الأحداث السياسية التى فرضت نفسها بصورة غير مسبوقة شقت صف اللاعبين والمدربين والمتعاملين فى الحقل الرياضى، الأزمات المستمرة من عدم وضوح الرؤية فى استمرار مباريات الدورى من عدمها.. حالة الإفلاس التى تعانى منها الأندية.. حالة الاحتقان بين اللاعبين أنفسهم ما بين مؤيد ومعارض.. الجماهير انقسمت على نفسها فى نفس السياق.. الاتهامات طالت الكثير.. المشاحنات وصلت إلى أقصى درجاتها.. حاولنا رصد هذه القضية علنا نصل إلى الحل.. تعرض هادى خشبة مدير قطاع الكرة بالأهلى لهجمة شرسة من قبل اللاعبين والعاملين بالنادى بسبب مشاركته فى مظاهرات مؤيدى الرئيس المعزول لانتماءاته الإخوانية.. وحاول أكثر من مرة الرد على منتقديه بأنها مسألة قناعات شخصية إلا أن منتقديه غير مقتنعين بأقواله. وكان هادى خشبة قد اعتلى منصة رابعة العدوية، وطالب بضرورة الوقوف بجانب المعزول حتى يعود رئيسًا لمصر بالشرعية. ونفس المواجهة تعرض لها طاهر أبو زيد المرشح لمنصب رئيس النادى ونجمه السابق.. حيث تصدّر مسيرة شبرا المتجهة إلى ميدان التحرير يوم الثلاثين من يونيو للمشاركة فى مليونية الشرعية للشعب. هذه المشاركة التى قام بها طاهر أبوزيد وضعت الشكل والصورة الانتقامية بل الخريطة الانتخابية القادمة فى مفترق طرق، حيث يسعى المعارضون لاستغلال هذه الورقة الانتخابية ضد أبو زيد بسبب وجود مؤيدين للمعزول لهم قدرة انتخابية مؤثرة. ودخل سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلى فى صدامات مع لاعبى الأهلى بعد ظهور صورة له مع مؤيدى المعزول بعدان قام بمنعهم من المشاركة فى التظاهرات مما اعتبره اللاعبون سعيًا منه لإخماد مشاركتهم مع حركة «تمرد» لكى يثبت للإخوان أن الأهلى يساند الشرعية وهو ما اعتبره اللاعبون ضد رغباتهم - وفى نفس الوقت كان سيد عبد الحفيظ قد أعطى تعليمات صريحة ومباشرة بعدم الخوض فى هذه التظاهرات سواء المؤيدة أو المعارضة.. واتخذ قرارًا بالخصم من اللاعبين الذين يتعدون على القرار وعدم تنفيذ قراره وعندما احتدم الأمر مع عبدالحفيظ برر موقفه عندما تم التقاط صورة له بالقرب من ميدان رابعة العدوية مع مجموعة من المؤيدين لعودة مرسى بأنه كان يؤدى صلاة بالقرب من الميدان الأمر الذى «التبس» على من شاهدوه. أبو تريكة لاعب الأهلى وبعد انضمامه للتدريبات تعرض لمواقف كثيرة تقف ضده بسبب مناصرته للرئيس المعزول حيث يعلم الجميع داخل النادى وخارجه أنه ينتمى إلى تيار الإخوان المسلمين وترددت شائعات كثيرة بأنه يذهب إلى ميدان رابعة العدوية الأمر الذى دفع مدير أعماله إلى نفى هذه الشائعات. وفى نفس الوقت يعانى اللاعب من حالة نفسية سيئة أثرت عليه فى التدريبات التى يخوضها الفريق.. الأمر الذى جعل إيهاب على طبيب الفريق يؤكد أن الحالة النفسية التى يمر بها اللاعب تؤثر عليه أثناء أداء التدريبات وينوى اللاعب الاحتراف بإحدى الدول العربية حتى يخرج من هذه الأجواء.. ومن جهة أخرى اتخذ «ألتراس» ثورجى قراره بالنزول إلى الميادين والاشتراك فى فاعليات 30 يونيو، كما شارك فى الوقفة أمام قصر القبة مستجيبًا لدعوات رحيل مرسى بالوقوف أمام القصور الرئاسية.. بينما «ألتراس» أهلاوى اتخذ قرارًا منذ البداية بعدم النزول والاشتراك أمام النادى الأهلى للمطالبة بالقصاص، ويأتى قرار عدم المشاركة لخوفه من اتهامه بالقيام بأعمال عنف أو تخريب كما حدث فى أعقاب ثورة 25 يناير. ومن جهة أخرى وجه «ألتراس» كلامه إلى الرئيس المعزول مطالبًا بترك الحكم أسوة بالحسن رضى الله عنه حقنًا للدماء. وقام «ألتراس» الزمالك «وايت نايتس» بوقفة احتجاجية أمام دار القضاء العالى للمطالبة بالإفراج عن «سيد مشاغب» والذى ألقى القبض عليه فى إحدى التظاهرات بدون وجه حق على حد قولهم. هذه الأحداث التى قام بها «وايت نايتس» بعيدة عن اتخاذ قرار بعودتهم إلى مدرجات ميت عقبة لمشاهدة التدريبات استعدادًا لمباريات دورى رابطة الأبطال الأفريقى. فى الزمالك اتخذ مجلس إدارته والجهاز الفنى قرارًا بالمشاركة فى مساندة ميادين التحرير والاتحادية وعزل مرسى عن الحكم حيث قاد أحمد حسن تظاهرة حاشدة للاتحادية من أجل وضع حد حاسم لاستقرار البلد وعودة الدورى إلى مساره الطبيعى وعودة الرياضة المصرية خصوصًا أن هناك بطولات أفريقية وعالمية يحرص الجميع على المشاركة فيها. هذا الشعار الذى رفعه الزمالك يتزعم مسيرة شبرا فيه أحمد عيد عبد الملك حيث قاد مسيرة حاشدة من أجل استقرار البلد ووضع نهاية للظلم الذى يعانى منه غالبية الشعب من فقر وجوع وتردى الحالة الاقتصادية.. التظاهرة مستمرة حتى استقرار البلاد وعودة الوضع الطبيعى للرياضة المصرية. وكان ممدوح عباس قد سعى لاستراتيجية منظمة لتنظيم التظاهرات بسبب حالة عدم الاستقرار التى شهدها النادى بسبب اللوائح التى تم فرضها على الأندية والتى كان من الممكن عدم إثارة هذه اللوائح بسبب الحالة التى تمر بها البلاد، خصوصًا أن الموارد المالية لجميع الأندية غير مستقرة وتسببت فى حالة عدم استقرار للتعاقدات وعدم الالتزام فى صرف رواتب العاملين بالأندية.. ولم يفلح النظام السابق المعزول فى إيجاد حلول سريعة للمنظومة الرياضية التى هى المتنفس الطبيعى لغالبية الشعب.