الكل متفق على تغيير اللائحة .57 والأنبا باخوميوس أوجد أفكاراً جديدة من خلال المناقشات لكن مع الإبقاء على القرعة الهيكلية فهى يد الله فى اختيار البابا البابا لا يعمل بمفرده فهناك المجمع المقدس والمجلس الملى والأوقاف.. وكنيستنا مجمعية لا باباوية.. وأنا مع البت السريع فى الملفات من خلال الإيبارشيات ولذلك سأزيدها لأنها المايسترو! لا صراع داخل الكنيسة.. ولن أسمح بوجوده، فكل الأساقفة إخوة.. والدليل على ذلك مجىء الأنبا رافائيل لتهنئتى.. والعلمانيون دورهم كبير خاصة فى الأمور السياسية والمدنية. مواقفه القوية فى الأيام التى تلت اختياره للباباوية، أكدت أن البطريرك الجديد تواضروس الثانى بالفعل رجل محورى وامتداد حقيقى للبابا الراحل (الداهية المتسامح) شنودة الثالث.. ففى حواره المهم مع «روزاليوسف» فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون المتواجد فيه حتى التنصيب، شدد على رفض هجرة أو تهجير الأقباط ن ورفض دستور الدولة الدينية.. مهادنته المؤقتة فى بعض الملفات الحيوية يهدف بها للدراسة لا للاستسلام بما فيها ملف (السلفيون) آراؤه بالفعل ثورية لكن بها العبق المحافظ ويبدو هذا واضحا فى كلامه عن الطلاق أو بالأحرى التطليق.. هجومه على من انحرف بالثورة ويؤكد أن الكنيسة فى عهده لن تكون روحية فقط بل مسيسة أيضا حتى لو كان سيتم ذلك من خلال مهام يوكل بها العلمانيون وفق قوله.
رسالتى حب وسلام وعطاء.. وأقول للكل على أرض مصر يارب ساعدنا جميعا هذا الحوار الاستثنائى جاء فى ظل التواجد الكثيف والتوافد المستمر إلى دير الأنبا بيشوى.. كان اللون الأسود طاغيا على المكان، أساقفة وكهنة ورهبان، كلهم من رجال الإكليروس والكهنوت الذين تسارعوا لتهنئة البابا الجديد.. ووسط هذا الزحام حرص البابا على الإجابة عن كل تساؤلاتنا وكشف لنا عن العديد من القرارات المهمة التى سيتخذها قريبا. ∎ ما شعورك ونحن نحدثك وأنت قداسة البابا تواضروس؟ - أشكر الله على كل شىء والذى أهدانى فى عيد ميلادى هدية كبيرة لا أستحقها، منصبِ مهيبِ مسئوليته لن تكون سهلة، وأشكر الجميع وأتمنى أن أكون على قدر المسئولية الجديدة، وفى هذه الأيام أتذكر كل الذين تعلمت على أيديهم وتربيت على أيديهم، وصولا إلى الكنيسة، والآباء الذين تعلمت منهم الكثير.
∎ البعض يتحدث عن وجود صراعات داخل الكنيسة.. فما تعليقك؟ - لا يوجد صراع أو تنافس داخل الكنيسة، ولن أسمح بوجود هذا، وأن كل الأساقفة إخوة أحباء، والدليل على ذلك زيارة الأنبا رافائيل الأسقف الذى كان من ضمن مرشحى القرعة الهيكلية والاتصالات التى توافدت علىَّ عقب إعلان اسم البابا. ∎ هل تأثرت الكنيسة بالظروف الصعبة الحالية التى تمر بها مصر؟ - الكنيسة القبطية المصرية هى المؤسسة الوحيدة التى بقيت مستقرة ومستقلة عبر العصور رغم مرور الوطن بعصور احتلال أجنبى، والكنيسة مخلصة دائما للوطن ونفتخر بأنها مصرية، وأعتقد أن مصر مرت بالعديد من الظروف الصعبة ولكنها ستقوم وستتعافى. ∎ كيف سيكون دور الكنيسة فى المجتمع، وهل هى مؤسسة دينية أم سياسية وفق رأيك؟ - الكنيسة مؤسسة روحية أولا واجتماعية ثانية، فهى روحية تنتمى للسماء ومؤسسة تخدم فى الأرض، إذ ينبغى أن يكون الخط الروحى أولا واضحا ومفعلا على كل المستويات من الطفل حتى الشيخ والمرأة وهذا يبدأ بالكتاب المقدس، ولذا الخط الروحى هو البداية لكى تكون كلمة الله حاضرة وعاملة، أما الخط الاجتماعى، فيجب أن يقوده الخط الروحى من خلال المهرجانات والأنشطة والعلاقات بيننا وبين الإخوة فى الوطن، وهو الحب العملى من خلال المواقف والأزمات والمناسبات والأعياد.. وأميل أن تكون هناك أمور مشتركة، وما شهدناه فى ثورة يناير وميدان التحرير والشباب الذى كان ينظف الشوارع شباب وفتيات، مسلمين ومسيحيين كانوا نموذجا لهذا العمل المشترك. ∎ كيف ستتخذ قراراتك الحاسمة فى ظل مرحلة جديدة تقود فيها الكنيسة؟ - البابا شخص لا يعمل بمفرده ولكن يعمل من خلال المجمع بمعنى أن كنيستنا كنيسة مجمعية وليست بابوية، وبالتالى فالقرار ليس فى يد البابا، ولكنه فى يد المجمع ثم أعضاء المجلس الملى والأوقاف، وهم قامات فى الخبرة. كما ستتم دراسة هذه الملفات من الإيبارشيات، وأصارحك أنا مع فكرة التركيز فى الإيبارشيات، أى إنشاء إيبارشيات جديدة فى المناطق الواسعة، فوجود الراعى أمر مهم، فهو المايسترو الذى يقود الخدمة ويجب البت فى هذا الأمر سريعا.
∎ ولكن هل ترى أمام أعينك إنجازات الباباوات السابقين أم سيكون لك طريقك الخاص؟ - سأكمل ما فعله البطاركة السابقون والأساقفة الحاليون، لأن كنيستنا بها مواهب عديدة، وإن نجاح العمل يحتاج إلى الإدارة واللوائح ودستور عمل للكنيسة، وأؤكد لك أن الإدارة الناجحة لا تتعارض مع الديمقراطية. ∎ الكنيسة بلا شباب.. كنيسة بلا مستقبل.. هل ستدعم هذه المقولة؟ - أنا أرددها معك.. بل أقول لك إن الكنيسة القبطية فى المستقبل ستكون أكثر شبابية، وسوف يكون للشباب دور مهم فى الخدمة، وبالتالى فى المجتمع كله، لأن الشباب هو حياة الخدمة فى الكنيسة ولا يمكن على الإطلاق الاستغناء عنهم. ∎ العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ثابتة ومتينة فى مصر ولكنها تتعثر فى بعض الأحيان.. ما تعقيبك؟ - لابد من استمرار العيش المشترك مع أشقائنا فى الوطن إخوتنا المسلمين وهذه مسئولية كبيرة، وكان يعجبنى أن يقال أن البابا شنودة صمام أمان لكل المصريين ونحن وإخوتنا المسلمون لنا تاريخ مشترك وفن واحد وجذور مشتركة، ويجب أن نشجع أولادنا على الخروج من الكنيسة والاندماج فى المجتمع، مؤكدا أن أهم استثمار فى الوطن هو الاستثمار فى البشر، ولابد من أن نشغل أنفسنا بما يجمع أبناء الوطن الواحد لا بما يفرقهم.
∎ من المؤكد أن قداستك سوف تغير لائحة 57 الخاصة بانتخاب البابا؟ - الجميع متفق على تغيير لائحة 57 بالمجمع المقدس، ويجب أن يعد مشروع جديد ويأخذ قنوات الشرعية وخبرة الأنبا باخوميوس ولجنة الترشيحات كوّنت حصيلة رائعة من خلال المناقشات حول أفكار جديدة للائحة لبحث إيجاد لائحة جديدة تتفق مع هذا الزمن، مع بقاء القرعة لأنها كلمة الله فى اختيار البابا. ∎ هل سيكون للعلمانيين دور فى الكنيسة وكيف ستتعامل معهم؟ - كل إنسان له فكر، وعندما ينشأ الإنسان من قلب الكنيسة سيكون مقبولا عند الجميع والذى يتحدث ويخدم سيكون له وجود، وبالتالى فالكنيسة مفتوحة لجميع أبنائها. ∎ هناك قضايا عديدة ومشكلات معقدة فيما يخص الأحوال الشخصية.. وخاصة مشاكل الطلاق والزواج الثانى.. ماذا سيكون دورك فى حل هذه المشكلات؟ - يجب أن نفرق بين الطلاق والتطليق.. فالطلاق لا يجوز إلا لعلة الزنا.. أما التطليق فهو له أسباب كثيرة، الجزء الآخر يجب أن يكون هناك عامل وقائى أى عملية الفحص الجيد قبل الزواج وعدم التسرع فى اختيار شريك الحياة، وهذا الأمر سيكون ملفا مهما فى المرحلة المقبلة ويجب فتحه بدقة، ولكن يجب ألا ننسى أن قانون الأحوال الشخصية الموحد لكل المسيحيين معطل من أكثر من 35 عاما، وتعاقب عليه وزراء عدل وهو حبيس الأدراج، فالأزمة ليست كنسية فقط، ولكنها من جانب الدولة أيضا، ولكن فى النهاية هذا الملف سيكون له أولوية أيضا.
∎ دعنا نتحدث عن أقباط المهجر، وكيف ترى محاولة فصلهم عن مصر؟ - أقباط المهجر هم كنز مصرى ومسيحى، وكنز للمجتمعات التى يعيشون فيها، وهم كنز علمى وثقافى واقتصادى وروحى، فمثلا نجد كاردينال النمسا يقول عن أقباط النمسا أنتم نور النمسا ومحاولة فصلهم عن مجتمعنا أمر خاطئ.
∎ ولكن هناك اتهامات لهم بالعمالة ضد مصر؟ - من المستحيل أن يكون هؤلاء عملاء.. ولصق اتهامات العمالة بهم أمر غير صحيح لأنه صدر فى وقت ما لهدف سياسى فى السبعينيات، ولكن سيظل دورهم مصريا مرتبطين بالوطن ويجب ربطهم بالوطن خلال المرحلة المقبلة.
∎ بصراحة.. ما رأيك فى ثورة 52 يناير؟ - البداية كانت جيدة، ولكن ما هى إلا أيام وأخذت الثورة فى الانحراف عن أهدافها ولم يعد أصحابها الأصليون موجودين. ∎ مع ثورة يناير تصاعدت موجة هجرة الأقباط للخارج وشهدت مصر أيضا حالات تهجير فى بعض المدن المصرية.. كيف تقرأ ذلك الأمر؟ - مصر وطن ليس له مثيل فى العالم ويكفى أن أرضه أرض مقدسة، وبالتالى لا يضارعه أى وطن فى العالم وإن كانت مصر تتعرض فى بعض الأوقات لبعض الضعف، فأوقات كثيرة فى تاريخها أوقات قوة وأوقات سلام وأوقات محبة، بلادنا غالية علينا، وبلادنا شهدت وجود المسيح فيها وكان يسير على أرضها، فمسيحيو مصر هم أكبر تواجد للمسيحيين بالشرق الأوسط، لذا فوجودنا مهم فى الأماكن التى عاش فيها، والهجرة لن تكون حلا.
∎ ما رأيك فى خروج الأقباط عن الكنيسة فيما يخص القضايا السياسية.. وهل سيكون لك دور سياسى؟ - أنا مصرى مسيحى، وبعد ثورة يناير تغيرت الدنيا، فكانت المظاهرات قبل الثورة داخل الكنيسة، أما الآن يذهب الأقباط ويتظاهرون أمام ماسبيرو أو مجلس الوزراء أو التحرير، وهذا أمر جيد مادام أنه تعبير دون عنف فى إطار سلمى وبلاشك الكنيسة أصبح دورها روحيا أولا، والمشكلات مع الدولة يجب أن تكون مهمة العلمانيين بالكنيسة، وإذا كانت الدولة تلجأ للحوار مع رأس الكنيسة كطريق مختصر وسهل لوجود تعدد فى الحركات القبطية، فهذا يحتاج إلى إعادة ترتيب من الداخل لتمثيل العلمانيين ليكون واضحا.
∎ ماذا تقول للمصريين وما هى رسالتك؟ - رسالتى حب وسلام وعطاء، وأنا أقول للكل على أرض مصر يا رب، ساعدنا جميعا، وأطلب صلواتكم، وصلوا من أجل هذه المكانة وهذا المنصب، لأن الإنسان لا ينجح فيه إلا من خلال روح الصلاة وفى نفس الوقت أقول باعتبار المسئولية جديدة بالنسبة لى أحمل قلبا منفتحا لكل واحد على أرض مصر وأعتبرهم أخوة وأشقاء وأحباء وقلب الكنيسة مفتوح لكل إنسان مادمنا نعيش على هذه الأرض المقدسة أرض مصر.∎