فى الوقت الذى يقف فيه العاملون فى المجال إلانسانى بالأممالمتحدة منتظرين الضوء الأخضر من السوريين من أجل ممر آمن لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين فى حمص يعقد مجلس الأمن مشاوراته المغلقة من أجل مناقشة كيفية التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية بسبب تأخر الأسد فى التخلص منها حسب منظمة حظر الأسلحة الكميائية.. وتتوالى المؤتمرات الصحفية بعد الجلسة المغلقة لعدد من المسئولين والمندوبين لتعكس كما تعكس الأممالمتحدة ومجلس الأمن نفسه موازين القوى فى هذا العالم. التصريحات بعد المشاورات المغلقة شهدت تضاربا يعكس تضارب الرؤى وتوازنات القوى فيما يخص القضية السورية..مندوبة الولاياتالمتحدةالأمريكية سامانثا باور فى مؤتمر صحفى عقد بعد انتهاء المشاورات المغلقة قالت إن السلطات السورية تتلكأ عمدا وتتباطأ فى إخراج الأسلحة السورية وأن الحكومة السورية لم تف بالتزاماتها الدولية بالتخلص من الأسلحة وأن المشاكل الأمنية مجرد ذريعة لأنها إذا استطاعت مرة إخراج جزء من الأسلحة فأنها تستطيع مرة أخرى.. إن الولاياتالمتحدة لديها مخاوف من أن تلك الأسلحة يتم استخدامها من قبل النظام ضد المدنيين أو أن تقع فى يد الإرهابيين وطالبت كل الأطراف التى لديها صلة بالنظام السورى أن يلتزم بوعوده.. وهذا ما يتناقض مع ما قالته منسقة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سجريد كاج والتى حضرت المشاورات المغلقة حيث قالت إنها تعتقد أن بإمكان سوريا نقل أسلحتها الكيميائية قبل الموعد المحدد 30 يونيو وأنها لا تعتقد أن الحكومة السورية تماطل عمدا فى إخراج الترسانة الكيماوية وأن هناك مشاكل أمنية فى نقل الأسلحة.
رئيسة مجلس الأمن الدولى السفيرة ريموندة موميكيت - مندوبة ليتوانيا الدائمة لدى الأممالمتحدة - قالت إن مجلس الأمن تسلم تقريرا حول الأسلحة الكيميائية السورية من سيجريت كاج منسقة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وأن مجلس الأمن يحترم ويتبنى خطة منظمة حظر الاسلحة الكيمائية لنزع الترسانة الكيماوية فى سوريا وتدميرها بحلول منتصف 2014 وتنص الخطة على إتلاف المواد الكيميائية الأكثر خطورة قبل 31 مارس، وبقية المواد الكيميائية قبل 30 يونيو وأضافت أن مجلس الأمن يدعو الحكومة السورية إلى التحرك وتسريع وتيرة العمل لنقل الأسلحة الكيميائية إلى ميناء اللاذقية.
فى المقابل صرح مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالى تشوركين بأنه من السابق لأوانه أن يتبنى مجلس الأمن الدولى قرارا خاصا بتسوية القضايا الإنسانية فى سوريا وأكد ضرورة البراجماتية فى التعامل مع مسائل الوضع الإنسانى فى سوريا، أما المساعى الرامية حاليا إلى تبنى مثل هذا القرار فتهدف إلى تسييس الوضع، على حد تعبيره. وأضاف أن روسيا فى الوقت الراهن ضد تبنى قرار فى مجلس الأمن الدولى، وأنها تعمل بشكل مكثف مع المنظمات الإنسانية حيث تم تحقيق بعض النتائج، لكن الوقت لم يحن بعد لبحث القرار الدولى».
هذا فى الوقت الذى تتحدث فيه بعض الدول عن تقديم مسودة قرار يتعلق بمسائل تقديم المساعدات الإنسانية لسكان سوريا المتضررين من الأزمة فى مجلس الأمن، وترفض روسيا والصين تلك المسودة فهى تعتبر بالنسبة لهما فى سياق محاولات تسييس الوضع الإنسانى فى سوريا.. لذلك ليس من المستغرب أن تعقد فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة وأعضاء آخرين مثل أستراليا والأردن ولوكسمبورج اجتماعات دون روسيا لمناقشة نص مسودة قرار يتعلق بمسائل تقديم المساعدات الإنسانية للسكان السوريين المتضررين من الأزمة فى مجلس الأمن.. وفى الوقت الذى تحتشد فيه المنظمات الدولية وبعض الدول فى مجلس الأمن للضغط على النظام السورى للتخلص من أسلحته الكيميائية واتهامه بتعمد تأخير عملية اتلاف الأسلحة الكيميائية ذهبت روسيا بعيدا لتشيد بأداء دمشق حول مساعدتها لمنظمة نزع الأسلحة لاتلاف الترسانة الكيميائية.