فتحت قضية الاشتباك المدنى بين نجم الزمالك شيكابالا والطيار بمطار الغردقة باب الجدل والتعليقات طوال الأسبوع الماضى.. وتراوحت ما بين التربص والتعاطف حتى التحرش والاستخدام السيئ للواقعة لإقحام القوات المسلحة فيها.الواقعة والتعليقات حولها قطعها نادى الزمالك بإصدار بيان يؤكد فيه احترام المؤسسة العسكرية وتقديرها والتلميح بمعاقبة اللاعب والتشديد على عدم تكرارها مرة أخرى لإخماد الفتنة.
بيان مجلس عباس اعتبرته المواقع الزملكاوية هزيلاً ومرتعشًا.. خصوصًا أن نجم الزمالك حسب روايات شهود العيان لم يخطئ فى حق الضابط وأن وثائق الإدانة تسير فى اتجاه الضابط الذى كان فى الأساس يرتدى ملابسه المدنية ومعه زوجته وأنه بدأ فى استفزاز شيكابالا بالتلويح إلى «التى شيرت» الأحمر الذى يرتديه إشارة إلى تشجيعه للأهلى.. الإشارة كما فهمها اللاعب استفزاز له وإفساد لفرحته بعد أن حقق الزمالك فوزًا صعبًا على المنافس الجنوب أفريقى «أورلاندو» وبينما يستعد الفريق إلى العودة بنشوة النصر والتمسك بالمنافسة فى البطولة الأفريقية يدخل الطيار وبدون مبرر لدفعه للخروج عن النص.
الوقائع بين اللاعب والطيار تطورت حسبما قال شهود العيان منهم مدير مطار الغردقة اللواء سامى عبدالمنعم إلى تبادل السب والقذف وتدخل أطراف آخرون سواء زملاء شيكابالا فى الفريق أو زملاء الضابط.. وانتهى الموقف إلى تحريره محضرًا ضد نجم الزمالك للنيابة العسكرية بعد فشل محاولات إطفاء نيران الغضب المتبادل بينهما من خلال رئيس البعثة اللواء مدحت بهجت والمدير الفنى حلمى طولان.
ملخص الواقعة يشير إلى ثبوت موجة استهتار وعدم مسئولية سواء من النجم الذى من المفترض أن يكون قدوة وضابط يمثل مؤسسة عسكرية يتغنى بها المصريون الآن.
جمهور الزمالك من جانبه بعد أن أسرعت المواقع الأهلاوية بنشر خبر ضبط وإحضار شيكابالا للنيابة العسكرية وسخرية الأهلاوية من شيكا.. أشعلت ثورة غضب فى المواقع الزملكاوية للدفاع عن نجمهم المحبوب على خلفية واقعة مماثلة بطلها محبوب الأهلى «أبو تريكة» بعد عودة بعثة النادى من الكونغو والتأكيد على أن النجم الكبير هاجم ضابط تأمين البعثة وبملابسه العسكرية وأنه أى الجيش يقتل المصريين فى رابعة وهى الواقعة التى شغلت انتباه الشارع الرياضى كله على خلفية انتماء «تريكة» للإخوان وهجومه المستمر على المؤسسة العسكرية لصالح مرسى وجماعته، وهذا ما أغضب جمهور الأهلى نفسه رغم حبه الجارف لأبوتريكة.
مواقع الزمالك على الإنترنت قارنت بين الواقعتين وجاءت فى مصلحة «شيكابالا».. باعتباره أن أزمته مدنية تحولت إلى عسكرية بعكس أبوتريكة واشتباكه مع قوة تأمين عسكرية بالملابس الرسمية والمحصلة تحول الواقعتين إلى حرب إلكترونية فى المواقع الأهلاوية والزملكاوية معًا لكن المؤسف أن البعض استغلها لتشويه جيش مصر العظيم فى أزهى فترات تاريخه.
لكن الجهات المسئولة تنبهت للفتنة الكبرى فى هذا التوقيت الحساس بين أقوى الأحزاب الكروية المصرية والتى توازى أغلبية الشعب المصرى ولجأت إلى مبدأ المعاملة بالمثل وتوجيه أمر ضبط وإحضار لنجم الأهلى أبوتريكة للتحقيق معه بأثر رجعى حتى تخمد الفتنة خصوصًا أن الناديين الكبيرين على مشارف مواجهة صعبة وحاسمة وحساسة.. وهو قرار متأخر ربما لانشغال القيادة العسكرية بأمور تخص أمن مصر القومى.. لكن تحويل الخبثاء الواقعة إلى التفريق بين النجمين والتربص عسكريًا بشيكابالا رغم أن واقعة الاشتباك مدنية وإعادة سيناريو محاكمة المدنيين عسكريًا هو السيناريو الذى أثار الجدل بعد ثورة يناير واستغله البعض للنيل من دور جيش مصر النبيل.. وهذا ما أدركته القيادة العسكرية لغلق هذا الملف قبل وقوع فتنة كروية واستغلالها سياسيا.
لكن الغريب هو موقف وزير الرياضة طاهر أبو زيد المعروف بحكمته وموضوعيته ونزاهته فى تناول الملفات الرياضية وغير الرياضية وانحيازه الإيجابى دائمًا وقبل أن يكون وزيراً وتدخله المتأخر لمحاسبة المخطئين لكن فى حوار لإحدى المحطات التليفزيونية الخاصة وعلى عكس ثباته المعتاد والمعروف به رغم تعاظم دوره فى هذا التوقيت وجلوسه على مقعد المسئولية فى أول اختبار له كمسئول كبير قبل أن يكون لاعبًا فذا.. لكن أبو زيد خانه التوفيق فى معالجة القضية والقيام بدور مؤثر وفعال فقد كان فى مقدوره التدخل مبكراً ورفع الحرج عن الجيش الذى تدخل لفض الاشتباك وغلق الملف باستراتيجية تتلاءم مع حكمة هذه القيادة مع حفظ مكانة ألمع نجمين فى الكرة المصرية.. أحدهما ساهم فى رفع علم مصر فى المحافل العالمية والآخر يمثل امتدادا موهوبا له ليظل علم مصر خفاقًا وعاليًا ولو كره المغرضون.