منذ نشأة الدعوة السلفية وهى تمنع الانشغال بالسياسة وترفض ديمقراطية الصناديق وتحرم الخروج على الحاكم ، ثم انقلب الحال منذ 25يناير 2011، فصار للدعوة ذراع سياسى هو حزب النور، فخاض انتخابات مجلسى الشعب والشورى اللذين تم حلهما فيما بعد ، وشارك فى خارطة الطريق .. وقال ( آمين) لكل ما يعرض عليه، باستثناء أزمته مع وزارة الاوقاف ومنع قيادته من صعود المنابر، فما زال يحاول حل الازمة. وبعد ثلاث سنوات بالتمام والكمال على انشغال السلفيين بالسياسية،يراودنى سؤال وبالطبع يراود عدد ليس قليلا من شباب السلفيين الذين انسلخ الكثير منهم عن قياداتهم :ماذا جنيتم من السياسة وماذا أضافت لكم ؟ الإجابة عن تلك الأسئلة سوف انتظرها من الساسة السلفيين أنفسهم الذين انغمسوا فى السياسة ، وباتت قواعدهم فى انفصال شبه تام عنهم .. فما شبوا عليه من العمل الدعوى توارى ، والممنوع اصبح مرغوبا فيه ، فلا هم على مبادئ ثابتة ساروا ولا هم على مبادئهم الأصيلة استمروا . لذلك انتبه القائمون على الدعوة السلفية بمطروح وانسلخوا على الدعوة ( الام) وأعلنوا اعتزالهم العمل السياسى وعدم خوضهم انتخابات البرلمان المقبل مع العودة إلى العمل الدعوى، ورأب الصدع الذى أحدثته الممارسات السياسية بين صفوف الدعوة، حسب تعبيرها، وكانت الدعوة السلفية بمطروح صريحة جداً وواضحة حينما أكدت انها لم تجن من السياسة إلا التفرق والمنافرة بين السلفيين. أيا كانت اسباب اعتزال الدعوة السلفية بمطروح السياسة ، فان حزب النور يواجهه عدد من الأزمات المكتومة التى يفضل معها انسحابه من العمل السياسى .. فالقواعد او الشباب فقدوا الثقة فى الدعوة وانضم عدد كبير منهم ولو بشكل غير معلن الى ما يطلق عليه التحالف الوطنى لدعم الشرعية . ومن ثم يواجه أيضاً ازمة الانتخابات البرلمانية ، فهل يخوض الانتخابات منفردا ، وهو يعلم ان شعبيته تتراجع ، ام يلجأ للتحالف المدنى مع رموز الحزب الوطنى غير المدانين ، وبالتالي يكون قد تخلى عن جزء من أدبياته وهو التحالف مع الاسلاميين فقط ، أخذا فى الاعتبار ان القائمة الانتخابية تتضمن المرأة والأقباط وهى اشكالية اخرى تواجه حزب النور . إجمالا،فان حزب النور والسلفيين بشكل عام يواجهون مشاكل جمة-لا يتسع المقام لذكرها- تحتم عليهم اعادة تقييم المشهد، وان يعودوا من حيث أتوا .. حتى لا يجدون من يقل لهم ( للخلف در) .