أجل الإصلاح ولو كانت الكلفة عالية. وهو ما أكد عليه أيضا القيادى فى حركة حماس صالح العارورى المقيم فى إسطنبول، والذى تحدث نيابة عن خالد مشعل، والذى هاجم من زعم أنهم يدعمون العدو الصهيونى من حكام الدول العربية قائلا: إن المفاوضات مع إسرائيل تجرى لإرغام العدو على الاقرار بانتصار غزة ورفع الحصار وحماية حقوق الشعب الفلسطينى. ∎ غياب لافت الحضور المصرى فى المؤتمر كان شبه غائب، وحضر بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى الخارج أبرزهم الدكتور جمال نصار، الباحث السياسى ومستشار المرشد العام السابق مهدى عاكف والشيخ محمد الصغير المقيم أيضا فى إسطنبول. ∎ درع الخليفة وبالتزامن مع اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد علماء المسلمين، يعقد مؤتمر دور العلماء فى النهوض بالأمة (تحديات الهوية)، وتضمنت أجندة الافتتاح عرض تقرير الدورة الثالثة، من قبل الأمين العام للاتحاد، على القرة داغى، وعرض اقتراحات، تتعلق بتعديل بعض مواد القانون الأساسى للاتحاد. وسيتم انتخاب مجلس أمناء جديد للدورة الرابعة للاتحاد. الاتحاد قدم درعا للرئيس رجب طيب أردوغان لتهنئته على الفوز برئاسة تركيا . ∎ القرضاوى لا يهدأ وكان الاتحاد استبق اجتماعاته وأصدر بيانا فى الرابع عشر من أغسطس بمناسبة ذكرى فض اعتصام أنصار مرسى فى رابعة العدوية والنهضة، حمل توقيع القرضاوى الذى كان قد وصل إلى اسطنبول قبلها بأسبوع، اعتبر فيه أن فض السلطات المصرية لاعتصامى أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر قبل عام، هو «منظومة قتل منظمة ومعدة سلفاً». وقال إن «الحق فى الدماء لا يسقط بالتقادم، وفق الآليات التى نظمتها الشريعة الإسلامية والقانون الدولى». واعتبر البيان أن فض اعتصامى رابعة والنهضة تم «بغطاء عالمى فى حينه، وقد حدثت فى حق الآلاف من أبناء الشعب المصرى المطالبين بحريتهم وكرامتهم وإرادتهم وهم مسالمون تماماً، ويمارسون حقهم الدستورى والقانونى والثورى، إلا أن يد الغدر والبطش والقهر أبت إلا أن تقتل منهم الآلاف، وتحرق المئات، فى مشهد خلا من كل معانى الإنسانية والرحمة»، بحسب البيان وثمن الاتحاد، دور بعض المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية التى أدانت عملية الفض، وأدان ما أسماه «الصمت المريب والمخزى من العديد من المنظمات العربية والإسلامية». وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» نشرت تقريرا عما وصفته ب«القتل الجماعى فى مصر خلال شهرى يوليو وأغسطس 2013 قالت فيه إن «قوات الأمن المصرية نفذت واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين فى العالم خلال يوم واحد فى التاريخ الحديث»، وذلك فى فضها اعتصام رابعة العدوية.∎