تحقق السلطات الأمريكية فى ظاهرة جديدة هى التحاق نساء الولاياتالمتحدة، بتنظيم داعش فى الوقت الذى يسعى فيه باراك أوباما، لقطع خطوط التجنيد للمتشددين الإسلاميين فى البلاد. وقال أحد زعماء الجالية الصومالية عبدالرزاق بيهى إن ثلاث أسر صومالية على الأقل فى منطقة مينيابوليس - سانت بول، شكت من اختفاء فتيات فى الأسابيع الستة الماضية، وأنهن ربما حاولن الانضمام لداعش. مضيفا أنه فى حين أن أسباب اختفاء الفتيات غير واضحة فقد طلب من الأسر إبلاغ الشرطة. وفى حالة أخرى هربت فتاة أمريكية من أصل صومالى عمرها 19 عاما، من سانت بول من والديها فى 25 أغسطس الماضى وقالت إنها ذاهبة إلى حفل لدى صديقة مقبلة على الزواج، وبدلا من ذلك طارت إلى تركيا وانضمت لداعش فى سوريا. وكانت فتاة سانت بول أول حالة تنضم فيها فتاة إلى تنظيم داعش يعلن عنها، رغم أن أسرتها طلبت عدم نشر اسمها خوفا من انتقام الإسلاميين. وترددت الصومالية من سانت بول، على مسجد قرب الضفة الشرقية لنهر المسيسيبى، والذى جذب من قبل من يشتبه أنهم من المتطرفين، وفى يونيو الماضى منع المسجد رجلا يحمل الجنسيتين المصرية والأمريكية من دخوله قائلا: إنه ينشر فكرا متشددا. وقالت الصومالية لأحد أقاربها بعد مغادرة الولاياتالمتحدة، إنها تريد أن تساعد الأطفال، فى المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش فى سوريا. وفى الأسبوع الماضى، اعترفت الأمريكية شانون كونلى 19 عاما، التى تعمل مساعدة ممرضة وهى من كولورادو بمحاولة السفر إلى الشرق الأوسط، للانضمام لتنظيم داعش وتم احتجازها فى مطار دنفر الدولى فى أبريل الماضى ومعها تذكرة ذهاب فقط، واتضح أن متشددا فى سوريا قام بتجنيدها من خلال الإنترنت. التنظيم الذى أطلق فتاوى عدة لممارسة جهاد النكاح من قبل النساء مع مقاتليه، سعى لتأمين النساء من مناطق عدة بما يضمن استمرارية تدفق الذكور من المقاتلين من دول عديدة تتميز بطبيعة انغلاقها وممارسة حكوماتها الكبت على المجتمع بما يحول الجنس إلى عقدة كبرى، ومن هذه الدول المملكة السعودية التى ترتفع فيها ومع أسعار المعيشة واعتماد القطاع الخاص فى تلك الدول على الموظفين من الدول العربية ودول الشرق الأقصى، فإن نسبة البطالة ترتفع، مما يسهل أيضا اختراق الأوساط الشبابية لتجنيدهم تحت إغراءات الجنس والمال. فى حين أن الدول المتضررة من الإرهاب تدعو إلى تجفيف منابع الإرهاب من خلال ملاحقة خلايا التجنيد، فإن دولا حاضنة مثل تركيا تسهل عبور هؤلاء إلى الداخل السورى والعراقى، مما يلفت إليه الرأى العام العالمى لاتخاذ قرارات تساعد فعلا على وقف عمليات تدفق المقاتلين. ويسعى تنظيم داعش الآن لإغراء النساء الأمريكيات لأن تصلن إلى سوريا للانضمام إلى صفوفه. ووفقا لصحيفة التايمز البريطانية، بدأت الشرطة الأمريكية بإجراء تحقيقات ضد ثلاث عائلات من أصل صومالى فى مدينة مينيابوليس بعد اختفاء العديد من الفتيات من هذه العائلات فى الأسابيع الأخيرة. واتضح من خلال التحقيق أن واحدة من بنات العائلة، وهى امرأة شابة تبلغ من العمر 19 عاما، قد سافرت إلى تركيا ومنها إلى مدينة القدس، ومن ثم إلى الرقة فى سوريا، والتى انضمت إلى مقاتلى داعش وتزوجت من أحد مقاتليه. ∎ خديجة دار واحتلت البريطانية خديجة دار، من جنوبلندن، 22 عاما، مانشيتات الصحف، بعد أن كتبت فى تغريدة لها على تويتر إنها ترغب فى أن تكون المرأة البريطانية الأولى التى تقتل إرهابيا بريطانيا أو أمريكيا، وذلك فى أعقاب فيديو ذبح الصحفى الأمريكى جيمس فولى. وفى مايو الماضى، اختفت التوأمان البريطانيتان زهراء وسلمى، ويعتقد أنهما غادرتا إلى تركيا، حيث قالت صحيفة الدايلى ميل إنهما شوهدتا فى أحد الدروس على مواقع التواصل الاجتماعى حول استخدام السلاح. وفى وقت سابق من هذا العام، ذكرت تقارير أن النمساويتين سابينا سليموفيتش، 15 عاما، وسمرة كيسينوفيتش، 16عاما، هربتا من منزليهما فى أحد ضواحى فيينا المتوسطة، وتركتا خطابات تقول إنهما جاهزتان للموت من أجل الإسلام، وظهرت صور لهما فيما بعد لم يتم التحقق من صحتها، لكن الإنتربول ما زال يضعهما فى قائمة المفقودين. وأخيرا من المستحيل حصر جميع النساء اللاتى اتجهن للتطرف، لكن خبراء أمنيين يعتقدون أن نحو50 امرأة بريطانية غادرن للزواج من مقاتلين جهاديين. وقال محللون من منظمة SITE الاستخباراتية إن النساء اللاتى يخترن ذلك الطريق يحاولن إقناع المزيد بالانضمام إليهن، وأضاف آخرون منتمون لذات المنظمة فى تصريحات لصحيفة ديلى بيست الأمريكية إن تنظيم الدولة الإسلامية يساعد نساء غربيات على السفر إلى سوريا للزواج من جهاديين. وبالمقابل، قال رودجر شاناهان، خبير الأمن القومى وشئون الإرهاب إن أعداد النساء اللاتى يتحولن إلى التطرف صغيرة جدا، على الرغم من احتلال قصصهن مانشيتات الأخبار، وأشار إلى أن الأسباب التى تدفع بعض النساء للاتجاه إلى التطرف معروفة، مثل تعرضهن للإغواء على مواقع التواصل الاجتماعى. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المقاتلين الأجانب فى صفوف داعش يبلغ 11 ألفا من 74 دولة، يقاتلون مع التنظيم فى الشرق الأوسط، وفقا لتقرير حديث أصدره «المركز الدولى لدراسة التطرف». وتعد فرنسا المصدر الأول لتجنيد مقاتلين أجانب فى صفوف الدولة الإسلامية، ثم بريطانيا وألمانيا وبلجيكا، كما أن أستراليا من أكثر الدول التى لديها مقاتلون أجانب غير أوروبيين فى صفوف التنظيم، قبل كنداوالولاياتالمتحدة، إذ إن هناك نحو 200 أسترالى يقاتلون مع تنظيم داعش.