منذ سنوات عدة وأنا أطالب بضرورة مشاركة العالمات الأزهريات فى الإفتاء فكثير من النساء والفتيات يتحرجن من طلب الفتوى فى أمور خاصة بهن من العلماء الرجال ولكم سعدت باقتراح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والذى طرحه مؤخراً بتفعيل دور المرأة و دعم مشاركتها فى الإفتاء وعضويتها بمجمع البحوث الإسلامية نظراً لمكانة المرأة التى تبوأتها فى الشريعة الإسلامية ودورها الحيوى فى واقع الحياة العملية. ولا شك أن الأزهر الشريف يمتلئ بالعديد من العالمات اللاتى لا تقلن شأناً عن العلماء الرجال سواء فى الدعوة أو الإفتاء ولا أدرى لماذا لم يشاركن حتى الآن فى هذا المجال رغم تدعيم الرسول «صلى الله عليه وسلم» لهن بالحديث عن السيدة عائشة قائلاً «خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء» ليدشن مرحلة جديدة تخرج بالمرأة من عصر الجاهلية والإنكار إلى عصر يعطى للمرأة كرامتها ودورها فى مجالى الدعوة والإفتاء، والذى لا يعلمه الكثيرون أن الأزهر يضم منذ نشأته العديد من الرائدات اللاتى يحسب لهن إعادة بعث الحياة لدور المرأة فى مجال الدعوة والفقه والشريعة مثل الدكتورة زينب عصمت راشد التى تولت منصب أول عميدة لكلية البنات الإسلامية منذ إنشائها عام 1962 واستطاعت بثقافتها وعلمها أن تمكث فى العمادة ما يقرب من الخمسة عشر عاماً فتحت خلالها مجالاً للدراسات الدينية وتخريج الداعيات المثقفات بأمور الدين والدنيا، وكذلك الدكتورة عائشة عبدالرحمن وهى أول سيدة تحاضر فى الأزهر الشريف وكانت تحفظ القرآن الكريم كاملاً وكانت لها بصمات واضحة فى إرساء دعائم الفقه.. هؤلاء وغيرهن من البارعات فى مجال الدين تألقن وأصبحن نجمات فى ساحات الدعوة والإفتاء وأتمنى أن يسارع فضيلة الإمام الاكبر شيخ الأزهر بتفعيل دور المرأة فهو حق أصيل لها ولا شك أن أول امرأة عضو فى مجمع البحوث الإسلامية ستمثل انتصاراً كبيراً للمرأة المصرية وسيحسب هذا الانتصار لفضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب.