لاتزال أزمة سرقة الافلام والمواد التسجيلية والمعروفة أعلامياً ب"قرصنة السينما المصرية" عرض مستمر، ولا تجد من يتصدي لها بالرغم من أنها تسببت في أنهيار الصناعة بأكملها بسبب عدم حصول المنتجين والقائمون علي الأعمال الفنية علي حقوقهم المادية والتي تخضع لقانون الملكية الفكرية ، حيث أصبحت تنفيذ تلك الجريمة الممنهجة لسرقة الإفلام المصرية أسهل كثيراً من مجرد التفكير في عواقب هذا الأمر، الذي يجد من القانون تساهلا ً غير مبرر ، وضعف غير معًرف أسبابه وجوانبه ، وتفتح صوت الأمة الملف الشائك بعرض جوانب القضية المثارة منذ فترة بدون أن تصل الي قرار عادل ينهي تلك الازمة. وقد افادت مصادر مقربة من مدير عام الغرفة صناعة السينما المصرية " والمسئولة عن حماية تلك الافلام"، أن بحث كيفية القضاء على قرصنة الأفلام المصرية من قبل القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية قد أخذت وقتاُ طويلاً دون الوصول الي نتائج حقيقية. وأضاف بأن العدد الذي تحصلوا عليه بعدد 22 قناة فضائية تقريبًا، بالإضافة إلى عدد من المواقع الإلكترونية تقوم بقرصنة الأفلام المصرية وتم الاعلان عنهم مسبقاً ، لافتًا إلى أن الغرفة كانت تدرس اتخاذ إجراءات فعالة ضد هذه القنوات، للحد من هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل بشع. وبشأن الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد هذه القنوات أفادواأن هناك إجراءات قانونية سيتم اتخاذها، بالإضافة إلى تفعيل الحوار مع هذه القنوات واستخدام كل الأساليب المتاحة"، مؤكدًا أن كل الأفلام المصرية يجرى قرصنتها حاليًا ولا توجد أفلام بعينها ولكن مثل التي تعرض على قنوات الأفلام المعروفة مثل «روتانا»، و«شو تايم»، نسخ أصلية متاحة لتلك القنوات، حتى قبل أن يطرح المنتجون أفلامهم على «دي. في. دي» وهو ما يسبب خسائر مالية فادحة لهذه القنوات التي تراهن علي الانفراد والسبق الترفيهي والاعلاني لجذب المشاهدين . ولكن السؤال الاهم هو لماذا التردد فيما يمنع من تطيبق القانون علي هذه القنوات المشبوهة وخاصة واذا كانت تنطلق من القمر المصري نايل سات وتخضع للحقوق الملكية الفكرية ، وكان الرد أنّ تلك القنوات لا تنطلق من قمر «نايل سات»، فهناك القمر الفرنسي «يوتلسات» الذي يسير في مدار «نايل سات»، ويلتقط المشاهدون العرب كل القنوات التي تبثّ عليه. تستأجر شركات عربية وأجنبية تردّدات من هذا القمر، لتبيعها لتلك القنوات التي تحقّق بدورها مكاسب كبيرة، رغم عدم تعامل المعلنين الكبار معها. وأطرف ما في هذه الظاهرة المسيئة للسينما المصرية هي الأسماء التي يُطلقها أصحاب تلك القنوات على شاشاتهم بطريقة تخاطب المزاج الشعبي. مثل «توك توك سينما»، و«سينما الموقف»، و«دربكة أفلام» والعديد من القنوات التي اتغلت هذه الثغرة لتحقيق مكاسب خيالية علي حساب تراث السينما المصرية .