أثار الفيلم الأمريكى «الخروج: الآلهة والملوك» للمخرج ريدلى سكوت، جدلاً كبيرًا فى المنطقة العربية والمغرب تحديدًا، حيث تم سحبه من دور العرض المغربية، خصوصًا أن الفيلم يروى قصة خروج اليهود من مصر بقيادة النبى موسى، ورغم أن القصة الأساسية لا يوجد اختلاف عليها فى الديانات السماوية الثلاث، إلا أن «سكوت» تحيز للروايات اليهودية التى تؤكد حق اليهود فى مصر. وقالت عدة مواقع مغربية من بينها موقع «طنجة 7» الإليكترونى، إن السلطات المغربية منعت الفيلم الذى كان مقررًا عرضه بسينما «الروكسى» الأربعاء 24 ديسمبر الجارى. وأضافت المواقع أن السلطات اتهمت الفيلم بتزييف التاريخ وإنكاره معجزة النبى موسى، لشقه البحر بعصاه خلال خروجه باليهود من مصر. وأشار موقع «عيون المغرب» إلى أن الفيلم يحمل رسالة سياسية بأن اليهود هم من بنوا الأهرامات، وبالتالى يحمل رؤية صهيونية تهدف لتمكين اليهود من العالم وتزييف التاريخ، وأن الفيلم تطرق إلى الوعد الإلهى لليهود بأرض الميعاد، لافتًا إلى أن هذه الروايات المغلوطة ربما ستكون سببًا فى منعه من العرض بالعديد من الدول العربية. وذكر موقع «اليوم 24» المغربى أن هذه هى المرة الثانية خلال هذا العام الذى يتم فيه منع فيلم أجنبى يتناول أحداثًا دينية وتاريخية من قاعات العرض السينمائية بالمغرب، حيث تم منع الفيلم الأمريكى «نوح» للمخرج دارين أرنوفسكى للأسباب نفسها، ما دفع المركز السينمائى المغربى لإصدار بيان، طالب خلاله بعرض الفيلم، والنظر إلى المضمون الفنى والإبداعى، بغض النظر عن التوجهات الدينية والفكرية. ومن الجدير بالذكر أن فيلم «الخروج: الآلهة والملوك» إنتاج أمريكى- بريطانى- إسبانى، شارك فيه عدد من نجوم السينما العالمية من مختلف الجنسيات، حيث أدى دور البطولة أو النبى موسى الممثل البريطانى كريستيان بيل، والأمريكى جويل أجيرتون فى دور فرعون، والإيرانية جلشيفته فراهانى فى دور «نفرتارى» زوجة رمسيس الثانى، والنجم السورى غسان مسعود فى دور المستشار الأكبر لفرعون، وهى المشاركة الثانية له مع المخرج ريدلى سكوت، بعد فيلم «مملكة الجنة» الذى تم إنتاجه فى العام .2005 وقالت الإذاعة الألمانية إن فيلم «الخروج» هو الأضخم من حيث التكلفة الإنتاجية بين الأفلام التى أنتجت فى العام ,2014 واستطاع أن يحقق فى الأيام الأولى خلال أسبوع من عرضه فى أمريكا نحو 80 مليون دولار. وكان المخرج البريطانى ريدلى سكوت قد تعرض من قبل لهجوم النقاد والسينمائيين العرب، بعد تقديم فيلمه «مملكة الجنة» الذى كتبه وليام موناهان، وتدور أحداثه حول الحروب الصلبية بين المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبى والمسيحيين لاسترداد القدس، حيث اتهم «سكوت» بدس السم فى العسل وتشويه التاريخ. ومن المآخذ على فيلم «الخروج: الآلهة والملوك» أنه استند على الرواية المذكورة فى سفر الخروج، وهو السفر الثانى من أسفار العهد القديم، والتى تحتوى على نوع من التحيز للجانب اليهودى، حيث يُظهر هذا السفر اصطفاء الله لليهود وإظهار مدى استضافتهم من فرعون، ووعد الله لهم بأرض الميعاد، إلا أن الفيلم قدم بعض المعلومات المغلوطة التى جعلته مسار انتقاد العديد من المؤسسات اليهودية والمسيحية.∎