صدق أو لا تصدق.. نجمة داود.. رمز دولة الاحتلال الإسرائيلى لأرض فلسطين والمسجد الأقصى الشريف أولى القبلتين وثانى الحرمين تزين شبابيك مسجد «أم العواجز» صاحبة المقام الرفيع حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت على بن أبى طالب وفاطمة الزهراء أخت الحسن والحسين «السيدة زينب» والتى أطلق اسمها على الحى الذى يضم مقامها ومسجدها. وقد جاء ذكر المشهد الزينبى فى رواية الأديب يحيى حقى.. «قنديل أم هاشم» وأم هاشم كنية للسيدة زينب.. وللرواية معانٍ كثيرة منها توضيح مكانة صاحبة المقام فى نفوس المصريين.. خاصة البسطاء التى وصلت إلى حد التبرك بزيت قنديل الإضاءة الموجود بالمقام. أيضا لما تحتله مساجد آل البيت من منزلة خاصة فى نفوس أهل المحروسة لنسبها لبيت أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، ورغم الجدل القائم من البعض حول انتساب الضريح الموجود بالمسجد إلى السيدة زينب أم لا.. فإن المسجد له قيمته الدينية والمعمارية حيث يقصده آلاف الزوار.. للتبرك والدعاء ويعتبر المسجد مركزًا من مراكز الصوفية ومريديها وفى كل عام من شهر رجب يتوافد الآلاف من البشر على المسجد للاحتفال بمولد السيدة زينب ولهذا كان السؤال لماذا تم تزيين شبابيك المسجد بنجمة داود؟! ∎ حكاية نجمة داود نجمة داود وتسمى أيضا بخاتم سليمان وتسمى بالعبرية «ماجين داويد» بمعنى درع داود وتعتبر من أهم رموز الشعب اليهودى.. ويوجد الكثير من الجدل حول قدم هذا الرمز، فهناك تيار مقتنع بأن اتخاذ هذا الشعار كرمز لليهود يعود إلى زمن نبى الله داود.. ولكن هناك أدلة تاريخية تشير إلى أن هذا الرمز استخدم قبل اليهود كرمز للعلوم الخفية التى تشمل السحر والشعوذة، وهناك أدلة على أيضا على أن هذا الرمز تم استعماله من قبل الهندوسيين من ضمن الأشكال الهندسية التى استعملوها للتعبير عن الكون الميتافيزيقا وكانوا يطلقون على الرموز «ماندالا» ولايوجد أى أثر للنجمة السداسية فى أسفار العهد القديم «التوراة» ولم تصبح رمزا لليهود بشكل ملموس إلا فى القرن 19 مما دعا الحكومة الفرنسية لإصدار قرار عام 1942 يلزم اليهود بعدم الظهور فى الأماكن العامة دون نجمة داود، وبعد وعد بلفور وفى عام 1948 ومع إعلان الدولة اليهودية أصبحت نجمة داود رمزا يتخذه اليهود شعارا لهم ولدولتهم ويضعونها على العلم الإسرائيلى بين خطين متوازيين لونهما أزرق والنجمة أيضا زرقاء اللون.. النجمة ترمز إلى اليهود والخطان المتوازيان يرمزان إلى نهرى النيل والفرات.. وهذا هو حلم الصهيونية دولة من النيل إلى الفرات والذى ظهر واضحا بخطة تقسيم مصر التى أحبطتها ثورة 30 يونية المجيدة. ∎ مسجد السيدة زينب كان ضريح السيدة زينب يقع فى الجهة البحرية من دار مسلمة بن مخلد الأنصارى والى مصر من قبل يزيد بن معاوية، وكانت هذه الدار تشرف على الخليج والسعدية. وبمرور السنوات على هذه الدار اندثر جزء كبير منها إلا ما كان من الضريح الطاهر فإنه كان مقصودا بالزيارة وموضع تبجيل الخاصة والعامة من الناس الذين كانوا يتعهدونه بالتعمير والإصلاح وبناء ما يتصدع من جدرانه.. وكان المقام من جملة المشاهد المعدودة التى يتناوب على خدمتها أناس انقطعوا لهذا العمل وكان يصرف عليه من وجوه الخير ومن ريع الأعيان والممتلكات التى أوقفت على هذا الضريح. وفى عهد أحمد بن طولون (868 - 905) أجرى على هذا المشهد عمارة وترميم. يقع المسجد الزينبى فى ميدان السيدة زينب وكان هذا الحى يعرف قديما باسم (قنطرة السباع) نسبة إلى نقش السباع على قنطرة كانت موجودة وقتئذ على الخليج الذى كان يخرج من النيل عند فم الخليج وينتهى عند السويس وكانت السباع شارة الظاهر بيبرس الذى أقام تلك القنطرة وفى عام 1215 ه تم ردم الجزء الأوسط من الخليج وبردمه اختفت القناطر ومع الردم تم توسيع الميدان.. وتبلغ مساحة المسجد حاليا ومحلقاته حوالى سبعة آلاف متر مربع وتشرف واجهته الرئيسية على ميدان السيدة زينب وبهذه الواجهة ثلاثة أبواب تؤدى إلى داخل المسجد مباشرة وقد زينت تلك الأبواب من جانبيها وفى مستوى قامة الإنسان بآيات من القرآن الكريم منقوشة على الحجر بخط الثلث كما زين أعلى الأبواب بأبيات من الشعر. وترتد الواجهة عند طرفها الغربى وفى هذا الارتداء باب آخر مخصص للسيدات يؤدى إلى الضريح وتقوم المئذنة على يسار هذا الباب.. ويحيط بالركن الغربى البحرى سور من الحديد ويقع به قبتان صغيرتان ملتصقتان محمولتان على ستة أعمدة رخامية بواسطة سبعة عقود أقيمتا على قبرى العتريس والعيداروس.. وتقع الواجهة الغربية على شارع السد وبها مدخل على يساره من أعلى ساعة كبيرة وللمسجد وجهتان أخريان إحداهما على شارع العتريسى والأخرى على شارع باب الميضة، وأنشئت واجهات المسجد ومنارته وقبة الضريح على الطراز المملوكى وهى حافلة بالزخارف العربية والمقرنصات والكتابات. ∎ المسجد من الداخل المسجد من الداخل مسقوف جميعه وحمل سقفه المنقوش بزخارف عربية على عقود مرتكزة على أعمدة من الرخام الأبيض ويعلو الجزء الواقع أمام المحراب شخشيخة كما يعلو الجزء الأوسط من المسجد قبل التوسعة الأخيرة شخشيخة بها شبابيك زجاجية مرسوم عليها نجمة داوود بوسطها قبة صغيرة فتح بدائرها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون.. ويقع الضريح بالجهة الغربية من المسجد وبه قبر السيدة زينب تحيط به مقصورة من الفضة.. ويعلو الضريح قبة مرتفعة ترتكز فى منطقة الانتقال من المربع إلى الاستدارة على أربعة أركان من المقرنص المتعدد الحطات ويحيط برقبتها شبابيك جصية مفرغة محلاة بالزجاج الملون. وقد عملت التوسعة من الداخل على نظام باقى المسجد وهى تشتمل على صفين من العقود المحمولة على أعمدة رخامية تحمل سقفا من الخشب المنقوش بزخارف عربية وبواسطة شخشيخة مرتفعة عنه بها شبابيك للإضاءة. ∎ عبدالناصر ومسجد السيدة زينب أما المسجد القائم حاليا فقد تم إنشاؤه على ثلاث مراحل فبنى الجزء الأول منه وهو المطل على الميدان فى عهد الخديو توفيق وظل المسجد على هذه الحال حتى تمت توسعته من الجهة القبلية بمساحة 1500 متر مربع فى عهد الملك فاروق وافتتح للصلاة فى يوم الجمعة 19 ذى الحجة 1360 ه - 1942م. ولما رأت الحكومة المصرية فى عهد الزعيم جمال عبدالناصر زيادة إقبال الناس على المسجد حتى ضاق عن أن يتسع للآلاف منهم. أمر الزعيم جمال عبدالناصر بإجراء توسعة عظيمة بلغت حوالى 2500 متر مربع من الجهة القبلية وبذلك اتصل المسجد الزينبى بمسجد الزعفرانى المجاور له كما أقيمت به دورة مياه كبيرة للطهارة والوضوء ومكتبة ضخمة تضم عشرات الآلاف من المجلدات وألحق بها قاعة ضخمة للمطالعة وتعتبر التوسعة التى تمت فى عهد عبدالناصر هى أكبر توسعة فى تاريخ المسجد منذ إنشائه وعمارته. أما المئذنة التى تعتبر تحفة فنية فريدة فى نوعها لما تتحلى به من نقوش وزخارف عربية جميلة فيبلغ ارتفاعها حوالى 45 مترا. ∎ فجر الضمير ولأن هذه المنطقة فى مصر التى قال عنها جيمس هنرى فى كتابه الأشهر «فجر الضمير» الواقع أن الحياة والفكر والدين امتزجت فى ذهن المصرى منذ القدم امتزاجا لا انفصام له يتكون منه كتلة واحدة هى التدين لهذا كان للمساجد مكانة خاصة عند المصريين خاصة المرتبطة بآل البيت ويأتى على رأسها مسجد السيدة زينب والسؤال هل لهذه الأهمية كان هناك توجه بتزيين شبابيك المسجد المجاورة للمنبر والقبلة بنجمة داود الرمز اليهودى ليعتاد عليها المصريون ومن ثم يألفونها. سألنا هذا السؤال للأثرى عبدالرحيم ريحان الذى أكد أن النجمة السداسية التى اتخذها اليهود شعارا لهم وأطلقوا عليها نجمة داود لا علاقة لها باليهود بل هى أحد الزخارف الإسلامية التى وجدت على عمائر إسلامية منها قلعة الجندى برأس سدر وأنشأها صلاح الدين الأيوبى. وأيا ما كان أصل النجمة السداسية فقد ذكرنا أن اليهود اتخذوها شعارا لهم وأيضا كانت رمزا للعلوم الخفية كالسحر والشعوذة وأيضا استعملها الهندوس للتعبير عن الكون الميتافيزيقا. السؤال الذى يفرض نفسه لماذا تصر وزارة الأوقاف على الإبقاء على الزخارف التى تحوى نجمة داود والتى تتخذها إسرائيل التى تكبل الأقصى الشريف بالاحتلال شعارًا لها، هل لايوجد فى الزخارف الإسلامية والنقوش العديدة التى يحويها سقف المسجد وجدرانه ما هو أجمل من النجمة السداسية؟ وإذا كان هناك إصرار على النجمة فى هذه الشبابيك فلتكن النجمة المثمنة، إنها دعوة لتصحيح الوضع ودعوة للمهتمين بزخارف المسجد لتصحيح الأوضاع فى زخارف شبابيك مسجد السيدة زينب أحد أكبر المساجد المصرية. والذى يقصده الآلاف من المصريين والمحبين لآل بيت النبى.