الأزمات تطل برأسها دائما مع الأولتراس الأهلاوى لكن مواجهة الجيش فاقت كل الأزمات السابقة، خاصة أن كل الروابط ترفض تحمل مسئولية غلطة الأولتراس الأحمر فى حق الجيش والشرطة والبورسعيدية فى فعلتهم المثيرة للجدل خلال مواجهة الأهلى الأخيرة مع «توسكر» الكينى!
أهلاوى وديفيلز عادا إلى الملاعب بعد أكثر من عام جابوا فيها شوارع المحروسة بحثا عن حق إخوانهم وأصدقائهم الذين قتلوا غدرا فى مذبحة بورسعيد.. وعودة الأولتراس الأهلاوى إلى مدرجهم «الثالثة شمال» بعثت القلق فى نفوس أبناء الوسط الرياضى والمسئولين عنه بسبب الإصرار الذى بدا واضحا من رسائل مباراة توسكر على استكمال مشوارهم فى القصاص من المسئولين عن المذبحة «من وجهة نظرهم»- وهو حذرنا منه سابقا-.. وعدم اكتفائهم بالحكم القضائى بالإعدام لأكثر من 21 متهما فى القضية وحبس أغلب باقى المتهمين!
المسئولون عن الرياضة الذين أوهموا أنفسهم بأن القضية قد انتهت وأن أحداث المذبحة كفيلة بعودة التشجيع المثالى أفاقوا على صدمة «دخلات» الأولتراس الأهلاوى التى صوبت رسائلها فى كل الاتجاهات.حالة الجدل بشأن مفاجآت توسكر الكينى امتدت للمرة الأولى لأعضاء المجموعة على الصفحة الرسمية لهم.
(أ.ف) أحد الأصوات العاقلة فى الأولتراس الأهلاوى «ديفيلز» قال ل «روزاليوسف»: إن مبدأ التعميم خطأ فى كل الأحوال وأن إهانة المؤسسة العسكرية أو الشرطة أو حتى بورسعيد «المدينة» خطأ كان لايجب الوقوع فيه.. واستطرد نحن نعلم جيدا المتورطين فى المذبحة وعلينا أن نستكمل كفاحنا لتقديمهم للعدالة من أجل القصاص العادل.بينما يرى (ى. م) أحد أعضاء «أهلاوى» أن ماحدث أمر طبيعى لأن القصاص لم يكتمل وقال مستنكرا: هما زعلوا علشان بنطالب بمحاسبة المشير طنطاوى المسئول على الأقل سياسيا عن المجزرة ومش زعلانين على 72 شابا زى الفل ماتوا غدرا بمؤامرة مكشوفة.
المؤكد أن الأولتراس الأهلاوى يتحرك وفقا لرؤية خاصة تحكمها مبادئ الأولتراس التى لاتقبل الهزيمة ولا ترضى إلا بأخذ الثأر بعيدا عن أى حسابات ولذا دائما ما تأتى ردود أفعالهم صادمة للجميع، سواء لإدارة النادى الأهلى التى تراهم صداعا مزمنا يجب التخلص منه فى ظل الخسائر التى لم تتوقف عند الخسائر المادية التى يتكبدها النادى نتيحة تحطيم مقاعد الاستاد، بل امتدت إلى المستقبل الأفريقى لفريق الكرة الذى بات مهددا بعقوبات من «كاف» نتيجة إلقاء شماريخ على أرض الملعب أثناء المباراة أحدها وصل إلى حارس مرمى الفريق الكينى قبل إحراز الأهلى لهدفه.. وهو سلوك يخالف مبادئ الأولتراس نفسها التى تحظر القيام بأعمال تضر النادى الذى تنتمى إليه!
ويبدو أن مواجهة الأولتراس ووزير الرياضة لن تتوقف عن المطالبة بإسقاطه، خاصة بعد قراره بإقامة جميع المباريات سواء محلية أو عربية أو أفريقية بدون جمهور، بالإضافة إلى قانون شغب الملاعب الذى ينتظر إقراره تشريعيا وربما يمتد الأمر لقانون حظر الأولتراس، خاصة بعد الغضب الذى أصاب المؤسسة العسكرية والذى دفعها إلى التراجع عن وعودها ورفض استضافة مباريات الدورى على ملاعبها وهو ما يهدد استكمال المسابقة.
(أ. ش) أحد قيادات الوايت نايتس الزملكاوى قال ل «روزاليوسف» بحسم: لن نتحمل وزر الأولتراس الأهلاوى واستطرد: لقد ساندناهم فى قضيتهم برغم كل تحفظاتنا وحرمنا أنفسنا لعام كامل من دعم الكيان الذى نعشقه والذى تأثر ماديا كثيرا بعدم حضور الجماهير، وعلى وزير الرياضة والمسئولين أن يعاقبوا من أخطأ فقط ولن نسمح أن يكون العقاب جماعيا سواء بمنعنا من مساندة الزمالك أو إصدار قانون بحظر مجموعات الأولتراس، وقال: الأولتراس لن يموت ولن ينجح أحد فى القضاء عليه.
الشائعات مازالت تطارد الأولتراس الأهلاوى تارة بالتمويل وتارة أخرى بسيطرة الرجل الثانى فى جماعة الاخوان المسلمين خيرت الشاطر عليهم.. تلك الشائعات باتت تلقى صدى واسعاً «برغم عدم وجود دليل عليها» فى الشارع الملىء بعلامات الاستفهام حول سلوك الأولتراس الأهلاوى والتوقيت الخاص به، الأولتراس الأهلاوى جماعة رياضية فى المقام الأول تضم جميع ألوان الطيف السياسى، إضافة إلى ان انصياع الأعضاء لقرارات إدارة المجموعة لا يكون أمرا مطلقا، بل يخضع لمناقشات بعيدا عن مبدأ السمع والطاعة، وبهذا يكون من المستحيل أن تتم السيطرة على المجموعة والتحكم بها من فصيل سياسى بعينه وإن صحت الشائعات فلن يتعدى الأمر بضعة أفراد من المجموعة.
المتابعون لظاهرة الأولتراس والعالمون ببواطن الأمور فيها يدركون جيدا أن الأولتراس الأهلاوى سيستكمل طريقه نحو القصاص من جميع المسئولين عن المذبحة أيا كانت صفتهم وأنه فى سبيله لذلك سيصطدم بالتأكيد بالنظام الذى يقبع على رأسه الإخوان «وهو ما اكدناه سابقا».أحداث مباراة توسكر الكينى لم تكن عشوائية، بل هى القطرة الأولى من غيث قادم باتجاه الشرطة والمجلس العسكرى السابق وكل ما يمت بصلة لبورسعيد المدينة، خاصة فى ظل الحرب الإعلامية المتبادلة التى كان آخرها ارتداء اللاعب كريم ذكرى مدافع تليفونات بنى سويف واحد أبناء بورسعيد لتيشيرت كتب عليه بورسعيدى وافتخر أتبعه بتصريحات إعلامية ساخنة ضد الأولتراس الأهلاوى متحديا إياهم بارتدائه تيشرت مكتوباً عليه بلد البالة طول عمرها رجالة فى المباراة القادمة.. وهو ما سيقابل برد فعل عنيف من قبل الأولتراس الأهلاوى ضد اللاعب وفقا لمعلومات حصلت عليها «روزاليوسف» ستكلف مجموعة الديفلز المسيطرة على المحافظات فرعها ببنى سويف بالرد على اللاعب بطريقتهم، وفى المقابل أنقذت العناية الإلهية وحنكة مدير مديرية التربية والتعليم بالقليوبية خطة الأولتراس الأهلاوى للاعتداء على أبناء بورسعيد من طلبة المدارس الذين قدموا للقليوبية للمشاركة فى إحدى المسابقات وهو ما يؤكد أن العداء ضد بورسعيد لن يتوقف.
نتفهم لوعة الأولتراس الأهلاوى على أصدقائهم وإخوانهم الذى ماتوا على أيديهم فى بورسعيد وأتفهم رغبتهم فى القصاص، ولكن لابد أن يكون السبيل لذلك دون ضحايا جدد ودون إهالة التراب على كل شىء.. نعم الشرطة متورطة بحكم المحكمة فى الجريمة ولكن لا يمكن أن نعتبر كل الضباط وأفراد الشرطة خونة.. نعم هناك مواطنون ينتمون إلى مدينة بورسعيد سواء من جمهور الأولتراس أو من غيرهم نفذوا الجريمة ولكن لايمكن اختصار المدينة الباسلة وتاريخها المشرف فيهم، لابد أن يتوقف الأولتراس الأهلاوى عن الانتقام من كل ما هو بورسعيدى.. وأتذكر هنا كلمة المعلق التونسى الشهير رؤوف بوخليف «لا تلعب بالنار لتحرق أصابعك».وأعتقد أنه حان الوقت لأن تفيق الدولة من سباتها العميق وأن يقطع سيف القانون كل من يتخطاه أيا ما كان وليبدأ النظام بنفسه.