اللهم لاشماتة.. وسبحان الله يعز من يشاء ويذل من يشاء.. وقد سقط الإخوة وترجرجت بهم الدنيا.. عسى أن يتعظ كبارهم.. وكانوا يتربصون بنا ويتخفون فى الذرة.. لكن ربكم مع المنكسرين جابر. كان القرار الأول لرئيس مجلس الشورى.. وقبل أن يعتلى كرسى الرئاسة.. هو تأميم الصحافة القومية لصالح جماعة الإخوان.. هكذا دون لف أو دوران.. ومنذ أن تولى الدكتور أحمد فهمى موقعه فى مجلس الشورى.. أعلن بصريح العبارة أنه فى سبيل تغيير 42 رئيسا لتحرير الصحف القومية.. هكذا خبط لزق لم يفرق بين صحيفة ناجحة وصحيفة على باب الله.. هو لم يدرس الملفات.. لم يستمع لمستشارين.. هو اعتمد فقط على أنه نسيب محمد مرسى رئيس الحزب ولابد أن يجامله.. أن يفعل ما يريده مرسى فى معركته مع الصحافة.
مرسى الذى يفتقر للقبول وللخبرة فى التعامل مع الميديا.. كان يرى أن الصحافيين هم سحرة فرعون.. ويؤكد أنهم مرتشون وأن عنده ملفات جاهزة بمخالفاتهم ورشاويهم!
الأخ أحمد فهمى رئيس الشورى قال مفسرا قراره بتأميم الصحافة.. على لسان زميله أحمد فتح الباب.. بأن تأميم الصحف القومية سوف يبدأ بروزاليوسف تحديدا.. لماذا يا سيد.. لأن روزا لا تكتب عن فضائل جماعة الإخوان.. لا تمتدحها أبدا.. وتنتقدها باستمرار.. ولهذا فهى أحادية التوجه تستحق الإغلاق بالضبة والمفتاح!
هو لا يدرك أننا من أنصار الدولة المدنية.. وأننا لا نطبل أو نزمر لأى قوى سياسية.. نحن نعمل عند القارئ ورزقنا على الله.. نحن وطوال عهود طويلة تعرضنا للمضايقة والملاحقة.. وأحيانا المصادرة.. لأننا لسنا ظلا للحاكم.. نحن ندرك أن وظيفة الصحافة هى كشف الحقائق وتعرية السلبيات.. والكتابة الإيجابية بما يفيد القارئ الذى هو عمنا وتاج رأسنا. صحيح أننا لم نمتدح التيار الإخوانى أبدا.. لكننا أيضا لم نمتدح التيار الآخر.. نحن نترك للقارئ مساحات من الحرية والفهم كى يستوعب الدروس ويختار بنفسه التيار الذى يجب أن ينتمى إليه.. وتلك عادة روزاليوسف طوال تاريخها الممتد لما يقارب المائة عام.
وطوال تاريخها انحازت روزاليوسف إلى المرأة والفن والدولة العصرية.. لم تفرق بين قبطى ومسلم فى التعامل.. فماذا تتوقع من روزا والجماعة إياها تعلن عداءها للمرأة والفن والأقباط والديمقراطية وحرية الإبداع؟!
ماذا تتوقع سيادتك ورموز الجماعة وقادتها يكفرون الديمقراطية والليبرالية التى هى زندقة وخروج عن صحيح الدين..!!
هل كانوا يتوقعون أن تقف روزا من باب المجاملة ومسك العصا من المنتصف.. أن تقف تارة مع الإخوان وتارة مع التيار المدنى كما يفعل بعض الزملاء هذه الأيام.
هل تصوروا أن روزا مجرد تاكسى بالنفر يركبه من يدفع البنديرة.. ثم ما هى حكاية أن الصحفيين هم سحرة فرعون.. وكيف تتوقع سعادتك أن يكون رد فعلنا وهجماتكم يومية على الصحافة القومية التى تصور أنه امتلكها لمجرد أنها تابعة لمجلس الشورى!!
لقد نسى الأخ مرسى وتابعه أحمد فهمى أن الصحافة من نوعية روزا لا تباع ولاتشترى.. صحيح أن صاحبتها ومؤسستها واحدة ست.. لكنها علمتنا أن نكون رجالا..!