رغم انتقاد القادة وصناع القرار الإسرائيليين لمظاهر التشدد الدينى فى العديد من البلدان العربية والإسلامية، فإن الدافع الدينى هو المحرك الأول والرئيسى لمعظم اليهود المتواجدين داخل إسرائيل، فأشكال التشدد الدينى تختلف، فبينما يرى البعض أن فرض الحجاب والنقاب أيضاً على النساء اليهوديات ضرورة للحفاظ على التعاليم الدينية الإسرائيلية، يرى البعض إجبار النساء على الزنى من أجل تحقيق الخلاص للشعب اليهودى، الذى يطلق على نفسه شعب الله المختار. طائفة «منتظرى المسيح» هى جماعة يهودية داخل إسرائيل تؤمن بالميلاد الثانى للمسيح، وأنه سوف يدخل أرض إسرائيل كملك منتصر، إلا أن بعض أعضاء هذه الطائفة يقومون بممارسات غير أخلاقية بحجة الحفاظ على الشعب اليهودى وخلاصه، فمؤخراً أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ألقت القبض على أفراد من هذه الطائفة يقومون بإجبار النساء اليهوديات على ممارسة الجنس مع رجال لاينتمون للديانة اليهودية. فكرة «ممارسة الجنس» من أجل إعلاء شأن إسرائيل تعد لعبة قديمة احترفها اليهود مع العرب، حيث كانوا يدفعون بنسائهم لإغواء الشباب العربى والمصرى والإنجاب منهم كى يزيدوا عدد اليهود، فطبقاً للقانون الإسرائيلى فإن الأبناء يحصلون على جنسية الأم وبالتالى فإنهم يعتبرون أن هذه الطريقة - وإن كانت غير أخلاقية - فإن تحقيقها يهدف لما هو أسمى وأن القيام به لنصرة الدين فى المقام الأول. ولعل ما يؤكد على هذا الأمر فتاوى بعض حاخامات اليهود بإباحة ممارسة الجنس من أجل نصرة الدين، ولعل أبرز هذه الفتاوى تلك التى أطلقها آرى شفات، الحاخام اليهودى فى 2010 والتى أكدت على نوايا بعض الإسرائيليين وخططهم الماكرة التى يحيكونها للعرب، حيث أفتى بجواز إقامة علاقات غير شرعية بين المجندات الإسرائيليات من أجل الحصول على معلومات لصالح إسرائيل، وأن غير المتزوجة تستطيع ممارسة الجنس مع الأعداء دون حرج، أما المتزوجة فعليها الطلاق أولاً والعودة لزوجها مرة أخرى بعد قيامها بمهامها الوطنية، حتى لا تعد هذه الممارسات الجنسية خيانة لزوجها، وذلك وفقاً لما ورد فى موقع «بى بى سى». ∎ غسيل دماغ للمجندات ربما ارتبط مصطلح «غسيل الدماغ» أو «التفكيك النفسى» لدى البعض بالأجهزة الاستخباراتية والأمنية، إلا أنه يعد إحدى الوسائل التى يلجأ إليها بعض التنظيمات الإرهابية والتى تعمل ببعض المجالات غير المشروعة، ففى تقرير خاص لموقع «بى بى سى» فى قسمها «الفارسى» عن طائفة «منتظرى المسيح» فى إسرائيل أشارت إلى أن الشرطة الإسرائيلية أعلنت أن هذه الطائفة التى ألقى القبض على عدد من أعضائها مؤخراً بتهمة نشر الرذيلة وإجبار النساء على ممارسة البغاء رغماً عنهن، فإن قيادات هذه المجموعة يقومون بعمل غسيل دماغ للنساء، عن طريق السيطرة عليهن من خلال تعاطى المخدرات والمواد الكحولية، والتى تمكنهم من التحكم فيهن وفى بث أفكارهم إليهن، فيسهل التحكم فى رغباتهن فيستجبن للممارسات غير الأخلاقية والقانونية تحت تأثير هذه المواد، كما أن بعض القوادين الذين يعملون لحساب هذه الطائفة الدينية يستقطبون القاصرات للعمل معهم ويجبرهن على هذه الأعمال وإقناعهن أن هذه مهمة دينية وبالتالى يضعون أمامهن هدفا أسمى يهون على النساء فحش ما يقمن به. ∎ استهداف العرب والفلسطينيين يذكر تقرير موقع «بى بى سى فارسى» أن اللافت للنظر أن هذه الشبكة التى تنشر نشاطها فى أنحاء إسرائيل تستهدف الفلسطينيين والعرب فى المقام الأول، مشيراً إلى أن استخدام الجنس والدعارة من أجل ضرب العرب وتجنيدهم إحدى الوسائل الشهيرة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. ويشير التقرير إلى الفضيحة الشهيرة التى هزت أرجاء فلسطين وإسرائيل، بل العالم أجمع فى 2012، حيث اعترفت تسيبى ليفنى، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة وزعيمة حزب كاديما، بأنها مارست الجنس مع صائب عريقات، رئيس لجنة التفاوض الفلسطينية مع إسرائيل، وعدد من الشخصيات العربية، من أجل توريطهم فى فضائح جنسية وابتزازهم سياسياً لتقديم معلومات حساسة ومهمة والموافقة على المزيد من التنازلات السياسية، وأنها قامت بتصوير ضحاياها وهم عراة فى غرف النوم حيث إنها سمحت بتصوير هذه اللقاءات الجنسية لابتزازهم فيما بعد. «ليفنى» فى أعقاب هذه الفضيحة صرحت بأنها توافق على ممارسة الجنس من أجل خدمة وطنها إسرائيل، مشيرة إلى أنها قامت بهذا الأمر بناء على فتوى الحاخام «شفات» لنصرة وطنهم وأن الشريعة اليهودية تبيح بل تأمر النساء بذلك حتى تنعم إسرائيل بالأمن والأمان وأن هذه الممارسات تعد أحد الأسلحة الناعمة التى يستخدمها جهاز «الموساد» أى وكالة الاستخبارات الإسرائيلية. ومن المعروف أن «ليفنى» عملت لدى «الموساد»، فى الفترة من 1980:1984 وقامت باغتيال شخصيات سياسية، وفى تصريح لها قالت إنها لم تندم على عدم قدرتها على تأسيس أسرة وعائلة كأى امرأة لأنها كانت تخدم وطنها من خلال عملها فى التجسس. وبالتالى فإن ملاحقة الشرطة الإسرائيلية لبعض أعضاء طائفة «منتظرى المسيح» لم تكن نابعة من اعتراضهم على ممارسة الدعارة مع العرب والفلسطينيين، بل لإجبار النساء على القيام بهذه الأعمال، فلا يوجد مانع فى العقيدة اليهودية لممارسة الزنى مع غير اليهود من أجل الحصول على معلومات ربما تخدم إسرائيل. وتعرف طائفة «منتظرى المسيح» ب«الصهيونية المسيحية» والتى تؤمن بأن قيام دولة إسرائيل عام 1948 كان بشارة وتمهيدا للمجىء الثانى للمسيح أو الظهور الثانى، والذى سيدخل فيها القدس كملك منتصر، والتى تؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة ومن ثم فلا ضرر من نشر المزيد من الموبقات والفساد فى الأرض من أجل تحقيق أهداف يدعون بأنها وطنية. ∎ مواقع للدردشة مع إسرائيليات وعلى الرغم من أن إسرائيل تبدو للبعض وكأنها كيان منفلت أخلاقياً يعيش فيه الشباب حياتهم كما يحلو لهم، فإن الواقع غير ذلك، فالنظام الإسرائيلى يفرض قواعد صارمة على الشباب والشابات بل يجعل مهمة الدفاع عن الكيان الإسرائيلى على قمة أولوياتهم، حتى تكون كل خطوة تصب فى الصالح العام الإسرائيلى. وانتشر خلال السنوات الأخيرة العديد من المواقع الإباحية ومواقع التعارف الإسرائيلية، التى تم إطلاقها بالعربية لتمكن الفتيات اليهوديات من التواصل مع الشباب العربى ومحاولة تجنيدهم من خلال تقديم إغراءات جنسية لضحاياهم، ولعل انتشار هذه المواقع وتواصل الإسرائيليات مع بعض الشباب العربى عبر «فيس بوك» و«تويتر» زاد بشكل ملحوظ بعد موجة تغيير الأنظمة فى الوطن العربى، حيث استغلت إسرائيل الاضطرابات الأمنية وعدم قدرة بعض الأجهزة الأمنية فى العديد من البلدان العربية على مراقبة وتتبع الشباب نظراً لإنشغالها فى الأحداث الداخلية المشتعلة، ولعل ما يؤكد على هذا الأمر تقرير نشرته صحيفة «هاآرتس» فى 2012 أكدت خلاله على قيام الموساد بتجنيد فتيات لاستدراج الشباب العربى من خلال الشات عبر مواقع التواصل الاجتماعى من أجل الحصول على معلومات عن بلادهم والكشف عن حقيقة الأوضاع الداخلية. كما أن إسرائيل خصصت عبر «فيس بوك» صفحات إسرائيلية بالعربية لاستقطاب الشباب العربى، ولعل من أشهر الصفحات الإسرائيلية صفحة أفخاى أدرعى، المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلى، والتى أصبحت واحدة من أشهر الصفحات الإسرائيلية التى يحرص من خلالها على التقرب للشباب العربى ببعض العبارات والأدعية الدينية لدى المسلمين مثل «جمعة مباركة»، كما يحرص على الرد على الشباب العربى الذى يتفاعل مع الصفحة.