لا ينبغى تبديد الوقت أو تعطيل المسيرة. حسم الأمور مطلوب حتى لا تستنزفنا الخلافات الصغيرة. الحكومة المؤقتة ينبغى تشكيلها على الفور لتتولى مهمتها الصعبة. المناصب الآن ليست مغنما، بل مهمة تكليف وطنى يتحمله من يقدر عليه. التوافق مطلوب، فالحكومة الجديدة تحتاج إلى تأييد كل القوى الوطنية، لكى تستطيع العبور بنا من حافة الهاوية التى أوصلنا إليها نظام الحكم الإخوانى الساقط إلى غير رجعة. نحتاج إلى جهد للجميع فى هذه المرحلة. لدنيا -والحمد لله- الكثير من الكفاءات فى كل المجالات، وكلهم مستعدون لبذل كل الجهد دون نظر إلى مناصب أو مواقع رسمية. الكل ينبغى أن ينتظم فى خطة عمل وطنية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية. من يستطيع أن يخاطب العالم الخارجى سيفعل، ومن يستطيع التواصل مع العالم العربى لن يتأخر، ومن يملك الخبرة فى الملفات الهامة سيضعها أمام المسؤولين. هذه لحظات نترجم فيها خروج الشعب كله لإسقاط النظام الإخوانى الفاشى، إلى خطة عمل يتوحد فيها الجميع من أجل البناء. حكومة التوافق الوطنى مطلوب إعلانها اليوم قبل الغد. التأخير لا يفيد على الإطلاق، الأوضاع لا تحتمل ذلك. الحكومة القادمة لا بد وأن تكون حكومة كفاءات عالية، وأن تكون مستعدة للانخراط فى العمل على الفور لإصلاح ما أفسده الحكم السابق. المهام الأساسية معروفة: استعادة الأمن فورا، ووقف التدهور الاقتصادى، وإشاعة مناخ من الاستقرار يعيد السياحة والاستثمار، ثم إطلاق برنامج سريع لخلق فرص العمل وإعادة آلاف المصانع المعطلة إلى العمل. ما ينبغى أن يكون واضحا أننا أمام مهمة إنقاذ سريعة ينبغى أن تتعاون جميعًا لإنجازها، وأن لا نسمح لأحد بأن يعطلها عن أدائها.. لا هؤلاء المجرمون الإرهابيون الذين فقدوا عقولهم (أو ما تبقى منها) بسقوط نظامهم الفاشى، ولا من يساندونهم من الخارج، خصوصا الراعى الأمريكى الذى راهن على حكم الإخوان، ولا أظن أنه يمكن أن يستمر فى رهانه على جماعة تمارس الإرهاب ضد الشعب وترفض الانصياع لإرادة الملايين (!!) بل إننا سوف نرى أوباما وهو يحاسَب (وربما يحاكَم!) لدعمه هؤلاء القتلة المتاجرين بالدين، الذين يلقون بأبناء وطنهم من فوق أسطح المبانى! المهم أن لا يشغلنا إرهاب المجرمين أو حلفائهم عن المضىِّ فى ترسيخ دعائم الحكم ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية. نعرف أن أمامنا مرحلة صعبة، ولكننا سنعبرها بنجاح وسنبنى المستقبل الذى نستحقه. الملايين التى أسقطت النظام الفاشى قادرة على سحق الإرهاب. الجيش الوطنى والشرطة، وهى فى جانب الشعب، ستحقق الأمن وتقضى على محاولات الفتنة. شعبنا العظيم قادر على تحمل مسؤوليات المرحلة. رجال الصناعة والأعمال يقدمون نموذجًا فى العطاء من أجل تخطى الأزمة. الأشقاء العرب يقدرون جيدًا قيمة استعادة مصر لوجهها المضىء ودورها الذى لا غنى عنه فى حماية الأمن القومى. فقط.. علينا أن تكون رسائلنا واضحة. وأولى الرسائل المطلوبة هى حسم أمر تشكيل الحكومة الجديدة بتوافق وطنى، وبتجسيد لروح «30 يونيو» التى استعادت الثورة وفتحت أبواب الأمل. وبعدها سيكون علينا إزالة آثار العدوان الإخوانى على مقدرات هذا الوطن، وتعيين قيادات جديدة وشابة للمحافظات، وللإعلام، وللمواقع التى تمت «أخونتها» فى عام الكابوس الذى انتهى. ومع استئصال بؤر الإرهاب داخل سيناء وخارجها، ومحاسبة كل من أجرم فى حق الشعب من النظام السابق، فإن أنظارنا ينبغى أن تتجه للأمام، لا إلى الماضى. وجهدنا ينبغى أن يكون للبناء بعد أن استنزفنا حكم الإخوان فى الهدم والتخريب. لا وقت لدينا لنبدده، ولا مجال لخلافات صغيرة تعطل المسيرة. هذا وقت التضحيات من الجميع. كانت هذه كلمة الشعب فى «30 يونيو». ولن يغفر الشعب لمن يخرج عن إرادته.