بعد الضربات التى تلقاها صناع السينما والخسائر الفادحة التى تعرضوا لها من سرقة أفلامهم فى دور العرض وإطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعى ظهر شبح جديد ربما يهدد الصناعة بأكملها بعد ظهور محطات فضائية غامضة تعرض أفلامهم. أحدث وقائع السرقة بطلها قناة جديدة تحمل اسم «وسط البلد» تبث إرسالها عبر قمر صناعى خارج النايل سات وتقوم بعرض أفلام جديدة بدون الحصول على تنازلات قانونية من أصحابها. المفاجأة الأكبر هى عرض الأفلام كاملة دون محذوفات رقابية وهذا ما حدث فعلا بعد عرض فيلم «حلاوة روح» الذى أثار ضجة كبرى رغم حدف المشاهد الجريئة منه وأيضا فيلم «سالم أبواخته» لمحمد رجب ويتخلل عرض الأفلام إعلانات سيئة ومغرضة تروج لمنشطات جنسية غير مصرح بها وفواصل من الرقص الشرقى المبتذل. توجهنا بعد بحث طويل إلى مقر القناة الذى تبين أنه بمنطقة السادس من أكتوبر وهو عبارة عن شقة تتكون من غرفة واحدة وصالة وأن صاحب القناة «حسين عبدالجليل» ويدعى أنه رجل أعمال! عبدالجليل قال لنا: إن القناة تبث منذ شهر تقريبا ومعه شريك يحمل الجنسية العراقية ولكنه خارج مصر الآن وأضاف أن القناة تمويلها 5 ملايين جنيه ويعتمد على الإعلانات. وعن كيفية حصوله على نسخ الفيلم وعرضها بالقناة قال: إن نسخة الفيلم الذى يحصل عليها بطرق مشروعة من الشركة المنتجة وأضاف: ليس بالضرورى علم المنتج بذلك - أى أنه يحصل عليها بطرق ملتوية وغير شريفة على الإطلاق. ويفجر صاحب القناة مفاجأة بقوله: إن القناة لا تبث إرسالها علي «النايل سات» لصعوبة الإجراءات التى يقومون بوضعها وهذا ما دفعه إلى بث القناة من قمر صناعى آخر يحمل اسم «نور سات»!! المفاجأة الأكبر هى شكوى سكان العقار المتواجد فيه إدارة القناة خاصة أن شرطة المصنفات الفنية تتردد كثيرا على الشقة ولكن دون جدوى ففى حال وصولها لم تجد أى أجهزة مما يدفعها للانصراف دون القبض على أحد. حارس العقار عم سلطان قال أن الشقة تعتبر من الشقق المفروشة وكثيرا ما يتردد عليها رجال ودائما يشكو منهم باقى الجيران بسبب رائحة المخدرات النابعة من الشقة. سألنا محمد حسن رمزى رئيس غرفة صناعة السينما عن هذه القناة الغامضة ومشروعية عرضها للأفلام قال: إحنا بقالنا 6 أشهر بنقوم بحملة بمساعدة شرطة المصنفات الفنية للقبض على هؤلاء السارقين إلا أن القانون الذى يحكم على ذلك ضعيف ودائما ما يخرجون بكفالة رمزية لا تقدر بشىء. وأضاف رمزى أنه التقى بالسفير المصرى فى فرنسا وناقش معه القضية خاصة أن أغلب تلك القنوات تبث من «اليوتل سات» وهو القمر الأوروبى الفرنسى والذى يتعاقد مع شركة «نور سات» وهى ملك لأمير سعودى وتبث من الأردن والبحرين وأيضا شركة «الكالو سات» والتى تبث من الخليج وتملك هذه الشركات مئات القنوات والتى تعقد معها عقود مقابل آلاف من الدولارات دون النظر لما تبثه تلك القنوات وما تفسده من ضياع تعب وشقاء للمنتج وفريق العمل. ويكشف «حسن رمزى أن سرقة الأفلام بنسخة جيدة أصبح أمرا سهلا من خلال كاميرا ديجيتال تحمل اسم (DC+) وهى ما تستخدم بدور العرض ومن الممكن سرقتها من الداخل إذا انعدم الضمير. رمزى أضاف: هناك لجنة رفيعة المستوى يترأسها رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ووزير الداخلية و5 من الوزراء المعنيين بهذا الأمر على رأسهم وزير الثقافة و5 من أعضاء غرفة الصناعة وأنا من ضمنهم لكن الانتخابات الرئاسية وقتها وتغيير وزير الثقافة أدى إلى عدم استمرار هذا ووقف عملها. ومازلت أحاول إحياء تلك الخطوة وأتمنى أن تساعدنا الدولة وأن يصدر قرار من رئيس الجمهورية للحفاظ على صناعة السينما وحمايتها من القرصنة. المخرج سامح عبدالعزيز من جانبه قال لروزاليوسف دفاعا عن سرقة فيلمه: السينما المصرية طول عمرها «حيطة مايلة» وحان الوقت لتدخل الدولة وتفعيل الدستور الجديد لحماية هذه الصناعة عموما.