أجمعت الناشطات على أن قرار تحمل الجيش المبالغ المستحقة على الأمهات الغارمات اللاتى تحملن عبء سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية هو الخطوة الأولى فى طريق تحقيق العدالة الاجتماعية التى نادت بها ثورة 25 يناير المجيدة. د. إيمان بيبرس رئيس مجلس إدارة جمعية النهوض وتنمية المرأة، قالت: إن الغارمات هن سجينات الفقر اللائى وجدن أنفسهن داخل السجن بسبب عجزهن عن سداد الأقساط أو الشيكات بدون رصيد أو إيصالات الأمانة فهؤلاء لم يجدن من يقف بجانبهن، وإصدار الفريق عبدالفتاح السيسى بأن تتحمل القوات المسلحة المبالغ المستحقة عليهن يعكس أنه مدرك جيدًا لمشاكل المصريين وبواجبه الوطنى أننا نسير فى الطريق الصحيح.
ورفضت اتهامات البعض بأن دافع السيسى هو شراء المصريين قائلة من يقولون إن الفريق السيسى يرغب فى شراء الشعب المصرىلصالحه بهذا القرار أقول لهم (موتوا بغيظكم) لأن السيسى لم يأخذ بطاقاتهم ولم يجبرهن على شىء ولم يعط سكرًا وشايًا لهؤلاء السيدات مثلما يفعل الإخوان. وما فعله هو محاولة منه لحل مشكلة أساسية فى البلد كنا ننادى بها من قبل، قائلة لحد علمى أن سجن القناطر به حوالى 2400 سجينة وسجنين آخرين كلا منهم به 700 سجينة.
وتؤكد شاهندة مقلد الناشطة السياسية أن ما قام به المجلس العسكرى بسداد ديون الغارمات هو دعوة لفعل خير حقيقى لوجه الله وليس من أجل مصلحة شخصية، فالجيش ليس بحاجة للقيام بأعمال لكسب أو شراء الشعب لصالحه لأن الجيش هو الشعب الذى يحظى بدعمه وثقته والدليل هو نزول جموع الشعب يوم 26 يوليو لتأييد وتفويض الجيش، وأضافت مقلد أن القرار الذى أصدره الفريق السيسى بشأن الغارمات هو نابع من معرفته لأهمية فك أزمة الفقراء التى لم يدركها الإخوان ولم يضعوها فى أجنداتهم.
وعندما قال السيسىإن بالقضاء على الفقر ستصبح الديمقراطية فهنا أدركت جيدًا أنه على وعى كامل بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية فى البلد.
د. راوية عبدالرحمن مؤسسة تنسيقية العمل الجماهيرى لنساء مصر تقول: نرى رجال أعمال يهربون بالملايين وفى المقابل نجد سيدة تدخل السجن بسبب ألف جنيه كانت فى حاجة إليها لسداد علاج طفل أو أقساط لأدوات منزلية فهذا غير مقبول، كما استنكرت محاولات إلصاق التهم للجيش.
مؤكدة أن قضية الغارمات مطروحة على الساحة منذ فترة لأن عددهن كثير وتحدثت عنها المنظمات النسائية ولكن جاء الفريق السيسى وأنهى أزمة الغارمات.
وتطالب ثناء السعيد عضو المجلس القومى للمرأة وعضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديموقراطى بأن تقف الحكومة بجانب المرأة المصرية فكان ينبغى على محمد مرسى وحكومته أن يتخذوا هذا القرار خلال حكمه نظرًا لدور المرأة فى ثورة 25 يناير ودورها فى دعم مرسى فى الانتخابات ولكن لم يوليها اهتماما.
داليا زيادة المدير التنفيذى لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية قالت: إنها مبادرة طيبة من الفريق السيسى لأن لدينا آلاف من الغارمين داخل السجون وأتمنى أن يتكرر على مستويات أخرى.