بعيدا عن الوعود «الوردية» التى التزم بها اتحاد جمعيات المستثمرين برئاسة محمد فريد خميس خلال زيارتهم لمحافظة الوادى الجديد «الثلاثاء الماضى» من إنشاء شركة قابضة برأس مال مليار جنيه.. وبدء المرحلة الأولى من جامعة الوادى الجديد التى تبلغ الاستثمارات المطلوبة لها 100 مليون جنيه، فالأيام أو الشهور المقبلة وحدها ستثبت صدق النوايا.. وجدية المقصد. يبدو مسار المستثمرين محددا بوصلة مساره باتجاه المناطق المهمشة فى مصر من أقصى الغرب، حيث بدأت رحلة 55 من كبار المستثمرين ممن يمثلون العديد من الجمعيات أكتوبر - العاشر - بنى سويف - بدر - أسيوط، وغيرها إلى جانب اتحاد الصناعات إلى أقصى الشرق حيث بوابة مصر الملتهبة «سيناء»، رحلة طيران خاصة.. ونقاش استغرق أكثر من 4 ساعات حرص خلالها د.أحمد عمران - مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المجتمعية - أن يسجل «كتابة» كل شاردة وواردة دارت به.. موجها فى رسالة قصيرة يحملها من الرئيس تحذيرا من أن معدلات التنمية فى مصر وصلت لمرحلة وصفها بأنها «جد خطيرة»، وبعد طمأنة المستثمرين أن تأكيدات رئاسية بعدم استبعاد أو إقصاء أى من شركاء الوطن على جميع المستويات يناديهم بالعامية «الفصحى» قائلا: يا إخوانا.. فيه ناس كتير فى مصر - وبالطبع دون أن يحدد نسبتهم - مش لاقية تاكل»، يرد فريد خميس - رئيس اتحاد جمعيات المستثمرين - التحية الرئاسية بأحسن منها.. مؤكدا أن هذا الجمع المرموق لن يغادر قبل الاتفاق على 4 مشروعات.. مهما كانت المعوقات.. فمصر الآن - على حد تعبيره - لديها الإرادة لتغيير أى قانون.. وينأى بمستثمرى الاتحاد الذين يمثلون ثلثى منتجى مصر.. تفتح مصانعهم أبوابها ل 8 ملايين عامل، عن الانشغال بالأحداث السياسية الأخيرة، فوراءها ما وراءها من أغراض وأجندات لا علاقة لهم بها.. وليس لأى منهم مطمح فى الترشح لرئاسة الجمهورية.. يستطرد: نريد أن نقول لرئيس مصر الشرعى، كلنا نقف صفا واحدا خلفك.. ونعمل مع حكومة نثق فيها يدا بيد. ∎ فشل بامتياز تكشف المناقشات مع بعض ممثلى الوزراء الذين تغيبوا عن حضور اللقاء - الاستثمار - الصناعة - الكهرباء - التنمية المحلية - البترول - قصورا واضحا فى التعامل مع حماس المستثمرين. فتعترف رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة د. ليلى جورج بأن معوقات عديدة تواجه المستثمرين الأجانب الراغبين فى دخول هذا المجال لا تستطيع الحكومة ممثلة فى وزارة الكهرباء تلبية رغباتهم.. بمنحهم امتيازات تضمن لهم ما أنفقوه من مليارات الجنيهات على المشروعات التى نفذوها، وأيضا تضمن للمستثمر قيمة ما أنفقه من استثمارات إذا ما قررت الحكومة إنهاء تواجده فى أى وقت وحصوله على قيمة إنتاجه من الطاقة وهى ضمانات مكلفة للغاية، يقاطعها فريد خميس.. قائلا: هل لديك مشروعات جاهزة للتنفيذ لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لنبدأ تنفيذها فورا.. فترد بإجابة صادمة للحضور: للأسف لأ. يلتقط د. محرم هلال - رئيس جمعية مستثمرى العاشر طرف الحوار فيطالب بتوفير 2000 فدان لتنفيذ مشروع مشترك مع واحدة من أكبر الشركات العالمية الكورية فى مجال الطاقة الشمسية جاهز للتنفيذ خلال 6 شهور، فتكتمل المأساة باعتذار من اللواء طارق المهدى، أنه للأسف لا يستطيع تخصيص هذه المساحة، ويضيف لدينا مشروع مماثل ومن كوريا أيضا استثماراته 6,1 مليار دولار، ولم يصلنى حتى الآن رد من رئاسة الوزراء على خطاب رسمى طالبت فيه بتخصيص 3000 فدان لهذا المشروع.. ويستطرد: هناك خطة متكاملة لتنمية الوادى الجديد أرسلتها لمجلس الوزراء.. موضحا بها جميع المعوقات التى نواجهها مع الوزارات المختلفة.. والتشريعات والقرارات المطلوب إصدارها لبدء التنفيذ الجاد والفعلى لهذه الخطة ومحدد للحصول عليها منتصف ديسمبر المقبل.. وما لم يحدث، لدى - والكلام للواء المهدى - الشجاعة الكاملة للخروج على الرأى العام وإعلان أسباب فشل تنفيذ هذه الخطة. د. حماد عبدالله حماد - عميد كلية الفنون التطبيقية السابق والمسئول حاليا عن إعداد المخطط العام لمدينة الخارجة - يؤكد: إن لم يتغير قانون المحليات فليس للمحافظ أى سلطة على أى من موارد المحافظة، وهو أمر ينطبق على جميع محافظات مصر دون استثناء.. فدائما ما تحرك المحافظات قرارات فوقية لا سلطان للمحافظين عليها.. ويوجه كلامه للمحافظ قائلا: لديك أحلام وردية.. وللأسف لن تستطيع بالقانون الحالى تنفيذها. من جانبه يطالب سمير عقل - رئيس مجموعة «الفلاح» - أن تبنى خطط التنمية على ما لدينا من معوقات وقرارات بيروقراطية بعد عمل حصر للموارد والإمكانيات وتحديد الأولويات طبقا للاحتياجات الفعلية والملحة.. فبدون تعديل التشريعات الحالية ستظل أحلامنا «أبيض وأسود». ∎ تكسير عظام يكشف سمير النجار - واحد من أبرز المستثمرين الزراعيين - عن مؤامرة خبيثة لهدم الزراعة فى مصر بمنع توفيق الأوضاع لواضعى اليد.. واتهام هذا النظام بما ليس فيه باعتباره سيئ السمعة.. يقول: سبق أن طالبت رئيس الجمهورية الحالى بعدم ترك أمر الزراعة حاليا على عواهنه بعد أن تحولت الوزارة المختصة لوزارة كل مهمتها «الجباية»، وتكسير أي استثمارات فى اتجاه التنمية والاستصلاح الزراعى.. بدعوى مخالفة عقود التخصيص من بعض الشركات وتحويلها للنشاط العقارى، وهو أمر غريب.. ففى يد الوزير المختص تحرير عقود تتضمن شروطا فاسخة أولها تغيير النشاط.. بدلا من زرع جميع المعوقات فى مواجهته.. مشددا على أن سياسة حق الانتفاع التى يريدون حاليا التعامل بها مع الاستثمارات الزراعية لن تحقق تنمية حقيقية. يؤمن صفوان ثابت على كلام النجار قائلا: حفر البئر يتكلف عدة ملايين من الجنيهات لمياه محملة بجميع أنواع المعادن، لا يجزئ معها منح الأراضى بحق انتفاع مدته 25 عاما فقط.. بخلاف الارتفاع الشديد فى تكلفة العمالة والزراعة فى المحافظات النائية ومنها الوادى الجديد التى يكون من الأجدى استجلاب عمالة من تشاد.. بخلاف مشاكل توصيل التيار الكهربائى. رئيس شركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء أكد ل «روزاليوسف» أن العقبة فى توصيل التيار الكهربائى لأراضى الاستصلاح الزراعى تكمن فى عدم حصولهم على تصديق بالموافقة على حفر آبار المياه الجوفية.. ووجود سند ملكية من هيئة التنمية الزراعية.. وبدونهما مستحيل إطلاق التيار الكهربائى.ويكشف عن موافقة حصلت عليها مؤخرا إحدى الشركات الإماراتية لاستصلاح 15 ألف فدان بالوادى الجديد بعد حصولها على الموافقات الحكومية المطلوبة وتذليل جميع العقبات الإدارية والقانونية التى واجهتها بعد تدخل وزير الاستثمار الحالى أسامة صالح. تذهب مطالبة د. حسن راتب - رئيس جمعية مستثمرى سيناء - باستكمال الاكتتاب فى تأسيس جامعة الوادى الجديد «ال 100 مليون جنيه» خلال الجلسة أدراج الرياح.. فلم تخرج عن 20 مليون جنيه مناصفة بين فريد خميس وجامعة سيناء.. أما باقى المستثمرين من الحضور فلم يحرك أحد منهم ساكنا فى هذا الاتجاه.. فيما يطرح المحافظ اللواء طارق المهدى رغبة من بعض المستثمرين بإصدار صكوك إسلامية لتمويل إقامة الجامعة.. التى اقترح راتب أن يلحق بها أربعة مراكز بحثية تساندها الجامعة البريطانية وجامعة سيناء بما لديها من خبرات علمية ومنهجية ثابتة، لتكون أول جامعة أهلية بالجهود الذاتية فى هذه المنطقة النائية. ويحذر راتب من اختلال العلاقة الحالية فى مصر بين المكان والسكان لافتا إلى أن الوادى سيصاب بشلل تام خلال السنوات الثلاث المقبلة، وهو ما يستوجب تجهيز دراسات جدوى أولية لمشروعات اقتصادية حقيقية تطرح للاكتتاب العام وتستدعى البنوك للمشاركة فى تمويلها.. فالظرف التاريخى الصعب الذى تمر به مصر ومع القيادة السياسية الحالية التى تحتاج لمن يساندها، يصبح واجبا على المستثمرين اتخاذ خطوات جادة لإطلاق قاطرة التنمية من شرق مصر لمواجهة حالة الفوران السياسى الذى يواجهنا جميعا. ∎ ∎ مغريات كثيرة أكد عليها اللواء طارق المهدى محافظ الوادى الجديد لجذب انتباه المستثمرين لقطاعات بعينها من بينها الزراعة، قائلا: تمتلك المحافظة مياها جوفية تكفى لزراعة نصف مليون فدان.. ويحلم باستثمارات هائلة تتجه لمشروعات الأسمدة والأسمنت بمليارات الجنيهات من خلال طلبات حقيقية قدمت للمحافظة من عديد من الشركات ومنها أبوقير للأسمدة لإنشاء مجمع متكامل - أسيك للتعدين «مجموعة القلعة للأسمدة الفوسفاتية والمركبة - شركة الوادى الجديد للثروة المعدنية والطفلة الزيتية - شركة سويس مينرال- شركة الامتياز الدولى للتعدين - شركة أبوزعبل»، وإن أكد على أهمية «ترخيص مناجم فوسفات للشركات بالتعاون مع هيئة الثروة المعدنية والمحافظة» وضرورة مراجعة وزارة الزراعة لاشتراطاتها فيما يخص الاستصلاح الزراعى والموارد المائية التى تمنع وتعيق أى استثمارات تتجه لهذا النشاط.. بخلاف عدم صدور كراسة الاشتراطات المطلوبة من وزارة البترول لطرحها على المستثمرين الراغبين فى إنشاء مشروعات تعدينية.. وتعطل استثمارات كورية فى مجال الطاقة الشمسية مع كوريا بقيمة 6,1 مليار دولار لعدم موافقة مجلس الوزراء على تخصيص الأرض لهذا المشروع حتى الآن.. تتواتر أحلام المحافظ بإنشاء مجمع خدمات المستثمرين داخل المحافظة لتفعيل نظام الشباك الواحد.. الذى كان ضمن أولويات وزارة د. محمود محيى الدين تدفع به بقوة على امتداد جميع المحافظات.. وإن تم وقفه حاليا مع قدوم الوزير الحالى أسامة صالح اكتفاء بالموجود من هذه المجمعات وفقا لتصريحات مصادر مسئولة داخل هيئة الاستثمار. يباغت د. حماد عبدالله حماد المحافظ قائلا: بلاش تغرق فى أحلام الأبيض والأسود.. فأنت - موجها كلامه للمحافظ - لا تملك تخصيص أراض أو بيعها أو منحها لأى مشروع.. إلا ما يأتيك مباشرة من قاهرة المعز لدين الله.. وما عدا هذا فلا أمل فى تنمية حقيقية دون صلاحيات واسعة تؤكد على لامركزية القرار داخل المحافظات.. وتعيد سنة أحياها الرئيس الراحل أنور السادات «كل محافظ رئيس جمهورية داخل محافظته»، وهى سنة على ما يبدو دفنت مع من أطلقها، ولا يبدو أن هناك من لديه الجرأة على إعادتها للحياة مرة أخرى.