فى خطوة مهمة جددت «الأخوات المسلمات» مطالبهن لمكتب إرشاد جماعة الإخوان بالمقطم، بالسماح لهن بلعب دور تنظيمى أكبر، إذ أدين خلال الفترة الماضية، والمنتهية باختيار د.محمد مرسى رئيسا للبلاد دورا ملموسا فى حشد أصوات الناخبين لصالح مرشح الجماعة. ظل جناح الأخوات المسلمات بلا ظهور أو حضور خلال خمسين عاما أو أكثر وكان عملهن يتسم بالسرية ولا يختلف كثيرا عن طريقة قسم الإخوان المسلمين فى التعامل مع الأمور فى ظل حكم مبارك تحديدا.. ولحساسية وضع المرأة بالنسبة للجماعة ولأن معظم قيادات التنظيم النسائى هن زوجات القيادات بالجماعة ومكتب الإرشاد، قرر المرشد وأتباعه تهميش دور التنظيم النسائى وتجميده لأجل غير مسمى قبل الثورة على أن يستمر عملهن فقط فيما يخص الجانب الدعوى ولكن فى نطاق ضيق للغاية بالإضافة إلى المشاركة فى النشاطات الاجتماعية للجماعة.
وبحسب مطالب نساء الجماعة، فإنهن قد خرجن فى المظاهرات جنبا إلى جنب مع رجال الجماعة.. وكان لهن الدور الأبرز فى نجاح العديد من المهام التنظيمية، حتى أن بعض المسئولين عن اللجان الانتخابية صرحوا بأن الأخوات ساهمن فى حشد ما لا يقل عن 3 ملايين صوت انتخابى فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية ومثلها فى الانتخابات البرلمانية السابقة.. وما يفوقه فى الانتخابات الرئاسية!
وبسبب هذه المشاركات السياسية الإيجابية للأخوات شهدت الجماعة منذ نجاح الثورة حالة من الجدل الحاد حول وضعية الأخوات فى الجماعة؛ وارتفعت أصوات الأخوات تطالب بضرورة تعديل وضعيتهن لتكون مساوية لوضعية الإخوة، مجددات الرسالة المفتوحة التى تقدمت بها «رشا أحمد» - 04 عاما - قبل عامين، إلى المرشد وأظهرت فيها اعتراضها على وضعية الأخوات داخل الجماعة وتحديدا فيما يخص المناهج التربوية التى تتدنى كثيرا عن مناهج الرجال فكريا مما تسبب فى التراجع الفكرى لنساء الجماعة، وهو الأمر الذى دفعها إلى التساؤل عن دواعى هذا التفاوت الكبير مستندة إلى أن الله عز وجل خاطب المرأة فى خطاب التكليف كما خاطب الرجل. وقالت رشا أحمد فى رسالتها: «فلماذا تكون عندنا مناهج للرجال وأخرى للسيدات».
وكانت رشا قد اعترضت فى رسالتها على ما سمته الممارسات التمييزية ضد الأخوات، التى تتجسد فى الإقصاء الممنهج لهن من اللجان المهمة مثل اللجنة الإعلامية، واللجنة السياسية وحصرهن فى لجان مهمشة وذلك بالإضافة إلى حرمان الأخوات من الانتخابات فى اختيار المشرفين على القسم النسائى، على الرغم من أن آلية الانتخاب يتم تطبيقها فى هياكل الجماعة كافة، واعترضت على إبعاد المرأة بشكل عام عن دوائر صنع القرار داخل الجماعة.
إلا أن هذا الأمر تم تجاوزه مرحليا بسبب الأزمات التى صادفتها الجماعة فى حينه.. لكن بعد الثورة بحوالى شهرين بدأت الاحتجاجات النسائية بشكل واسع داخل الجماعة.. وامتدت الثورة المصرية من ميدان التحرير لتلقى بظلالها على قسم الأخوات ولم يعد الأمر كما كان مجرد مطالبات ومناشدات.. بل تحول إلى أفعال وتحد مباشر لإرادة جماعة الإخوان. فقد أصرت بعض الناشطات والمسئولات عن إدارة الحلقات النسائية فى بعض المناطق على رفض إشراف المسئولين الرجال فى محاولة جديدة وناجحة للاستقلال عن سطوة ذكور المقطم.. ولايزال الشد والجذب مستمرا!