كثرت الشكوى من تدهور سلوكيات المجتمع المصرى سواء فى الشارع أو المواصلات وغيرهما أى أن هناك حالة من انتشار «قلة الأدب» والتحرش وقلة الذوق والأخلاق وقبل أن يقول أحد إن هذا التدهور قد حدث بعد ثورة يناير وانفلات عيار الناس.. أذكره بحالات التحرش الجماعى التى كانت تتم فى الأعياد فى شارع جامعة الدول العربية وغيره قبل الثورة وبعدها ومؤخراً.. فتغير سلوكيات الناس لا يأتى عفو اللحظة ولا يتم بين يوم وليلة ولكنه يأتى نتيجة لمجموعة من التراكمات على مدى عقود أدت إلى تغير النمط السلوكى والأخلاقى فى المجتمع.. ولا ننسى أن الدراما ووسائل الإعلام من أهم عناصر تشكيل الوعى المجتمعى وما شاب هذه الدراما سواء مسلسلات أو أفلام من مشاهد وألفاظ إباحية وخلاعة تخدش الحياء العام على مدى سنوات طويلة بحجة أن هذه الصور والنماذج الشاذة والغريبة موجودة فى المجتمع ولا داعى لأن ندفن رؤسنا فى الرمال بإخفائها.. وكان عذراً أقبح من ذنب!!. ففى دراسة تمت فى جامعة كمبردج عام 2013 على مجموعة من الشباب المدمن على مشاهدة الأفلام الإباحية وجدت أن الجزء الأمامى من الدماغ «الناصية» والمسئول عن القرارات التى يتخذها الإنسان يتأثر بشدة كما فى حاله إدمان المخدرات أو الخمر مما يؤدى إلى تلف تلك الخلايا المهمة فى الدماغ والتى هى للإنسان مثل الفرامل للسيارة.. فما ظنك بشخص يقود سيارة بدون فرامل؟؟ مما لاشك فيه أنه معرض بشدة لوقوع حادثة. كما أشارت الدراسة إلى أن إدمان مشاهدة هذه المناظر تؤدى إلى وقوع حوادث الاغتصاب كما تتسبب فى المشاكل والعنف الأسرى وفقد الإنسان لتوازنه وإقدامه على ارتكاب الجرائم إشباعاً لشهوته وقالت إن أغلب الناس الذين يدمنون هذه المشاهدة لا يدركون حجم الضرر الذى يتعرضون له إلا متأخراً.. ونبهت إلى مدى الضرر الذى يتعرض له الأطفال الأقل من 14 عاماً عند مشاهدة مثل هذه الأفلام وإنها تؤدى إلى تغير شخصياتهم بالكامل فى المستقبل. وقد صدر مؤخراً حكم قضائى يسمح بإعادة عرض فيلم «حلاوة روح» بعد إيقافه العام الماضى وسارعت القناة الفضائية التى تحمل اسم الفيلم إلى الإعلان عن هذا الحدث الجلل وأنه سيتم عرض الفيلم ولأول مرة كاملا دون حذف أى مشاهد منه فى كل دور العرض.. مع تقديم هدية للمشاهدين بعرض بعض من تلك المشاهد التى كانت محذوفة من قبل!!!.. وشكراً. ∎