نسمع كثيراً عن مفهوم الإسلاموفوبيا وبالأخص بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 وهو الحدث الذى جعل الإعلام الغربى يتحدث عن الإسلام كمرادف للإرهاب موجهاً ذلك للعقلية الغربية، ومن ثم بدأت محاولات تشويه صورة الإسلام فى الغرب ليزداد اقتناع الإنسان الغربى بأن الإسلام دين الإرهاب، وقد تمكنت العديد من الجهات الإعلامية الغربية، من تأكيد هذه الصورة المشوهة. ورافق ذلك حملات تشويه ضد المهاجرين والجاليات الإسلامية واعتبارها تشكل تهديداً لمنظومة القيم والتقاليد السائدة فى المجتمعات الغربية، وفى سياق ذلك تأتى الحملات التى تستهدف ارتداء الحجاب، حيث تم اعتباره فى فرنسا وهولندا يشكل تهديداً للطابع العلمانى للمجتمع. واتخذت السلطات إجراءات لمنع ارتداء الحجاب فى المدارس وأماكن العمل، على الرغم من مخالفة ذلك لمفاهيم الحرية الفردية التى تقدسها المجتمعات العلمانية الغربية، ويتضح لنا أن أتباع الإسلام السياسى هم من صنعوا مصطلح الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) وهم المستفيدون منه ويعملون على ترويجه، والغرض منه هو وضع الجاليات الإسلامية فى الغرب فى حالة صراع ومواجهة مع شعوب الدول المضيفة ومن أجل دفع المسلمين إلى التطرف الدينى وبالتالى تأجيج الصراع مع الغرب.
والمدقق هنا يلحظ تراجعا غير مسبوق فى ظاهرة الإسلاموفوبيا منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 فلم نجد الغرب يتحدث عن أى تحركات تجاه الجاليات المسلمة فى بلادهم، وبدأت تعقد ندوات ومؤتمرات فى الغرب وبالأخص تركياوبريطانيا للحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتعد هذه المؤتمرات جزءاً من جهود إدارة الإعلام الغربية لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين فى الغرب من منظور إعلامى.
وفوجئنا بتصريحات من باحث أمريكى أنه لا يوجد ما يثير الخوف من الدور الذى تلعبه جماعة الإخوان المسلمين فى الحياة السياسية المصرية، مشيراً إلى أن الجماعة لا تسعى للسيطرة على السلطة السياسية. وأكد على أن الهدف الرئيسى للجماعة هو ضمان مكانة الإسلام فى المجتمع المصرى، وليس الهيمنة على البلاد.
وفى ديسمبر 2013 أقيمت فى بريطانيا ولمدة شهر كامل حملة واسعة للتوعية حول ظاهرة الإسلاموفوبيا وانتشارها فى المجتمع البريطانى. وتضم الحملة عروضاً فنية ومسرحية ومحاضرات حول كيفية التعامل مع ظواهر الكراهية والعنصرية ضد المسلمين والعرب.
ووفقاً لصحيفة المونيتور الأمريكية فإن المصريين يشككون فى المواقف الأمريكية تجاه جماعة الإخوان وبالأخص بعد أن أعلنت مصر جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، وقد اعترف كيرى أن الإدارة الأمريكية كانت على علم بأن جماعة الإخوان قد سرقت الثورة المصرية، وعلى الرغم من ذلك تصر الولاياتالمتحدة على الاتصال بالجماعة الإرهابية، وترى الصحيفة أن سبب الإصرار على التواصل ربما لمنع حدوث هجوم إرهابى خطير آخر على الأراضى الأمريكية على غرار 11 سبتمبر وهو ما يثير الكثير من المخاوف بين أعضاء الكونجرس.
فقد حدث تحول كبير من إسلاموفوبيا الغرب إلى إخوانوفوبيا العرب، وتحول تشويه صورة الإسلام فى المجتمعات الغربية، إلى تأييد للإسلاميين حتى يصلوا إلى الحكم بعد ثورة 25 يناير، على الرغم من معرفتنا بمدى حساسية المجتمعات الغربية تجاه التعامل مع الفصائل الإسلامية.
وبالتالى نستطيع أن نرى داخل مجتمعنا المصرى بشكل ملحوظ ظاهرة الإخوانوفوبيا وهى تعنى الخوف من جماعة الإخوان المسلمين وبالأخص الخوف مما يمكن أن نطلق عليه (الإسلام السياسى) بسبب محاولات الإخوان بعد وصولهم إلى الحكم أن يغيروا فى الهوية المصرية وتخويف المصريين مما سوف يحدثه الإخوان من تغيرات فى التعليم والسياحة ووضع ضوابط وقيود والتشريعات الخاصة بالمرأة فى مجلس الشعب، بالإضافة إلى معاملتهم مع الغرب بشكل لم نتوقعه.
ومن أجل الحفاظ على الهوية المصرية قامت ثورة 30 يونيو لينتهى حكم الإخوان وتنتهى الجماعة إلى الأبد، على الرغم من أن الجماعة تحاول التشبث بالحياة وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة، ويتمثل ذلك فى بعض المظاهرات الضعيفة والمناوشات فى الجامعات المصرية لإشاعة الرعب والخوف فى الشارع المصرى وتحالفهم مع الجماعات الإسلامية التى تقوم ببعض التفجيرات التى تستهدف أفراد الشرطة من الجنود والضباط وإطلاق الرصاص عليهم بكل خسة ونذالة وهم قائمون على حماية الوطن والمواطنين. وندعو الله أن يحفظنا جميعاً من أفعالهم، ونطالب الإعلام بأن يخفف حدة التخويف من الإخوان وأفعالهم حتى لا نعطيهم قدراً أكبر مما يستحقون فالأمن قادر على إيقافهم إن شاء الله.
باحثة بمركز الدراسات والبحوث الاجتماعية - جامعة القاهرة