فتح قلبه ل «روزاليوسف» فى حوار خاص كاشفا عن أمراض الوسط الكروى :
الدهشورى حرب : كيف يعود الدورى و4 وزراء داخلية تغيروا منذ قيام الثورة؟
دخلت الكرة المصرية فى طريق مسدود وفشلت جميع المحاولات المبذولة فى حل أزمتها فأصبحت عودة الكرة للحياة مثل الولادة المتعسرة، ولم تعد طموحات أكبر المتفائلين بعودة النشاط الكروى قدر المسئولية الأمنية التى تتحملها الدولة أو وزارة الداخلية، ورغم جميع المناقشات والاجتماعات التى جرت فى الغرف المغلقة ورغم ممارسة الضغوط الرهيبة على وزارة الداخلية للموافقة على عودة النشاط الكروى فإن جميع أصحاب الرأى المؤيد لعودة الحياة الكروية اصطدموا بالأمر الواقع، حتى أعلن وزير الرياضة رأيه أخيراً فى هذه القضية بعد أن كان أكثر المتشددين لعودة الدورى فى موعده بأى حال، ولكنه أكد أن هذه العودة على الورق فقط، بعد أن اكتشف حقيقة الأمر وصعوبته فى آن واحد.
ورغم ما يجرى فى اتحاد الكرة سواء من اللجنة السابقة التى كان يرأسها أنور صالح أو اللجنة الحالية من محاولات لإعادة النشاط الكروى فإن الواقع الباهت أجبر كل هؤلاء على التزام الصمت وانتظار الفرمان الأمنى إما بالموافقة على عودة الدورى أو الانتظار حتى يستقر الأمن فى أنحاء البلاد، خاصة أن مسابقة الدورى سيشارك فيها 19 ناديا من مختلف محافظات مصر بما فيها النادى المصرى الذى قرر مؤخرا التراجع عن قرار الاعتذار عن عدم المشاركة خوفا من تطبيق اللائحة عليه بعد أن فشل اتحاد الكرة أو اللجنة الحالية أو السابقة فى تحديد موقفه القانونى من المشاركة أو عدمها.
أمام هذا كله كان من الضرورى أن تلتقى «روزاليوسف» مع إحدى الشخصيات الإدارية القوية التى أدارت اتحاد الكرة فى الزمن الجميل وأحد رجال الشرطة أيضا السابقين حيث تمت مواجهته بما يجرى فى الساحة الكروية الآن.
اللواء يوسف الدهشورى حرب رئيس اتحاد الكرة ووكيل إدارة شئون الضباط الأسبق بوزارة الداخلية قال إنه لن ترجع الكرة إلا بعد أن تسترد الشرطة هيبتها وأن تقف الدولة على أقدامها بعد أن انتشرت البلطجة فى جميع ربوع مصر، ولابد أن يسترد الأمن عافيته وتستعيد الدولة هيبتها أولا، فلا يوجد أحد يستطيع أن يأخذ حقه الآن حتى فى قسم الشرطة ولابد أن نتفق أولا على عودة الأمن، لأنه من المستحيل أن تعود الكرة فى ظل بلطجية يتربصون بلاعبى المصرى ولن تعود الكرة فى ظل بلطجية يتربصون بأهالى الشهداء ببورسعيد، وقد تغير 4 وزراء للداخلية و4 محافظين، وهناك حركة للمحافظين بعد أيام وسيتغيرون مرة أخرى قريبا، لأن المحافظ محافظ للأمن، ولابد أن يشعر الناس بالأمن أولا، والدولة مازالت غائبة، وحينما نطبق القانون الآن على البلطجية لا تعلن العقوبات وللأسف العقوبات سرية فى حين أنه كان من قبل يتم قطع رقاب البلطجية والتصدى لهم بكل حزم.
وأضاف حرب الدهشورى أن ما يحدث فى اتحاد الكرة يحدث فى مصر كلها، فالقيادات كلها مهزوزة وتخشى نتائج قراراتها ولا يوجد صاحب قلب ميت يتخذ قرارات تتفق مع القوانين والمبادئ والقيم حتى وزير الرياضة السابق الذى أمضى سنة لم يستطع أن يتخذ قرارا واحدا طوال مدة خدمته، ووزير الرياضة الجديد اتخذ قرارا وألغاه فى اليوم التالى، وطالما الأيدى خائفة ومرتعشة فلن يتم اتخاذ قرار للصالح العام، والقيادات تخشى البلطجية والاعتداء عليهم، وهناك محافظون يخشون دخول مكاتبهم ومحافظاتهم إلى الآن بسبب الجماهير.
وقال رئيس اتحاد الكرة الأسبق: ولكى تكون فى مصر كرة واقتصاد وأمان سنحتاج إلى القوة المتمثلة فى الأمن وأن تعود بقدراتها وإمكاناتها وبخلاف ذلك لن تكون هناك دولة، حتى تونس الأهدأ حالا أقاموا فيها الدورى بدون جمهور، والدورى بدون جمهور لا طعم له، وما يحدث فى مصر الآن بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير حدث بعد نكسة 67 وتوقفت الكرة وانهارت الكرة المصرية عربيا وأفريقيا ودوليا وأصبحت تحت الصفر، ورغم أننا كنا سادة أفريقيا ونهزمهم بفرق مدارس وإحنا فى البيوت سبقونا وانقلبت الأمور وأخذت الزعامة غانا ونيجيريا وجنوب أفريقيا والكاميرون واحتكروا البطولات، وسافرت الأندية المصرية مثل الأهلى والزمالك والإسماعيلى والترسانة للعب فى الدول العربية ولم يغن هذا كله عن الدورى المصرى، وستظل الكرة متدهورة فى مصر حتى يعود الاستقرار والأمن.
وتساءل حرب الدهشورى: كيف لمجلس إدارة الزمالك وكيف لجماهير الزمالك أن تحاسب حسن شحاتة ولاتوجد كرة فى مصر، ولن تكون هناك كرة فى مصر أو فى الزمالك قبل عودة الأمن، ولن تعود الكرة بسبب انتشار البلطجة فى الكرة وفى السياسة، وكيف تحاسبون الناس ولاتوجد رياضة، ولا يوجد واحد يجرؤ على اتخاذ قرار مثل الذى اتخذته فى التسعينيات حينما وصل الإسماعيلى والأهلى لنهائى الدورى وتساويا فى النقاط والأهداف واللائحة تنص على إقامة مباراتين ذهابا وعودة وبناء على معلومات تلقيتها اتخذت قرارا عاجلا بتعديل فورى للائحة وإقامة مباراة فاصلة واحدة وعلى أرض محايدة فى نادى المحلة بينهما وفاز الإسماعيلى على الأهلى وفاز ببطولة الدورى، بالتالى لكى أنقذ جماهير الناديين من مجزرة كان مرتبا لها، أما الآن فلا يوجد رئيس لاتحاد الكرة يستطيع أن يتخذ مثل هذا القرار ولا حتى أكبر فتوة، ولهذا أقول لمن يطالب بعودة الدورى: اصبروا حتى يعود الأمن لأن الأمور كلها متشنجة، ولن يستطيع وزير الداخلية أن يتخذ قرارا بعودة الدورى وإذا أصدره وحدثت كارثة سيحملونه المسئولية.
وأشار اللواء حرب الدهشورى إلى أن ما يجرى فى الجمعية العمومية لاتحاد الكرة الآن والصراعات حول الانتخابات طبيعى لأن الجمعية العمومية لاتحاد الكرة ذات طابع خاص وليس لها علاقة بما يحدث فى المجتمع السياسى وترتبط بمصالح وفى الماضى كانت ترتبط بالعمل أيام الزمن الجميل.
أما الآن فهى ترتبط بمن سيدفع لها، أى أنها جمعية عمومية مبرمجة ومرتبكة بسبب فقر الأندية لأن معظم الأندية تحت خط الفقر ولهذا تدعم من سيقف بجانبها ويعطيها ويقدم لها الإعانات من رجال الأعمال وللأسف إن معظم قائمة هانى أبوريدة تضم شخصيات غير مقبولة ولا تصلح نظرا لتجاوزاتهم السابقة سواء فى عهد سمير زاهر أو قبل سمير زاهر لعدم إيمانهم بالديمقراطية وبحقوق الأندية وللأخطاء الكثيرة التى وقعوا فيها وأثبتت فشلهم بسبب كثرة مشاكلهم.∎