المجندات فى جيوش العالم، هل حققن المستحيل؟، وتفوقن على الرجال فى المعارك؟، أم أن الجيوش تتخذ من النساء ديكورا جماليا، على فرقها العسكرية، ينتقد البعض ظهور المرأة المجندة حاملة رشاشا وتضمه إلى صدرها الذى خلق ليحتضن طفلا ليكون جندى المستقبل، بل ذهب البعض إلى رفض ظهور المرأة شرطية تقف على الإشارات الضوئية، لتنظيم السير أو تقف على الطرق الخارجية أو السريعة لتحرير المخالفات، وهو ما يتنافى مع طبيعة المرأة الفسيولوجية.. فمنذ قديم الأزمنة كان الجيش مقصورا على الرجال فقط، لكن ومع خوض المرأة كل الميادين، فإن تلك المهنة لم تعد مقصورة على الرجال فقط، بل امتدت إلى الجنس اللطيف إلا أنهن صدمن من خلال النظرة الذكورية المتعالية التى تحاصر دور المرأة فى جيوش العالم.
المرأة فى القوات المسلحة الأمريكية من أكثر نساء حلف شمال الأطلسى مساهمة فى القوات المسلحة وفى الدفاع الوطنى، فقد أصبحت عنصرا ضروريا حيث لا يمكن نشر أى قوات دون مشاركتها، وتعتبر دول حلف شمال الأطلسى خدمة المرأة فى الجيش لدى غالبيتها من الأمور البديهية، وقد شاركت المرأة فى القوات المسلحة الأمريكية فى كل نزاع رئيسى أثناء القرن العشرين، وقد زاد تجنيد النساء بعد عام 1973 عندما انتهت خدمة الرجال الإلزامية بعد انسحاب القوات الأمريكية من فيتنام، وأصبحت كل القوات المسلحة الأمريكية من المتطوعين. ومن أجل إعطاء الفرص للجميع، فتحت السلطات الأمريكية الباب لعدد كبير من الوظائف للنساء، ويوجد الآن حوالى 000,230 امرأة عاملة أى حوالى 11٪ من مجموع القوات المسلحة، كما أن المرأة تشكل 20٪ من احتياطى الجيش الأمريكى و6٪ من الحرس الوطنى، وعلى الرغم من أن الدستور الأمريكى ينص على عدم مشاركة المرأة فى القتال، فإن كثيرا من النساء قد خدمن فى الوحدات الأمامية، وبالتالى شاركن فى القتال المباشر. عملت المرأة فى تنظيمات مستقلة داخل القوات المسلحة الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية 1939- 1945أما النساء فى القوات البحرية، فقد اشتهرن بالنساء اللاتى قبلن فى الخدمة الطارئة التطوعية. التحقت المرأة العاملة فى الجيش بسلاح احتياطى، وقد أعيدت تسميته مؤخرا بسلاح جيش المرأة. وأنشأت القوات الجوية جناح طيارى خدمة القوات الجوية النسائى. وفى عام 1948 أقر حق المرأة لتكون بمثابة عضو له حقوق متساوية فى كل من القوات المسلحة النظامية والاحتياطية. وتستطيع المرأة اليوم الوصول إلى أعلى الرتب وتتلقى نفس راتب الرجال، وفيما عدا مشاركتها فى القتال الحقيقى، فإنها تقاسم الرجل الواجبات والمسئوليات نفسها.. إن برامج الإرشاد والدفاع عن خدمة المرأة فى الجيش تهدف لإقناع المجتمع الأمريكى بأن الخدمة العسكرية هى مهنة شريفة وكريمة لبناتهم والتأكيد على الثوابت بأن خدمتها فى الجيش تعطيها قيمة اجتماعية عالية فى المجتمع الأمريكى، حيث بدأت مشاركتها فى الحرب العالمية الثانية إذ تطوعت أكثر من 150 ألف امرأة للعمل فى القوات المسلحة بمهنة التمريض وعمل بعضهن فى ألمانيا واليابان، وفى ظل تشجيع الفتيات على العمل فى الجيش ترك لها الخيار بالبقاء أو ترك الجيش فى حالة زواجها، وإمكانية الاستغناء عن خدماتها فى حالة وجود أطفال صغار إذا رغبت بذلك. وفى 1972 تم إلغاء الخدمة الإلزامية للمرأة فى عهد الرئيس الأمريكى نيكسون، حيث تم العمل بنظام الخدمة التطوعية لمن ترغب، وصادق الكونجرس على عدم التفريق بين الرجال والإناث ومساواتهم فى الحقوق والواجبات. أما المرحلة الجديدة من مراحل تطور عمل المرأة فى القوات الأمريكية فكانت فى حرب الخليج حيث تم نشر أكثر من 40000 امرأة عسكرية فى القوات الأمريكية، حيث تعتبر حرب الخليج صورة واقعية عملت فيها المرأة العسكرية جنبا إلى جنب مع الرجل وتعرضت لما تعرض له الرجل من ضغوطات الحرب وانعكاساتها النفسية، ومن خلال ذلك يتبين أن هنالك بعض السلبيات والإيجابيات لعمل المرأة فى القوات الأمريكية وهى صعوبة إقناع المجتمع الأمريكى بانخراط المرأة فى القوات المسلحة ناتج عن إثارة العديد من المشاكل فى بداية تجنيدها لعدم مراعاة التكوين النفسى والجسدى للفتاة وعدم مقدرتها على العمل العسكرى. ومن إيجابيات عمل المرأة فى القوات الأمريكية هو الخدمة الإلزامية والعمل بنظام الخدمة التطوعى، حيث أدى إلى زيادة نسبة المرأة العسكرية فى القوات المسلحة، الرغبة فى استخدام الفتاة الأمريكية للعمل فى المجالات الإدارية والمكتبية أدى إلى تزايد أعداد الفتيات فى الجيش الأمريكى. ولم يغضب المجندة الهولندية الشقراء «أنا فوس» شىء بقدر التعليقات المريرة التى تسمعها من زملائها وهى ترتدى البنطلون الضيق، ورغم أن الكثير من المجندات طالبن بتغيير مقاسات بدلة الجيش النسائية، فإن ذلك لم يلق أذنا صاغية، لأن الشكاوى حالات فردية لا تأخذ فى نظر الاعتبار، ومقاس البدلة هو سبب بسيط يضاف إلى آلاف الأسباب التى تعوق عمل المرأة فى الجيش الهولندى الصغير، ومن الصعوبات الجمة التى تواجه هذا الجيش الصغير، الفعاليات الجنسية المتكررة بين الجنود الذكور والمجندات الحسناوات. فيما تبلغ نسبة النساء فى الجيش الهولندى حوالى عشرة بالمئة، ومعظم النساء يرين أنه من الضرورى بمكان تصميم زى لا يكشف المفاتن الأنثوية، ولا يبرز الأعضاء المثيرة. وتعد الصين حاليا واحدة من الدول التى تمتلك أكبر جيش فى العالم، حيث يبلغ تعداد جيش التحرير الشعبى الصينى الذى يرمز له ب «PLA» حوالى 25,2 مليون جندى، ومن الممكن أن يصل العدد إلى 25,3 مليون جندى إذا تم حساب تعداد القوات شبه العسكرية، وتنضم النساء إلى الجيش الصينى وتمثل نسبة 5,7٪ من قوام الجيش الصينى.∎