كان من المهم أن نكشف عن تفاصيل الاتصال الذى تم بين أمير قطر السابق «حمد بن خليفة» وأوباما فى 61 مايو 2102، ونحن نتحدث عن العلاقات السرية بين قطر والجماعات الإرهابية، حيث قال «حمد» للرئيس الأمريكى بعد ثبوت تورطهما شخصيًا فى الفوضى بليبيا وسوريا، أنه مستعد لأن يفعل كل ما يؤمر به مقابل أن يساعده على البقاء فى حكمه، فطالبه بأن يستمع لكل أوامره وأن تبقى قطر فى المساحة التى تريدها أمريكا، وكان وجه «حمد» مصفرًا للغاية! فقطر تستمد قوتها ونفوذها فى المنطقة من وجود احتلال أمريكى على أراضيها وبكامل رضائها، وذلك وفقا لحديث أمير قطر نفسه فى بدايات حكمه بعد انقلابه على أبيه فى 1994 حينما صرح بأنه يعتبر بلاده هى الولاية رقم 53 للولايات المتحدةالأمريكية، حتى إن قاعدة «العديد» الجوية الأمريكية هى أكبر قاعده أمريكية على مستوى العالم لا تتكلف أمريكا فى تشغيلها سوى 40٪ فقط وقطر تتكلف 60٪ من تكاليف تشغيل تلك القاعدة وأمريكا إذا اتخذت قرارا بتوجيه صاروخ وطائرات تلك القاعدة لضرب أى عاصمة عربية لن تستطيع قطر رفض ذلك الأمر.
ففى إطار كشف الخبايا عن العلاقة المشبوهة بين الدوحةوواشنطن، فقد كشف أحد الدبلوماسيين العرب أنه قد تم الاتصال بين أمير قطر والرئيس «باراك أوباما» فى 16 مايو 2012 أوضح فيه أمير قطر أن بلاده ستعمل وفق ما تريده واشنطن، وذلك بعد ثبوت تورطه شخصيا فى دعم متطرفين قتلوا السفير الأمريكى فى بنغازى وأخرجوا الأوضاع فى سوريا عن المسار الذى خططت له الولاياتالمتحدة وأضاف الدبلوماسى العربى أيضا أن «آل ثان» قد أبلغ أوباما باستعداده لتنفيذ شروط أمريكا مقابل دعمها لبقائه فى سدة الحكم وتابع أن الأمير «حمد» توجه على الفور إلى واشنطن للقاء أوباما لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه وقد أبلغه أوباما رسالة مفادها «إنه من الضرورى احترام المصالح الأمريكية وعدم الخروج عن الخط المرسوم لقطر إذا ما أراد الحفاظ على كرسى الحكم فى الدوحة» وقد خرج الأمير حمد من القاعة ووجهه مصفر على حد تعبير أحد المستشارين الأمنيين فى البيت الأبيض.
أما عن الدور القطرى والذى أسند إليها من جانب الولاياتالمتحدة، فقد ظهرت دراسة مهمة أعدها الباحث السياسى «عبدالعزيز الخميس»، أشار فيها إلى أنه فى مطلع شهر فبراير 2006 عقد فى العاصمة القطريةالدوحة منتدى تحت عنوان «منتدى المستقبل»، وهذا المنتدى ليس إلا مؤامرة أمريكية على الدول العربية تحت ستار الحريات ونشر ثقافة التغيير وحقوق الإنسان وأن هناك مشروعا قطريا- أمريكيا يعد فى هدوء قوامه التحفيز على الإصلاحات الديمقراطية وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدنى، وفى هذا المؤتمر شارك «بيل كلينتون» وابنته وبعد انتهاء هذا المنتدى خرج ما يطلق عليه «مشروع مستقبل التغيير فى العالم العربي» وتعمل قطر على جانب الإسلاميين وأمريكا على الشباب الليبراليين واستعمال أدوات الإعلام الحديث والاتصال الإلكترونى من فيس بوك وتويتر ويوتيوب وغيرها، وتضمنت المهمة القطرية مشروعين، الأول: مشروع «النهضة» يديره القطرى الدكتور «جاسم سلطان» وهو رجل محنك ملتزم بتعاليم الإخوان ومطبق لها، والمشروع الثاني: «أكاديمية التغيير» تولاه صهر الشيخ «يوسف القرضاوي» وتتضمن تعاون مؤسسات إخوانية مثل «تنمية للدراسات والاستشارات»، ويستعمل الإخوان فى تسهيل عملياتهم المالية بنك قطر الإسلامى والذى يتم من خلاله تحويل الأموال التى يتم استخدامها فى تدريب الكوادر الإدارية، وقد حددت الأدوات الإعلامية التى يستخدمونها ب«شبكة الجزيرة وموقع إسلام أون لاين وقناة دليل الفضائية»، حتى التعليمات والخطوات والخطط التى تم وضعها كانت تأتى فى شكل كتب مثل «زلزال العقول وحرب اللاعنف وحركات العصيان المدنى وغيرها».
وكشفت منظمة العدل والتنمية عن أن هناك مساعى من قبل جماعة الإخوان والتنظيم الدولى لتكوين جيش إخوانى بديل تحت إشراف كامل من قطروالولاياتالمتحدة، وذلك لتثبيت أركان حكم الإخوان بدول الربيع العربى مثل مصر وتونس وليبيا، وذلك لصعوبة سيطرة الإخوان على المؤسسات العسكرية بتلك الدول، خاصة بمصر وقد وضح ذلك بعدما سعت جماعة الإخوان المسلمين فى مصر إلى إرسال شباب الجماعة إلى سيناء وغزة وذلك لتدريبهم على يد حماس وكتائب القسام ليكونوا نواة لجيش بديل.
ليس هذا فحسب ولكن كانت هناك خطة قد تم الاتفاق عليها بين خيرت الشاطر نائب المرشد ومسئولين قطريين أثناء زيارته لقطر على الاستعانة بالشباب المصرى الذين أنهوا خدمتهم العسكرية وحصلوا على مؤهلات متوسطة ويتمتعون بمواصفات بدنية وصحية للعمل فيما يسمى هيئة الدفاع القطرية، ويبلغ عدد هؤلاء الشباب 100 ألف شاب يعملون بمثابة جيش احتياطى للجماعة فى المستقبل، وقد حظيت هذه الخطوة بترحيب وموافقة الإدارة الأمريكية والتى سارعت بدورها بتكليف خبراء عسكريين لتدريبهم.
وتسببت وثيقة سرية كشفت عن حصول مسئولين كبار بجماعة الإخوان فى مصر وتم الحصول عليها بعد مهاجمة مقرات الإخوان فى مصر عن أن مبالغ تتراوح مابين 250 و850 ألف دولار. ويأتى بعد ذلك دور قطر فى ليبيا، فقد ظهرت شرائط موثقة بمقابلات ومعلومات تكشف للمرة الأولى اتفاق الفرنسيين والقطريين لإسقاط نظام «القذافي» قبل سنوات، وذلك طمعا فى حقول الغاز الضخمة فى ليبيا، فقد اعترف عميل استخبارى فرنسى بأنه أرسل إلى ليبيا مع آخرين قبل بدء العملية العسكرية هناك بغية تحضير الأرض وأنه نفذ أعمالا قذرة تمهيدا للحرب، والدليل على ذلك أن المجلس الانتقالى الليبى.
وفجر الضابط الروسى «إيليا كورنييف» وهو أحد المستشارين العسكريين لمعمر القذافى مفاجآت مدوية عن دور قطر وقناة الجزيرة فى سقوط طرابلس.
ويفجر وزير الخارجية الليبى «عبدالرحمن شلقم» فى كتابه «نهاية القذافي» المفاجأة تلو الأخرى فى كشف الدور القطرى القذر للتدخل فى ليبيا وهذا من أجل تحقيق حلم أمير قطر بتزعم اتحاد إسلامى فى شمال أفريقيا كما يكشف دورها فى إمداد الكثير من الليبيين بالمال والسلاح، ووصل الأمر إلى إرسال جنود وكوماندوز قطرى للاستيلاء على آبار النفط الليبية ووضع يدها عليها، بل وسعت أيضا إلى فرض بعض الزعامات فى مناصب قيادية بعد سقوط القذافى مثل «عبدالحكيم بلحاج» رئيس المجلس العسكرى للثوار الليبيين فى طرابلس.
وبشأن الملف السورى وصفت صحيفة «المنار المقدسية» الدور القطرى فى سوريا على أنه دور «تآمرى مشبوه» وذلك من خلال دعم وتسليح المجموعات الإرهابية هناك وكشفت أيضا أن كلا من تركياوقطر تسعيان إلى تشكيل تحالف يضم العدو الصهيونى وذلك للضغط على الولاياتالمتحدة ودولا أوروبية لحملها على شن هجمات جوية ضد جيش النظام السورى وكادت أن تنجح فى ذلك لولا تدخل روسيا القوى والداعم لنظام بشار الأسد فى دمشق.
وبحسب تقرير «الفايننشيال تايمز» فإن قطر تسعى من وراء إمداد الجماعات المتشددة فى سوريا بالمال والسلاح ليكون لها موقع مؤثر فى أى حل مستقبلى هناك.
وعلى مستوى الملف اليمنى فإن صنعاء هى الثمرة التى سقطت فى يد قطر بسبب الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية هناك ودعم قطر للإسلاميين للوصول إلى الحكم لأن بذلك تكون التبعية منهم لقطر.
والحقيقة أن اهتمام قطر الكبير باليمن يأتى من اهتمامها بإنهاء سيطرة السعودية على النظام فى اليمن وجعل منطقة الحدود اليمنية السعودية مصدر تهديد دائم للدولة الكبرى فى الخليج.
فقطر دائمة الحضور فى أى منطقة يوجد بها صراع، فهى من تدعم حركة طالبان فى أفغانستان كما أنها تدخل بقوة فى دعم الحركات الإسلامية فى أفريقيا مثلما حدث فى شمال مالى وفى منطقة القرن الأفريقى والتى قامت قطر باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع إثيوبيا وذلك للتأثير على دول حوض النيل من أجل الضغط على مصر فى إدارة الصراع المائى فى تلك المنطقة