أثارت رحلات تميم بن حمد آل ثان أمير قطر إلى أوروبا، والتى بدأها أواخر الشهر الماضى إلى ألمانيا وبعدها إلى بريطانيا، الكثير من الجدل خاصة فى هذا الوقت الذى تعانى الدوحة والعائلة المالكة القطرية من اتهامات واسعة بدعمها للإخوان والمنظمات الإرهابية الأخرى، ولكن كشف الباحث والمؤرخ الفرنسى رافائيل لوفيفر الحاصل على منحة جيتس وحاصل على الدكتوراه فى جامعة كامبريدج عن أن انسياق قطر وتعاطفها وراء الإخوان لم يكن محض صدفة، ولكنه إرث أيديولوجى، حيث إنه قبل نحو 60 عاما قام بعض أعلام جماعة الإخوان الذين غادروا بالمساعدة فى إدارة المؤسسات التعليمية هناك والمساعدة فى إعداد المناهج لعدة سنوات، بالإضافة إلى تدفق المدرسين المصريين المنتمين للإخوان خلال العقود الماضية، مما ساهم فى غرس فكرهم فى نفوس الطلبة القطريين ومنهم الأمير تميم على الرغم من تمضية جزء من دراسته فى بريطانيا، بالإضافة إلى أن التقارير كشفت أن الشيخ حمد بن جاسم آل ثان كان هو من يوجه تميم خلال الفترة التى سبقت توليه حكم قطر. وأشار لوفيفر إلى أن عبدالبديع صقر كان من ضمن أعلام الإخوان الذين سافروا إلى قطر، وهو مصرى الجنسية والذى ولد فى الشرقية وانتقل إلى القاهرة عام 1936 ولازم حسن البنا منذ ذلك الوقت، وهاجر إلى الدوحة عام 1954 وعين مديرا للمعارف مع الشيخ قاسم بن درويش، وتنقل فى عمله من مدير للمعارف بدولة قطر فمدير لدار الكتب القطرية فمستشار ثقافى لحاكم قطر، وأوضح لوفيفر أن التوجهات السياسية والأيديولوجية للسكان الأصليين للدولة الخليجية الصغيرة الذين لا يتعدون 200 ألف نسمة ينتمون للفكر الإخوانى. وعلى الرغم من الإجراءات المعلنة التى تقوم بها بريطانيا ضد قطر والجماعة فإنه وفقا لموقع «Counter Report» الأمريكى فإن قطر هى الداعم المباشر لتواجدهم فى بريطانيا منذ عقود، موضحا أن العلاقة بين آل ثان والعائلة المالكة فى إنجلترا هى الضامن الأساسى لإيواء العناصر الإرهابية داخل الدولة الأوروبية. وأشار التقرير إلى زيارة الأمير تشارلز ولى عهد بريطانيا وزوجته كاميلا لقطر العام الماضى وكشفه عن دراسته للغة العربية والقرآن، موضحا أن الدوحة تمتلك بريطانيا وتستحوذ على أوروبا فى محاولة لتغيير هويتها ومتابعة هوايتها فى الهيمنة والسيطرة على العالم، وذلك عن طريق صفقات نفذها حمد بن جاسم بن جابر آل ثان رئيس الوزراء القطرى السابق ومنها شراء محلات هارودز محمد الفايد والتى تواجه حاليا حملات مقاطعة بسبب ربطها بتمويل الجماعات الإرهابية فى جميع أنحاء العالم وبريطانيا، وبسبب الضغوط التى مورست على قطر من قبل المملكة العربية السعودية ودول الخليج لتطرد رموز الإخوان إلا أنها سهلت سفرهم إلى بريطانيا تحت مرأى ومسمع عائلة ويندسور. ووفقا للموقع فإن الأمير تميم والذى تتجاوز ثروته الشخصية 50 مليار جنيه استرلينى يمتلك الكثير من الأصول البريطانية مثل شارد أعلى ناطحة سحاب فى أوروبا كلها، والقرية الأوليمبية، وون هايد بارك، وكنارى وارف، و20٪ من بورصة لندن ومبنى سفارة الولاياتالمتحدة فى ميدان جروزفنور، وثكنات تشيلسى، وحصص كبيرة فى البورصة، وبنك باركليز، وشركة شل البريطانية، فضلا عن حصص كبيرة فى بعض الشركات الكبرى فى المملكة المتحدة، ومحلات هارودز لمحمد الفايد سابقا والتى تواجه مقاطعة بسبب دعم قطر للمنظمات الإرهابية الإسلامية فى ثلاث قارات، وتخطط لمنح 80 مليار إسترلينى لميزانية 2016 للبنية التحتية فى بريطانيا والكبارى والسكك الحديدية والمترو وغيرها. وأوضح التقرير أن لندن أصبحت مقرا حقيقيا لجماعة الإخوان الذين لجأوا مباشرة إليها وبتمويل قطرى، حيث استخدمت أسرة آل ثان ثروات غير عادية للحصول على دخول سلس إلى قلب المؤسسة البريطانية، التى تمنحها قطر أكثر من 10 مليارات جنيه إسترلينى سنويا، وفى الآونة الأخيرة، لعبت قطر دور الخاطبة مع اثنتين من شركات التعدين العملاقة جلينكور واكستراتا، التى اندمجت فى عام ,2013 وقد لعب رئيس الوزراء السابق تونى بلير دور الحكم. هذا الأسبوع، الأمير تميم بن حمد آل ثان توجه إلى بريطانيا فى أول زيارة رسمية له وحظى باستقبال خاص من الملكة إليزابيث فى قصر باكنجهام، وغداء خاص مع رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، وفى سياق مماثل، قبل أربع سنوات قام والده الأمير حمد بن خليفة آل ثان فى بريطانيا فى موكب عبر الشوارع لقلعة وندسور هو وزوجته الشيخة موزة. وليس عجيبا أن يقوم ديفيد كاميرون فى مغازلة أمراء قطر، حيث تمتلك تلك الدولة الخليجية الصغيرة مجموعة من الأصول البريطانية الشهيرة، وبحسب التقرير فإن قطر لديها أداة أخرى من «القوة الناعمة» فى جعبتها. وهى الشيخة موزة بنت ناصر، وقد شنت النقابات البريطانية على وجه الخصوص حملات ضد الاستثمارات القطرية فى المملكة المتحدة ووصفتها بأنها استثمارات سرية مثل المافيا. وقد أشارت مجلة فرنت بيج ماجزين الأمريكية، إلى أن قطر تقوم ببطء بشراء أصول فى أوروبا، وفى مفاجأة مذهلة ذكرت المجلة أن قطر تمول فى إسبانيا منظمة تنتمى لجماعة الإخوان وهى تسيطر على المركز الثقافى الإسلامى وقامت الدوحة بدعم هذا المركز ومقره فى برشلونة، فى إقليم كاتالونيا الذى يسعى للانفصال عن إسبانيا وسيبدأ التصويت خلال أيام وهى الراعى لنادى برشلونة الذى يحصل على 5,30 مليون يورو سنويا الذى دائما ما يقوم بالدعاية للانفصال خلال مبارياته الدولية، مما يؤكد على وجود بصمات قطرية وراء مطالبات الإقليم بالانفصال عن إسبانيا على غرار ما قامت به قطر فى الشرق الأوسط من زعزعة الاستقرار وإشعال فتيل الانقسامات والثورات. ومنها أيضا فرنسا وقد انضمت إلى «المنظمة الدولية للفرنكونيا»، وذكرت أن هدف الدوحة«قطر» واضح للتغيير والتلاعب فى الثقافة الفرنسية، حتى مهرجان كان الشهير اشترت قطر الفندق الذى يستضيف المشاهير خلال المهرجان السينمائى، بالإضافة إلى شرائها المبنى الذى توجد به السفارة الأمريكية فى فرنسا بحوالى 300 مليون يورو، وهى مستثمر قوى فى نادى باريس سان جيرمان الفرنسى لكرة القدم ومجموعة توتال الفرنسية للبترول، وفى إيطاليا اشترت قطر دار الأزياء الرائدة فالنتينو، وفى سويسرا، تعتبر قطر عاملا اقتصاديا مهما جدا، ولها نصيب كبير فى الشركات الشهيرة مثل سواتش، وتيسو وفيكترونيكس، ومؤسسة كارانا. وفى ألمانيا، التى زارها الأمير منذ أيام فقطر تملك 17٪ من شركة السيارات الألمانية الكبيرة فولكس فاجن، و10٪ من بورش و9٪ من شركة البناء العملاقة هوكتيف، وقد كشف موقع بريتبارت الاستخباراتى عن أن مانفريد مورك، مدير وكالة المخابرات الألمانية فرع هامبورج أكد أن قطر تقوم ببناء المراكز الضخمة فى ألمانيا وخاصة مدينة ميونيخ من بينها مركز (ZIE-M)، حيث تم تصميم المشروع على 6 آلاف متر مربع وسيتكلف نحو 40 مليون يورو، أى 51 مليون دولار ليكون منصة استراتيجية رئيسية لنشر الفكر الجهادى فى جميع أنحاء أوروبا، وبحسب التقارير الألمانية فإن قطر أيضا تقوم ببناء المساجد الضخمة بوتيرة فائقة فى جميع أنحاء أوروبا فى حين تدرس الحكومة الألمانية أنه من خلال السيطرة على المناهج الدراسية وتدريب الأئمة المسلمين ومعلمى الدين الإسلامى فى ألمانيا على مبادئ الإسلام الصحيحة أن تقوم بدرع مضادة لدعاة الكراهية وترويج الفكر الدموى، حيث إن أغلب الأئمة حاليا فى ألمانيا هم من تركيا وكثير منهم لا يتكلمون الألمانية.∎