الشعب الجمهوري يعقد اجتماعًا تنظيميًا لأمناء المرأة على مستوى محافظات الجمهورية    تعرف على جدول امتحانات الصف السادس الابتدائي 2024..وضوابط دخول امتحانات التيرم الثاني    "العمل": تحرير عقود توظيف لذوي الهمم بأحد أكبر مستشفيات الإسكندرية - صور    «التموين» تسدد 12 مليار جنيه مستحقات لمزارعي قصب السكر بموسم 2024    وزير التعليم العالي: اتخاذ خطوات جادة نحو التحول الرقمي    محافظ الغربية يترأس الاجتماع الأسبوعي لمتابعة نسب تنفيذ مشروعات المحافظة    الرئيس السيسي يعزي نظيره الإماراتي في وفاة الشيخ هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان    رئيس الوزراء: نبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى اتفاق ينتهي بوقف إطلاق النار في غزة    إصابة 11 شخصا في انزلاق طائرة بمطار السنغال    حقيقة انتقال نجم بايرن ميونيخ إلى ريال مدريد    "تحرك جديد".. خطوة ذكية من الزمالك لحل أزمة خالد بوطيب وفك القيد    هل يقترب مدافع الوداد السابق من الانتقال للأهلي؟    الداخلية: ضبطت عصابتين و48 سلاحا ناريا و237 كيلو مخدرات خلال يوم واحد    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية فساد التموين ل 8 يوليو    محامي الشيبي يطالب بتعديل تهمة حسين الشحات: "من إهانة إلى ضرب"    أحمد عز وماجد الكدواني وريهام عبد الغفور أبرز الحاضرين لجنازة والدة كريم عبد العزيز    «ثورة الفلاحين» تستقبل الجمهور على مسرح المحلة الكبرى (صور)    بالتعاون مع المستشفى الجامعى.. قافلة طبية جديدة لدعم المرضى بمركزي الفيوم وسنورس    السياحة والآثار: لجان تفتيش بالمحافظات لرصد الكيانات غير الشرعية المزاولة لنشاط العمرة والحج    برلماني: توجيهات الرئيس بشأن مشروعات التوسع الزراعى تحقق الأمن الغذائي للبلاد    قرار جمهوري بإنشاء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي.. تعرف على أعماله    موعد بدء أعمال مكتب تنسيق الجامعات 2024 لطلاب الثانوية العامة والشهادات المعادلة    بنك ناصر يرعى المؤتمر العلمي الدولي ال29 لكلية الإعلام جامعة القاهرة    مستشفى العباسية.. قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة جانيت مدينة نصر    21 مليون جنيه.. حصيلة قضايا الإتجار بالعملة خلال 24 ساعة    القبض على المتهمين بغسيل أموال ب 20 مليون جنيه    إنشاء المركز المصري الإيطالي للوظائف والهجرة لتأهيل الشباب على العمل بالخارج    لليوم الرابع على التوالي.. إغلاق معبر كرم أبو سالم أمام المساعدات لغزة    إيرادات فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" بعد 4 أسابيع من طرحه بالسينمات    حسين فهمي ضيف شرف اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم    رجعوا لبعض.. ابنة سامي العدل تفجر مفاجأة عن عودة العوضي وياسمين عبد العزيز    البيتي بيتي 2 .. طرد كريم محمود عبد العزيز وزوجته من الفيلا    دعاء الامتحان.. كلمات أوصى النبي بترديدها عند نسيان الإجابة    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الأذى؟.. «الإفتاء» تُجيب    هل تصح الصلاة على النبي أثناء أداء الصلاة؟.. الإفتاء توضح    تجنبًا لإلغاء التخصيص|«الإسكان الاجتماعي» يطالب المُتعاقدين على وحدات متوسطي الدخل بضرورة دفع الأقساط المتأخرة    اكتشفوه في الصرف الصحي.. FLiRT متحور جديد من كورونا يثير مخاوف العالم| هذه أعراضه    أحمد عيد: سأعمل على تواجد غزل المحلة بالمربع الذهبي في الدوري الممتاز    دفاع حسين الشحات يطالب بوقف دعوى اتهامه بالتعدي على الشيبي    إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص يوضح حكم حج الرجل عن أخته المريضة    مفاجآت سارة ل5 أبراج خلال شهر مايو.. فرص لتحقيق مكاسب مالية    عاجل| مصدر أمنى رفيع المستوى يكشف تطورات جديدة في مفاوضات غزة    السكري- ما أعراض مرحلة ما قبل الإصابة؟    طلب إحاطة بتعديل مكافآت طلاب الامتياز ورفع مستوى تدريبهم    مصدر عسكري: يجب على إسرائيل أن تعيد النظر في خططها العسكرية برفح بعد تصريحات بايدن    بوتين يحيي ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية    12 صورة بالمواعيد.. تشغيل قطارات المصيف إلى الإسكندرية ومرسى مطروح    اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحل ضيفًا على «بوابة أخبار اليوم»    جهاد جريشة يطمئن الزمالك بشأن حكام نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    دعاء الامتحانات مستجاب ومستحب.. «رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري»    الحوثيون يستهدفون 3 سفن إسرائيلية في خليج عدن وبحر العرب    البورصة تخسر 5 مليارات جنيه في مستهل أخر جلسات الأسبوع    رئيس جامعة حلوان يستقبل وفداً من جامعة 15 مايو    تعرف علي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالرمد الربيعي    بعد العاصفة الأخيرة.. تحذير شديد من الأرصاد السعودية بشأن طقس اليوم    تامر حسني يقدم العزاء ل كريم عبدالعزيز في وفاة والدته    احتفالات جنونية من لاعبي غزل المحلة مع الجماهير بعد الصعود للممتاز (فيديو وصور)    «أسترازينيكا» تبدأ سحب لقاح كورونا عالميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالوثائق الخطية:قنوات الاتصال «السرية» بين الإخوان و«المخابرات الفرنسية»!


د. محمود عزت:

«الإخوان موجودون فى كل مكان، ولهم سياستهم المستقلة فى الأقطار الموجودين بها، وإذا كان هناك تنسيق بين الجماعة فى مصر وبين أعضاء الجماعة فى الخارج فهذا تنسيق طفيف وعلى أضيق نطاق» !

د. محمد السيد حبيب:

«إن مسألة إحياء التنظيم الدولى للإخوان، اتهامات لا أساس لها من الصحة.. ولا يتدخل إخوان مصر فى شأن من شئونهم على أى نحو»!

يوسف ندا:

«التنظيم العالمى.. يتنافى مع مفهوم الدولة، التى لا تقبل أن يأخذ رعاياها تعليمات من دولة أخرى أو فصيل فى دولة أخرى.. وأؤكد التزام الإخوان بولائهم للدولة»!

د. محمد سعد الكتاتنى:

«اتهامات نواب الإخوان بتنشيط التنظيم الدولى.. ملفقة»!
(1)

كانت هذه.. هى أبرز تصريحات قيادات الإخوان، عقب تفجير جهاز مباحث أمن الدولة المصرى لقضية التنظيمالدولى فى مايو من العام .2009

وهى تصريحات، كانت تصب فى مجملها، فى إطار نفى وجود هذا ''التنظيم'' جملة وتفصيلا.. إذ فى هذه الأثناء، كانت نيابة أمن الدولة العليا، قد واجهت قيادات «الجماعة» الموقوفين على ذمة القضية، بما ورد بمذكرة تحريات مباحث أمن الدولة، من اتهامات باستغلال «التنظيم الدولى للجماعة» لاتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا، كمركزٍ لتحركاته وممارسة أنشطته.

.. وهو ما يعنى أن سهام التحريات اقتربت - إلى حد بعيد - من قلب التنظيم الدولى بالفعل!.. إذ كانت الجماعة- هرباً من الملاحقات الأمنية فى مصر - قد استقرت على أن يكون مقر اجتماعات «الأمانة العامة» للتنظيم الدولى، هو المقر الرئيسى ل«اتحاد المنظمات الإسلامية» بلندن.. وأن يكون هذا المقر، هو حلقة الوصل الرئيسية بين أفرع التنظيم فى الأقطار المختلفة والقاهرة، إذ يمكن عبر هذه الآلية أن يتحكم محمود عزت - «الرجلالحديدى» فى التنظيم- بكل خيوط المشهد، دون أن يكون محلاً للاستهداف الأمنى.. أو هكذا تخيلوا!

كما كانت- كذلك- أمانة لندن، نقطة الالتقاء بين الأفرع التى لا تزال قيد التشكيل.. فعلى سبيل المثال.. عندما تلقت الجماعة عرضاً لتأسيس فرعين جديدين لها فى العام 2005 بكل من «البحرين» و«سلطنة عمان»- وهما منطقتان لا يوجد بهما تواجد قوى للفكر الإخوانى، فضلا عن أنهما نقطتان مهمتان للتماس والمشروع الشيعى - كان أن ألحقتهما الجماعة، مباشرة، باتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا.. لحين إيجاد الشكل المناسب لهيكلتهما داخل سياق التنظيم، وإدراجهما فى سياق الخطة العامة «خطة المائة هدف».

ومع ذلك.. لم تكن الوتيرة فى أوروبا تسير، كما تخطط لها الجماعة.. فى كثير من الأحيان!
فتزامناً مع لقاءاتها المكثفة فى كل من : بيروت، واسطنبول، والقاهرة، والمملكة.. لاستكمال بناء أجهزتها الداخلية.. كانت تتلقى الجماعة بين الحين والآخر عددا من الطعنات القانونية والأمنية، فى العمق الأوروبى!

وبحسب التقرير الخارجى للتنظيم الدولى- يناير 2005- فإن الاتحاد وفروعه، لا يزالون محلا للاستهداف الدولى، من قبل بعض الأجهزة الأمنية الأوروبية!
.. ورصد التقرير الآتى:

1- إغلاق مؤسسة الأقصى فى ألمانيا بحكم من المحكمة الدستورية.

2- اتهام رئيس الاتحاد« أبو حسن»- يقصدون د.أحمد كاظم الراوى - بأنه عضو م.ر تنظيم عالمى «!»

وكان الأكثر أهمية، هو الملاحظة التى وضعها كاتب التقرير أمام ''د.محمود عزت''، إذ كانت تقول : «تمت دراسة إمكانية تقديم استقالته من المكتب شكليا».

بعدها.. تم الاستقرار على أن يستمر العراقى «كاظم الراوى» فى موقعه الذى شغله، ابتداءً من يونيو ,1992 إذ كانت ستنتهى ولايته بشكل رسمى- بما لا يثير الشكوك الأمنية- فى يونيو من العام ,.2006 على أن يخلفه البريطانى ذو الأصول المغربية «شكيب بن مخلوف».. وهو ما كان بالفعل.

كان بادياً- بحسب تقرير التنظيم الخارجى- أن الراوى، الذى ترك موقعه شكلياً ليتستر تحت لافتة «رئاسة الرابطة الإسلامية فى بريطانيا»، هو نقطة الارتكاز بالنسبة لأمانة لندن.. لكن.. كانت مذكرة تحريات المباحث فى قضية التنظيم الدولى، تقول:
«إن أجنحة التنظيم الدولى للإخوان «المنتشرة فى أوروبا» تتخذ من مقر اتحاد المنظمات الإسلامية مركزا لتحركاتها وممارسة أنشطتها فى الدول الأوروبية، ويتخذ هذا الاتحاد من ولاية ليستر البريطانية مقرا له، وتمارس أجنحة الإخوان نشاطها داخل هذا الاتحاد بصفة علنية، ويتولى رئاسته مواطن بريطانى من أصل مغربى يدعى شكيب بن مخلوف.

والاتحاد.. هو «الهيئة العليا»، التى تتولى إدارة شئون التنظيم الإخوانى فى جميع دول القارة الأوروبية.. ويتولى تنفيذ التكليفات الواردة إليه من جميع دول العالم، إذ يتبعه العديد من بؤر التنظيم التى تعمل تحت ستار مراكز مؤسسات إسلامية».

.. وقبل أن ننتقل لباقى تفاصيل التحريات، لنا ملاحظتان:

1- لم يكن دور أمانة لندن، مقصورًا على أفرع التنظيم فى أوروبا فقط.. بل كانت الأمانة نقطة ارتكاز لتحركات التنظيم ككل.

2- يؤشر هذا الأمر إلى أن ألاعيب الجماعة فى التخفى والهروب من عمليات الرصد الأمنى- سواء على المستوى الأوروبى أو المصرى- كانت تأتى أُكلها فى كثير من الأحيان.



(2)

بحسب مذكرة تحريات أمن الدولة، كان يتفرع من «اتحاد المنظمات الإسلامية» - أيضا - المركز الإسلامى فى فرانكفورت بألمانيا، والمركز الإسلامى بالسويد، ومكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامى فى أوروبا، الذى يتولى الإشراف عليه إبراهيم الزيات الصادر ضده حكم بالسجن لمدة عشر سنوات من المحكمة العسكرية بالقضية التى حوكم فيها خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة.

وأن هذا الاتحاد، يتولى توفير المال للإنفاق على نشاط التنظيم الدولى للإخوان على مستوى أوروبا، كما تولى عقد دورات تدريبية للعناصر الشبابية من دول أوروبا معتنقى الإسلام.. وإقناعهم بالأفكار الإخوانية.. لإيجاد كيانات تابعة للتنظيم الدولى للإخوان على مستوى العالم.. وأن ذلك يتم تحت إشراف لجنة الاتصال الخارجى بتنظيم الإخوان التى يرأسها النائب البرلمانى- إذ ذاك - وعضو مكتب الإرشاد المهندس سعد الحسينى، وتضم النائبين: «د.سعد الكتانى» و«حسين إبراهيم».

كما أن التنظيم الإخوانى، يستغل التبرعات التى يتم جمعها لدعم الشعب الفلسطينى للإنفاق على الأنشطة والتحركات الإخوانية ودعم النشاط التنظيمى للجماعة».
وقبل أن نتطرق لبعض الخلط «البسيط» الوارد بمذكرة التحريات، إذ أن دور «سعد الكتاتنى» يتجاوز بكثير، كونه عضواً بلجنة الاتصال.. نوضح أن ثمة حلقة مهمة من حلقات الاتصال الأوروبى غابت عن رصد مذكرة التحريات، حينئذ.. وهى «اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا».

(3)

داخل المنطقة الصناعية ب«كورناف»، يقبع اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا، أو «اتحاد المنظمات الإسلامية لفرنسا»- بحسب الترجمة الدقيقة عن الفرنسية - إذ يعد هذا الاتحاد، الذراع الأوروبية الثانية للتنظيم الدولى للإخوان.

وينقسم الاتحاد، الذى يستمد قوته من شبكة تضم أكثر من 200 جمعية أهلية.. إلى 8 جهات إدارية.. تشرف كل جهة- تمثل بمندوب لدى الاتحاد - على مجموع من الجمعيات، تقسم بدورها إلى ثلاث مجموعات حسب درجة الولاء والالتزام.

ومن الناحية التاريخية.. أنشئ الاتحاد، الذى يديره- الآن- «فؤاد علوى»، فى العام 1983 ب «مورثاى موزال»، بمعرفة كل من: التونسى «عبد الله بن منصور»، والعراقى «محمود زهير» .

وكان فى بدايته، عبارة عن تجمع عائلى لأربع جمعيات ذات تنظيم سرى.

إلا أن نقطة التحول والانطلاق فى مسار الاتحاد.. كانت فى العام .1990 عندماقام وزير الداخلية الفرنسى- إذ ذاك- ''بيير جوكس'' بإلحاق مؤسس الاتحاد التونسى «عبد الله بن منصور» ب «مجلس التفكير حول الإسلام فى فرنسا- CORIF.
حينها.. كان أن توسعت الشبكة السياسية والاجتماعية- بل والأمنية - للاتحاد.. وأصبح فيما بعد محلا لاحتواء العديد من الإسلاميين « التونسيين» الهاربين من مطاردات نظام «بن على».. فضلا عن أنه أصبح محلا لتجمع العديد من قيادات التنظيم الدولى، إذ حظى- على سبيل المثال - برعاية خاصة من الشيخ راشد الغنوشى- أو الشيخ «الراشد» وفقاً لمكاتبات التنظيم السرية- رغم أن ''«لشيخ الراشد» كان قد فضل - وقتئذ - أن يبقى إلى جوار «أمانة لندن»، حيث بؤرة التنظيم الدولى أكثر سخونة.



فى هذه الأثناء.. كان أن توثقت العديد من الصلات بين إسلاميى الاتحاد «خاصة التونسيين منهم» وعدد من دوائر الاستخبارات الفرنسية.

ولم يكن فى هذا التوقيت ل«إخوان تونس»- نظراً للملاحقات الأمنية من قبل نظام بن على- تنظيم محدد الملامح، إذ تكشف وثائق التنظيم الدولى أنهم كانوا يعملون عبر «أمانة لندن»، حيث يقبع الشيخ الراشد، بشكل مباشر.. وهو ما دفعهم الى البحث عن نقطة تماس مع النظام التونسى السابق، أكثر من مرة.. لكن يبدو أنها لم تكن تثمر عن أى شىء يذكر.

(4)

بحسب التقرير الخارجى للتنظيم، كان أن التقى عدداً من «إخوان تونس» والسفير التونسى فى سويسرا.. ووقتها سأله بعض الأخوة: «هل يمكن للشيخ الراشد أن يتحدث مع الرئيس؟».

بعدها، قام «الغنوشى» بالاتصال- بالفعل- بالسفير، عبر التليفون.. لكنه- وفقاً لنص التقرير - لم يجده!.. فترك رسالة ولم يتم الرد حتى الآن!

لكن- وبحسب تقرير خطى موثق لأحد اجتماعات مكتب الإرشاد العالمى- كان يرحب التنظيم- أو لا يجد غضاضة- فى تعامل بعض الأخوة التونسيين مع المخابرات الفرنسية، إذ كانوا يعتبرون مثل هذه الاتصالات أمراً مهماً فى تتبع أخبار «بن على»، الرافض ونظامه لفتح أى قنوات اتصال مع الإخوان.

فبحسب اللقاء، الذى بدأ يوم الأربعاء 25 / 1 / 2006 بين قيادات التنظيم، واستمر حتى السبت .. كان أن عرض الغنوشى تقريراً مفصلا عن وضع الأخوة فى تونس، كانت أهم ملامحه كالآتى:

1- كان عدد السجناء حوالى 30.000 ألف معتقل، خرجوا جميعاً ولم يبق إلا حوالى 300 فقط.

2- الإخوان الذين خرجوا ليس لهم تنظيم فى الداخل وهناك علاقة بهم كأفراد، وهناك متابعة ومضايقة من النظام لهم.

3- المؤتمر الإعلامى الذى عقد فى نوفمبر الماضى.. وأثره الإيجابى.. وإحراج النظام التونسى فى ذلك.

4- تم لقاء بين أحد الأخوة المسئولين، وأحد رجال «المخابرات الفرنسية».. وأفاد بأن الرئيس «بن على» مريض جداً.. لكن الأمر بعده لن يكون سهلاً بالنسبة للإسلاميين فى تونس، إذ ترتب زوجته- الآن- الأمور.. لتكون المسئولية بعد ذلك فى يدها، نظراً لصغر سن ابنهما.. والأمن التونسى يتعاون معها!

عقب كتابة هذا التقرير.. كان أن جهز التنظيم نسخة معدلة لعرضها على مجلس الشورى.. حذف خلالها معلومة اللقاء مع أحد رجال المخابرات الفرنسية، مكتفياً بذكر عبارة «مرض بن على»، واستعداد زوجته لأن تكون المسئولية فى يدها- بدعم من الأمن التونسى- من بعده!.. إذ يبدو أن دائرة التنظيم العليا.. كانت حريصة كل الحرص، على ألا تكون المعلومات حول مثل هذه «الاتصالات الاستخباراتية»، إلا فى يد محركى عرائس الماريونيت!

تماماً، كما كانت الاتصالات بين «المخابرات الأمريكية » وإخوان مصر، غير معروفة إلا على مستوى محدود من قيادات مكتب الإرشاد.. وهى اتصالات أحيطت، بشىء من السرية- بل يمكن أن نقول التغييب المتعمد- عن قيادات التنظيم الدولى غير المصريين!

ففى تقرير لجهاز التخطيط «عقل التنظيم المفكر» فى العام 2008 عن «المشروع الأمريكى» - تم عرضه على قيادات التنظيم بالخارج - كان أن غيب الجهاز، الذى كان عبد المنعم أبو الفتوح فارسه الأول، مثل هذه الاتصالات أثناء عرضه آليات التعامل الإخوانى ومشروع «أبناء العم سام» بالمنطقة.. إذ بين التقرير فى نهايته 8 نقاط يمكن أن يتم التعامل من خلالها، وهذا المشروع.. وكانت كالآتى:

1- للأمريكيين مشاكل متعددة ينبغى التعامل مع كل منها بما يتناسب.

2- أن تتوجه الحركة من المحلية إلى العالمية.

3- الانتقال من الاستراتيجيات البعيدة إلى التكتيك المتوسط والقريب القابل للتنفيذ.

4- الانتقال من لغة الاستعداء إلى التحاور.

5- لا بد من سؤال الطرف الآخر عن نظرته إلينا.. فهناك محاولات توظيف الطرف الأضعف «نحن» لصالح الطرف الأقوى.

6- اختراق المنظومة الأمريكية ومراكز القرار.

7- اعتماد فقه المصالح.

8- مبادرة الجنرال الروسى بالرغبة بالانفتاح على الجماعة «شكيب».

«.. يبدو من النقطة الأخيرة، أنه كان ثمة تحرك روسى - لمعادلة الاتصالات الأمريكية بالجماعة- حمله رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا «شكيب بن مخلوف»، الذى خلف «كاظم الراوى» فى موقعه».

(5)

تزامناً مع كل هذه الاتصالات، التى تداخلت فى صناعتها، العديد من أجهزة الاستخبارات العالمية!.. كان التنظيم يسعى- فى المقابل - بكل طاقته لاستكمال بنائه الداخلى على قدم وساق، إذ بين «التقرير العالمى للتنظيم فى العام 2006»، عندما تعرض للنقطة الخاصة ب«أجهزة التنظيم»، والتى ستكون بمثابة الأذرع التى يتحرك من خلالها مستقبلا.. ما كان تفصيله كالآتى :

1- الجهاز السياسى: جمعية عمومية وندوة فى إسطنبول فى الفترة من 15 وحتى 19 ديسمبر .2005 حضرها ممثلون عن العديد من الأقطار «حوالى 35 من المسئولين عن العمل السياسى فى تلك الأقطار».

وقد تناولت الندوة موضوعات عدة كان أهمها: المشاركة فى الحكم، الحوار مع الغرب ومرفق طيه تقرير عن الندوة.

وقد قرر المكتب إحالة التقرير لدراسة هذه الموضوعات على مستوى مجالس الشورى و المكاتب التنفيذية وإفادة المكتب بوجهة نظر الأقطار فى ذلك.. على أن يتم الانتهاء من الدراسة قبل شهر إبريل القادم.

2- جهاز الأخوات: تقرير عن النشاط.. إحالة موضوع «مشاركة المرأة فى المسئولية والمجالس المنتخبة داخل الجماعة» للدراسة «د. توفيق».

3- جهاز التربية: تقرير.

4- جهاز نشر الدعوة: فكرة إنشاء جهاز لنشر الدعوة «تأجيل».

5- لجنة التنسيق: لقاء فى مكة، ولقاء مع د. أربكان فى أنقرة وقد اقترح ضرورة عمل ندوة «حول كيفية مواجهة المشروع الصهيونى».. جارى الدراسة.

6- موضوع «وحدة الأمة» سيتم لقاء بين د. توفيق و أ. جاسم.. وتحاط القاهرة بذلك.
.. بعد هذا الأمر بحوالى عامين.. تلقت الأمانة العامة للتنظيم مقترحاً جديداً بإنشاء «جهاز جديد للنقابات والاتحادات المهنية والعمالية».

وكان الهدف من إنشاء الجهاز- إجمالاً - بحسب نص المقترح:

أولا: النقابات تمتلك إمكانيات بشرية و«مالية» يمكن من خلالها الاستفادة فى نشر الفكر الإخوانى بين أبناء الطبقة الوسطى.

ثانياً: تعتبر النقابات مصنعًا حقيقيًا لإنتاج القيادات، سواء الإخوانية أو غير الإخوانية.. وبالتالى المشاركة فى صنع القرار السياسى.

ثالثاً: يتم من خلال النقابات ترجمة على أرض الواقع لفكر الإخوان، سواء أكان سياسياً أم دعوياً أم اقتصادياً أم اجتماعياً.

لكن.. حتى قيام ثورة 30 يونيه، كانت الجماعة قد انتهت من اعتماد 6 أجهزة حركية.. يدعمها جهاز سابع، هو «الجهاز الإعلامى»، إذ كان منوطا بالجهاز الأخير، دراسة كل الأساليب الإعلامية للتصدى لخصوم الجماعة من جانب.. ووضع استراتيجيات التحرك ''إعلامياً'' على المستوى الدولى من جانب آخر.. وفتح قنوات اتصال فعالة بوكالات الأنباء العالمية.

وتشمل أجهزة التنظيم الدولى- أو أذرعه المتحركة -أجهزة : «الأمانة- التخطيط- التربية- الجهاز السياسى- الأخوات- الجهاز الطلابى».

.. ويبقى:

ثمة نقطة ارتكاز أخرى فى البنيان الهرمى للتنظيم الدولى، هى «رابطة المصريين فى الخارج».. لكنها- بالتأكيد - قصة أخرى!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.