قال د.سمير صالحة المفكر التركى عميد كلية القانون والدراسات السياسية بجامعة غازى عنتاب بأسطنبول والمختص بالشئون العربية والإسلامية أن مصر لا يمكن أن تتحرك وتتغير دون إصلاحات حقيقية فى الداخل، وأن الإصلاحات الدستورية الأخيرة فى مصر ليست نهائية حاسمة وأن الرئيس المصرى سيقود عملية إعلان دستور آخر بأسلوب وطريقة حضارية تجمع الشمل وتوحد شرائح المجتمع المصرى. جاء ذلك فى الندوة التى نظمتها اللجنة الإعلامية للأمير طلال بن عبدالعزيز بعنوان «مصر الواقع والدور» برعاية وحضور الأمير طلال وحضرها عدد كبير من المفكرين السياسيين والأدباء والشعراء وأصحاب الرأى منهم د.مصطفى الفقى، عبدالمعطى حجازى وأسامة الغزالى حرب، ود. صبرى النبراوى.
وأوضح صالحة أن هناك مشاكل وعقبات تقف الآن أمام مصر كى تستعيد دورها الريادى، ومن هذه العقبات أن مصر لم تكشف عن رؤيتها الاقتصادية، فنحن ننتظر الرؤية الاستراتيجية وتفاصيل خطة انتشال مصر وإعادتها إلى قلب مركز القرار الإقليمى، والعائق الثانى ترجمة شعار «الحرية» المتفق عليه فى ساحة التحرير حيث يبدأ التطبيق والممارسة، وأشار إلى أن شهر العسل بين القوى السياسية التى تعاونت على إسقاط مبارك انتهى وبدأ صراع بينها من أجل تحديد شكل نظام الحكم الجديد.
وأشار إلى أن أردوغان عندما تحدث فى مصر عن العلاقة بين العلمانية والدين لم يكن يدعو النخب المصرية إلى تطبيق العلمانية، بل أراد أن يوجه أربع رسائل إحداها للحركات الإسلامية فى العالم العربى التى تتطلع إلى المشاركة فى السلطة أراد أن يحتفظ بمساحة بينه وبينهم حتى لا يحسبوا عليه أو يحسب هو عليهم.
والثانية أراد أن يوصلها إلى جماعات التطرف والتشدد الإسلامى داعيًا فيها إلى تحرير السياسة من نفوذهم وإحداث القطيعة معهم، الرسالة الثالثة كانت موجهة إلى الاتحاد الأوروبى لمراجعة الموقف مع تركيا وتمكينها من الانضمام شريكا كاملاً فى المجموعة الأوروبية، الرسالة الرابعة أراد بكلامه أن يرد على الدعابات الإسرائيلية فى الغرب التى تدعى أن تركيا تشجع قيادات الربيع العربى بما يسهم فى نشر التطرف الدينى، وقال إن أردوغان بكلامه المنحاز إلى العلمانية أعلن موقفه ولكن المصريين لم يأخذوا برسائله.∎