لكل ثورة رجالها تحمل أشخاصاً فوق أعناقها وتهبط بآخرين.. فى ثورة 25 يناير 2011 صنعت نجوما لكن عندما تفجرت ثورة 30 يونيو 2013 وهى الثورة المتممة لها توارت نجوم وتصدر المشهد آخرون، وما بين الثورتين أسماء صاعدة وأخرى هابطة، لكن يبقى من ظل ملتزما الحياد فى الوسط الرياضى الأكثر قبولا.
محمد أبوتريكة.. نجم الأهلى كان من أكثر المؤيدين للرئيس السابق، والمشروع الإسلامى بشكل عام، والتزم الصمت خلال الأيام السابقة، عكس موقفه من ثورة 25 يناير. أبوتريكة لاعب الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى خرج عن صمته وقرر التحدث عن الأحداث التى تمر بها البلاد، محطما كل قواعد ناديه التى ألزمت اللاعبين الصمت. أمير القلوب طلب من الرئيس محمد مرسى أن يعلن تنحيه فورا، ويدعو لانتخابات رئاسية مبكرة، بل ناشده أن يأمر أنصاره بالانصراف عن ميدان رابعة العدوية دون أى أعمال شغب كما طلب من مسئولى القلعة الحمراء الحصول على إجازة قصيرة هروبا من الحالة النفسية السيئة التى يمر بها من أجل السفر إلى الأراضى السعودية لأداء مناسك العمرة بعد الأحداث السياسية التى تمر بها مصر. نجم الأهلى اتخذ قرارا شبه نهائى بعدم الاستمرار فى مصر خلال الفترة المقبلة بسبب الأحداث الراهنة وقد يضطر إلى خوض تجربة احترافية اضطرارية ستكون خارج بنى ياس الإماراتى لكنه لن يتخذ قراره النهائى إلا بعد العودة من العمرة، ويبحث ساحر الأهلى عن عرض خليجى فى السعودية أو الإمارات للابتعاد عن الضغوط الجماهيرية والهروب من تهمة مساندة جماعة الإخوان فى صراعهم السياسى. أبوتريكة حاول التصالح مع الجماهير المصرية وإعادة شعبيته بين صفوف الألتراس المنقلب على الإخوان، وظهر ذلك عندما نفى مشاركته فى المظاهرات المطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى إلى منصب الرئاسة من جديد. وفى تصريحات لأبوتريكة قال: بالفعل دعمت مرسى فى الانتخابات الرئاسية ولكنى لا أستطيع الآن الوقوف أمام ملايين الشعب المصرى التى طالبت بعزله ورفضت استمراره فى منصب الرئيس. وأضاف: من نزل للميادين للمطالبة برحيل مرسى، منهم من رشحه فى الانتخابات لكنه لم يحقق ما انتظره الشعب المصرى منه فى المرحلة الماضية وهو ما دفعهم للمطالبة برحيله. وطالب الجميع بعدم الزج باسمه فى أى أحداث سياسية، خاصة أنه فى النهاية لاعب كرة قدم.. أبو تريكة أثناء خروجه من مقر القلعة الحمراء بينما كان يرفض التعليق على أسئلة الصحفيين بشأن «الأحداث السياسية الجارية فى البلاد» أوقفه طفل وسأله بينما كان يرف «أنت مع مرسى ولا ضد»؟ ولم يتمكن أبو تريكة من الرد بحسم صحيفة الوطن العربى الإمارتية نشرت تقريرا عن أبو تريكة والذى أنهى إعارته لبنى ياس الإماراتى، تحت عنوان «غضب إماراتى من إصرار أبوتريكة على الدفاع عن الإخوان المسلمين» وقال التقرير «تسود حالة من الغضب الواضح فى الأوساط الشعبية والرياضية فى الإمارات على أثر ما تردد عن الهجوم العنيف من النجم المصرى محمد أبو تريكة لاعب الأهلى الحالى والمحترف السابق فى صفوف بنى ياس الإماراتى، على ما أسماه الدعم الإماراتى لثورة الإطاحة بالحكم الإخوانى فى مصر، حيث يشتهر أبو تريكة بميوله الإخوانية». أما هادى خشبة رئيس المنظومة الكروية بالنادى، والمعروف بانتمائه الشديد للإخوان، فقد عاش نفس حالة الصدمة، ويرى خشبة أن الجماعة مرت بأزمات كبيرة من قبل فى سجون نظام مبارك، واعتبر أن الإخوان وعلى الرغم من صعوبة تلك المرحلة، إلا أنها ستتمكن من تخطيها، فى الوقت الذى رفض فيها النجمان السابق والحالى إراقة الدماء. أما نجم الدفاع الأهلاوى شريف عبدالفضيل المعروف بتعصبه للتيارات الإسلامية فكان من أكثر المدافعين عن مرسى حتى بعد سقوطه، بل إنه كان يتهم الإعلام فى الكواليس بأنه السبب الأول والأخير فى إسقاط الرئيس المنتخب فى حين ظل مجدى طلبة مسئول التعاقدات بالنادى بعيدا عن الأحداث لسفره منذ أيام إلى الكونغو من أجل إنهاء صفقة اللاعب الشاب ماديمبو، غير أن الأنباء التى ترددت داخل النادى حول ظهوره على منصة رابعة العدوية المؤيدة لمرسى، جعلت البعض مستاء من تصرفاته، كما أن البعض لا يستبعد أن يكون موقفه سببا فى تقليص مسئولياته بالأهلى من مدير للتسويق إلى مسئول عن التعاقدات فقط. لاعبو فريق الكرة بالأهلى استاءت من تصرفات سيد عبدالحفيظ مدير الكرة الذى كان قد منعهم من المشاركة فى مظاهرات ثورة 30 يونيو التى أطاحت بنظام الإخوان والرئيس محمد مرسى فى الوقت الذى ظهر فيه عبدالحفيظ فى مظاهرات رابعة العدوية المؤيدة للإخوان المسلمين وقام بالتقاط صور متكررة مع أعوان الرئيس المعزول.. وكأنه يسعى لإخماد مشاركة لاعبى الأهلى مع حركة تمرد الشعبية ليثبت للإخوان أن الأهلى معهم وهو ما اعتبره لاعبو الأهلى لا يعبر عن توجهاتهم. غضب لاعبى الأهلى لم يتوقف عند عبدالحفيظ بل امتد لهادى خشبة مدير قطاع الكرة الذى شارك فى مظاهرات تأييد الرئيس المخلوع فى رابعة العدوية بل إنه اعتلى المنصة وتحدث عن تأييد مرسى وضرورة الوقوف بجانبه حتى يعود رئيسا لمصر بالشرعية، كما أكد خلال تواجده على المنصة. عبد الحفيظ مدير الكرة بالنادى الأهلى من جانبه نفى ما تردد عن تأييده للدكتور محمد مرسى، بعد ظهور أحد الصور له، تؤكد تأييده لمظاهرات رابعة العدوية، وأكد أن الصورة التى ظهرت فى المواقع فيس بوك وتويتر، تم التقاطها بأحد الشوارع، وأنه كان متواجداً بأحد المساجد فى شارع «الطيران» خلال عودته إلى منزل فى مدينة نصر، وطلب منه بعض المعجبين، التصوير معه فوافق على الفور. ردود الأفعال داخل أروقة النادى الأهلى نجومه خرجت متباينة ما بين الإطاحة بهادى خشبة مدير قطاع الكرة بالأهلى من منصبه من قبل مجلس إدارة النادى برئاسة حسن حمدى وذلك عقب سقوط النظام ورحيل الإخوان عن الحكم فى مصر، وبين الدفاع عنه. «حمدى» من جانبه تحدث مع هادى خشبة وأكد له أنه باق فى منصبه كمدير للكرة وشدد أنه لا نية لإقالته من منصبه أو الإطاحة به، وأكد أنه واحد من أبناء الأهلى وأحد العناصر المهمة فى منظومة القلعة الحمراء. وعلى الرغم من حالة الحزن الذى أصاب بعض نجوم الأهلى فقد بدت الفرحة على معظم لاعبى الأهلى وعدد كبير من مسئوليه بعد نجاح ثورة 30 يونيو فى عزل الرئيس السابق محمد مرسى. وعلم أنه على الرغم من الفرحة العارمة التى سيطرت على الغالبية العظمى من لاعبى الأهلى، وعلى رأسهم شريف إكرامى، وحسام عاشور، وعماد متعب واحمد شكري ووليد سليمان الذى ضرب بقرار الإخوانى خشبة وعبدالحفيظ عرض الحائط و وليد سليمان هو اللاعب الوحيد من المؤيدين الذى خرج إلى ميدان التحرير يعلن رغبته فى إسقاط النظام الإخوانى وهو ضرب بذلك بقرارات الإدارة عرض الحائط التى كانت قد أعلنت من قبل عدم المشاركة فى تلك التظاهرات وذلك رغم المشاركة الإخوانية من زعماء الإدارة فى جهاز الكرة فى الأهلى ينتظر أن يقوم مجلس إدارة النادى الأهلى برئاسة حسن حمدى، بمعاقبة وليد سليمان صانع ألعاب الفريق. فى المقابل انتقد طاهر أبوزيد، نجم الأهلى السابق، والمرشح لرئاسة القلعة الحمراء فى الانتخابات المقبلة، مجلس الأهلى الحالى برئاسة حسن حمدى، مؤكدا أن موقفه مخز من الأحداث التاريخية الجارية التى تعيشها مصر وقد أكد أبوزيد على نجاح الثورة وفرحته بعزل الرئيس المعزول مرسى وانتهاء الحكم الفاشى للإخوان. وعن النادى الأهلى أكد أبوزيد أن الأهلى طالما كان رمزا للوطنية، لكن موقف إدارته من ثورة 30 يونيو جاء سلبيا، بعد أن حذر النادى لاعبيه من المشاركة فى التظاهرات فى الميادين المختلفة. وأضاف: «فى الوقت الذى كانت البلاد تعيش فيه أوضاعا ملتهبة، وكانت على شفا حرب أهلية، انشغل مجلس إدارة الأهلى بانتخابات النادى، فهم أقل وصف لهم أنهم يفقدون الانتماء والوطنية وليس لهم علاقة بمصر».