القول أننا نقف أمام منعطف تاريخى أو نقطة مفصلية فى المسيرة المصرية ليس فيه مبالغة من أى نوع، المسألة ببساطة هى عما إذا كانت مصر بعد ثلاث سنوات من التظاهر والثورة قد اقتربت من أن تضع قدميها على أرض صلبة تستطيع معها أن تسير فى الطريق الصحيح الذى قامت من أجله ثورة 25 يناير وموجتها الثانية 30 يونيو، خاصة بعد وضع دستور توافقى يرسم لنا طريق الاستقرار وبناء دولة قوية تستند إلى مبادئ ثورة قامت من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، من أجل هذا لاينبغى تبديد الوقت أو تعطيل المسيرة والحسم مطلوب لا نقبل الفوضى ولا نخضع لابتزاز من أى طرف، كفانا شلالات الدم التى أريقت فى الطرقات والشوارع على أيدى عصابة الشر وحلفائها الخونة المجرمين من قدامى الإرهابيين القتلة، غير مقبول ولايليق استمرار ما غابت عقولهم فأحرقوا الوطن، لا وقت لدينا لنبدده، هذا وقت التضحيات من الجميع حتى لاتعطل المسيرة، لن يغفر الشعب لمن يخرج عن إرادته، لايجب إشغالنا بإرهاب المجرمين والمضى فى ترسيخ دعائم الحكم ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية، نعلم أن أمامنا مرحلة صعبة ولكننا نؤمن بنجاح جهودنا لبناء مستقبل نستحقه، الملايين التى أسقطت النظام الفاشى قادرة على سحق الإرهاب، شعبنا قادر على تحمل مسئوليات المرحلة والمطلوب هو تنفيذ القانون بحسم دون ارتعاش أو محاباة لأى فصيل. اللافت أن الجماعة الإرهابية تمكنت من فرض مشاهد العنف والترويع ونجحت فى أن تصبح الفاعل الأساسى للفوضى والتخريب وإهدار القانون فى الوقت الذى غابت فيه أى تحركات مؤثرة من جانب الحكومة ووضعها فى إطار رد الفعل ومع الأسف تمر جماعات فوضوية من شباب الثورة لاتزال تعتقد أن إصلاح مصر رهن بتفكيك دولتها وبناء دولة جديدة على أسس مغايرة وأن الأمر من السهولة بمكان يكفى لإنجازه إثارة شغب واسع فى العديد من المواقع دون أن يعوا أن ما يفعلونه هو الإثم الأعظم، حيث ينتظر الإرهابيون الخونة لحظة الوثوب إلى الموقف ليستعيدوا الفريسة التى ضاعت منهم مرة أخرى.∎