يوم الاثنين الماضى توجه د. سيد خطاب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية إلى دار سينما جالاكسى لمشاهدة فيلم «لعبة عادلة» الذى يكشف تورط البيت الأبيض فى كشف هوية عميلة استخبارات أمريكية عن عمد انتقاما من زوجها الذى أحرج الإدارة الأمريكية إبان احتلال الولاياتالمتحدة للعراق فى 2003 وهو الفيلم الذى أثيرت بسببه أزمة مبرراتها مشاركة ممثلة إسرائيلية ببطولته وهى «ليزار شارهى» فكانت النتيجة أن طالب رئيس الرقابة بتأجيل عرض الفيلم لحين مشاهدته بنفسه. «د. خطاب» شاهد الفيلم فى عرض محدود للغاية حضره معه عدد من الرقباء وذلك لإبداء قراره النهائى فى مسألة عرض أو عدم عرض الفيلم فى مصر بعد أن اضطر «أنطوان زند» موزع الفيلم لإلغاء العرض الخاص به والذى كان من المقرر أن يكون يوم الثلاثاء الماضى بينما كان من المفترض أن يكون الفيلم موجودا بدور العرض ابتداء من يوم الأربعاء إلا أن تعطل إجراءات حصول الفيلم على موافقة الرقابة تسبب بالطبع فى تأجيل عرض الفيلم . وفقا ل «شيرين زند» مديرة الدعاية والإعلان بالشركة الموزعة للفيلم فى مصر فإن د. سيد خطاب أبدى موافقته المبدئية على عرض الفيلم ب «مصر» ولكنه لم يصدر موافقته الكتابية بعد وهو الأمر الذى يعنى تأجيل عرض الفيلم لأسبوع آخر لحين حصول الشركة على موافقة الرقابة على المصنفات الفنية. «روزاليوسف» أتيحت لها فرصة التواجد بالعرض الخاص الذى نظم لرئيس الرقابة د. سيد خطاب يوم الاثنين الماضى وتناقشت معه حول الفيلم والقضايا التى طرحها، ولكن كانت من أهم النتائج التى خرجنا بها من هذه المشاهدة أننا هنا لسنا أمام مجرد فيلم سياسى مهم والسلام، وإنما نحن نتحدث عن وثيقة سينمائية مأخوذة عن قصة حقيقية وحديثة نسبيا مازال أبطالها يعيشون بيننا حتى الآن تكشف إلى أى مدى حاولت إدارة الرئيس الأمريكى السابق «جورج بوش» إسكات أى صوت حاول الوقوف أمام خطتها لاحتلال العراق فى2003 ، وهو الأمر الذى يعطى أزمة تأجيل عرض الفيلم ومشاكله مع الرقابة أبعادا أخرى تتضح فى السطور التالية: أزمة رقابة الأزمة بدأت عندما اكتشف «أنطوان زند» موزع الفيلم بمصر أنه بعد أن شاهد الفيلم ثلاثة من الرقباء وأبدوا موافقتهم على الفيلم رفض رئيس الرقابة اعتماد هذه الموافقة قبل ان يشاهد الفيلم بنفسه. كان ذلك قبل أن يتصل به «أنطوان زند» ليخبره بأبعاد الأزمة فكان الحل أن يشاهد رئيس الرقابة الفيلم يوم الاثنين الماضى وهو الذى تم بالفعل. النقطة المثيرة للانتباه بحق هى المتعلقة بمشاركة ممثلة إسرائيلية فى أحداث الفيلم وهو الأمر الذى يعتبره الكثيرون نوعا من التطبيع الثقافى، ولكن بما أننا أصبحنا منشغلين بجنسيات أبطال الأفلام الأجنبية التى تعرض بمصر لماذا تجاهلنا أن «ناتالى بورتمان» النجمة الأمريكية التى تعرض أفلامها بشكل دورى فى مصر هى فى الأصل إسرائيلية لأب وأم إسرائيليين وأن محل ميلادها كان القدس؟ بل إن هناك مفارقة صارخة وفجة أخرى يجب التوقف عندها وهى أن فيلم «جرين زون» مثلا والذى كُرم بطله المصرى «خالد عبدالله» فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وعرض فى دور العرض المصرية هو من بطولة الممثل الإسرائيلى «إيجال نائور». لماذا إذن تذكرنا فقط الآن أن وجود ممثلة إسرائيلية فى فيلم أجنبى هو نوع من التطبيع ؟ نتصور أن ذلك السؤال فى حاجة إلى إجابة، خاصة أن الأمر يبدو وكأننا نحارب فيلما على قدر كبير من الأهمية والتى تنطلق من قضيته نفسها التى تمسنا مثلما تنطلق أيضا من أن هناك اسما مصريا على أفيشه ونقصد هنا «خالد النبوى»، وهو الأمر الذى لابد أن نحتفى به وليس العكس. نقطة أخرى مهمة لا يعلمها كثيرون منا سنتوقف عندها هنا وهى المتعلقة بالانقسام الذى حدث داخل غرفة صناعة السينما بعد أن اعترضت «إسعاد يونس» نائب رئيس الغرفة و«محمد العدل» على الخطاب الذى أرسلته الغرفة إلى رئيس الرقابة تنصحه فيه بعدم عرض الفيلم لأن به دعوة للتطبيع مع العلم بأن الجواب قد حمل توقيع مجلس إدارة الغرفة رغم أن «إسعاد» مثلا لم تكن تعلم عن ذلك القرار أى شىء، وهو الأمر الذى جعلها تلوح بالاستقالة إذا لم يتم إرسال خطاب آخر يصحح ما تسبب فيه الخطاب الأول. أيضا نشبت داخل الغرفة مشادة أخرى بين «منيب شافعى» رئيس الغرفة وبين «خالد عبد الجليل» رئيس المركز القومى للسينما الذى اعتبر منع الفيلم فضيحة لا يمكن السماح بحدوثها بينما ظل «منيب» حتى الآن مصرا على موقفه. ملحوظة: حتى الآن لم يمنح رئيس الرقابة موافقته على عرض الفيلم، ومن المتوقع أن يقابل الوزير اليوم لعرض الأمر عليه.
حمد عالم فيزياء عراقى دفع ثمن التحالف بين البيت الابيض والموساد قصة فساد فى 14 يوليو 2003 نشر «روبرت نوفاك» الصحفى بالواشنطن بوست معلومات حصل عليها من «ريتشارد أرميتاج» أحد المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية نجحت فى إنهاء عمل «فاليرى بلام» مع وكالة الاستخبارات الأمريكية «والتى استقالت منها لاحقا بديسمبر 2005»، حيث كشف عن هويتها الحقيقية كأحد العناصر النشطة بالوكالة وهو الأمر الذى سبب لها أزمة كبرى نظرا لأنها كانت تتعامل فى عملها بهوية غير هويتها الحقيقية. المفارقة الأهم أن المعلومات التى سربت إلى الصحفى تم تسريبها بمعرفة «لويس ليبى» مستشار نائب الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت «ديك تشينى» كنوع من الانتقام من «فاليرى» بعد أن قام زوجها السفير الأسبق للولايات المتحدةالأمريكية بالنيجر «جو ويلسون» بنشر مقال فى «النيويورك تايمز» يفيد بأن ما ساقه الرئيس الأمريكى «جورج بوش» فى خطبته التى أعلن فيها الحرب على العراق حول قيام دولة أفريقية بإرسال كميات كبيرة من اليورانيوم إلى العراق والتى تستخدمها فى تطوير أسلحة نووية ليس أكثر من أكاذيب مستدلا على ذلك بالرحلة التى كلفته بها الحكومة الأمريكية «وكالة الاستخبارات المركزية» حيث سافر إلى نيجيريا وتأكد بنفسه من استحالة صدق هذه التوقعات نظرا لظروف البلد الاقتصادية والسياسية. عن تلك الواقعة التى ساهمت فى تدمير حياة مواطنين أمريكيين كان كل همهما التصدى لقرار الحرب نظرا لأنهما يعلمان جيدا كذب مبرراته تدور أحداث فيلم «اللعبة العادلة» والمستوحاة بدورها من كتاب «اللعبة العادلة .. حياتى كجاسوسة وخيانة البيت الأبيض لى» ل «فاليرى بلام» والذى نشر فى نهاية عام 2007 ، بينما كان العرض الأول للفيلم فى شهر نوفمبر الماضى. رحلة ضد الصمت «فاليرى بلام» هى البطلة الحقيقية للفيلم الذى يتابع رحلتها هى وزوجها من بعد أحداث 11 سبتمبر لنكتشف كيف كانت تعيش أكثر من حياة فى نفس الوقت. رحلة الزوجين تأخذ مسارا مختلفا عندما يطلب من «فاليرى» أن تتولى مهمة التأكد مما إذا كان لدى العراق مشروع حقيقى لتخصيب اليورانيوم كخطوة سابقة لخطة تطوير أسلحة نووية، وهى المهمة التى تمت الاستعانة فيها بخبرة زوجها السفير الأسبق، حيث تم اختياره من قبل وكالة الاستخبارات بحكم علاقته بالنيجر التى كان سفيرا لبلاده بها، بينما تولت هى مسؤلية تجنيد مواطنة أمريكية من أصول عراقية وهى التى جسدت دورها الممثلة الإسرائيلية سبب الأزمة، على أن تسافر إلى العراق للحصول على إجابات من شقيقها «حمد» أو «خالد النبوى» عن أسئلة الوكالة وهى الأسئلة التى تحمل إجاباتها الصدمة التى تغير مسار أحداث الفيلم حيث يخبر «حمد» أخته بأن مشروع العراق النووى قد تدمر منذ التسعينيات بيد أمريكا وأن الإدارة الأمريكية تعلم ذلك جيدا. من اليسار جو ويلسون وزوجته فاليرى مع مخرج الفيلم وناعومى واتس وخالد النبوى اثناء مشاركة الفيلم فى مهرجان كان فى النصف الثانى من الفيلم نشهد رحلة تدمير الأسرة، حيث يشن رجال الرئيس الأمريكى وفى مقدمتهم «ديك تشينى» ومستشاره «لويس ليبى» حملة شرسة على «جو» و«فاليرى» تكون نتيجتها أن تصبح حياتهما مهددة بالخطر بعد أن اعتبرهما الشعب الأمريكى خائنين ومتخاذلين ورفض الاستماع إليهما خاصة أن من ضمن المعلومات المغلوطة التى تم تسريبها معلومة تشير إلى أن «فاليرى» كانت مجرد موظفة عادية داخل الوكالة وأنها هى التى رشحت زوجها للمهمة رغم أن هذا غير حقيقى. فى نهاية الفيلم تقرر «فاليرى» أنها لن تتخلى عن زوجها وأن الصمت لم يعد هو الحل فتقرر الإدلاء بشهادتها كاملة وبأن تقول الحقيقة مهما كلفها الأمر. المشهد الأخير فى الفيلم هو واحد من أهم مشاهده حيث ينتهى ب«فاليرى» وهى جالسة على الكرسى فى القاعة التى يتم فيها الاستماع إلى شهادتها وقبل أن تبدأ فى رواية القصة ينتهى الشريط الدرامى لنفاجأ ب «فاليرى بلام» الحقيقية وهى تروى قصتها التى تضمنت معلومات أخطر مما تضمنها الفيلم نفسه مثل أن الموساد كان طرفا فعالا أثناء حرب أمريكا على العراق، حيث استغل ذلك لاقتناص أرواح علماء الفيزياء العراقيين الذين كان من المفترض أن تنقذهم وكالة الاستخبارات الأمريكية. وفقا للوقائع التاريخية المعروفة فإنه فى 13 يوليو 2006 قام «جو» و«فاليرى» برفع قضية ضد «لويس ليبى» و«ديك تشينى» وعدد آخر من المسئولين بالبيت الأبيض لدورهم غير القانونى فى الكشف عن هوية «فاليرى» التى من المفترض أن تظل سرية بحكم القانون. وفى 6 مارس 2007 تم الحكم على «ليبى» بدفع غرامة قدرها 250 ألف دولار، وبقضاء30 شهرا فى السجن وفى 2 يوليو 2007 تدخل الرئيس «بوش» شخصيا «لرفع عقوبة السجن مع الاكتفاء بالغرامة المالية معتبرا الحكم مبالغا فيه»، ولم ينجح «جو» أو «فاليرى» حتى الآن فى نيل القصاص الذى يستحقانه. مأساة «حمد» أثناء مشاركة الفيلم فى «مهرجان كان» حرص «جو ويلسون» و«فاليرى بلام» على التواجد مع صناع الفيلم والاحتفال معهم، بل حضور بعض ندوات الفيلم أيضا. وفى أثناء حفل عشاء أقيم على شرف الفيلم ألقى «جو ويلسون» كلمة هنأ فيها جميع صناع وأبطال الفيلم بنجاحهم وشكرهم على تحمل نتائج المخاطرة السينمائية التى قاموا بها، قبل أن يتوجه بكلمته إلى «خالد النبوى» مخاطبا «حمد» العالم العراقى الذى انتهى الفيلم دون أن يحدد ما إذا كان قد قتل أم نجا، وهو الأمر الذى كان بمثابة لغز كبير للجمهور، حيث شكره على أنه أثبت لأمريكا وللعالم أجمع أن العالم العربى به علماء شجعان وأصحاب قيمة علمية كبيرة قادرة على إنارة العالم. ملحوظة مهمة: «فاليرى بلام» كشفت لأول مرة منذ أسابيع قليلة أن «حمد» قد قتل بالفعل على يد الموساد الإسرائيلى.