على الرغم من اختيار مئات الإخوان اللجوء إلى تركيا كحاضنة ترعاهم، وتقدم لهم المأوى والدعم، إلا أنهم لا يزالون يبدون حرصا شديدا على مواصلة زعزعة أمن واستقرار وطنهم، الذين تركوه ليبدأوا حربا ضده من هناك حيث الحياة الرغدة بأموال التمويل على ضفاف البسفور فى إسطنبول. ومع أن غالبيتهم لا يملك عملا إلا أن الأموال تتدفق عليهم من التنظيم الدولى ومن قطر بهدف الاستمرار فى تعكير صفو بلادهم، إلى أن تحين ساعة العودة المرتقبة، التى ترسخ فى أذهانهم دون غيرهم أنهم سيعودون إليها فى ظروف أفضل من وجهة نظرهم.
جانب كبير من الأموال التى يحصل عليها الإخوان فى تركيا عبر طرق مختلفة يأتى إلى مصر، ليقع جزء كبير منه فى أيدى من يدبرون بليل لهدم استقرار البلاد، يختارون طرقا غير مشروعة، لإيصال الأموال إلى مصر، فلا تحويلات بنكية، ولا إرسال أموال عبر الطرق المتعارف عليها عالميا، وإنما تهريب للأموال مع الأهل والأصحاب.
آلاف الدولارات تتدفق يوميا مع العائدين من اسطنبول سواء من خلال عائلات الإخوان وأقاربهم، أو من خلال شبكة واسعة من أعضاء التنظيم الإرهابى، يتحركون بكل حرية جيئة وذهابا، بعضها يستخدم لشراء أراض وعقارات، والبعض يصل لأيدى الإرهابيين لتنفيذ عملياتهم الإجرامية ضد الوطن.
وتنتقل الأموال بفضل ترابط أعضاء التنظيم والاتصالات الدائبة فيما بينهم منذ لحظة الوصول وحتى لحظة المغادرة، وتوزع الأموال على أفراد مختلفين ويتم تجميعها فى مصر بعد الوصول، وفى حالات الأسر ذات الأعداد الكبيرة، يتم تقسيم الأموال المهربة على أفراد الأسرة، بحيث يوزع جزء من المبلغ على كل فرد من أفراد الأسرة، ليخرج المال بسهولة ويصل إلى مصر بسهولة ليذهب جزء منه لتمويل الأنشطة الإرهابية.
الطريقة نفسها، مع تخفف أكثر من القيود، تتبع فى جلب الأموال التى تأتى فى غالبيتها من التنظيم الإرهابى الدولى، أو من الدوحة لتمويل السكن والإقامة وتكاليف الحياة فى إسطنبول، وإرسال المال لمصر للإنفاق منه على أنشطة التدمير والتخريب حسب قاعدة التنظيم الدولى التى تلزم الأعضاء بالتبرع بنسبة مما يحصلون عليه لدعم التنظيم.
وتأتى الأموال من الدول التى ينشط فيها التنظيم الدولى مثل ماليزيا حيث يتولى الكادر وجدى العربى جمع الأموال من الجمعيات والمؤسسات وإرسالها إلى أعضاء التنظيم فى مصر، وفى إسطنبول يتحرك قياديو التنظيم لجمع الأموال من الدوحة ولندن وغيرهما لتغطية نفقات الأعضاء الذين لجأوا إلى مزرعة رجب طيب أردوغان، الذى يستغل تواجدهم لديه لتحقيق أهدافه السياسية عبر الهجوم على مصر ورئيسها ليل نهار، وإرسال القسم الآخر إلى مصر لتمويل الأنشطة الإرهابية، بعيدا عن رقابة البنوك والتحويلات.
وعادة ما يحرر عناصر الإخوان فى تركيا توكيلات لذويهم فى مصر من أجل التصرف فى الأموال وإدارتها حسب الأهداف المرسومة من التنظيم الدولى.