التطوير داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون - وتحديدا داخل «قطاع الأخبار» برئاسة «إبراهيم الصياد» - مازال مستمرا، فبعدما تم تطوير قناة «النيل» لتصبح بديلا ل«النيل للأخبار» بأحدث الأجهزة وباستوديو «5»، الذى يعد أكبر استوديو أخبار فى الشرق الأوسط، كما أكد المسئولون عن وكالة «أسوشيتدبرس» العالمية، حيث تبلغ مساحته 900 متر مربع، وهو عبارة عن صالة تحرير أخبار، بلاتوه متصل بها.
مرحلة تجميل أو «تحجيب» «ماسبيرو» وتغيير جلدها على «الطريقة الإخوانية» وهى مازالت جنينا، هل سيولد الجنين مكتملا، أم سيخرج للوجود مشوها؟.. وسط هذه الأجواء ومن داخل غرف العمليات، نتناول فى هذا الملف توابع عمليات التجميل «التغييرات» التى فى ظاهرها تطوير، وفى باطنها «تحجيب»، وتقديم بعض القيادات فروض الطاعة والولاء لأولى الأمر، لكى ينالوا نصيبا من «كعكة الجماعة»، بعد حركة التغييرات الواسعة التى شهدها ماسبيرو فى الأسبوع قبل الماضى.. فى هذا الإطار نواجه رئيس القناة الأولى «سيد الأهل» الملقب ب «قلب الأسد»، والذى يتردد أنه «مفتاح سر» الخطط الإخوانية، وفى الوقت نفسه نقترب من المتضررين من التغييرات الإخوانية، لكن فى الإذاعة، وبطل هذه الواقعة الإعلامى المخضرم «عبدالرحمن رشاد»، المتهم بأنه من حلفاء النظام السابق، ليرد على استبعاده. ولأن «ماسبيرو» لا يخلو من النيران وأيضا الشائعات.. نفتح قصة تحويل قناة «25 يناير» لقناة مساهمة إخوانية داخل ماسبيرو ودخول «25 يناير» المريب والذى يواجهه خروج «مريب» لقنوات أخرى مثل «التت، والحافظ»، بعد قرار غلقهما.. رغم تحفظنا على المواد التى تبثها القناتان، فإننا نرفض سياسة الغلق والتخويف، وهى الخطوة التى مهد لها تهديد «دريم» وغلق «الفراعين».. فى معركة الشرف والدين فى منظومة الإعلام المصرى. وسط أكوام هذا الجدل زارت «روزاليوسف» أحد مقار التطوير وهى قناة «النيل» التى بلغت تكاليفها رقما غير مسبوق- ما يقارب ال 180 مليون جنيه- رغم الحديث الذى لا ينقطع عن الأزمات المالية داخل «ماسبيرو».. ذهبنا لمعرفة الحقيقة على أرض الواقع، لنلمس حجم التطوير المنشود، والأسئلة المطروحة: هل يسترد الإعلام المصرى مكانته رغم كل الفوضى والارتباك ويكون إعلاما لكل المصريين بعد توافر كل هذه الإمكانيات؟.. أم أن التطوير هنا لمصلحة «الجماعة» فقط؟
ملحق بالاستوديو غرفة تحكم، تعمل بأحدث الأجهزة، ونظام مرئى يساير العصر بتقنية الHD، وهو الاستوديو الذى تم التفكير فى إنشائه عام 2010 وكان مقررا افتتاحه فى يناير 2011 ووصلت تكلفة تجهيزه إلى ما يقارب ال 180 مليون جنيه، وهو الاستوديو نفسه الذى كان «استوديو للدراما» صور فيه العديد من الأعمال الفنية الكلاسيكية ك «صغيرة على الحب»، و«دموع فى عيون وقحة». «روزاليوسف» زارت الاستوديو بعد افتتاحه، وتجولت فى «كواليسه» تحديدا يوم الأربعاء الماضى أثناء إذاعة نشرة الخامسة، لنكتشف أن هناك محاولات للتطوير فى مستوى الأخبار التى تقدم، حيث يتم التخطيط للعمل اليومى على كيفية ملاحقة الخبر، خاصة أن تليفزيون الدولة وما يصدر عنه تأخذه القنوات الأخرى، ولذلك لابد أن يتم التأكد مما يقدم، حتى لا يتم نشر أخبار كاذبة، وكان رهان القناة على الخبر المحلى، لذلك كان هناك قرار بأن يكون هناك مراسلون فى كل محافظة وقرية ومدينة فى مصر، وتم بالفعل اعتماد هؤلاء المراسلين الذين بلغ عددهم 25 مراسلا، كما أن قطاع «القنوات الإقليمية» تعاون مع «قطاع الأخبار» وأمد قناة «النيل» بالمراسلين، ويتم التفكير حاليا فى أن يتم مد كل مراسل بكاميرا وجهاز لنقل البث المباشر، وبالنسبة للمراسلين فى الخارج فقد تم دفع ما قيمته مليون و200 ألف دولار لوكالة الأنباء الأمريكية «أسوشيتدبرس» المصورة، حيث إن حجم الديون بلغ 2 مليون دولار، وكان رئيس الوكالة فى زيارة إلى مصر الأسبوع الماضى، وقام بزيارة الاستوديو، وأبدى إعجابه وانبهاره به، وقال رئيس الAB إنه من أكبر استوديوهات الأخبار عموما، وبالفعل تمت تسوية مشكلة خدمة الأخبار الرياضية التى كانت متوقفة، بعد سداد القطاع الاقتصادى المتأخرات الخاصة بهذه الخدمة.. اليوم عدد العاملين بقناة «النيل» يقارب 350 إعلاميا، جميعهم شباب، لديهم الحماسة للعمل، وبسبب الظروف المادية تتم الاستعانة بعمالة من القطاعات الأخرى داخل ماسبيرو
أما عن الخطط القادمة فيقول إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار عنها: فى الفترة المقبلة نجهز لقناة صوت الشعب، التى تمثل الشكل المباشر لقناة النيل، وهى تابعة لقطاع الأخبار، وتحت مظلته، ولكنها قناة منفصلة، ومهمتها فقط تغطية الشأن المحلى، بل تهتم بالنقل المباشر على الهواء، وقد اتخذنا قرارا بعد عملها لمدة عام فى تغطية جلسات مجلس الشورى أن يكون لها استوديو خاص بالمقطم، وهو الاستوديو التابع لوكالة صوت القاهرة، وكان مغلقا فطلبنا استغلاله، وهو شبيه إلى حد كبير من حيث الإمكانيات باستوديو 5ويعمل بنظام الHD، وقررنا أن يكون هناك فريق متفرغ، به وسيضم هذا الفريق أبناء القطاعات كلها واختيار أفضل العناصربعيدا عن «الواسطة» فالجميع يخضع لمعايير الاختيار، ومرحلة التصفية النهائية ستكون أمامى، وسيكون عدد العاملين بهذه القناة أقل من عدد العاملين بقناة النيل، وستضم القناة برامج هواء بنسبة كبيرة، وسيتم النقل المباشر على الهواء، وهناك برامج Talkshow، وسيكون لها دور رئيسى فى نقل جلسات مجلس النواب، بعد الانتخابات البرلمانية، وكذلك مجلس الشورى. أما على الجانب الاقتصادى - والكلام ل «الصياد» - فسيتم الاهتمام بإذاعة «راديو مصر»، التى تعد الطفل المدلل ل «قطاع الأخبار» وهى المحطة التى تأتى بإعلانات إلى الاتحاد، فهى تقدم ما يقارب ال 80 إعلانا فى اليوم. وبسؤال «الصياد» عن الاستعانة بنجوم فضائيات حاليا، أشار إلى أن معظم نجوم الفضائيات الخاصة الآن من ماسبيرو مثل «شريف عامر» و«ريهام السهلى» وغيرهما.. وأضاف: «نحن نرحب بعودة أى مذيع إلى بيته مرة أخرى، وأتمنى أن يخدموا الإعلام المصرى لأنهم هم المستقبل».