اختتمت منذ أيام الدورة السادسة لمهرجان الفجيرة الدولى للمونودراما بإمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة تحت رعاية وبحضور صاحب السمو الشيخ «حمد بن محمد الشرقى» عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وسمو الشيخ د. «راشد بن حمد الشرقى» رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام وسعادة «محمد سعيد الضنحانى» نائب رئيس الهيئة ورئيس المهرجان وسعادة «محمد سيف الأفخم» مدير المهرجان. المهرجان ضم هذه الدورة أكثر من 300 ضيف من مختلف أنحاء العالم وكان للوفد المصرى حضوره الطاغى الذى يعد الوفد الاكبر ليس فقط بين ضيوف المهرجان ولكنه الوفد الاكبر فى تاريخ المهرجانات العربية والدولية،حيث ضم 12 نجما هم، «عزت أبوعوف»، «خالد صالح»، «هانى رمزى»، «نيللى كريم»، «شريف منير»، «هالة فاخر»، «فتحى عبد الوهاب»، «سامح الصريطى»، «دعاء طعيمة»، «شادى سرور».
حفل الافتتاح الذى أقيم على مركب ضخم صنعت خصيصا لهذا الغرض على «بحر العرب» كان حفلا ساحرا استخدمت فيه الشاشة المائية لأول مرة وقدم الحفل لوحة إبداعية رائعة تحكى تاريخ إنشاء اتحاد الإمارات العربية السبع بمبادرة حكيمة من الشيخ «زايد بن سلطان آل نهيان» رحمه الله.
أوبريت الافتتاح من كلمات الشاعر الأردنى «جريس سماوى» وألحان الموسيقار «عبدالرب إدريس» للمخرج السورى «ماهر الصليبى» وإشراف عام «محمد سعيد الضنحانى».
ندوة النجوم المصريين كانت الأكثر جماهيرية ولاقت إقبالاً شديداً وترحابا كبيرا سواء من القائمين على المهرجان أو الحضور، الندوة بدأت بكلمات «صلاح جاهين»، «على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء.. أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء»، والتى ألهبت حماس الحاضرين وعلق عليها «شريف منير»، مؤكدا أن هذه الكلمات هى التى صنعت وجدانه نظرا للعلاقة القوية التى كانت تربطه ب«صلاح جاهين»، مكتشفه الأول وأبوه الروحى، وعبر فيها نجوم مصر عن الوجع والمرارة التى يشعرون بها والجرح الغائر الموجود بداخلهم نتيجة الأوضاع المأساوية وحالة الفوضى والتردى التى يعيشها المجتمع المصرى بعد أحداثه العصيبة التى مر بها خلال الثلاث سنوات الماضية، وتمنوا جميعا أن يعود الأمن والأمان لمصر وأن تعود كما كانت الملجأ والحضن الدافئ لكل العالم، وهى نفس الأمنية التى تمناها كل من «الضنحانى» و«الأفخم» اللذين قاما فى نهاية الندوة بتكريم النجوم ومنحهم درع المهرجان وشهادة التكريم.
المهرجان هذا العام قدم سبع شهادات بحثية ضمن ندوته الرئيسية التى حملت عنوان «المونودراما بين النص والتجسيد» وشارك فيها كل من «شادى سرور» من مصر، «نجوى قندقجى» من سوريا، «عمر غباش» من الإمارات، «فهد الحارثى» من السعودية، د.«يورى الشايتس» من ألمانيا، «يون تشول كيم» من كوريا الجنوبية، «عبدالحليم المسعودى» من تونس.
كما يشارك فى المهرجان 13 عرضا مسرحياً هى «البحث عن عزيزة سليمان) - وهو النص الفائز بالجائزة الأولى فى مسابقة نصوص المونودراما التى تقيمها هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام للمؤلف الأردنى «عاطف الفراية» الذى توفى عقب إعلان النتيجة بيومين واستلمت الجائزة زوجته، و«مايا» من الجزائر والذى تألقت فيه بطلته «سعاد جناتى» بشكل لفت جميع الأنظار واستحقت استحسان الجميع بما صنعته بأدائها من توافق عضلى عصبى وفن شامل جمع بين التمثيل والغناء والرقص، «امرأة فى الانتظار» من جنوب أفريقيا والتى كانت بمثابة تحية إلى روح الزعيم الجنوب أفريقى الراحل «نيلسون مانديلا» ودفاعه عن السود ضد عنصرية البيض، وكم كانت رائعة بطلة العرض «ثيمبى متشاليجونز»، «مجرد نفايات» من سلطنة عمان عن إحساس المواطن العربى بقزميته وكونه مجرد نفايات ليس لها مكان سوى سلة القمامة أمام القمع والظلم العالمى للإنسان العربى، كما حملت بقية العروض المشاركة هم الإنسان فى كل مكان وظروفه الإنسانية والمعيشية وتكميم الأفواه رغم التشدق بإتساع رقعة الحريات، وهى «تنهد» من الصين، «احتراق» من السودان، «عشيات حلم» من الأردن، «نساء مدانات» من أستراليا، «يوميات أدت إلى الجنون» من الكويت، «الحياة كحلم» من ألمانيا، «قانون الجاذبية» من تونس، «الآنسة جولى» من السويد، «شكل الإنسان» من ألمانيا، وقد خلت ساحة العروض للإسف من الأعمال المصرية للدورة الثانية على التوالى لعدم وجود نصوص تستحق المشاركة، خاصة أن فن المونودراما من الفنون المهمشة فى مصر، رغم أن هذا العام كان هناك اتفاق على تقديم مونودراما من بطولة «انتصار» وتأليف وإخراج «سامح مهران» رئيس أكاديمية الفنون، إلا أن الاتفاق تم إلغاؤه فى اللحظات الأخيرة بعد أن ارتبطت «انتصار» بالعرض المسرحى «فى صحتك يا بابا» الذى يعرض حاليا بالإسكندرية.
فى ختام المهرجان أعلنت إدارته فتح باب التقدم لمسابقة نصوص المونودراما التى تقيمها هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام للدورة السابعة بدءاً من اليوم أول فبراير وحتى 15 يناير ,2015 والإعلان عن مهرجان المونودراما فى نسخته الكويتية فى 7 مارس بدعم من هيئة الفجيرة.