فى رد فعل من معسكر المنسحبين من التأسيسية على اتهامات معسكر المستمرين فيها بالعمالة لصالح أمريكا وإسرائيل، قال د.عماد جاد نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى إن هذه دعايا إخوانية على طريقة سياسات مبارك مهددا بثورة قريبة لو تم تمرير الدستور بهذه الطريقة وفى غياب القوى المدنية، وأكد أن المهلة التى منحها مرسى للمنسحبين «تهريج» فهو لا يقرأ الحقائق أمامه ولا ينظر إلا تحت قدميه!
وأكد أن القوى المدنية كانت ترغب فى حلول وسط، وعندما فقدت القدرة على الحصول عليها انسحبت على الفور، نافيا أن يكون انسحابهم من باب «الدور البطولى»!، وأضاف: إن هناك العديد من القوانين التى يوجد خلاف عليها أبرزها مواد المرأة والصحفيين والأطفال وتغيير الشعار والعلم، كما أن هناك بعض المواد التى تفسر المواد الأخرى، فهذه القوانين بها قصور وعيوب ومعترض عليها جميعا.
وتزامنا مع الحوار الذى أجراه د.جاد معنا كانت الكتلة المنسحبة تبدأ اجتماعها الطارئ برئاسة «عمرو موسى» لبحثة آلية تشكيل جبهة الإنقاذ الوطنى، والتى تهدف لعمل دستور جديد فيه التعديلات التى رفضتها القوى المستمرة فى التأسيسية.
وإلى نص الحوار:
∎ ما رأيك فى تطور الموقف السريع فى أعقاب انسحاب القوى المدنية من التأسيسية؟!
- انسحاب الكثير من القوى من التأسيسية هو أمر طبيعى نتيجة أخطاء فى هيكل وبنية التأسيسية التى قررت الانسحاب منها منذ تأسيسها.. لأنه ما بنى على باطل فهو باطل.
∎ هل من الممكن أن تمرر القوى المستمرة فى التأسيسية الدستور بشكله الحالى رغم ضغوط الرأى العام؟
- لا أعتقد أن الأوضاع ستهدأ والدستور لن يتم تمريره لأن هناك العديد من الجهات التى انسحبت من التأسيسية، فالدستور غير معبر عن كل الأطياف المصرية.
∎ وماذا عن المهلة التى منحها رئيس الجمعية التأسيسية لعودة المنسحبين؟
- هذه المهلة من قبل رئيس التأسيسية، فهذا ليس إنذاراً على يد محضر يقوم بإرساله للمنسحبين، فعن أى مهلة يتحدث، فهو لا يقرأ الحقائق التى أمامه، ولاينظر إلا تحت قدميه.
∎ هل تلقيت أى اتصالات للعودة إلى التأسيسية من جديد، وما هى آخر هذه المفاوضات؟
- لم أتلق أى اتصالات من أى جهات، فهناك جهات تتصل بأشخاص معينة يرغبون فى تمثيلها داخل التأسيسية للتعبير عن قوى معينة يضمنون بقاءها داخل التأسيسية، فهم ينتقون أسماء بعينها، يركزون عليها ويرغبون فى استقطابها.
∎ ما هو الاستثناء الذى يمكن العودة فيه إلى التأسيسية؟
- لا يمكننى العودة إلى تأسيسية.. فأنا انسحبت منها، فلا مجال للعودة لأن هناك عيبا جوهريا وواضحا فى تشكيل التأسيسية، فأنا لا أعترف بها لأن ما بنى على باطل فهو باطل.
∎ وهل تتوقع أن يكون مصير هذه التأسيسية كسابقتها مع ترقب الحكم عليها الاثنين؟!
- لا فرق بين التأسيسية الحالية والسابقة فهما وجهان لعملة واحدة، فأنا لا أوافق على التأسيسية الأولى ولا الثانية، فكلاهما بهما عيوب جوهرية، وخطأ فى بنيتهما وتشكيلهما، فلا يجوز سيطرة فصيل سياسى معين على التأسيسية يمكن من خلاله تمرير أى قانون.
∎ ما هى أبرز المواد التى يوجد خلاف عليها؟
- هناك العديد من القوانين التى يوجد خلاف عليها أبرزها القوانين الخاصة بالمرأة والصحفيين والأطفال وتغيير الشعار والعلم، كما أن هناك بعض المواد التى تفسر المواد الأخرى، وهذا أمر غير جائز، فهذه القوانين بها قصور وعيوب وأنا معترض عليها جميعا، وهناك اتصالات بجهات أخرى للعودة، فهناك أولويات لديهم لدى بعض الجهات والأشخاص المهتمين بعودتهم.
∎ هل توافق على تطبيق الشريعة فى الدستور الجديد؟
- يطبقون كما يريدون، فأنا لا اعترف بها من الأساس، فهم يطبقون ما يرغبون، ونحن جميعا معترضون على قرارات اللجنة.
∎ وماذا عن المادة الثانية والمساواة بين الرجل والمرأة؟
- هناك العديد من القوانين التى أرى أنه لابد من تعديلها وأنا غير مؤيد لها منها قوانين المرأة بوجه عام، لأن بها جدلا واسعا ولابد من تعديل هذه القوانين.
∎ ما تعليقك على انسحاب الكنيسة وانسحاب نقابة الصحفيين؟
- أنا لا أرى داعيا فى التعليق على انسحاب الكنيسة أو النقابة، فكلاهما سجلا موقفا واضحا ومحددا من التأسيسية، كما أن هناك العديد من اللجان والأسماء الشهيرة التى انسحبت منها عمرو موسى، والهيئة الاستشارية، وحسن نافعة، وعبدالجليل مصطفى، ونقيب الفلاحين وغيرهم.
∎ هل ترى أن انسحاب البعض من التأسيسية جاء لشعورهم باقتراب انهيارها ولذلك يقومون «بشو سياسى»؟!
- بعض الأسماء التى أعلنت انسحابها، انسحبت لأنها كانت ترغب فى حلول وسط، وعندما فقدت القدرة على الحصول على هذه الحلول الوسط انسحبت من اللجنة التأسيسية على الفور.
∎ هل ترى أن المنسحبين قوى هدامة ومخربة كما يرى البعض؟
- المنسحبون فشلوا فى الحصول على حلول توافقية فانسحبوا وليس هذا يعنى أنها قوى مخربة، ولكن اتهامهم بذلك هو دعايا إخوانية، وانتهاج لسياسات مبارك، فهم يسيرون على خطى مبارك حتى الآن!
∎ هل ترى أن صدور الدستور فى هذه الحالة سيتسبب فى حدوث ثورة قادمة كما يرى بعض القوى؟!
- بالتأكيد سيؤدى صدور الدستور فى حال صدوره إلى ثورة قادمة، كما أن استمرار الرئيس مرسى فى سياسته غير مرضٍ وسيتسبب فى ثورة قادمة لأن الأوضاع السياسية والاقتصادية مازالت قائمة ولايوجد أى تغيير، فالشعب مازال فى معاناته السابقة.
∎ كيف ترى المشهد السياسى فى حال صدور حكم قضائى عقب الاستفتاء على الدستور؟
- لو صدر حكم قضائى عقب الاستفتاء على الدستور، سيكون بدون مبرر، لأنه سيكون هناك استفتاء من قبل الشعب، وبالتالى ستكون هناك موافقة جماعية على الدستور الذى سيأتى بإرادة الشعب.
∎ هل ترى أن هناك بعض المواد من الدستور التى ستثير جدلا مثل التنازل عن مساحات من أرض مصر وزواج الأطفال؟
- هناك العديد من المواد التى يجب تعديلها ولا تجوز، فهناك مواد بها أخطاء كبيرة ويجب النظر إليها من جديد وتعديلها.
∎ هل تتوقع حكما ببطلان التأسيسية؟
- أرفض التعليق على أحكام القضاء لأن أحكام القضاء يجب احترامها وملزمة للجميع، وواجبة النفاذ.
∎ هل هناك تصور بعودة التأسيسية بنفس الأشخاص والأسماء؟
- الرئيس مرسى يفعل ما يشاء، فلا اعتراف بالتأسيسية لا الأولى ولا الثانية، فلا اعتراف بالتأسيسية من الأساس ولا يجب عودتها فى حال حلها!