زكريا ناصف يكتب : النادى الأهلى منذ إنشائه والهدف منه هو هدف وطنى حقيقى، ففكرته قامت على تجميع شباب مصر ومواجهة الاحتلال الإنجليزى.. استمعوا لنشيد النادى الأهلى وتذكروا التاريخ لتعرفوا رموزه وقياداته وليس مستغربًا ما نراه من جيل جديد من الشباب يعشق الأهلى ويضحى من أجله، ومنذ تكوين مجموعة من عشاق الأهلى لروابط مختلفة حتى بدأ تكوين ألتراس من بعض الشباب المثقفين وحددوا أهداف تشجيع الأهلى داخل وخارج مصر، وزادت الأعداد واستغلوا تكنولوجيا المعلومات والانتشار حتى بدأ العالم يتحدث عن ألتراس الأهلى عند حصوله على أحسن جمهور فى أفريقيا.
وهنا بدأت الأندية الأخرى فى تكوين روابط لمشجعيها ولكن بإمكانيات ومناخ مختلفين ولأندية تعيش ظروفًا أخرى، ثم بدأ التواصل والاتصال بين جميع الروابط ببعض الإيجابيات والكثير من السلبيات، إلى أن وصل الأمر إلى التقاتل والانحراف عن السلوك الطبيعى للتشجيع والانتماء للأندية. ونقف هنا عند النقطة الفاصلة فى دور الألتراس داخل المجتمع، حيث بدأت محاولات الاختراق وبمعنى أدق الاستقطاب، وحدث هذا قبل الثورة من الحزب الوطنى ولكن ألتراس رفض حتى ولو بالمال. أما الاختراق السلبى فهو استمالة بعض اللاعبين والإداريين وبعض أعضاء مجالس الإدارات المتعاقبة إلى أن تغيرت قيادات الألتراس، وبدأ الانقسام والاختلاف فى بعض القضايا، وبدأ الصدام مع وزارة الداخلية وهنا تبدأ القصة الحقيقية لتباين الرأى بين مؤيد ومعارض لسلوك الألتراس ولم يقم أى مسئول فى المجتمع بتقييم ودراسة تلك العلاقة السيئة وإعطاء حلول لعدم تطور تلك الأزمة إلى أن قامت الثورة. حتى ظهر الاختراق والاستقطاب السياسى، ولكن الألتراس كان له دائمًا رأيه المستقل وبصرف النظر عن إيجابياته وسلبياته فى التعامل مع الظروف حتى حدثت كارثة بورسعيد بعد عام من الثورة وسط حالة داخل مصر من عدم الاستقرار الأمنى والسياسى فى ظل حالة من عدم الثقة والتخوين لدى جميع شرائح المجتمع ومات شباب ألتراس فى بورسعيد الذى يرتبط ارتباطًا شديدًا بأصدقائه ورابطته وذويه وتاهت المسئولية عن الحادث، ولكن تبقى المسئولية المباشرة على الأمن ومعه الاتحاد المصرى لكرة القدم بلجانه المختلفة، كمنظم للبطولة والنادى المصرى كمنظم للمباراة وهناك مسئولية غير مباشرة للمجلس العسكرى آنذاك والنادى الأهلى لعدم طلبه حماية كاملة للفريق والجماهير، وبدأ الجميع يبحث عن الجناة والأدلة إلى أن قام ألتراس بتحديد الهدف الذى عاشه منذ الحادث وهو القصاص من الجناة. ولكن يبقى السؤال وهو للجميع: هل ألتراس مخطئون أم على صواب؟! للإجابة يجب التفكير أولاً ثم تحليل ما قاموا به من رد فعل على الأحداث، ثم التقييم الموضوعى لوضع الحلول لما هو قادم لأن الألتراس له دور فى المجتمع ويجب أن يكون إيجابيًا ونجعلهم فاعلين فى المجتمع لنأخذ منهم أحسن ما فيهم. ولكن من بالتحديد يقوم بهذا الدور أولا؟ النادى الأهلى واتحاد الكرة ووزارات الداخلية والإعلام والثقافة والمجتمع المدنى لتحديد الأدوار وتطبيق أهم جانبين أولاً التوعية والتثقيف ونشر الثقافة الرياضية داخل المجتمع، ثم ثانيًا تطبيق القانون واللوائح المنظمة للرياضة وليس لكرة القدم فقط.