رسالة شكر لقطر، من أسرة الصحفى الأمريكى الذى أفرجت عنه داعش قبل أيام، فكت العديد من الألغاز، وحسمت الكثير من التكهنات حول العلاقة الحميمة التى تربط بين الإمارة الخليجية المثيرة للجدل وداعش الطبعة الأحدث للتنظيمات الأكثر تطرفاً وإرهاباً فى العالم. اللافت أن رسالة الشكر المدهشة، جاءت بعد يوم واحد من بيان أصدره وزير الخارجية القطرى خالد العطية الذى اختار إطلاقه من العاصمة البريطانية، فى نفس اليوم الذى نشر الوزير القطرى مقالا فى كبريات الصحف الفرنسية ليخلى مسئولية إمارته عن دعم جماعة داعش! السؤال الذى يطرح نفسه هو: لماذا اختارت أسرة الصحفى «استيڤن سوڤلوف» قطر بالذات لتقدم لها الشكر على جهودها فى إنقاذ عنقه من القطع مثلما حدث لزميله الأمريكى چيمس ڤولى؟ وكم دفعت الخزانة القطرية للتنظيم مقابل عتق رقبة الصحفى الأمريكى؟ ومن الذى سلم الأموال؟ وأين وماذا سيفعل بها التنظيم الأكثر خطورة فى العالم؟ ولماذا لم تتحرك قطر للإفراج عن باقى الرهائن الغربيين الذين تحتجزهم داعش منذ شهور؟ هذه الأسئلة وغيرها، كفيلة بأن يقوم محامٍ حديث التخرج بتقديم قطر وكبار المسئولين فيها للمحاكمة الدولية بتهمة دعم الإرهاب. سؤال آخر.. هل هذه المرة الأولى التى يتم فيها ضبط قطر متلبسة بدعم الإرهاب؟ الإجابة.. لا، لأن ملف دعمها لداعش وإخوتها من التنظيمات الإرهابية متضخم إلى درجة لا يمكن السكوت عنها. فمثلا قطر تعد الدولة الوحيدة فى العالم التى تستضيف حركة طالبان التى استضافت بدورها أسامة بن لادن والقاعدة فى أفغانستان ثم أعادت تصدير المجاهدين العرب إلى بلادهم ليقتلوا ويدمروا شعوبها. كما أن فضائية الجزيرة التى تمولها الحكومة القطرية، هى التى تولت مهمة تسويق فكر القاعدة إعلامياً عن طريق إذاعة بيانات قادتها للعالم، وتبنت التحريض على احتلال العراق والتحالف مع الغزو الأمريكى لبلاد الرافدين، ونافقت إيران وتبنت خطاباً طائفياً انتهى بوضع العراق على حافة الحرب الأهلية. ولم تتراجع الجزيرة عن العمل كبوق للجماعات الإرهابية التى تسللت إلى سوريا وكانت أول من شجع وساهم فى الترويج إلى ما أطلقوا عليه تنظيم داعش، حيث شاهدت بنفسى مراسلى الجزيرة وهم يجرون حوارات مع قادة هذا التنظيم. وفى إطار تطور دعم قطر للإرهاب، وتبديد الثروات الطبيعية التى حباها الله بها، دخلت على خط الصراع فى ليبيا، ودعمت جماعة أنصار الشريعة، أقرب التيارات لفكر داعش وخصصت لها فضائية يتم الإنفاق عليها مباشرة من أموال الأمير المعتزل! لم تتوان هذه الإمارة المثيرة للجدل فى الاجتهاد والبحث عن التنظيمات المتشددة لتفتح معها قنوات اتصال مرة عبر بوابة الجزيرة، ومرات عبر قنوات استخباراتية مشبوهة. كان آخر مغامرات الدوحة، إغداق الملايين على مشروعات إعلامية وقنوات فضائية والهدف.. نشر الفكر المتشدد الذى تتبناه تنظيمات إرهابية التى تبدأ بجماعة الإخوان وتنتهى عند داعش.. سؤالى الأخير: هل كانت الدوحة تتوقع هذه الرسالة القاتلة من أسرة الصحفى الأمريكى؟.