اعتزل مرسى هذا الأسبوع التعامل مع نزلاء سجنه، بعد أن خطط أحدهم لصفعه على قفاه، كما أبعدت إدارة السجن مسجوناً آخر عن غرفته اعتاد مرسى على طلبه لمعاونته فى غسيل ملابسه وتدبير أغراضه مقابل مساعدة مادية شهرية، بعدما تبين أن ذلك المسجون من النوع «السالب» مسجل جرائم آداب وشهرته بين أقرانه «فيفى». الجدير بالذكر أن إدارة السجن راقبت تصرفات مرسى مع ذلك المسجون على مدار وقت طويل منذ نقله إلى سجنه الحالى، بعدما طلبه المعزول بالاسم.. والمعروف أن مرسى سبب فى الفترة القليلة الماضية مشاكل عدة وصنف فى تقارير مباحث السجون السرية بالسجين المزعج متعدد الأخطاء الجسيمة طبقا للتعديلات الأخيرة على لائحة مصلحة السجون. وتعتبر مصلحة السجون السجين محمد مرسى كثير الشكوى يمضى معظم يومه فى كتابة الشكاوى والعرائض، وكانت شكوته الأخيرة هذا الأسبوع أن يسمح له بالتريض داخل عنبر محبسه لأكثر من ساعة يوميا. المثير أن مباحث السجون ضبطت مع محمد مرسى مؤخرا خطابات حاول تهريبها لأسرته مستغلا إجازات الأعياد عن طريق إخفائها داخل قطعة من ملابسه الداخلية عبارة عن «سروال» أبيض اللون وجههم فيها بشيفرة كلامية اعتاد استخدامها داخل السجون منذ فترة اعتقالاته المتعددة لتكثيف الحملات الإعلامية الشرسة الموجهة من تركيا ضد مصر. أمرهم فيها بنصيحة قيادة قطر بالتوقف عن المساندة العلنية والتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين، على أن تكثف مساعداتها المادية وضغطها السياسى لدى دول كبرى لصالح قضيته والدعوة للإفراج عنه. وقد طلب مرسى فى ذات الخطابات المهربة أن يختفى بعض قادة الجماعة حددهم بالاسم بينهم القيادى «حمزة زوبع» فى دول بجنوب شرق آسيا عرضت استقباله وأن يعمل من هناك على استقطاب آلاف الشباب المتشددين لخدمة الجماعة وهو ما أدى لحرمانه من الزيارات ومنعه من الكتابة ومصادرة أوراقه حتى إشعار أمنى آخر. اللافت أن الإدارة الأمريكية رفضت مؤخرا استقبال مبعوث خاص من محمد مرسى اتصل بالبيت الأبيض وأعلن أنه يحمل عنه برقية سرية مهمة، ووجهت وكالة التحقيقات الفيدرالية للتحقيق مع ذلك المبعوث لمعرفة ظروف تلك الرسالة ومحتواها ومصدرها. الغريب أن المعزول محمد مرسى عرض مؤخرا أكثر من مرة التنازل عن تمسكه المزعوم بأية طلبات سقطت عنه بعزله وأن الدولة رفضت الاستجابة لطلبه على أساس أنه متهم فى جريمة تمس الأمن القومى المصرى ولا يجوز التعامل معه. وقد كشف مصدر قريب من حراسات مرسى - طلب عدم الإشارة إليه - أنهم فوجئوا بالمعزول وكأنه يتدرب أثناء ساعات التريض المسموح له بها على الخطوة العسكرية ومشيه بطريقة سريعة مضحكة جعلهم يطلقون عليه فيما بينهم «شارلى شابلن» فى منطقة السجون المركزية. وأنهم فى إطار تنفيذ مهامهم أبلغوا قياداتهم التى أوصتهم بضرورة معاملة مرسى طبقا للوائح المقررة بلائحة حقوق الإنسان وأن يتركوه يفعل ما يشاء من تصرفات طالما لا يرتكب مخالفات تعاقب عليها لائحة السجون. وفى إطار متزامن شكك أطباء برتبة العميد واللواء دكتور من مصلحة السجون أن مرسى أستاذ جامعى فى الأصل بسبب تلك التصرفات التى كان آخرها خلال لقائه الأخير بأهله عندما طلب منهم إحضار كتاب تعلم الحديث بالإشارة. وأن أحد المحامين الذين يحضرون الجلسات عنه أشار إليه أثناء جلسته الأخيرة بعلامات فهمت القاعة منها أنه يطلب منه السكوت تماما، وهو ما أكده مصدر أمنى رفيع أن أهله نقلوا إليه طلب خبراء من الجماعة طالبوه فيه بالصمت التام حتى لا يتعثر بارتكاب أخطاء مضحكة. وطبقا لمعلومات حصرية حصلت عليها «روزاليوسف» شكا عدد من حراس المعزول فى محبسه أنه اعتاد الوقوف دقائق بعد عودته إلى غرفة محبسه من الجلسات يتفحص خلالها حوائط الزنزانة وأسقفها مسحا بعينيه وأنه أطال إحدى المرات لثوانٍ استراق السمع بأذنيه على الحائط حتى نبهه حارسه بسخرية أنه يبدو على الحائط أنه «حامل من السقف». وعن حالة مرسى الأخيرة وأحواله فى سجنه فقد تقدم بالعديد من الطلبات والعرائض حتى وجهته الإدارة لإيجازها فى طلب واحد مجمع يمكن فحصه بنظام، طالب فيها بعدد واحد سخان مياه لاستخدامه خلال الشتاء مع خمس «بطانيات» جديدة وشبشب حمام وملابس داخلية بيضاء وثقيلة. كما طلب مرسى إخطار أهله بحاجته إلى نوعية محددة من الأدوية عندما كشفت عنها مصلحة السجون وجدت أنها حبوب للثبات الانفعالى لمساعدته على الظهور بمظهر جيد أمام الكاميرات التى تتابع بشغف جلسات محاكماته، كما تستخدم الحبوب نفسها فى العلاج من الكوابيس المزمنة، غير أنه لم يطلب بشكل رسمى حتى كتابة تلك السطور المساعدة النفسية. وفى الإطار نفسه طلب محمد مرسى فى الجلسة الأخيرة إبلاغ أهله بحاجته إلى نوع من الكريمات الجلدية اتضح بالكشف عليه أنه يعالج عدة أمراض بينها مرض «حكة الجرب». وفى تطور مثير وجه طاقم الدفاع عن الرئيس المعزول المتهم محمد مرسى بضرورة تغيير طريقة إجاباته عن أسئلة المحكمة التى تحاكمه وأن يبدأ فى الإجابات الهجومية بطريق طلب إدخال متهمين جدد وسماع شهادة البعض وتحريك الدعاوى ضد آخرين. وهو ما قابلته المحكمة بخبرة ورفضت طلباته ونحتها جانبا وطلبت منه تكليف محاميه بتلك الطلبات طبقا لقانون الإجراءات الجنائية والمرافعات أمام المحاكم المصرية وأن مرسى قام من خلف زجاج المحكمة بتكليف محاميه وأسرته بتكثيف المؤتمرات الصحفية العلنية باسمه ونيابة عنه للتنديد بمحاكمته التى أعلن رفضه إياها وتمسكه بمنصبه الرئاسى.∎