تعقد الهيئة العليا لحزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية اجتماعات مكثفة لحسم شكل مشاركة الحزب فى الانتخابات البرلمانية القادمة فى ظل قانون الانتخابات الجديدة والذى وضع الحزب فى مأزق كبير يسعى للخروج منه. خاصة فى تمثيل الأقباط «بواقع 3 أقباط فى كل قائمة من القوائم الأربعة» الذين باتت كوتتهم واقعا مفروضا داخل تشكيل القوائم الانتخابية بحكم القانون والتى ستشكل 20٪ من المقاعد بينما يشكل الفردى 80٪ وهو ما ترفضه الدعوة السلفية «مؤسس الحزب» استنادا على فتوى بعض مشايخها بالإضافة إلى فتوى الشيخ السعودى ابن عثيمين بتحريم انتخاب الأقباط وهو ما وضع حزب النور أمام أمرين أحلاهما مر.. إما الانصياع إلى القانون وضم الأقباط إلى قوائم الحزب وهو ما يواجه رفضا من تيار كبير داخل الدعوة السلفية حتى الآن أو الإصرار على رفض ضم الأقباط وهو ما يعنى تصنيفه حزبا دينيا ويؤدى إلى حله مباشرة وفقا للدستور، وقد أجرى قيادات الحزب والدعوة اتصالات مكثفة مع مشايخ الدعوة وعلى رأسهم أبوإسحاق الحوينى.
وعلمت «روزاليوسف» أن هناك عدة سيناريوهات مطروحة على مائدة الهيئة العليا والفريق الرئاسى للحزب لعبور الأزمة والخروج من عنق الزجاجة يشرف على تنفيذها وإجراءات التفاوض بها عدد من القيادات على رأسهم نادر بكار المتحدث الرسمى باسم الحزب فى سرية تامة وهى:
السيناريو الأول: ضم المسيحيين الذين أسلموا ولم يعلنوا إسلامهم ومازالت بطاقاتهم الشخصية تحمل الديانة المسيحية، وهذا السيناريو تدعمه الدعوة السلفية فى ظل سيطرة السلفيين على من غيروا ديانتهم للإسلام فى غياب الأزهر.
السيناريو الثانى: عمل تحالف مع أحد الأحزاب المدنية لخوض الانتخابات البرلمانية فى قوائم موحدة يختص فيها الحزب المدنى بتمثيل نسبة الأقباط وهو ما يحفظ ماء وجه قيادات الحزب والدعوة السلفية أمام قواعدهم، التى سيعلن لهم أن الحزب طبق الشرع ولم يضم الأقباط وأن من هم فى قوامه تابعون للحزب المتحالف معه.
هذا السيناريو يدعمه بعض أعضاء الهيئة العليا فى الحزب .
السيناريو الثالث: ضم المسيحيين من رابطة ال38 التى تهاجم الكنيسة هجوما عنيفا بسبب قضية الطلاق لقوائم الحزب وخوض الانتخابات بهم، وهو السيناريو الذى يخشى منه الحزب أن يثير قواعده.
السيناريو الرابع: الاكتفاء بقائمة بحرى والإسكندرية والتى يتشكل عدد مقاعدها من 15 مقعدا والتى يراهن الحزب والدعوة السلفية على اكتساحها خاصة فى ظل سيطرة الدعوة التى أسست فى الإسكندرية على تلك المنطقة الجغرافية، مع ترك قائمة السويس المؤلفة من 15 مقعدا وقائمة القاهرة التى تضم 45 مقعدا، وقائمة الصعيد التى تضم نفس العدد، أو الاكتفاء بخوض الانتخابات على المقاعد الفردية فقط خاصة أن القائمين على الحزب مطمئنون بشكل كبير إلى اكتساح المقاعد الفردية.
الجدير بالذكر أن الحزب «وفقا لمصادرنا» سيدفع بعدد كبير من الوجوه الجديدة تمثل أكثر من نصف المرشحين ويجرى الآن التدقيق وإعادة فرز المجمعات الانتخابية فى المحافظات تجنبا للوقوع فى أزمات مشابهة لأزمة مرشحى الحزب البلكيمى وعلى ونيس فى البرلمان السابق والذين أساء وجودهما للحزب، بينما سيعاود ترشيح عدد من الوجوه القديمة فى برلمان 2012 المنحل على رأسهم المهندس أشرف ثابت مساعد رئيس حزب النور، والدكتور شعبان عبدالعليم، عضو المكتب الرئاسى، والدكتور أحمد خليل مساعد رئيس الحزب للشئون الثقافية.
وفى نفس السياق يواصل حزب النور محاولاته لإقناع قواعده خاصة شباب الحزب والدعوة السلفية بتقبل وجود الأقباط داخل قوائم الحزب من باب «درء الضرر» وخصص لها حملة «إلكترونية» على مواقع التواصل الاجتماعى ومنها «فيس بوك» تحدث فيها عدد من القيادات التى تلقى ثقة من الشباب عن أن وجود الأقباط والنساء بات أمرا مفروضا على الحزب وأن الغرض منه طرد الدولة للحزب من المشهد والقضاء عليه وبالتالى انتهاء المشروع الإسلامى للأبد وفقا لما أكدته المصادر.
بينما يرفض عدد من القيادات والمفكرين الأقباط على رأسهم المفكر مدحت بشاى والمتحدث الرسمى باسم رابطة «حماة الإيمان» مينا أسعد الانضمام إلى حزب النور معللين بأنه حزب دينى يرفض الأقباط ويحرم معايدتهم.
ويظل التحدى الأكبر أمام حزب النور ودعوته السلفية هو قدرته على الفوز بأكبر نسبة من المقاعد تضمن له التمثيل المشرف بعد أن بات تكرار حصوله على نسبة 25٪ من مقاعد البرلمان 2012 المنحل أمرا مستحيلا.