كل العالم يترقب ما سموه ب«الحرب العالمية الثالثة» من أقصى الشرق، بعد التهديدات المبالغة جدا «لصدّام كوريا الشمالية الشاب» للولايات المتحدة بضربها ما بين الحين والآخر، فى الوقت الذى تتبلور فيه خطوط حرب عالمية ثالثة حقيقية لا «ساركزم» فى الشرق الأوسط، فلن تكون كورية بل مصرية، لو سكتنا على هذا التقارب المريب بين إيران والإخوان.. هذا المد الشيعى ذو الغطاء الاقتصادى الذى يخنق مصر بين هلالين إخوانى وشيعى!فإيران التى تغرى مصر بإغراءات مليارية «كاذبة» لتبرر للإخوان الهرولة للفرس، بدأت بالفعل فى مدها الشيعى بنشر «الحسينيات» فى مصر، ووفق د.خالد سعيد القيادى بالجبهة السلفية.. هناك 52 منها وحركة تشيع مخطط لها فى الصعيد والبحر الأحمر!
د.طارق السهرى وكيل مجلس الشورى وعضو الهيئة العليا لحزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية قال لنا خلال نقاش مطول عن هذه الأزمة إن هناك «مداً صفوياً» فى المنطقة العربية، هذا المد يعتمد على إحداث بلبلة وفرقة داخل المجتمعات العربية وإشاعة الفوضى، وما يحدث الآن من محاولة المد الرافضى الشيعى لمصر هو تشيع يرتدى عباءة الاقتصاد، ومن الأمور التى أستغربها تصريحات بعض المسئولين فى مصر من أنهم سيأخذون كل المحاذير اللازمة لعدم وصول الشيعة إلى المزارات الدينية ونشر التشيع.. وقال لهم فى ظل هذا الانفلات الأمنى: كيف سيتم منع هؤلاء من الانتقال ونشر التشيع؟ وكيف سيتم منعهم من إظهار عقائدهم التى تخالف عقائد أهل السنة والجماعة؟ ومصر بطبيعتها بلد سنى، والجو غير مهيأ الآن لمثل هذا التقارب، إضافة إلى ذلك التاريخ الأسود الذى قامت به الدولة الصفوية الشيعية على مر العصور فى إسقاط الخلافات الإسلامية، وحديثا من تحالفها مع الصهيونية العالمية فى إحداث الحروب والفرقة فى العراق وأفغانستان واليمن ولبنان والبحرين وسوريا، فهل نريد الآن أن نقسم مصر إلى طوائف لخدمة المشروع الصهيونى الذى يسعى لتقسيم الشرق الأوسط كما يقولون تحت مسمى شرق أوسط جديد، ناهيك عن عقائدهم التى تختلف تماما مع أهل السنة، فمنهم فرق كالاثنى عشرية الإمامية تسب صحابة النبى صلى الله عليه وسلم جهارا نهارا، ومنهم طوائف تجيز ما حرمه الله عز وجل من زنى تحت مسمى نكاح المتعة، بالإضافة إلى جرائمهم فى حق السنة بالأهواز فى إيران، التى نعتبرها فلسطين المنسية، وخطورتهم على المنطقة تأتى من أنهم يظهرون غير ما يبطنون وهذا مذهب التقية عندهم، فمثلا الظاهر أنهم يسعون للتقارب ومساندة مصر ولكن الباطن أنهم يسعون لنشر المذهب الشيعى، وأيضا الظاهر أنهم يخالفون اليهود والأمريكان وأن هناك بينهم حروباً ولكن الباطن أن هناك مصالح مشتركة بينهم.. فهم وجهان لعملة واحدة، وكل ذلك لايصب فى صالح المواطن المصرى.
وأضاف السهرى نحن نثمن دور الأزهر الشريف فى دعمه لمذهب أهل السنة والجماعة فى العالم العربى والإسلامى كله، وأيضا نرجو من الحكومة أن تعى جيدا ما تحاول أن تفعله هذه الطائفة الشيعية بالأمة الإسلامية.. وأن يقرءوا التاريخ حتى يقفوا على حقيقة هؤلاء ولايغتروا بحفنة الدولارات التى ستأتى من ورائهم لأن ما سيأتى من خراب أشد من ذلك، وليس هناك دليل أوضح على مطامعهم من أنهم لقبوا الخليج العربى بالخليج الفارسى وتلاعبهم بأمن الخليج.. ومحذرا من استغلال الشيعة لبعض الشباب المتصوف المحب لآل بيت النبى صلى الله عليه وسلم لبث الفرقة بين المسلمين داخل مصر وجعلهم فرقا وطوائف.. وداعياً أصحاب الطرق الصوفية أن ينتبهوا إلى ذلك الأمر وأن يتمسكوا بسنة النبى صلى الله عليه وسلم الصحيحة وأن ينبذوا كل البدع لحديثه صلى الله عليه وسلم «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى»، وأن يراجعوا كتب السنة الصحيحة التى تنبذ البدع والخرافات لأن البدع أصبحت مدخلا للمذاهب والفرق الضالة.
وأشار إلى أن الدعوة السلفية قامت على الكتاب والسنة، ولايوجد تصفية حسابات بين الصوفية والسلفيين، إنما أهل السنة ينبذون الشرك والبدع والخرافات والتمسح بالأضرحة وطلب الحاجة مفهم انطلاقا من قول الله تعالى «وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان».. موضحا أن الاختلاف مع إيران عقائدى وسياسى، والإشكالية فى إيران أنهم من جلدتنا يتسمون بأسماء المسلمين، لذلك فهم الأخطر من اليهود.. لأن الكفار واليهود أمرهم واضح للعيان لحديث النبى صلى الله عليه وسلم «هم من جلدتكم يمرقون من الإسلام كرمى السهم من الرمية» كما أننا نرفض التطبيع مع اليهود.. رافضا العلاقات مع إيران والأموال التى ستأتى منهم لأنه حتى السياحة الإيرانية التى ستأتى لمصر لن تؤثر فى الاقتصاد بأى شىء ونحن فى غنى عنها.. محذرا من أنه فى الآونة الأخيرة سمعنا أصواتاً تعلو فى الشارع المصرى والقنوات الفضائية للمطالبة بنشر هذا المذهب الشيعى الضال اعتمادا على كلام مغلوط باطل من فئة تعد على أصابع اليد الواحدة تحت مسمى الحرية والتقارب.
فيما أوضح الدكتور علاء أبوالنصر الأمين العام لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية أن مهاجمة بعض الشباب من التيارات الإسلامية للمؤتمر الصوفى الذى عقد بجامعة الأزهر وكان سيحضره السفير مجتبى أمانى القائم بأعمال السفارة الإيرانية فى القاهرة سببه أن التيار السلفى يهاجم التقرب الشيعى الحالى بكل صوره، وجزء كبير من التيار السلفى يرى أن أحد الأبواب التى من الممكن أن ينفذ منها الشيعة هو الطرق الصوفية على أساس أنهم يلتقون فى أجزاء مع الشيعة منها مثلا حب آل البيت وغيره، لذلك فالعداء قديم أصلا متأصلا ما بين التيار السلفى والتيار الصوفى، وهذا العداء بينهما يصل إلى المسألة العقائدية وليس مجرد اختلاف فى الفروع، وحذر من التبشير بالتشيع فى مصر لأن إيران تأخذ على عاتقها تصدير المذهب الشيعى، ويجب ألا ننظر إلى التقارب مع إيران بحسن نية أبداً، لأنه أكيد لو لم يكن نشر التشيع معلناً فإن تياراً منهم يريدون أن ينفذوا بالمد الشيعى لمصر.. قائلا إننا لن نسمح أبدا بوجود المد الشيعى فى مصر، ولن نسمح أبدا بسب أمهات المؤمنين وصحابة النبى صلى الله عليه وسلم، ولكننا كمنهج وسط لن نفتحها على البحرى كطرف ولن نقفلها خالص كطرف آخر فى علاقاتنا مع إيران، لذلك لن ننغلق ونجمد علاقتنا مع إيران، ولكن نطالبهم بضوابط لعودة العلاقات أولها عدم المد الشيعى وعدم التلاعب بالأمن المصرى سواء بإحداث فتن أو قلاقل وعدم سب الصحابة وأمهات المؤمنين، والضابط الثانى عدم مساعدة نظام بشار الأسد فى سوريا، وثالثا عدم التلاعب بأمن الخليج، والضابط الرابع رفع أيدى السلطة الإيرانية عن العرب السنة فى الأهواز داخل إيران وعدم اضطهادهم وتعذيبهم وسجنهم.. محذرا أنه فى حالة عدم الالتزام بهذه الضوابط فلا عودة للعلاقات مع إيران ولو سددت ديون مصر كلها ورفعت الاقتصاد المصرى وجعلته فى مصاف دول العالم الأول فسوف نرفض العلاقات معها، حيث إن الأزمة الاقتصادية أرحم من أن نسقط فى بئر الشيعة المظلمة واختلافنا وانقسامنا فى مصر كطوائف وفرق.
«د.خالد سعيد» المتحدث الرسمى للجبهة السلفية أكد أن عودة العلاقات مع إيران تضر مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لكن استجابة النظام السياسى والحكومة للضغوط الاقتصادية جعلها تقيم علاقات مع إيران وجعلها تهون من خطر المشروع الشيعى وهذا خطأ فادح، لأن الفلوس ليست هى كل حاجة، فديننا وأمننا وشبابنا أهم، كما أننا إذا كنا سنتعامل معاملات اقتصادية.. فلنتعامل مع دول غير ذات مشروع لأن الخطورة فى الدول ذات المشاريع، ومعروف تاريخيا منذ عهد الدولة الصفوية قبل 300 سنة أنه يوجد مشروع إقليمى عنصرى توسعى وهو المشروع الشيعى الصفوى، وهذا المشروع أصبح واضحا الآن، فلم نكن نسمع عن حاجة اسمها شيعة فى القطيف ولا الإحساء بالسعودية وأصبحنا نسمع الآن ولم نكن نسمع عن اضطرابات فى البحرين وأصبحنا نسمع الآن وما حدث بالعراق وسوريا والكويت يثبت أن هناك مشروعا شيعيا طوق المنطقة الشرقية من الأمة العربية ويستعد لغزو المنطقة الغربية وأولها مصر، ومازالت الاختراقات ضعيفة جدا فى مصر وينبغى أن نكون يقظين لهذا الاختراق.. رافضا الضمانات التى أعلنها الإخوان والحكومة ويقولون إنها تحول دون نشر التشيع من الأفواج الإيرانية التى ستأتى مصر.. قائلا: نحن لا نقبل ضمانات شفوية لأن المشروع الشيعى توسعى وما يحدث بالعراق وسوريا ولبنان وبعض الدول العربية خير دليل، وفى مصر اتكلم عن «25» حسينية لهم، كما أنى لدى معلومات عن حركة من التشيع يريدون أن يرسموها فى الصعيد فى مناطق الأشراف وقنا وغيرها بدعوى حب آل البيت دون إظهار بقية العقائد الباطلة من سب الصحابة وأمهات المؤمنين وتحريف القرآن وغيرها، وأيضا حركة من التشيع فى الغردقة ورأس غارب، وأيضا يوجد «50» متشيعاً مصرياً درسوا وتخرجوا فى الحوزة هذا العام وحصلوا على الزهراوية، وهذه كلها معلومات بين يدى، لذلك لا يجد ضماناتهم لهم.. مهاجما الطرق الصوفية وبالأخص علاء أبوالعزايم شيخ الطريقة العزمية لأنه صوفى وثيق الصلة بإيران، حيث يذهب إلى إيران مرتين أو ثلاثاً فى العام وإيران تدعمه دعماً غير مسبوق، وله مجلة تسمى الإسلام وطن يكفر فيها أهل السنة ويقول عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب والإمام أحمد بن تيمية والإمام ابن القيم الجوزية إنهم الثالوث التكفيرى، وكتب 12 مقالا من المذهب الجعفرى الاثنى عشرى الضال الباطل، قائلا عنه إنه من المذاهب المعتبرة وإنه ينبغى التعامل معه، وله أقوال منكرة فى السيدة عائشة رضى الله عنها.
«د. نصر فريد واصل» مفتى الجمهورية الأسبق المقرب للإخوان قال لنا: إن بعض الأفراد الذين يقولون إنهم متشيعون أو معتنقون المذهب الشيعى فى مصر عددهم قليل جدا ولا يعتد بهم بدليل أنهم عجزوا عن تحقيق هدف نشر التشيع فى مصر، ومصر حريصة كل الحرص بأزهرها على سد باب مسألة التشيع بكل الطرق والوسائل والمصريون فى حد ذاتهم حائط صد لذلك، بدليل مرور ما يقرب من ألف سنة الآن بعد إنشاء الأزهر ومع ذلك عجزت الشيعة عن أن تخترق الشعب المصرى.. موضحا أن هناك فارقاً كبيرا جدا بين الصوفية والشيعة، وأن الاختلاف بيننا وبين إيران جزء منه عقائدى وجزء سياسى، فالجزء العقائدى المتعلق بالحكم هو نظام الحكم نفسه، وبالتالى هو سياسى، هذا هو الفرق بين الشيعة كنظام سياسى وحكم وبين نظام أهل السنة والجماعة كنظام شرعى وفقهى وحكم.. ثانيا أن يدخل التشيع مصر أو أن نرى فى يوم من الأيام أى موكب شيعى فى مصر، لأن هذا مستحيل فى بلد الأزهر، لأن شعب مصر والأزهر والعلماء حائط صد قوى جدا ضد الفكر الشيعى.
وعلى الجانب الآخر أوضح سعد عمارة وكيل لجنة الأمن القومى وعضو مكتب الإرشاد أن عودة والعلاقات مع إيران مهمة وليست لها علاقة بالتبشير بالتشيع، فالسعودية وهى أم الحركة السلفية لها علاقات وثيقة مع الدول الإيرانية وتوجد سفارات متبادلة موجودة وهناك سائحون إيرانيون فى الحج والعمرة متوافدون باستمرار على المملكة العربية السعودية ولم تمنعهم المملكة، فبالتالى قضية التبشير بالتشيع ليست لها علاقة بقضية العلاقات، فقضية التبشير بالتشيع هى فكرة يمكن أن تنتقل عن طريق الإنترنت، وعدم وجود علاقات لا يمنع التشيع كما أن وجود العلاقات ليس بالضرورة سببا لزيادة التشيع، وهناك مصالح للدولة المصرية يجب أن نتحاور فيها لأن مصر فى وضع غير طبيعى الآن، والدول على مستوى العالم التى ليس لها علاقات كاملة مع إيران هى ثلاث دول هى الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل ومصر وهذا وضع غاية فى الخطورة، فالدولة الإيرانية مهمة ومهما اختلفنا مع سياساتها لا نستطيع أن نتجاهلها ويجب أن تكون هناك علاقات طبيعية معها لأن هناك مصالح حيوية بين الدولتين.
وفى المقابل أوضح عبدالخالق الشبراوى شيخ الطريقة الخلوتية الشبراوية ورئيس جبهة الإصلاح الصوفى أن عودة العلاقات المصرية الإيرانية تهدف إلى إيقاع نظام بشار الأسد فى سوريا، وأنه إذا وقعت سوريا فلن تقوم القائمة لمصر مرة أخرى، لأن سقوط النظام السورى يضر بالمصالح المصرية والعالمية، والإخوان يسعون للخلافة الإخوانجية للأمة الإسلامية وليس الخلافة الإسلامية للأمة الإسلامية.. نافيا أن يكون نظام بشار الأسد هو الذى يقتل السوريين، إنما الذى يقتل هو الجيش الحر الذى ينتمى إلى القاعدة والإخوان المسلمين والسلفية الجهادية.. معلنا أنهم اتجهوا لحماية أنفسهم من السلفية الجهادية عندما أعلنوا أنهم سيهدمون الأضرحة، وإذا ثبت أن السلفية الجهادية أو الإخوان هدموا ضريحاً سيقابلون ذلك، فهم يعلمون منازلهم وأنشطتهم والنار تظهر بشدة من مستصغر الشرر.. متهما الإخوانجية أنهم السبب فى وضع أكل غير سليم لطلبة الأزهر وبذلك يتسمم الطلبة ويسببون مشكلة لشيخ الأزهر ويطالبون بعزله ودائما ما يعارضهم وآخرها رفضه لمشروع الصكوك وغيره ولا يستطيعون إستمالته تجاههم، وهذه هى طريقتهم لإزاحة من لا يستطيعون إزاحته بأنفسهم مثلما فعلوا عندما قتل جنودنا فى رفح فتم إزاحة وزير الدفاع.. ونفى أن تكون الصوفية الباب الخلفى لوصول الشيعة إلى مصر كما يقال، فهو مثلا جده سيدنا عمر بن الخطاب صلبا ومذكور هذا فى كتاب خطط مصر التوفيقية لعلى باشا مبارك، حيث ينتهى نسب الشبراوى صلبا إلى سيدنا عمر بن الخطاب، فكيف يسمح أن يسب الصحابة وهو جده عمر بن الخطاب، لكنهم يحبون آل البيت وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله «بأيهم اقتديتم اهتديتم».. متهما السلفية والإخوان بأنهم خوارج هذا الزمان، وذلك وصفهم بمقياس أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم وأحاديثه فى المستدرج وفى الكتب الصحاح، حيث قال فيهم «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».. مطالبا بعودة العلاقات لأن هذه العلاقات لها جذور، فمثلا شاه إيران كان متزوجا من الأميرة فوزية أيام الملك فاروق وبذلك العلاقة فيها طهر ونسب وقف مع مصر أيام السادات، ووقفت إيران بجانب مصر فى حرب أكتوبر 1973ولكن عندما قامت الثورة الإسلامية فى إيران خاف مبارك من الثورة الإسلامية الجهادية، فأغلق باب العلاقات تماما معها طوال فترة حكمه.